الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه وإنما ينفعه العمل بطاعتك وعلى هذا فمعنى: منك: عندك، ويحتمل وجها آخر أي لا يسلمه من عذابك غناه.
ومن
باب السجود وفضله
(من الصحاح)
[601]
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس- رضي الله عنه (لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب) وجدت كثيرا من الناس يغلطون فيه فيروونه على زنة الافتعال ووجدناه مقيدا كذلك في أكثر نسخ المصابيح وهو خطأ يخالف الرواية واللهجة العربية وإنما هو على زنة الانفعال خرج بالمصدر إلى غير لفظه أي لا تبسطهما فتنبسط انبساط الكلب.
[603]
ومنه: حديث ميمونة- رضي الله عنها في حديثها (لو أن بهمة) البهمة وهي جمع بهم أولاد الضأن وجمع البهم بهام والبهم اسم للمذكر والمؤنث.
[606]
ومنه: حديث عائشة- رضي الله عنها (فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش
…
الحديث) تكلم أبو سليم الخطابي على هذا الحديث فأعدنا كلامه ولم نزد عليه، فقال: إنه استعاذ بالله وسأله أن يجيره برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا حد له وهو الله سبحانه؛ استعاذ به منه لا غير، ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه. وفيه (لا أحصي ثناء عليك) أي لا أطيقه ولا أبلغه.
(ومن الحسان)
[612]
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك
البعير)، لم ير أكثر العلماء العمل بهذا الحديث لمخالفته حديث وائل بن حجر الذي قبل هذا الحديث وهو أثبت عندهم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه. والحديثان [87/ب] إذا اختلفا اختلاف تضاد فالسبيل أن نأخذ بالأقوى منهما مع أن جمعا من أهل الرواية رووا عن أبي هريرة- رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه والذي ذكره المؤلف من النسخ؛ فقد ذكر عن بعض العلماء، وإنما ذهب إلى ذلك؛ لحديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص (كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين)؛ قلت: وهذا الحديث ليس من قبيل ما يصح الاحتجاج به في باب النسخ بل المعول في ذلك على أن حديث وائل أثبت من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه الذي أشرنا إليه لو ثبت لصح أن يجعل ناسخا لحديثه الآخر.