الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: بعض الناس يرى المنكرات من الشركيات وعبادة القبور والسحر وغيرها ولكنه يقول: لا يجب عليَّ الإنكارُ؛ لأنه توجد جهات خاصة، كما أنه لا يقوم بإبلاغ الجهات عنهم، فماحكمه
؟
ج: مَن رأى شخصًا يرتكبُ أحدَ المنكراتِ أو البدعِ فإنَّهُ ينبغي لهُ أن يقومَ بمناصحتِهِ برفقٍ ولينٍ وحكمةٍ ويدعُوهُ إلى اللهِ بالتي هي أحسنُ، ويُبيِّنَ له الحقَّ لعلَّه أنْ يُقلِعَ من ذنبِهِ ويتوبَ إلى اللهِ سبحانَهُ توبةً نصوحًا، وعليه أنْ يبذلَ جهدَهُ في إزالةِ ذلك المنكرِ وتغييرِهِ حسبَ قدرتِهِ واجتهادِه؛ لما ثبتَ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:«مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» ، رواهُ الإمامُ مسلمٌ والتِّرمذيُّ وغيرهما، وفي روايةٍ لمسلمٍ من حديثِ ابنِ مسعودٍ «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ، ولقولِ اللهِ تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ، فإنْ استمرَّ مرتكبُ هذا المنكرِ في غيِّهِ وضلالِهِ ولم يرجعْ عن معصيتِهِ وأصرَّ على جرمِهِ؛ فإنَّهُ يبلِّغُ الجهاتِ المختصَّةِ بذلك؛ لإزالةِ المنكرِ وإظهارِ الحقِّ والأخذِ على يدِ الظَّالمِ، وأطرِهِ على الحقِّ أطرًا، وكسرِ شوكةِ أهلِ البدعِ والفسادِ ومنعِ ضررِهم عن المسلمين وتأثيرِهم عليهم
(1)
.
س: انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات -طاقات- الورود لتقديمها للمزورين فما حكم ذلك
؟
ج: ليس من هدي المسلمين على مرِّ القرونِ إهداءُ الزُّهورِ الطَّبيعيَّةِ
(1)
«فتاوى اللجنة الدائمة» (37/ 39).
أو المصنوعةِ للمرضى في المستشفياتِ أو غيرِها، وإنَّما هذه عادةٌ وافدةٌ من بلادِ الكفرِ نقلَها بعضُ المتأثرين بهم من ضعفاءِ الإيمان، والحقيقةُ أنَّ هذهِ الزُّهورَ لا نتفعُ المزور، بل هي محضُ تقليدٍ وتشبُّهٌ بالكفَّارِ لا غير، وفيها أيضًا إنفاقٌ للمالِ في غيرِ مستَحَقِّه، وخشيةً ممَّا تجرُّ إليهِ من الاعتقادِ الفاسدِ بهذه الزُّهورِ من أنَّها من أسبابِ الشِّفاءِ، وبناءً على ذلك فلا يجوزُ التَّعاملُ بالزُّهورِ على الوجهِ المذكورِ بيعًا أو شراءً أو إهداءً.
والمشروعُ في زيارةِ المرضى هو: الدُّعاءُ لهم بالعافية، وإدخالُ الأملِ في نفوسِهم، وتعليمُهم ما يحتاجونَ إليهِ حالَ مرضِهِم، كما دلَّتْ على ذلك سُنَّةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
«فتاوى اللجنة الدائمة» (37/ 64).
فتاوى البيوع