الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 8 -
من الوثبة إلى النكبة
كل الدلائل الظاهرة والخفية كانت تشير إلى أن العام الدراسي الأخير في دار المعلمين (1947 - 1948) سيكون عرضة لعواطف هوج، لأن دار المعلمين جزء من العراق القلق الذي تنذر الأمور فيه بالانفجار، ولم يكن ليعمى عن هذه النذر والمرهصات إلا السياسيون الذين شغلوا أنفسهم في التغزل بالصداقة العراقية البريطانية، وأتخمتهم مناصبهم واقطاعاتهم عن رؤية مواضع الألم في جسم الشعب المسكين؛ فقد حبست حكومة السيد صالح جبر انها بمصادرة الصحف، وسجن بعض الزعماء الوطنيين، وإيداع زعماء الحزب الشيوعي في قفص التأييد، ومهاجمة المكتبات بحثا عن الكتب الثورية والمنشورات، حسبت أنها ضمنت بذلك أقصى ما تؤمل من هدوء واستقرار، ولكن الطبقات الفقيرة كانت مهددة بالمجاعة، تفتش عن الخبز فلا تجده، وأهواء البلاد فارغة تصفر فيها الريح، ومشكلة فلسطين آخذة بالتعقد، متدرجة من سيئ إلى أسوأ، فكل اقتراب جديد من بريطانيا معناه محالفة الطغيان الاستعماري الذي تعاون مع الصهيونية تعاونا كاملا سافرا طوال ثلاثين سنة، وجثم على صدر العراق ردحا مقاربا من الزمن.
تلك الظروف هي التي مهدت لما يعرف في التاريخ العراقي الحديث باسم " وثبة كانون الثاني "(1948) ، وذلك احتجاجا على معاهدة
بورتسموث التي عاد صالح جبر يزفها إلى الشعب العراقي زاعما أنها تخدم مصلحة البلدين. ولسنا بسبيل الحديث عن تلك المعاهدة وشروطها، ولكن الشعب العراقي واجهها بعاصفة شديدة من الاستنكار، وتضافرت الأحزاب على رفضها، وبدأ رد الفعل بإضراب طلاب الحقوق والهندسة، وبتنظيم المظاهرات الجماهيرية الكثيفة، وحدثت صدامات مروعة بين المتظاهرين والشرطة ذهب ضحيتها عدد غير قليل من القتلى، واستمرت التظاهرات التي بدأت في السادس عشر من كانون الثاني تزداد حدة وتصاعدا حتى بلغت ذروتها في السابع والعشرين من الشهر، واضطر الوصي ان يعلن بأن المعاهدة لم تكن مرضية، كما اضطر رئيس الوزراء إلى الاستقالة، ثم إلى الهرب من العراق نجاة بنفسه. وكانت مئات الألوف كل يوم تخرج لتشييع الشهداء، والخطاء ينادون بضرورة إلغاء المعاهدة، فما كانت حكومة السيد محمد الصدر التي تألفت بعد حكومة صالح جبر تملك سوى التراجع عن تلك المعاهدة.
انه ليس من السهل أن يحدد المرء دور الحزب الشيوعي في وثبة كانون، ولكن الحكومة العراقية تعتقد؟ كما يعقد الحزب الشيوعي نفسه - انه كان للشيوعيين دور قيادي في الوثبة (1) ؛ غير أن النظرة الفاحصة تنبئ أن الأحزاب الأخرى كالديمقراطي الوطني وحزب الاستقلال والأحرار كان لها دور هام في تلك الحركة، وإنها كانت هبة وطنية عامة، ولم ينفرد بفخرها حزب واحد. ولعل بدرا لو سئل في تلك الأيام لأكد أن الحزب الذي كان ينتمي إليه كان ذا دور هام في الوثبة، هذا إن لم يقل انه انفرد بمجدها كله، ولكنه حين سخط
(1) انظر Laqueur ص: 193.
على الحزب بعد سنوات أخذ يقول: " كلنا يذكر وثبة كانون المجيدة ويعرف أن القوى الوطنية جميعا؟ بل الشعب كله - هو الذي قام بها، ولعل دور الشيوعيين فيها كان أتفه الادوار، ولكنهم بعد النصر الساحق الذي حازه الشعب نسبوا إلى أنفسهم كل أمجاد الوثبة وبطولاتها "(1) ، ونحن لا يهمنا هذا إلا بمقدار ما يصور اندماج بدر نفسه في تلك الحركة، إذ نجده يقول بعد اسطر: " نشط حزبنا الشيوعي بعد أن أطلقت الحريات، فكانت مظاهراتنا تملا الشوارع حتى ينقطع السير والمرور فيها، وضجر الناس من هذا كله، ولكن الحزب الشيوعي كان يريد ان يعرض قوته على الناس. كنا نجتذب الكناسين والحمالين والمجرمين من نشالين وسواهم إلى صفوفنا بوعود معسولة نبذلها لهم؛ كنا نمنيهم بالقصور والآنسات الحور، ونجحنا في ذلك أيما نجاح. وأقام جماعة من أهالي الكرادة حفلة تأبينية لشهداء الوثبة، وقد دعيت للمساهمة في تلك الحفلة. لم يكونوا ليعرفوا أنني شيوعي، وكذلك شأن محمد شرارة الذي دعي إليها دون ان يعلم الداعون انه شيوعي. ان من يقرأ قصيدتي في تلك الحفلة وخطاب محمد شرارة فيها يلحظ الخط الشعوبي الشيوعي واضحا فيهما، فقد جاء في قصيدتي تلك:
ما زال يملأ مسمع الأحقاب
…
ذاك الهدير من الدم المنساب
يعلو فيرتجف الطغاة وتمحي
…
أسطورة الاحساب والأنساب ما علاقة الحساب والنساب بوثبة الشعب على ظالميه؟ انها الشعوبية التي يغيظها ويمزق أعصابها أن يقول العربي انه عربي؛ أما كلمة محمد شرارة فقد كانت كلها مخصصة للهجوم على الحجاج هذا البطل الذي أراد أن يحمي الكوفة من الغزو الفارسي الشعوبي؟
(1) الحرية، العدد:1452.
الخ " (1) . وليس يهمنا من هذا النص تفسيرات السياب، فتلك أمور يختلف الناس حولها، ولكنا أوردناه ليصور مبلغ نشاطه الحزبي في تلك الايام، ثم لينقل لنا كيف انه اخذ يسخر شعره لخدمة الأغراض الحزبية، بعد أن مرت عليه فترة من الزمن وهو يفصل فصلا تاما بين فنه وحزبيته.
ولم تكد الحكومة العراقية تنعم بالهدوء الذي عقب تلك العاصفة حتى واجهتها مشكلة فلسطين؛ كانت الجامعة العربية قد قررت ان تقوم بخدعة كبيرة، حين طلبت إلى الجيوش العربية ان تدخل فلسطين محاربة؛ وجازت الخدعة على الجيوش وقادتها، إذ كانوا رغم قلة معداتهم وفساد أسلحتهم وضعف تدريبهم وبعد بعضهم عن مراكز التموين والإمداد، يظنون انهم يقومون بمهمة مقدسة، غير عارفين بالدور الخسيس الذي كان يمثله رجال السياسة العليا في كل بلد عربي. وكذلك كان دخولهم؟ من الناحية العملية - ترسيخا للحدود التي رسمها مشروع التقسيم، ثم حدثت خيانات وتنازلات؟ شهودها بين الأحياء كثيرون - أضافت إلى إسرائيل مناطق أخرى لم يكن مشروع التقسيم (وهو مشروع اغتصاب دبر في مدى ثلاثين سنة) يمنحها لها. ومهما يكن من شيء فقد كان دور الجيش العراقي في تلك الحرب؟ رغم ضعف معداته وقلة تموينه - دورا مشرفا، وكانت الحماسة بين العراقيين للقضية الفلسطينية متأججة. غير ان الحكومة العراقية حينئذ استغلت حالة الحرب لفرض القانون العسكري على البلاد، ومن خلاله استطاعت تقييد الحريات وتحيف الحقوق المدنية، وتحديد المجال النقدي للصحافة، وبالجملة شغلت الناس بالحرب وأظهرت أنها لبت نداء الواجب حين دعيت، واشتغلت بسلب البلاد ما حققته في وثبة كانون.
(1) الحرية، العدد السابق.
ذلك هو موقف الحكومة، فما هو موقف الحزب الذي كان ينتمي إليه بدر من القضية الفلسطينية ومن الحرب الفلسطينية؟
قد عرفنا فيما مضى أن العصبة اليهودية تغلغلت في الحزب الشيوعي، فأصبح يهودا صديق سكرتيرا للجنة المركزية بعد فهد، فلما اعقل يهودا خلفه ساسون دلال، ومهما يكن مبلغ عطف الشيوعيين اليهود على القضية الصهيونية فانهم لم يستطيعوا رسميا أن يتجاوزوا في بادي الأمر ما أعلنته روسيا، وهو تأليف حكومة ديمقراطية في فلسطين يشترك فيها العرب واليهود، فلما تورطت السياسة الروسية في الخطأ وحاولت منافسة أمريكا واعترفت بشرعية دولة إسرائيل، تحول الحزب الشيوعي العراقي عن موقفه تبعا لذلك، دون ان يكون بين الوقفين إلا فارق زمني بسيط.
في البداية وزع الحزب منشورا على أعضائه يشرح فيه شعاره الذي ينادي بتألف حكومة مشتركة من العرب واليهود، يقول بدر:" وكان الجواب الذي هيأناه لنجيب به كل معترض على ذلك الشعار هو: وهل تريد ان تتألف حكومة عربية خالصة فتكون مثل حكومة نوري السعيد مطية للاستعمار؟ وما ذنب اليهود المساكين القاطنين في فلسطين؟ أنلقيهم في البحر ثم نؤلف حكومة عربية خالصة؟ "(1) فلما تغير موقف روسيا اصدر الحزب منشورا يؤيد فيه التقسيم، وأخذت جريدة " القاعدة " تنشر المقالات العنيفة ضد الحرب الفلسطينية وتطالب بسحب الجيوش العربية من فلسطين (2) .
ولم يكن رجل الشارع في العراق قادرا على أن يهضم هذا التقلب في موقف الحزب الشيوعي، ولا كان يستطيع أن يستسيغ المطالبة
(1) الحرية، العدد:1458.
(2)
المصدر السابق.
بسحب الجيوش العربية، إذ كان يرى في الحرب؟ وهو يظنها حربا حقيقة - وسيلة لإحقاق حق ودفع ظلم؛ وكانت الحرب تعبيرا عمليا عن حماسته نحو اخوة مضطهدين مطرودين؟ ظلما وعدوانا - من ديارهم، فكل صوت ضد هذا الشعور خيانة آثمة، وانحياز إلى الصهيونية، ولهذا اصبح من السهل عليه ان يؤمن بأن الحزب الشيوعي العراقي صهيوني أو مؤيد للصهيونية. وحين استغلت الدولة هذه التهمة في محاكمتها للشيوعيين كانت تستغل فكرة من السهل ان تجوز على الفرد العراقي حينئد.
من هذا المنفذ نفسه اخذ القلق يتسرب إلى نفس بدر وشرع يحسس الانقسام في نفسه بين ولائه للحزب وإخلاصه لمشاعره العفوية. هل من الممكن ان يؤمن بالتقسيم، وهو يرى اللاجئين من أبناء أمته مطرودين من ديارهم؟ هل من السهل عليه ان يحقق ما يريده ساسون دلال (والخط الفاصل بين يهودي وصهيوني لديه خط وهمي) ويتغاضى عن سخط شعبه؟ سخط تلك الجماهير التي يتحدث باسمها - على الظلم الصارخ الذي يمثله ذلك الحل الجائر؟ إن مشكلة فلسكين لم تهز كثيرا من النظم البالية في البلاد العربية وحسب، ولكنها أيضاً عرقلت نمو كل حزب شيوعي فيها، وكانت رويا مسئولة عن ذلك الإخفاق الذي أصاب تلك الأحزاب، لأنها شاءت في لحظة لم تحسب نتاجها البعيدة ان تقوم بمناورة سياسية (1) .
(1) بعد مدة غير قصيرة من كتابة هذه السطور نشرت مجلة الحرية البيروتية (العدد 454) بياتا للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) يبين فيه آخر مواقف الحزب من القضية الفلسطينية، وقد جاء فيه:" أن الانجرار وراء اللعبة الاستعمارية الصهيونية الرجعية الخبيثة الماكرة بتأييد التقسيم أملاً في إيجاد حل سلمى يطفئ موقد التوتر مؤقتا كان خطأ تاريخيا ". وورد فيه أيضاً: " وقد ظل حزبنا حتى اللحظة الأخيرة ضد مشاريع التقسيم على نحو جدي قاطع ولكنه غير موقفه مع قرار هيئة الأمم المتحدة في أواخر 47 واستنادا إلى تقديرات ومنطلقات تبين ضلالها في التجربة؟. وقد أوضح الكونغرس الثاني (1956) خطأ تبني ونشر أفكار كراس " ضوء على القضية الفلسطينية " عام 48 الذي كان يعطي صورة وهمية خلابة عن حقيقية الكيان الإسرائيلي "؛ والبيان وثيقة هامة من عدة وجهات.
ولنترك السياب يتحدث عن بعض أصداء تلك الأيام في نفسه: " لقد ظللت ليالي عديدة أعاني السهر والعذاب؟ يوم ان كنت ما أزال عضوا في الحزب الشيوعي - بسبب فكرة خطرت على بالي وأبت أن تفارقني: هناك صعلوك يهودي اسمه خضوري كان يطوف في قريتنا والقرى الأخرى فيشتري النحاس العتيق والزري العتيق وما شابه، ثم يبيعها بربح ويعتاش من ذلك. ثم (سقط) خضوري جنسيته وسافر إلى اسرائيل، وقد تبين انه كان يملك حوالي العشرة آلاف دينار، ولم يستطع خضوري أن يأخذ ماله معه، فتركه وسافر إلى وطنه القومي. وفكرت: ان الناس جميعا منذ القدم إلى الآن يحتقرون اليهود ويصفونهم بحب المال حبا جما، ولكن خضوري، هذا الصعلوك اليهودي الذي لم يكن يعرف القراءة والكتابة كما أعتقد، والذي كان يتحمل شمس الصيف ومطر الشتاء ونباح كلاب القرى وإيذاء سكانها في سبيل دريهمات يربحها، ترك حطام الدنيا كله ونزح إلى اسرائيل، في سبيل ماذا؟ ليعيش في بد يشعر بأنه واحد من أهلها في كل شيء؟ كما يتوهم - لقد جعله إخلاصه لقوميته - لهذه القيمة الروحية - يتنازل عن أمواله التي عانى حتى جمعها، وانا، أنا الذي أدعي بأنني أديب شاعر، بأني لست من عبدة المال، ولا المتهمين به، وأن قصيدة جيدة اكتبها احب إلى نفسي من آلاف الدنانير، لقد خنت قوميتي وتنكرت لكل القيم الروحية، في سبيل ماذا؟ أنني أمني نفسي بأن
دخلي سيكون أكبر، بأنني سأحصل على نقود اكثر، متى جاء الشيوعيون إلى الحكم. أذن فأنا أحقر من خضوري. وعذبتني هذه الفكرة؛ لقد حاولت الفرار منها بشرب الخمر والإدمان فيه، ولكنها ظلت تطاردني إلى اليوم الذي تخلصت فيه من الأفكار الشيوعية " (1) .
ليس من حقنا أن نشك في هذا الاعتراف الذاتي، إذ حين يصبح الاقتناع شعريا يحجب وجه الخداع في المغالطات الذهنية، فمن المغالطة الدهنية ان يعتنق المرء مذهبا عريض المبادئ والغايات، لا لشيء إلا لأنه يرجو عن طريقه زيادة في دخله. ذلك تبسيط شديد، وتهوين للقيم، ولكن هذا لا يعني أن السياب كان كاذبا في إحساسه. ورغم هذا الصدق في الإحساس فأنه لم يخطر له الانفصال عن الحزب، إذ ان الانفصال ليس سهلا كالأنتماء، فهو يعني بلوغ الإرادة لحظة حاسمة لا محيص عنها ولا منفذ فيها للتردد، ولهذا فان مثل هذا الإحساس ما يزال بحاجة إلى عوامل أخرى تؤيد حتى يستطيع صاحبه أن يبلغ تلك اللحظة: لقد كان بدر يسمع رفاقه الشيوعيين يقولون عمن يفصل أو ينفصل من الحزب الشيوعي: أين يولي؟ وفهم بدر من هذه العبارة ان عضو الحزب الشيوعي كالطفل الصغير لا يستطيع ان يدبر شئونه دون أمه (2) ، ولكن دلالة تلك العبارة تختلف عما فهمه؟ فيما اقدر -، أنها تعني أن العضو المنفصل سيظل حيثما اتج محاطا بتاريخه الحزبي، وسيظل مؤاخذا لدى الحكومة بذلك التاريخ حتى ولو أعلن براءته منه على رؤوس الأشهاد، وذلك يعني انه؟ في خارج الحزب - قد اصبح كالمنبت، لا أرضا قطع ولا ظهرا ولا ظهرا أبقى، ولو بقي في داخله لظل له شرف الغاية التي يجاهد من اجلها، مهما يكن مفهوم تلك الغاية في نظر الآخرين؛ ولا ريب ان بدرا؟ من بعد - وقع
(1) المصدر السابق.
(2)
الحرية، العدد:1443.
ضحية هذا الوضع في ظل لا يغفر للمرء ماضيه ولا يعترف بشيء اسمه " التوبة ".
على أي حال يجب ألا ننتقص من قيمة ذلك الإحساس فإنه يمثل ثلما في مشاعر الولاء الحزبي، ولكن بدرا كان ما يزال مندفعا بحماسته المستعلنة فيما يعده واجب الفتى المثقف ضد حكومة ونظام رجعيين، وكانت لذة المقامات الخطابية بين الجماهير ما تزال تأسره وتملك عليه إرادته، ولهذا ظل يشارك في المظاهرات، وإلقاء القصائد. وفي إحدى المظاهرات التي انتهت عند المقبرة في باب المعظم (من ذلك العام) كان بدر أحد الذين صعدوا جدار المقبرة من بين الخطباء الكثيرين، ليثيروا حماسة الشعب ويحركوا فيه روح الثورة على الأوضاع؛ وكان بين الخطباء " فتاة جميلة بيضاء مربربة في الخامسة عشرة من عمرها أو أزيد قليلا " فقد ألقت في الجماهير قصيدة حماسية، ولكنها ألقت في نفس بدر جذوة اشتهاء، تلك هي الرفيقة مادلين اليهودية التي سيكون لها في حياة بدر قصة عارضة نرويها في حينها (1) .
(1) الحرية، العدد:1452.