الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتَّواصي بنفعِ المسلمين، ودفعِ المضارِّ عنهم، كما بيَّنَ ذلك اللهُ جلَّ وعلا في سورةِ المجادلة، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ
…
تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
(1)
.
س: الحسد في الإسلام موجود أم غير موجود؟ وإذا كان يوجد حسد بين الناس فكيف تتعامل معهم
؟
ج: الحسدُ تمنِّي زوالِ النِّعمةِ التي أنعمَ اللهُ بها على المحسودِ، وقد أمرَ اللهً نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بالاستعاذةِ من شرِّ الحاسدِ إذا حسد، فقال تعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} ، ومعنى إذا حسد: إذا أظهرَ ما في نفسِهِ من الحسدِ، وعملَ بمقتضاه، وحملَهُ الحسدُ على إيقاعِ الشَّرِّ بالمحسود.
والحسدُ على درجات:
الأولى: أنْ يُحبَّ الإنسانُ زوالَ النِّعمةِ عن أخيهِ المسلم، وإنْ كانت لا تنتقلُ إليه، بل يكرهُ إنعامَ اللهِ على غيرِهِ ويتألَّمُ به. الثانية: أنْ يُحبَّ زوالَ النِّعمةِ عن غيرِه لرغبتِه فيها؟ رجاءَ انتقالِها إليه. الثالثة: أنْ يتمنَّى لنفسِهِ مثلَ تلك النَّعمة، من غيرِ أنْ يُحِبَّ زوالَها عن غيرِه، وهذه الدَّرجةُ جائزةٌ، وليست من الحسدِ في شيء، بل هي غِبْطَة.
(1)
«فتاوى اللجنة الدائمة» (26/ 28).