الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
ذكر ثناء مشايخه عليه:
قَالَ سليمان بن حرب ونظر إليه يومًا: هذا يكون له صيت، وكذا قَالَ أَحْمَد بن حفص. وعنه قَالَ: كنت إذا دخلتُ عَلى سليمان بن حرب يقول: بيِّن لنا غلط شعبة.
وعنه قَالَ: كَانَ إسماعيل بن أبي أُوَيْس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه ويقول: هذه الأحاديث انتخبها مُحَمَّد بن إسماعيل من حديثي.
قَالَ: وَقَالَ ابن أبي أويس: انظر في كتبي، فجميع ما أملك لك، وأنا شاكر لك مادمت حيًّا.
وَقَالَ حاشد بن إسماعيل: قَالَ لي أبو مُصعب الزهري: مُحَمّد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصرُ بالحديث من أَحْمَد بن حنبل، فقال له رجل من جلسائه: أفرطت، فقال: لو أدركتَ مالكًا ونظرتَ إليه وإلَى مُحَمَّد بن إسماعيل لقلتَ كلاهما واحد في الفقه والحديث.
وَقَالَ عبدان بن عُثْمان: ما رأيتُ -يعني: شابًّا- أبصر منه.
وَقالَ قُتَيْبَة بن سعيد: جالستُ الفقهاء والزهاد والعُبَّاد، ما رأيتُ منذ عقلت كمحمد بن إسماعيل ولو كان في الصحابة لكان آية.
وقتيبة رأى مالكًا فمن دونه.
وَقالَ الفَربري: كنا عند قتيبة فسئل عن طلاق السكران، فقال للسائل: هذا أَحْمَد [10 / أ]، وإسحاق، وعلي بن المديني، قد ساقهم الله إليك وأشار إلَى البُخَاريّ.
قَالَ: وكان يحيى بن معين ينقاد إليه في المعرفة.
وقال أَحْمَد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثله.
وَقَالَ يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ونُعيم بن حَمَّاد: مُحَمَّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وَقالَ بندار: هو أفقه خلق الله في زماننا.
وكان عبد الله بن يوسف التِّنِّيسِي، وَمُحَمَّد بن سلام البِيكَنْدِي وغيرهما يسألونه أن ينظر في كتبهم ويوقفهم عَلى الخطأ الَّذِي فيها.
وَقَالَ حاشد بن إسماعيل: كنت عند إسحاق بن راهويه، وَمُحَمَّد بن إسماعيل جالس معه عَلى الكرسي، وإسحاق يُحدث، فأنكر عليه مُحَمَّد بن إسماعيل شيئا،
فرجع إلَى قوله وَقَالَ: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلَى هذا الشاب واكتبوا عنه، فلو كَانَ في زمن الحسن البصري لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
وعن البُخَاريّ أنه كَانَ يقول: ما استصغرتُ نفسي إلا عند علي بن المديني، وربما كنتُ أغرب عليه، قَالَ حامد (1) بن أَحْمَد: فذكرتُ ذَلِكَ لعلي بن المديني فقال: ذَروا هذا، هو ما رأى مثل نفسه.
وَقَالَ الحسين بن حُرَيْث: لا أعلمُ أني رأيتُ مثله، وكذا قَالَ علي بن حُجْر.
وَقَالَ رجاء بن مُرَجَّا: فضله عَلى العلماء كفضل الرجال عَلى النساء.
وَقَالَ عمرو بن علي الفلَّاس: كل حديث لا يعرفه مُحَمَّد بن إسماعيل فليس بحديث.
وَقَالَ أيضًا: ليس بخراسان مثله.
وَقَالَ أبو عيسى الترمِذيّ: كانَ مُحَمَّد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير فلما قام قَالَ له عبد الله: جعلك [الله](2) زين هذه الأمة، قَالَ التّرمِذي: فاستجيب له فيه.
وَقالَ الفَربري: رأيتُ عبد الله بن منير يكتب عن مُحَمَّد بن إسماعيل ويقول: أنا من تلامذته.
هذا وَالبُخَاريّ قد حدث عنه في الجامع وغيره.
وَقَالَ أَحْمَد بن الضوء: كَانَ أبو بكر ابن أبي شيبة يُسميه البازك، وكان يقول: ما رأيت مثله، وكذا سمعت مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير يقول.
وَقَالَ يحيى بن جعفر البيكندي: لو قدرت أن أزيد من عمري في عمر مُحَمَّد بن إسماعيل لفعلت؛ لأن موتي موت رجل واحد، وموت مُحَمَّد بن إسماعيل ذهاب العلم.
وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد المسندي: من لم يجعل مُحَمَّد بن إسماعيل إمامًا فاتهموه.
وَقَالَ أَحْمَد بن إسحاق الرَّمَادي: من أراد أن ينظر إلَى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلَى مُحَمَّد بن إسماعيل [10/ ب].
(1) في الحاشية نسخة أخرى: "حاشد".
(2)
زيادة من "الفتح".
قُلْتُ: وكلام مشايخه في الثناء عليه وتعظيمه ووصفه بالإتقان (1) والحفظ والمعرفة بالفقه أوسع من أن نُحيط به، وفي هذا القدر كفاية.
وأما كلام أقرانه: فيتعين إيراد ما حضرنا منه، لأن العادة في الغالب أن يقع التنافس بين الأقران، فقل من يحصل الثناء عليه مُطلقًا من أقرانه، فمن ذَلكَ قَالَ أبو حاتم الرازي: لم تُخرج خراسان أحفظ من مُحَمَّد بن إسماعيل، ولا قَدِمَ العراق أعلم منه.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الحريث: سألتُ أبا زرعة الرازي عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله البُخَاريّ.
وَقَالَ عبيد العجل: ما رأيتُ مثل مُحَمَّد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إليه، وكان أمة من الأمم، دَيِّنًا، فاضلًا، يُحسن كل شيء، وكان أعلم من مُحَمَّد ابن يحيى الذهلي بكذا وكذا.
وَقَالَ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: قد رأيت العلماء بالحرمين، والحجاز، والشام، والعراق، فما رأيت فيهم أجمع من مُحَمَّد بن إسماعيل، وهو أعلمنا وأفقهنا وأكثرنا طلبًا.
وَقَالَ أيضًا: مُحَمَّد أبصر مني، هو أكيس الناس.
وَقَالَ صالح جَزَرَة: ما رأيتُ خراسانيًّا أفهم منه.
وَقَالَ فَضْلَك الرَّازي: رافقته مرحلة، فاجتهدت أن أغرب عليه حديثًا واحدًا فلم أقدر، وأنا أغرب عَلى أبي زرعة عدد شعر رأسه.
وأما تعظيم مُسْلِم، والترمذي، وابن خزيمة، والنسائي وغيرهم من تلامذته فمن بعدهم له فأكثر من أن يُحصر، وأشهر من أن يُذكر، ولا عجب فيه؛ لأن مشايخه إذا أطنبوا فيه ذَلِكَ الإطناب وهو شاب فكيف يكون الحال فيه إذا كبر وشاب.
(1) في الأصل: "بالاتفاق"، والمثبت من "الفتح".