الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في بعض صفات أهل الجنة وبعض صفات أهل النار
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِيمَا سَلَفَ صِفَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَالَ دُخُولِهِمْ إِلَيْهَا، وَقُدُومِهِمْ عَلَيْهَا، وَأَنَّهُمْ يُحَوَّلُ خَلْقُهُمْ إِلَى طُولِ سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سبعة أذرع، وأنهم يكونون جرداً مكحلين في سن أبناء ثلاث وثلاثين. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ1 بْنُ صَالِحٍ، حدثني داود بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُونَ2 بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ عَلَى طُولِ آدَمَ، ستين ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وَعَلَى مِيلَادِ عِيسَى، ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَعَلَى لِسَانِ محمد".
وَرَوَى دَاوُدَ3 بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"لِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ".
وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ: مِنْ طَرِيقَيْنِ فِيهِمَا ضَعْفٌ: عَنْ أبي كريمة المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
1 صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي، ثقة، وكان يدلس تدليس التسوية، قاله أبو زرعة الدمشقي، من العاشرة، مات سنة ثمان أو سبع أو تسع وثلاثين، وله سبعون سنة د س ت فق.
تقريب التهذيب 1- 368رقم 104.
2 هارون بن رئاب بكسر الراء والتحتانين مهموز ثم موحدة، التميمي أبو بكر، أو أبو الحسن، ثقة عابد، من السادسة، اختلف في سماعه من أنس. - م د س. تقريب التهذيب 1- 368 رقم 7.
3 داود بن الحصين الأموي مولاهم أبو سليمان المدني، ثقة إلا في عكرمة، ورمي برأي الخوارج من السادسة، مات سنة خمس وثلاثين. – ع. تقريب التهذيب 1- 231 رقم 3.
"ما من أحد من الناس يموت سقطاً ولا هرماً أو فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، إِلَّا بُعِثَ ابْنَ ثَلَاثِينَ. وَفِي رِوَايَةٍ- ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ- سَنَةً فَإِنْ كَانَ من أهل الجنة كان على مسحة وصورة يوسف، وقلب أيوب، مرداً مكحلين، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عُظِّمُوا وَفُخِّمُوا كالجبال".
وفي رواية: "حتى تصير جلدة يد أحدهم أربعين ذراعاً وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ".
وثبت: "أن أهل الجنة يأكلون، ويشربون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، وإنما ينصرف طعامهم بأنهم يعرقون عرقاً، له رائحة كرائحة المسك الأذفر، وأنفاسهم تحميد وتكبير، وتسبيح"1.
وثبت: "أن أول زمرة مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ في البهاء كأضواء كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، وَأَنَّهُمْ يُجَامِعُونَ، وَلَا يتناسلون، ولا يتوالدون، إلا ما يشاؤون، وَأَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ، وَلَا يَنَامُونَ، لِكَمَالِ حَيَاتِهِمْ بكثرة لذاتهم، وتوالي طعامهم وشرابهم، وَكُلَّمَا ازْدَادُوا خُلُودًا ازْدَادُوا حُسْنًا، وَجَمَالًا، وَشَبَابًا، وقوة، وكمالاً، وَازْدَادَتْ لَهُمُ الْجَنَّةُ حُسْنًا، وَبَهَاءً، وَطِيبًا، وَضِيَاءً، وكانوا أرغب فيها، وأحرص عليها، فكانت لهم أعز وأغلى وألذ، وأحلى، قال الله تَعَالَى:{خَالِدينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} . [18- الكهف-108] .
1 الحديث رواه مسلم في صحيحه 51- 7- 2835.