الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى عنه من مشايخه: عبد الله بن مُحَمَّد المُسْنَدِي، وعبد الله بن منير، وإسحاق ابن أَحْمَد السَّرْمَاري، وَمُحَمَّد بن خلف بن قُتَيْبَة ونَحوهم.
ومن أقرانه فمن بعدهم: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو زُرعة [12/أ]، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وابن أبي عاصم، وصالح جَزَرَة، وابن أبي الدُّنيا، وأبو بكر البَزَّار، وَمُحمَّد بن نصر المَرْوَزِيّ، وعُبَيْد العِجْل، ومُسلم بن الحجاج، وأبو الفضل أَحْمَد بن سلمة، وحسين بن مُحَمَّد القَبَّاني، وموسى بن هارون الحَمَّال، وأبو عمرو الخَفَّاف، ويعقوب بن الأخْرَم، وَمُحَمَّد بن عبد الله مُطَيَّن، وأبو بكر ابن خُزَيْمة، والبحيري، وجعفر بن مُحَمَّد النيسابوري، وأبو عيسى التّرمِذيّ وتلمذ له، وأبو عبد الرحمن النّسَائي وروى أيضًا عن رجل عنه، وأبو بكر بن أبي داود (1)، ويحيى بن مُحَمَّد صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي وهو آخر من حَدَّث عنه ببغداد.
ويكفي في التنبيه عَلى كثرة الرواة عنه قول الفَرْبري المتقدم: أنه سمع منه الجامع الصحيح تسعون ألفًا.
*
ذكر وفاته:
كَانَ قد خرج من بلده لغلبة أصحاب الرأي، فاستوطن بنيسابور، فوقع بينه وبين مُحَمَّد بن يحيى الذُّهْلي منازعة في مسألة، فرجع إلَى بخارى بسبب ذَلكَ، وقصته مع الذهلي مشهورة لا حاجة إلي الإطالة يها، فلما رجع إلَى بُخارى راسله أميرها خالد بن أحْمَد الذُّهْلي أن يحضر عنده ليسمع عليه الحديث، فامتنعَ وَقَالَ لرسوله: قل له: أنا لا أُذلُّ العلم، فإن كانت له حاجة فليحضر في مسجدي أو داري، فكان ذَلِكَ سبب الوحشة بينهما.
ثم راسله ثانيا بأن يفرد لأولاده وقتًا يُحدثهم فيه، فامتنعَ أيضا، فاستمرت الوحشة بينهما إلَى أن أمر خالد بأن يَخرُج من البلد، فأجابَ إلَى الخروج، ودعا عَلى مَن كَانَ
(1) في الحاشية: "كذا" فلعله يقصد: أبو داود وليس أبا بكر بن أبي داود.
السبب، فلم يأت عَلى خالد إلَّا أقل من شهر حَتَّى ورد الأمر من أمير خُراسان بعزله، وأن يُنادى عليه، فأُركب حمارًا عَلى إكَافٍ، ثم صار أمره إلَى الذل والحبس إلَى أن مات، حكى ذَلِكَ الحاكم بسنده الصحيح.
وَقَالَ ابن عدي: سمعتُ عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: خرج البُخَاريّ إلَى خرتنك قرية من قُرى سمرقند، فنَزلَ عَلى بعض أقربائه هناك، قَالَ: فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللَّهُمَّ إني قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك. قَالَ: فما تَمَّ الشهر حَتَّى قبضه الله.
وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حاتم الوراق: سمعتُ أبا منصور غالب بن جبريل -وهو الَّذِي نزل عليه البُخَاريّ بخرتنك- يقول: إنه أقام عنده أيامًا، فمرض واشتد به المرض، فاتفق وصول رسول من أهل سمرقند إليه أن يخرج إليهم فأجاب، فلما تَهيَّأ للركوب ومشى قدر عشرين خطوة وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معي يقوده إلَى الدابة ليركبها، فقال: أرسلوني فقد ضعفت، فدعا بدعوات، ثم اضطجعَ فقضى، وسال منه عرق كثير، وكان قد قَالَ لنا: كفنوني في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة، ففعلنا، فلما دفناهُ فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ودامت أيّامًا، وجعل الناس يَختلفونَ إلَى القبر أيّامًا يأخذون من ترابه إلَى أن جعلنا عليه خشبًا مشبكًا.
وَقَالَ أبو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكي الجرجاني أحد رواة الصحيح عن الفَربري: سمعتُ عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جَماعة من أصحابه وهو واقفٌ في موضع، فسلمتُ عليه، فردَّ عليَّ السلام، فقلتُ: ما وقوفك هنا يا رسول الله؟ قَالَ: "أنتظرُ مُحَمَّد بن إسماعيل"، فلما كَانَ بعد أيام بلغني موته، فنظرتُ فإذا هو قد مات في الساعة الَّتِي رأيتُ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وكانت وفاته ليلة السبت ليلة عيد الفطر سنة ستٍّ وخمسين ومائتين، ذكره مُهِيب ابن سليم، والحسن بن الحسين البزاز وغيرهما، وأرَّخه ابن قانع وابن زبر وغير واحد، وكانت مدة عمره اثنتين وستين سنة إلَّا ثلاثة عشر يومًا، رَحِمَهُ الله تَعَالَى.