الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: يحرُمُ على المسلمِ أن يكتبَ هذه القصصِ الكاذبةِ، وفي القصصِ القرآنيِّ والنَّبويِّ وغيرِهما ممَّا يَحكي الواقعُ ويمثلُ الحقيقةَ ما فيهِ الكفايةُ في العبرةِ والموعظةِ الحسَنَة
(1)
.
س: في أغلب الأحيان أكون مع أصدقائي، نتناقش في أمور دينية، حتى يشتد النزاع بيننا. فما حكم ذلك؟ وأطلب من سماحة الشيخ حفظه الله أنه ينصحنا
.
ج: المطلوبُ عند النِّقاشِ والمجادَلَة في مسائلَ علميَّةٍ البحثُ عن الحقِّ بدليلِه، وعدمُ التَّعصُّبِ لرأي، فمَن كان الحقُّ معَه وجبَ اتِّباعه، ومَن كان الحقُّ ليس معَه وجبَ تركُهُ مع مُراعاةِ الجدالِ بالتي هي أحسن، لا بالعنفِ والشِّدَّة، وقد أمرَ اللهُ سبحانَه المؤمنينَ بردِّ النِّزاعِ إلى كتابِ اللهِ تعالى وإلى سُنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم بقولِه تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
…
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، وقولِه سبحانه:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ، وقولِه سبحانه:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
(2)
.
س: نحن كبراعم في الدعوة ما هي الطريقة التي نتبعها حتى ندعوا الناس على أحسن وجه
؟
ج: أولا: التَّسَلُّحُ بالعلمِ النَّافعِ من الكتابِ والسُّنَّةِ، كما قالَ تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ، والحكمةُ: هي العلم، وقال تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} ، والبصيرة: هي: العلم، فالجاهلُ لا يصلحُ للدَّعوة.
ثانيًا: العملُ الصَّالحُ، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} ، وقال شُعيْبٌ عليه السلام:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} ، فيُشترطُ في الدَّاعيةِ أن يجتهدَ في العملِ بما يدعو النَّاسَ إليه، حتى يُقتدى بهِ، ويُحسنَ به الظَّن؛ لقولِهِ سبحانه:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} .
ثالثًا: الصَّبرُ على ما ينالُه، قال تعالى عن لقمانَ الحكيمِ أنَّه قالَ لابنِه:{يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} ، وقالَ تعالى:{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
رابعًا: الرِّفقُ بالمدعوِ وتَألُّفُهُ إلى الخيرِ، قال تعالى:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ، وقالَ تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ، وقالَ تعالى يُخاطِبُ نبيَّهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} .
خامسًا: البداءةُ بما هو أهمُّ، وهو إصلاحُ العقيدة، ثم بعدَها شيئًا فشيئًا، كما فعلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في العهدِ المكيِّ والمدنيِّ
(1)
.
* * *
(1)
«فتاوى اللجنة الدائمة» (12/ 245).