الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رحمة الله قريب ممن يستجير به مخلصاً من حر النار وزمهريرها
وروى البيهقي: عن أبي سعيد، عن أبي حجيرة، والأكثر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَحَدَهُمَا حَدَّثَهُ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ، أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فإِذا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ? اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حر نار جهنم. قال الله لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَ بِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، وَإِذَا كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ? اللَّهُمَّ أَجِرْنِي من برد زمهرير جهنم، قال الله لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عباديَ قَدِ اسْتَجَارَ بِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أجرته". قالوا: وما زمهرير جهنم? قال: "حيث يلقي الله الكافر، فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض".
فصل
دركات جهنم
نستعيذ بالله من عذابها
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: قَالَ الْعُلَمَاءُ: "أَعْلَى الدَّرَكَاتِ جَهَنَّمُ، وَهِيَ مُخْتَصَّةٌ بِالْعُصَاةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وهي التي تخلي مِنْ أَهْلِهَا فَتَصْفِقُ الرِّيَاحُ أَبْوَابَهَا، ثُمَّ لَظَى، ثُمَّ الْحُطَمَةُ، ثُمَّ السَّعِيرُ، ثُمَّ سَقَرُ، ثُمَّ الْجَحِيمُ، ثُمَّ الْهَاوِيَةُ".
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: فِي الدَّرْكِ الْأَعْلَى الْمُحَمَّدِيُّونَ، وَفِي الثَّانِي النَّصَارَى، وَفِي الثَّالِثِ الْيَهُودُ، وَفِي الرَّابِعِ الصَّابِئُونَ، وَفِي الْخَامِسِ، الْمَجُوسُ، وَفِي السَّادِسِ مُشْرِكُو الْعَرَبِ، وَفِي السَّابِعِ الْمُنَافِقُونَ قُلْتُ: هَذِهِ الْمَرَاتِبُ وَتَخْصِيصُهَا بِهَؤُلَاءِ، مِمَّا يَحْتَاجُ إِثْبَاتُهُ إِلَى سَنَدٍ صحيح إلى المعصوم الذي:{وَمَا يَنْطِقُ عَن الْهَوَى إِنْ هوَ إِلَاّ وَحْيٌ يُوحَى عًلّمَهُ شدِيدُ الْقوَى} . [53- النجم- 3-5] .
ومعلوم أن هؤلاء كلهم يدخلون النار، ولكن كونه على هذه الصفة والترتيب الله أَعْلَمُ بِذَلِكَ
…
فَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ: فَفِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ بِنَصِّ الْقُرْآنِ لَا مَحَالَةَ.
قَالَ القرطبي: "ومن هَذِهِ الْأَسْمَاءِ مَا هُوَ عَلَمٌ لِلنَّارِ كُلِّهَا لجملتها، نحو جهنم، وسعير، ولظى، فهذه أعلام، وليست لباب دون باب". وصدق فيما قال، رضي الله عنه.