الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأمة محمد في السجود، فيسجدون طويلاً، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، فقد جعلنا عدوكم فَدَاءَكُمْ مِنَ النَّارِ".
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يونس، حدثنا سعد أبو عيدان الشيباني، عن حماد بن سليمان، عن إبراهيم، عن صلة بن زغر، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَدْخُلَنَّ الجنة الفاجر في دينه، الأحمق في مغيشته، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ الَّذِي قَدْ مَحَشَتْهُ النَّارُ بِذَنْبِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَغْفِرَنَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً يَتَطَاوَلُ لَهَا إِبْلِيسُ رَجَاءَ أَنْ تُصِيبَهُ ".
ذِكْرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّة مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بغَير حِسَاب
قَالَ! الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابن فضيل، حدثنا حصين، وَحَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَأَجِدُ النَّبِيَّ يَمُرُّ مَعَهُ الْأُمَّةُ، وَالنَّبِيَّ يَمُرُّ معه النفر، والنبي معه العشرة، والنبي مَعَهُ الْخَمْسَةُ، وَالنَّبِيَّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا سواد كثير، فقال قائل: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ، لَا حساب عليهم، ولا عقاب، قُلْتُ: وَلِمَ? قَالَ: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ: ثم قال رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ: فَقَالَ: سَبَقَكَ بها عكاشة"1.
1 الحديث رواه البخاري كتاب الرقاق – باب يدخل الجنة سبعون ألفا.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ هُشَيْمٍ بِهِ بِنَحْوِهِ وَهُوَ أَطْوَلُ مِنْ هَذَا ثُمَّ أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَقَالَ فِيهِ:
"ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مَنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ: فَقَالَ: سَبَقَكَ بها عكاشة"1.
حديث آخر
وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل، فَوَعَدَنِي أَنْ يدخل مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَاسْتَزَدْتُ فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ: إِنْ لَمْ يكن هؤلاء مهاجري أمتي? قال: إذا أكملهم لك من الأعراب"2.
قال أحمد: حدثنا يزيد إِسْمَاعِيلُ: عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوَّلُ زمرة من أمتي تدخل الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا، لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كوكب من السماء، ثم هم بعد ذلك منازل". 3
1 الحديث رواه مسلم كتاب الإيمان – باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة.
2 الحديث رواه أحمد في مسنده 2- 359.
3 الحديث رواه أحمد في مسنده 2- 504.
ثُمَّ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ لهيعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ مَا تَقَدَّمَ، وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ كما سيأتي.
حديث آخر
ثم قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عن سهل ابن سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ ألفاً، أو سبعمائة ألف، -شك في إحداهما- متماسكين آخذاً بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ، ووجوههم عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن أبي حازم، به.
حديث آخر
وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ. حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ رَجُلٍ، عن أبي بكر الصديق قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"أُعْطِيتُ سَبْعِينَ ألفَاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي عز وجل، فزادني جمع كل واحد سبعين ألفاً"1.
1 الحديث رواه أحمد في مسنده 22- معارف وفي إسناده مجهول أضعفه. وأخرجه الترمذي بنحوه عن أبي أمامة تيسير الوصول 3- 350 – حلبي. والبخاري في الرقاق 8- 140-141. ومسلم في الإيمان 1- 137. وابن ماجه في الزهد 2- 1433 من طريق أبي أمامة وغيره.
وقال أبو بكر: فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ آتٍ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى، ومضيت فأتيت البوادي.
طريق آخر
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أري الأمم في النوم، فمرت عليه أمته، قال. فأعجبته كثرتهم، قد ملأوا السهل والجبل، قال: "فقيل لي: إن لك مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، فَقَالَ عُكَّاشَةُ بن محصن: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اجعله منهم"، فقام رجل آخر مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يجعلني منهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" 1. قَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: هَذَا عِنْدِي عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ثم غدونا إليه فَقَالَ:
"عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حتى مرّ على
1 الحديث رواه أحمد في مسنده 3819- معارف، وإسناده صحيح. والهيثمي في مجمع الزوائد 9- 304، 305.
مُوسَى، مَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ? فَقِيلَ لِي: هَذَا أَخُوكَ موسى، معه بنو إسرائيل، قال: قلت: فَأَيْنَ أُمَّتِي? فَقِيلَ لِي: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ، فإِذا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ فإِذا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ? فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يا رب، قال: فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فداء لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا? فإِن قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فإِن قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فإِني قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونُ"، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ الله يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا، فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادع الله يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: "قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فَقُلْنَا. مَنْ تَرَوْنَ هؤلاء السبعين ألفاً? فقيل: قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الإِسلام، لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شيئاً، حتى ماتوا: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" 1.
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُذُوعِيُّ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
1 الحديث رواه أحمد في مسنده 3806- معارف، وفي مجمع الزوائد 10- 405 -406 وقال: رواه أحمد بأسانيد والبزار أتم فيه، والطبراني وأبو يعلى باختصار.
"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ أَمْتَى سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَلَا عَذَابٍ"، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ! اللَّهِ. قَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوكلون".
رواه مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ خَلَفٍ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بن سليمان، عن هشام بن حسان، من غير ذِكْرُ عُكَّاشَةَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ يتطيرون، قال الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِمْرَانَ مِنْ غير طريق.
حديث آخر
قال أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جريج، أخبرني أبو الزبير، سصر جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا وفيه:
"فينجو أَوَّلُ زُمْرَةٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، سَبْعُونَ ألفاً، لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم، كأضواء نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ كَذَلِكَ" 1 وَذَكَرَ بَقِيَّتَهُ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ رَوْحٍ فَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَدْ رَوَى الْبَزَّارُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عن مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الَّذِي قَبْلَهُ سواء.
1 الحديث رواه أحمد في مسنده 3- 383. وابن جريج هو: عبد الله بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل من السادسة – ع تقريب التهذيب 1- 520- 1324. وتمام الحديث: "
…
ثم تحل الشفاعة حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بفناء أهل الْجَنَّةِ وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ثم يسأل حتى يجعله له الدنيا وعشرة أمثالها معها". اهـ.
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:
"سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى ربهم يتوكلون".
طريق آخَرُ
قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الملك، حدثنا أبو عاصم العيلاني، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعِينَ سَبْعُونَ أَلْفًا" وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْأُلُوفِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْآحَادِ، وَهُوَ أَشْمَلُ وَأَكْثَرُ.
وَقَدْ قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إن اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: زدنا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَهَكَذَا -وَجَمَعَ كَفَّيْهِ- فَقَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَهَكَذَا. فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا عُمَرُ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا? فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ شاء أدخل خلقه الجنة برحمته بِكَفٍّ وَاحِدٍ". فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "صَدَقَ عمر".
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا"، قَالُوا: زدنا- وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ- فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: زِدْنَا يا رسول الله: فقال: هكذا، وَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ: أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا".
قَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: لَا أَعْلَمُهُ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الإِسناد، وَقَدْ سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عن عبد القاص فَقَالَ: صَالِحٌ.
حَدِيثٌ آخَرُ غَرِيبٌ
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَا: حدثنا أبو حفص عمر بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفٍ الْجَنَّةَ"، فَقَالَ عُمَيْرٌ: يَا رسول الله: زدنا. فقال: هكذا بِيَدِهِ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: زِدْنَا. فقال عمر: حسبك يا عمير، فقال عمير: مَا لَنَا وَلَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ? وَمَا عليك أن يدخلنا الله الجنة? فقال عمر: إن شاء الله أدخل الناس الجنة بِحَثْيَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ عُمَرُ".
قَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: لَا أَعْرِفُ لِعُمَيْرٍ حَدِيثًا غَيْرَهُ.
حَدِيثٌ آخَرُ غريب
قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ"، فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، فَقَالَ
رَجُلٌ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَوْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلنا منهم. فقال صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَكُمْ بِهَا عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، أَمَّا إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ".
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا إسماعيل بن عباس، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أمامةُ الْبَاهِلِيِّ. عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الطبراني: حدثنا أحمد بن علي الدِّمَشْقِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هشام بن عمار، حدثنا أبي إسماعيل بن عياش، أخبر محمد بن زياد، سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ ألفَاً، مع كل ألف سبعون ألفاً، لا حساب عليهم، ولا عتاب، وَثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عز وجل". وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ مع كل ألف سبعون أَلْفًا.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بغير حساب".
قال أبو يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ: وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِي أمتك يَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا مثل الذباب الأصهب في الذباب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فإِن اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كل ألف سبعون أَلْفًا، وَزَادَنِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ".
قَالَ الضِّيَاءُ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا الْهَوْزَنِيَّ، وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو توبة، حدثنا محمد بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يزيد البكالي: أن سمع عقبة بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بغير حساب، مع كل ألف سبعون ألفاً، وزادني ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ"، فَكَبَّرَ عُمَرُ، وَقَالَ:"إِنَّ السَّبْعِينَ الْأُولَى يُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ، وَأَبْنَائِهِمْ، وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِي أَحَدِ الْحَثَيَاتِ الأواخر". قال الضياء: لا أعلم لهذا الإِسناد علة، والله تعالى أَعْلَمُ.
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حتى إِذا كُنَّا بِالْكَدِيدِ أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ: فَذَكَرَ حديثاً قال فيه: "وَعَدَنِي رَبِّي عز وجل أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَإِنِّي لأرجو أن يدخلها أحد من الأمم حتى تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكنكم في الجنة"1.
1 الحديث رواه أحمد في مسنده 4- 16.
وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كثير، قَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ: هَذَا عِنْدِي عَلَى شَرْطِ الصحيح، والله تعالى أعلم.
حديث آخر أيضاً
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زريق الحمصي، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا".
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن عامر: أن قيساً الكندي حدث: أن أبا سعيد الأنماري حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رَبِّي عز وجل وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَيَشْفَعَ كُلُّ أَلْفٍ لِسَبْعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ يَحْثِي رَبِّي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ بِكَفَّيْهِ".
قَالَ قَيْسٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ بِأُذُنِي، وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَذَلِكَ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- يَسْتَوْعِبُ مُهَاجِرِي أمتي، ويوفي الله بقيته من أعرابها".
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يُرْوَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأنماري إلا بهذا الإِسناد، وقد تَفَرَّدَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، وَقَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عسكر، عن أبي ثوبة الرَّبِيعِ بْنِ نَافِعٍ بإِسناده، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحُسِبَ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ آلَافِ أَلْفِ أَلْفٍ وسبعمائة أَلْفٍ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ ذلك يستوعب- إن شاء الله- مُهَاجِرِي أُمَّتِي".
حَدِيثٌ آخَرُ
قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عِيسَى، عن ابن أبي يعلى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ"، فَقَامَ عُكَّاشَةُ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قال بعض لبعض، أو قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ، قَالَ:"سَبَقَكُمْ بِهَا عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، أَمَّا إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ".
حَدِيثٌ آخَرُ
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ، مِنْ حَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ نِبْرَاسٍ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: تَغَيَّبَ عَنَّا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا لَا يَخْرُجُ إِلَّا لِصَلَاةٍ مكتوبة، ثم يرجع، فلما كان اليوم الرَّابِعِ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْتَبَسْتَ عَنَّا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ حَدَثٌ? فَقَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ إِلَّا خَيْرٌ، إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَإِنِّي سألت ربي في هذه الأيام الثلاثة المزيد، فوجدت