الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف السين]
السائب بن خلاد [1]- 4- بن سُوَيد بن ثعلبة، أَبُو سهلة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
لَهُ صُحبة، وأحاديث قليلة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه خلاد، وعطاء بن يَسَار، ومحمد بن كعب القَرَظِي، وصالح بن حيوان [2] السَبائي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أَبِي صعصعة.
وقيل: هما اثنان، وأن والد خلاد مَا رَوَى عَنْهُ إِلَّا ولده.
السائب بن أبي وداعة [3] ، القرشي السهمي.
[1] انظر عن (السائب بن خلّاد) في:
مسند أحمد 4/ 55، والعلل له 1/ 298، وطبقات خليفة 94، والتاريخ الكبير 4/ 150 رقم 2285، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1027، وأنساب الأشراف 1/ 245، وجمهرة أنساب العرب 263، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 120 و 137 رقم 624، والاستيعاب 2/ 103، 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 707، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 72، وحلية الأولياء 1/ 372، وأسد الغابة 2/ 251، 252، وتهذيب الكمال 10/ 186، 187 رقم 2168، وتحفة الأشراف 3/ 255، 257 رقم 173، والكاشف 1/ 273 رقم 1808، والوافي بالوفيات 15/ 98، 99 رقم 135، وتهذيب التهذيب 3/ 447، 448 رقم 833، وتقريب التهذيب 1/ 282 رقم 39 والإصابة 2/ 10 رقم 3062، وخلاصة تذهيب التهذيب 132، ترتيب الثقات 175 رقم 6، والثقات 3/ 173.
[2]
المشهور «صالح بن خيوان» بالخاء المعجمة، ويقال بالمهملة. (تهذيب التهذيب 4/ 388) .
[3]
انظر عن (السائب بن أبي وداعة) في:
مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 198، والتاريخ الصغير 55، والتاريخ الكبير 4/ 149،
أسر يَوْم بدر، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«تمسكوا بِهِ فإن لَهُ ابنًا كيسًا بمكة» . فخرج ابنه المطلب سرًّا حَتَّى قدِم، ففدى أباه بأربعة آلاف درهم، ثُمَّ أسلم السائب، وتوفي سَنَة سبع وخمسين [1] .
سَبْرَة بنَ مَعَبْد [2]- م- وَيُقَالُ سَبْرة [3] بن عَوْسَجة بن حَرْمَلَة الجُهَني.
لَهُ صُحبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الربيع أحاديث.
أخرج لَهُ مسلم وغيره، وَكَانَ رسول عَلِيّ إِلَى مُعَاوِيَة من المدينة، بَعْدَ مقتل عُثْمَان.
وكنيته: أَبُو ثرية.
سعد بن أَبِي وقاص [4]- ع- مالك بن أهيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ بن مرّة، أبو إسحاق الزهري.
[150] رقم 2284، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1029، والاستيعاب 2/ 102، وفتوح البلدان 59، والكامل في التاريخ 4/ 544، وأسد الغابة 2/ 257، والوافي بالوفيات 15/ 99 رقم 136، والإصابة 2/ 8 رقم 3057 (باسم: السائب بن الحارث بن صبرة) .
[1]
الوافي بالوفيات 15/ 99.
[2]
انظر عن (سبرة بن معبد) في:
مسند أحمد 3/ 404، وطبقات ابن سعد 4/ 348، وجمهرة أنساب العرب 445 (سبرة بن عوسجة) ، ومشاهير علماء الأمصار 35 رقم 202، والاستيعاب 2/ 75، 76، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 209 رقم 199، والجرح والتعديل 4/ 295 رقم 1281، والمغازي للواقدي 1/ 180، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1952، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 131، وأسد الغابة 2/ 260، 261، وطبقات خليفة 121، والتاريخ الكبير 4/ رقم 2430، والجامع الصحيح 2/ 260، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، تهذيب الكمال 10/ 203، 204 رقم 2181، وتحفة الأشراف 3/ 265- 268 رقم 177، والكاشف 1/ 274 رقم 1819، والوافي بالوفيات 15/ 111 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 63، والإصابة 2/ 14 رقم 3087، وتهذيب التهذيب 3/ 453 رقم 847، وتقريب التهذيب 1/ 283، 284 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 133.
[3]
في الأصل «شبرة» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4]
انظر عن (سعد بن أبي وقّاص) في:
الطبقات الكبرى 3/ 137، 138 و 6/ 12، 13، ومسند أحمد 1/ 168، وفضائل الصحابة
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد السابقين الأوّلين، كان يقال له
[ () ] 2/ 748، ونسب قريش 94 و 251 و 263 و 269، و 393 و 421، وطبقات خليفة 15 و 126،، وتاريخ خليفة 223، والتاريخ لابن معين 2/ 193، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15757، وتاريخ اليعقوبي 1/ 174 و 2/ 23 و 69 و 109 و 130، و 143- 145 و 151 و 155 و 157 و 160 و 187 و 237، والسير والمغازي لابن إسحاق 140 و 147 و 193 و 194 و 328 و 332، والمحبّر لابن حبيب 65 و 66 و 68 و 71 و 72 و 116 و 276 و 453 و 474، والبرصان والعرجان 207 و 210، والأخبار الطوال 119 و 128 و 141 و 142 و 198، وترتيب الثقات للعجلي 180 رقم 526، والتاريخ الكبير 4/ 43 رقم 1908، والتاريخ الصغير 16 و 54 و 61، وسيرة ابن هشام 2/ 244 و 259 و 324 و 346 و 3/ 45 و 49 و 63 و 90 و 265 و 4/ 160 و 256، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 16، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1538- 1541 و 1544- 1546 و 1550- 1552 و 1794- 1797، وطبقات علماء إفريقية 29، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 70، والزاهر للأنباري 1/ 367، والمعارف 100 و 157 و 160 و 168 و 182 و 228 و 237 و 241- 243 و 246، 247 و 550 و 558 و 575 و 576 و 588 و 667، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1175، 1176، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 405، ومشاهير علماء الأمصار 8 رقم 9، وجمهرة أنساب العرب 79 و 129 و 167 و 173 و 365، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 548، 549، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 264، والفتوح لابن أعثم الكوفي 1/ 195- 214، وفتوح الشام للأزدي 10 و 35، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 93، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 263، 264، وعيون الأخبار 1/ 218 و 312 و 2/ 16 و 3/ 111 و 185، والخراج وصناعة الكتابة 286 و 289 و 359- 362 و 370، والبدء والتاريخ 5/ 84، 85، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 10، وحلية الأولياء 1/ 92- 95 رقم 7، وتاريخ بغداد 1/ 144- 146 رقم 4، والمنتخب من ذيل المذيّل 556، وثمار القلوب 346 و 449، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 115، وربيع الأبرار 4/ 250، وأنساب الأشراف 1/ 54 و 130 و 163 و 179 و 224 و 225 و 228 و 259 و 270 و 271 و 288 و 301 و 304 و 318- 320 و 323 و 334 و 350 و 369 و 371 و 404 و 408، والأمالي للقالي 2/ 319، والمستدرك 3/ 495- 502، والاستيعاب 2/ 18- 27، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 157، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 95- 110، وتلقيح فهوم أهل الأثر 48 و 118، والبيان والتبيين 127 و 158 و 182 و 202 و 223 و 253 و 254 و 269 و 270 و 283 و 248 و 397 و 452 و 459، ووفيات الأعيان 1/ 207 و 2/ 375 و 6/ 362، والمعجم الكبير 1/ 136- 148 رقم 8، والزيارات 81 و 84 و 94، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 149، 150، وأسد الغابة 2/ 290- 293، وتهذيب الكمال 10/ 309- 314 رقم 2229، وتحفة الأشراف 3/ 277- 326 رقم 185، والكاشف 1/ 280 رقم 1863، وسير أعلام النبلاء 1/ 92- 124 رقم 495- 502، والعبر 1/ 60، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2272، وتذكرة الحفاظ 1/ 22، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج/ 213، 214 رقم 205، والوفيات لابن قنفذ 31 رقم 55، والرياض النضرة 2/ 292، ونكت الهميان 155، 156، والوافي بالوفيات 15/ 144- 147 رقم 199، والتذكرة الحمدونية 1/ 139 و 143
«فارس الإسلام» ، وَهُوَ أول من رمي بسهم في سبيل اللَّه [1] .
وَكَانَ مقدم الجيوش في فَتَحَ الْعِرَاق، مُجاب الدعوة، كثير المناقب، هاجر إِلَى المدينة قبل مَقْدم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد بدرًا.
رَوَى عَنْهُ: بنوه عامر، ومُصْعَب، وَإِبْرَاهِيم، وعمر، ومحمد، وعائشة بنو سعد، وبسر بن سَعِيد، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعلقمة بن قيس، وعُرْوَة بن الزبير، وأبو صالح السّمّان، وآخرون.
وأمّه حمنة بِنْت سفيان بن أمية بن عَبْد شمس.
أسلم وَهُوَ ابن تسع عشرة سَنَة، وَكَانَ قصيرًا دحداحًا غليظًا، ذا هامة، شثن الأصابع، جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم، أفطس [2] .
قَالَ سَعِيد بن المسيب: سمعت سعدًا يقول: مكثت سبع ليال، وإني لثلث الإسلام [3] .
[ () ] و 2/ 450 و 452 و 477، والعقد الثمين 4/ 537، وغاية النهاية 1/ 304، والنكت الظراف 3/ 277- 323، والإصابة 2/ 33، 34 رقم 3194، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) 38 و 141 و 147 و 148 و 315، والمغازي (منه) 41 و 46 و 48 و 52 و 65 و 124 و 175 و 181 و 183 و 187 و 192 و 309 و 304- 316 و 329، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) انظر فهرس الأعلام 732، وتهذيب التهذيب 3/ 483، 484 رقم 901، وتقريب التهذيب 1/ 290 رقم 108، ومرآة الجنان 1/ 128، والبداية والنهاية 8/ 72- 78، وخلاصة تذهيب التهذيب 135، والنجوم الزاهرة 1/ 147، وتاريخ الخلفاء 250، وكنز العمال 13/ 212، وشذرات الذهب 1/ 61، ومجمع الزوائد 9/ 153، وجامع الأصول 9/ 10.
[1]
أخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 142 رقم 314 من طريق: زائدة، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: إني لأول رجل مسلم رمى بسهم في سبيل الله عز وجل.
وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 498 من طريق: الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
[2]
طبقات ابن سعد 3/ 137، والمستدرك 3/ 496، والمعجم الكبير 1/ 137، 138 رقم 294، وتاريخ بغداد 1/ 145.
[3]
أخرجه البخاري في الفضائل (3726 و 3727) باب: مناقب سعد، وفي مناقب الأنصار (3858) باب: إسلام سعد، وابن ماجة في المقدّمة (132) باب: فضل سعد، وذكره
وقال قيس بن أبي حازم: قال سعيد: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَبَوَيْه لِأَحَدٍ قَبْلِي، قَالَ لِي:«يَا سَعْدُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» [1] . وَإِنِّي لَأَوَّلُ مَنْ رَمَى الْمُشْرِكِينَ بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ السَّمُرِ [2] ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ مِثْلَ مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي [3] .
وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:«إِرْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» ، قَالَ: فَنَزَعْتُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَبْهَتَهُ، فَوَقَعَ، فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [4] .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ رُمِيَ بِهِ ثَلَاثَةٌ: رَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ، فَرَمَى بِهِ فَقَتَلَ، فَرَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ الثَّانِيَةَ، فَقَتَلَ، فَرَمَوْا بِهِ فَرَمَى بِهِ، سَعْدٌ ثَالِثًا، فَقَتَلَ ثالثا، فعجب الناس من فعله [5] .
[ () ] الحاكم في المستدرك 3/ 498، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 92، وابن سعد في الطبقات 3/ 138، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 138 رقم (298) و 142 رقم (313) ، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 145.
[1]
أخرجه البخاري في المغازي (5/ 124) باب: إذ همّت طائفتان منكم، وابن إسحاق في السير والمغازي 328، وابن هشام في السيرة النبويّة (بتحقيقنا) 3/ 45 والمقدسي في البدء والتاريخ 4/ 202، 303.
[2]
بضم الميم: ضرب من شجر الموز.
[3]
أخرجه أحمد في المسند 1/ 174 و 181 و 186، والبخاري في الفضائل (3728) باب مناقب سعد، وفي الأطعمة (5412) باب ما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق (6453) باب: كيف كان عيش النبي وأصحابه. ومسلم في الزهد (2966) في صدره، والترمذي في الزهد (2367) باب ما جاء في معيشة النبي، و (2366) من طريق آخر، وابن سعد في الطبقات 3/ 138، وأبو نعيم في الحلية 1/ 92.
[4]
أخرجه مسلم في الفضائل (1412) باب مناقب سعد، والطبراني رقم 315.
[5]
ذكره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 1/ 99 من طريق عبد الله بن مصعب، حدّثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. وقال: إسناده منقطع.
قَالَ ابن المسيب: كَانَ سعد جيد الرمي.
وَقَالَ عَلَى رضي الله عنه: مَا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجمع أَبويه لأحد غير سعد [1] .
وَقَالَ ابن مسعود: لقد رأيت سعدًا يقاتل يَوْم بدر قتال الفارس في الرجال.
وَرَوَى عُثْمَان بن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم سرية فِيهَا سعد بن أَبِي وقاص عَلَى رابغ [2] ، وَهُوَ من جانب الجُحْفَة [3] ، فانكفأ المشركون عَلَى المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، وَهَذَا أول قتال كَانَ في الإسلام، فَقَالَ سعد:
أَلَّا أتى رَسُول اللَّهِ أني
…
حَمَيْتُ صَحابتي بصدور نَبْلِي
فما يَعْتَدُّ رامٍ في عدُوٍ
…
بسهمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَبلي
[4]
وَقَالَ ابن مسعود: اشتركت أنا، وسعد، وعمار، يَوْم بدر فيما نغنم، فجاء سعد بأسيرين، وَلَمْ أجيء أنا وَلَا عمار بشيء [5] .
وَعَن أَبِي إِسْحَاق قَالَ: كَانَ أشد الصحابة أربعة: عمر، وعلي والزبير، وسعد [6] .
[1] أخرجه الترمذي (3753) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 180، والبخاري في المغازي (4056) و (4057) باب: إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا، ومسلم في الفضائل (2412)، والترمذي (3754) وابن ماجة في المقدّمة (130) وكلهم من طريق:
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سعد بن أبي وقاص.
[2]
رابغ: على عشرة أميال من الجحفة.
[3]
الجحفة: قرية جامعة، بها منبر، كان اسمها مهيعة، فجاءها السيل فاجتحفها فسمّيت الجحفة. وهي مهلّ أهل الشام، وغدير خمّ على ثلاثة أميال منها. (معجم ما استعجم 1/ 367- 370) .
[4]
الخبر والبيتان من جملة أبيات في:
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 237، والمستدرك 3/ 498، وطبقات ابن سعد 2/ 7، والاستيعاب، والإصابة.
[5]
أخرجه أبو داود في البيوع (2388) باب في الشركة على غير رأس مال، والنسائي 7/ 57 باب شركة الأبدان، و (319) باب الشركة بغير مال، وابن ماجة في التجارات (2288) باب الشركة والمضاربة، والطبراني (297) من طرق عدّة.
[6]
الإصابة 4/ 163.
وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ وُجُوهٍ ضَعِيفَةٍ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ [1] .
وَقَالَ سَعْدٌ: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ 6: 52 [2] . نزلت في ستة، وأنا وابن مسعود منهم.
أَخْرَجَهُ مسلم [3] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:«هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ» [4] .
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: حَدَّثَنِي سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «اللَّهمّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ» [5] .
وَقَالَ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرة قَالَ: شكا أَهْل الْكُوفَة سعدًا- يعني لَمَّا كَانَ أميرًا عليهم- إِلَى عمر فقالْوَا: إِنَّهُ لَا يحسن يصلي، فَقَالَ سعد: أما إني كنت أصلي بهم صلاة رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صلاتي العشاء، لَا أخْرمُ منها، أركُد في الأوليين وأحذَف في الأخريين، فَقَالَ: ذاك الظن بك يَا أبا إِسْحَاق، ثُمَّ بَعَثَ رجالًا يسألْوَن عَنْهُ، فكانوا لَا يأتون مسجدًا من مساجد الْكُوفَة إِلَّا قالْوَا خيرًا، حَتَّى أتوا مسجدًا من مساجد بني عبْس، فَقَالَ رجل يقال له أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا باللَّه، فإِنَّهُ كَانَ لَا يَعدل في القضية، وَلَا يقسم بالسوية، وَلَا يغزو في السرية، فَقَالَ سعد: اللَّهمّ إن كَانَ كاذبًا، فأعْمِ بصره، وأطل عُمره، وعرضه للفِتَن، قَالَ عَبْد الملك: أنا رأيته بعدُ يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: شيخ كبير فقير
[1] رواه المؤلف من طريق رشدين بن سعد، عن الحجّاج بن شدّاد، عن أبي صالح الغفاريّ، عن عبد الله بن عمرو. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد.
[2]
سورة الأنعام- الآية 52.
[3]
في الفضائل (2413) باب فضائل سعد. وابن ماجة في الزهد (4128) باب: مجالسة الفقراء، والسيوطي في الدرّ المنثور 3/ 13، وابن كثير في التفسير 3/ 27.
[4]
أخرجه الترمذي في المناقب (3753) باب مناقب سعد، والطبراني في المعجم الكبير 1 رقم 323، وابن سعد في الطبقات 3/ 97، والحاكم في المستدرك 3/ 498.
[5]
أخرجه الترمذي في المناقب (3752) باب مناقب سعد بن أبي وقاص، وابن حبّان في صحيحه (2215) ، والحاكم في المستدرك 3/ 499، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 153.
مفتون، أصابتني دعوة سعد [1] .
وَقَالَ الزبير بن عدي، عَن مُصعب، إن سعدًا خطبهم بالْكُوفَة، ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْل الْكُوفَة، أي أمير كنت لكم؟ فقام رَجُلٌ فَقَالَ: إن كنت مَا علمتك لَا تعدل في الرعية، وَلَا تقسم بالسوية، وَلَا تغزو في السرية؟ فَقَالَ: اللَّهمّ إن كَانَ كاذبًا فاعْمٍ بصره، وعجل فَقْره، وأطِل عُمُرَه، وعرضه للفِتن، قَالَ: فما مات حَتَّى عُمِّر وافتقر وسأل، وأدرك فتنة المختار فقُتل فِيهَا [2] .
وَقَالَ شُعْبة، عَن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ جَدِيدٌ، فَكَشَفَهَا الرِّيحُ، فَشَدَّ عُمَرُ عَلَيْهَا بِالدَّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعُهُ فَتَنَاوَلَهُ بِالدَّرَّةِ، فَذَهَبَ سَعْدٌ لِيَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدَّرَّةَ وَقَالَ: اقْتَصْ، فَعَفَا عَنْ عُمَرَ [3] .
وَقَالَ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ [4] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال:
قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَنَا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ:
أَلَمْ تر أنّ الله أنزل نصره
…
وسعد بباب الْقَادِسِيَّةِ مُعْصمٌ
فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ
…
وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أيَّمُ
فَبَلَغ سَعْدًا فَقَالَ: اللَّهمّ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ، فَجَاءَتْ نُشَّابَةٌ، فَأَصَابَتْ فَاهُ، فَخَرَسَ، ثُمَّ قُطِعَتْ يَدُهُ فِي الْقِتَالِ. وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوحٌ، فَأَخْبَرَ الناس بعذره عن القتال [5] .
[1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 175 و 176 و 177 و 179 و 180، وأبو داود الطيالسي في مسندة (217) ، والبخاري في الأذان (755) باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها، و (758) و (770) باب يطوّل في الأوليين، ويحذف في الأخريين، ومسلم في الصلاة (454) باب القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2/ 217 باب الركود في الأوليين، وأخرجه أبو داود في الصلاة (803) باب تخفيف الأخريين، والنسائي 2/ 174 في الصلاة باب الركود في الركعتين الأوليين، وأخرجه الطبراني مختصرا (290) ومطوّلا (308) ، وابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» 44، 45 رقم 32.
[2]
هي فتنة المختار الثقفي، وستأتي في هذا الكتاب (حوادث سنتي 65 و 67 هـ) .
[3]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1 رقم 309، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 153، 154.
[4]
في الأصل «البكالي» والتصحيح من (اللباب 1/ 68) حيث قال: البكائي: بفتح الباء وتشديد الكاف.. نسبة إلى البكاء، وهو ربيعة بن عامر بن ربعية. إلخ.
[5]
رواه الطبراني في المعجم الكبير 1/ (310) و (311) ، والهيثمي في المجمع 9/ 154.
وَقَالَ مُصعب بن سعد، وغيره: إن رجلًا نال من عليّ، فنهاه سعد، فلم ينته، فدعا عَلَيْهِ، فما برح حَتَّى جاء بعير ناد، فخَبَطه حَتَّى مات.
لها طُرق عَن سعد [1] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ مغيرة، عَن أمه قالت: زرنا آل سعد بن أَبِي وقاص، فرأينا جارية كَانَ طولها شبر، قلت: من هَذِهِ؟ قالْوَا: مَا تعرفينها، هَذِهِ بِنْت سعد، غمست يدها في طهوره فَقَالَ: قَصَع [2] اللَّه قرنك، فما شبت بَعْدَ [3] .
قَدْ ذكرنا فيما مرّ أن سعدًا جعله عُمر أحَد الستة أَهْل الشورى، وَقَالَ:
إن أصابت الخلافة سعدًا، وَإِلَّا فليستعن بِهِ الخليفة بعدي، فإنّي لم أعزله من ضعف وَلَا من خيانة [4] .
وسعد كَانَ ممن اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة.
قَالَ أيوب، عَن ابن سيرين: نُبئت أن سعدًا قَالَ: مَا أزعم أني بقميصي هَذَا أحق مني الخلافة، قَدْ جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، وَلَا أبخع نفسي إن كَانَ رَجُلٌ خيرًا مِني، لَا أقاتل حَتَّى تأتوني بسيف لَهُ عينان ولسان وشفتان، فيقول هَذَا مؤمن وَهَذَا كافر [5] .
[1] قال المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 1/ 116: ولهذه الواقعة طرق جمّة رواها ابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» وروى نحوها: الزبير بن بكار، عن إبراهيم بن حمزة، عن أبي أسامة، عن ابن عون، عن محمد بن محمد الزهري، عن عامر بن سعد. وحدّث بها أبو كريب، عن أبي أسامة. ورواها ابن حميد، عن ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود. انظر «مجابي الدعوة» - ص 48 رقم 36.
[2]
في طبعة القدسي «قطع» ، والتصحيح من «مجابي الدعوة» 46، وقال في لسان العرب: قصع الغلام قصعا، ضربه ببسط كفّه على رأسه، وقصع هامته كذلك، قالوا: والّذي يفعل به ذلك لا يشبّ ولا يزداد. وغلام مقصوع وقصيع. كادي الشباب، إذا كان قميئا لا يشبّ ولا يزداد، وقصع الله شبابه: أكده.
[3]
كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا- ص 46 رقم 33 طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1985.
[4]
انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب (بتحقيقنا) - ص 279، وطبقات ابن سعد 3/ 338، 339، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 135، والمعجم الكبير 1 رقم (320) ، والإصابة 4/ 163.
[5]
الطبقات الكبرى 3/ 1/ 101، حلية الأولياء 1/ 94، المعجم الكبير 1 رقم (322) ، مجمع الزوائد 7/ 299.
وقال محمد بن الضحاك الحزامي [1] ، عن أبيه، أن عليًا رضي الله عنه خطب بَعْدَ الحَكَمين فَقَالَ: للَّه منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كَانَ ذنبًا- يعني اعتزالهما- إِنَّهُ لصغير مغفور، ولئن كَانَ حسنًا، إِنَّهُ لعظيم مشكور [2] .
وَقَالَ عمر بن الحكم، عَن عَوَانة: دَخَلَ سعد عَلَى مُعَاوِيَة، فلم يسَلم عَلَيْهِ بالإمارة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْ شئت أن تقول غيرها لقلت، قَالَ: فنحن المؤمنون وَلَمْ نؤمرك، فإنك مُعجَب بما أنت فِيهِ، واللَّه مَا يسُرني أني عَلَى الّذي أنت عَلَيْهِ، وإني هرقت محجمة دم.
وَقَالَ محمد بن سيرين: إن سعدًا طاف عَلَى تسع جوارٍ في ليلة، ثُمَّ أيقظ العاشرة، فغلبه النوم، فاستحيت أن توقظه.
وَقَالَ الزهري: إن سعدًا لَمَّا حضرته الْوَفاة، دعا بخَلقِ جُبةٍ من صوف فَقَالَ: كفنوني فِيهَا، فإني لقيت فِيهَا المشركين يَوْم بدر، وإِنَّمَا خبأتها لِهَذَا [الْيَوْم][3] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي، فَبَكَيْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا يُبْكِيكَ؟ قُلْتُ: لِمَكَانِكَ وَمَا أَرَى بِكَ، فَقَالَ: لا تَبْكِ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ [4] .
وَعَن عائشة بِنْت سعد، أن أباها أرسل إِلَى مروان بزكاة عين ماله، خمسة آلاف، وخلف يَوْم مات مائتين وخمسين ألف درهم.
قَالَ الزبير بن بكار: كَانَ سعد قَدِ اعتزل في الآخر في قصرٍ بناه بطرف حمراء الأسد [5] .
[1] الحزامي: بكسر الحاء نسبة إلى جدّه الأعلى.. (اللباب 1/ 362) .
[2]
مجمع الزوائد 7/ 246 وقال: رواه الطبراني.
[3]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 496، والطبراني 1 رقم (316)، والهيثمي في المجمع 3/ 25 وقال: رجاله ثقات، إلّا أن الزهري لم يدرك سعدا.
[4]
طبقات ابن سعد 3/ 1/ 104.
[5]
حمراء الأسد: هي من المدينة على ثلاثة أميال. (طبقات ابن سعد 2/ 49) .
قَالَ الْوَاقدي، وابن المديني، وجماعة كثيرة: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وخمسين.
وَقَالَ قعنب بن المحرّر: سَنَة ثمان وخمسين، وقيل سَنَة سبع، وليس بشيء.
وَقَالَ ابن سعد [1] : تُوُفِّيَ في قصره بالعقيق، عَلَى سبعة أميال من المدينة، وحُمل إِلَى المدينة، وصلى عَلَيْهِ مروان، وله أربع وسبعون سَنَة.
سعيد بن زيد [2]- ع- ابن عمرو بن نُفَيْلِ بن عَبْد العُزّى، القرشي العدوي، أبو الأعور.
[1] في طبقاته 3/ 147.
[2]
عن (سعيد بن زيد) انظر:
طبقات ابن سعد 3/ 379- 385 و 6/ 13، والتاريخ لابن معين 2/ 199، ونسب قريش 433، وطبقات خليفة 22 و 127، وتاريخ خليفة 218، ومسند أحمد 1/ 187 و 4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 382، والعلل له 1/ 224 و 290 د وسيرة ابن هشام 1/ 154 و 255 و 288 و 370، و 2/ 117 و 147 و 327، والتاريخ الصغير 60، والتاريخ الكبير 3/ 452، 453 رقم 1509، وتاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 204 و 207 و 4/ 228 و 232 و 359 و 361 و 373 و 397 و 447، والمحبّر 66 و 70 و 71 و 74 و 257 و 402، والسير والمغازي 119 و 43 و 182، وتاريخ اليعقوبي 2/ 160، والمعارف 245، والمعرفة والتاريخ 1/ 213 و 216 و 291 و 292 و 3/ 163 و 166، وتاريخ أبي زرعة 1/ 222، 223 و 594 و 682، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 138 و 1534 و 1636، وفتوح البلدان 255، والبدء والتاريخ 5/ 85، 86، وتاريخ علماء إفريقية 39، والاستيعاب 2/ 2- 8، والمنتخب من ذيل المذيل 513، ومشاهير علماء الأمصار 8 رقم 11، والجرح والتعديل 4/ 21 رقم 85، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والعقد الفريد 4/ 275 و 6/ 370، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 5. رقم 66، وأنساب الأشراف 1/ 116 و 123 و 270 و 271 و 446، وحلية الأولياء 1/ 95- 97 رقم 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 49، 50، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 148- 154 رقم 9، وجمهرة أنساب العرب 151 و 170، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 162، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 129- 131، والمستدرك 3/ 437- 440، وصفة الصفوة 1/ 362، 363 رقم 10، والزيارات 94، والكامل في التاريخ 1/ 593 و 2/ 85 و 137 و 331 و 3/ 162 و 169 و 192 و 221، وأسد الغابة 2/ 306، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 217، 218 رقم 209، وتحفة الأشراف 3/ 7- 14 رقم 191، وتهذيب الكمال 10/ 446- 454 رقم 2278، وسير أعلام النبلاء 1/ 124- 143 رقم 6، وتلخيص المستدرك 3/ 437- 440، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2316، ودول الإسلام 1/ 38، والكاشف 1/ 286 رقم 1910، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 124، وعهد الخلفاء الراشدين 116 و 367 و 503 و 636، ومرآة الجنان 1/ 124، والبداية والنهاية 8/ 57، والوافي بالوفيات 15/ 220- 222 رقم 305، والعقد
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وَكَانَ أميرًا عَلَى ربع المهاجرين، وولي دمشق نيابة لأبي عبيدة، وشهد فتحها [1] .
رَوَى عَنْهُ: ابن عمر، وأَبُو الطُّفَيْلِ، وعمرو بن حُرَيْث، وزر بن حُبَيْش، وحُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيس بن أبي حازم، وعروة بن الزبير، وجماعة.
وقال أَهْل المغازي: إن سَعِيد بن زيد قدِم من الشَّام بُعَيد بدر، فكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فضرب لَهُ بسهمه وأجره [2] .
أسلم سَعِيد قبل دخول دار الأرقم [3] ، وَكَانَ مزوّجًا بفاطمة أخت عمر، وَهِيَ بِنْت عم أبيه.
وَقَالَ سَعِيد: ولقد رأيتني وإن عمر لموثقي عَلَى الإسلام، فلم يكن عمر أسلم بَعْدَ [4] .
وَعَن ابن مكيث [5] أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ سَعِيدا وطلحة يتجسسان [6] خبر عير قريش، فلهذا غابا عَن وقعة بدر، فرجعا إِلَى المدينة وقدِماها في يَوْم الْوَقعة، فخرجا يؤمّانَّهُ، وشهد سَعِيد أحدًا وَمَا بَعْدَها [7] .
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، وَلَوْ شهدت عَلَى العاشر لَمْ آثم، يعني نَفْسَهُ [8] .
[ () ] الثمين 4/ 5559، والوفيات لابن قنفذ 29 رقم 50، والرياض النضرة 2/ 302- 306، وتهذيب التهذيب 4/ 34، 35 رقم 53، وتقريب التهذيب 1/ 296 رقم 171، والإصابة 2/ 46 رقم 3261، والنكت الظراف 4/ 5 و 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 138، وشذرات الذهب 1/ 57، وفتوح الشام للأزدي (انظر فهرس الأعلام)290.
[1]
فتوح الشام للأزدي 242، وأمراء دمشق للصفدي 38 رقم 123.
[2]
الطبقات الكبرى 3/ 383، وسيرة ابن هشام 2/ 327، والاستيعاب 2/ 2، والمعجم الكبير 1/ 149 رقم 339، والمستدرك 3/ 438، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 129، وتهذيب الكمال 10/ 448.
[3]
طبقات ابن سعد 3/ 382، المستدرك 3/ 438.
[4]
أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (3862) باب إسلام سعيد بن زيد، و (3867) ، وفي الإكراه (6942) باب من اختار الضرب، والقتل، والهوان على الكفر، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 440 وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه.
[5]
في الأصل «ابن مليث» ، والتصويب من (طبقات ابن سعد) .
[6]
كذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «يتحسّبان» .
[7]
الحديث مطوّلا في طبقات ابن سعد 3/ 382، 383.
[8]
أخرج أحمد في المسند 1/ 188 من طريق شعبة، عن حصين بن هلال، عن عبد الله بن
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت أَبِي عَن الشهادة لأبي بكر وعمر بالجنة، فَقَالَ: نعم، اذهب إِلَى حديث سَعِيد بن زيد.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ [1] ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَنَا آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: اللَّهمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَاعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرَهَا، وَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي في أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ.
رواه مسلم [2] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثار إن مُعَاوِيَة كتب إِلَى مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد، فَقَالَ رَجُلٌ من أَهْل الشَّام: مَا يحبسك [3] ؟ قَالَ:
حَتَّى يجيء سَعِيد بن زيد فيبايع، فأَنَّهُ سيد أَهْل البلد، إذا بايع بايع الناس [4] .
[ () ] ظالم قال: خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي، فخرج سعيد بن زيد فقال: ألا تعجب من هذا يسبّ عليّا رضي الله عنه، أشهد عَلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّا كنّا على حراء أو أحد فإنما عليك صدّيق أو شهيد» فسمّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشرة. فسمّى: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليّا، وطلحة، والزبير، وسعدا، وعبد الرحمن بن عوف، وسمّى نفسه سعيدا.
وأخرجه من طريق: حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم التيمي، عن سعيد بن زيد (1/ 189) .
وانظر نحوه في طبقات ابن سعد 3/ 383 من طريق عبيدة بن معتّب، عن سالم بن أبي الجعد، عن سعيد بن زيد.
[1]
في الأصل «أوس» والتصحيح من (الاستيعاب) .
[2]
أخرجه مسلم في المساقاة (139/ 160) باب تحريم الظلم وغصب الأرض. والبخاري في بدء الخلق (3198) باب ما جاء في سبع أرضين وفيه «شبرا» بدل «شيئا» ، وأخرجه في المظالم مختصرا (2452) من طريق آخر، باب إثم من ظلم شيئا من الأرض. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 188 و 189 و 190، وأبو نعيم في الحلية 1/ 96، 97 بعدّة روايات، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 5، 6، وهو غير موجود في «مجابي الدعوة» وهو من شرطه!.
[3]
في طبعة القدسي «يجلسك» ، والتصحيح من (المستدرك) وغيره.
[4]
أخرجه البخاري في تاريخه الصغير 60 من طريق آخر، والحاكم في المستدرك 3/ 439، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 150 رقم 345.
وَقَالَ نافع: إن ابن عمر لَمَّا سمع بموت سَعِيد بالعقيق، ذهب إليه، وترك الجمعة [1] .
وقالت عائشة بِنْت سعد بن أَبِي وقاص: مات سَعِيد بن زيد بالعقيق، فغسَله سعد وكفنه، وخرج معه [2] .
قَالَ مالك: كلاهما مات بالعقيق.
وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين، وَهُوَ ابن بضع وسبعين سَنَة، وقُبر بالمدينة، ونزل في قبره سعد وابن عمر. وَكَانَ رجلًا آدم، طويلًا، أشعر [3] .
وكذا وَرَّخ موته ابن بُكَير وجماعة، وشذ عُبَيد اللَّه بن سعد الزُهري فَقَالَ: سَنَة اثنتين وخمسين، وغلط الهيثم بن عدي فَقَالَ: تُوُفِّيَ بالْكُوفَة رضي الله عنه.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، فَقَالَ: نعم، أذهب إِلَى حديث سَعِيد بن زيد [4] .
سَعِيد بن العاص [5]- م ن- بن سَعِيد بن العاص بن أمية الأموي، والد عمرو، ويحيى.
[1] أخرجه البخاري في المغازي (3990) وعبد الرزاق في المصنّف (5497) ، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 185، وهو في الطبقات الكبرى 3/ 383، 384 و 385.
[2]
الطبقات الكبرى 3/ 279.
[3]
طبقات ابن سعد 3/ 385، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 148 رقم 336.
[4]
سبق تخريج نحوه قبل قليل.
[5]
انظر عن (سعيد بن العاص) في:
التاريخ لابن معين 2/ 201، 202، وسيرة ابن هشام 1/ 191 و 2/ 278 و 347 و 3/ 262 و 308 و 4/ 57 و 124 و 225 و 293، ونسب قريش 176- 178، والمحبّر 55 و 150 و 174، والتاريخ 3/ 502 رقم 1672، وأنساب الأشراف 1/ 22 و 200 و 352 و 444، وفتوح البلدان 142 و 234 و 395 و 403 و 411 و 412، والطبقات الكبرى 5/ 30، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم (15782) ، وتاريخ خليفة 162 و 165 و 166 و 168 و 178 و 203 و 208 و 209 و 218، و 222، و 226، و 228، ومسند أحمد 4/ 77، 78،
قُتِلَ أَبُوه يَوْم بدر مشركًا وخلف سَعِيدا طفلًا.
وَقَالَ أَبُو حاتم [1] : لَهُ صحبة.
رَوَى عَن: عمر، وعائشة.
وعنه: ابناه، وعُروة بن الزبير، وسالم بن عَبْد اللَّهِ.
وَكَانَ أحد الأشراف الأجواد الممدَّحين، والحلماء العقلاء.
ولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية، وولي الْكُوفَة لعُثْمَان، واعتزل عليّا
[ () ] وتاريخ اليعقوبي 2/ 135 و 165 و 166 و 178 و 225 و 238 و 239، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183، 184 و 590 و 593، والأخبار الموفقيّات 72 و 176 و 178 و 118 و 193 و 258 و 261 و 389، والمغازي للواقدي 27 و 92 و 826 و 831 و 925، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1588- 1590 و 3633، 3634، والهفوات النادرة 387، والبخلاء للجاحظ 379، والفهرست 37، والأغاني 1/ 8- 11 و 16/ 39، وربيع الأبرار 4/ 42 و 249 و 323 و 367، والجرح والتعديل 4/ 48 رقم 204، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 266، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63، ومشاهير علماء الأمصار 66 رقم 446، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 135 رقم 608، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 115، 116، والمعارف 142 و 146 و 212 و 296 و 614 و 615، والخراج وصناعة الكتابة 325 و 377 و 379، وجمهرة أنساب العرب 80، وثمار القلوب 29 و 289 و 371، والمعجم الكبير 6/ 73- 76 رقم 564، والاستيعاب 2/ 8- 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 133- 147، وأسد الغابة 2/ 391، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 151، ووفيات الأعيان 2/ 66 و 472 و 535 و 5/ 281 و 6/ 93 و 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 254، و 2/ 18 و 42- 44 و 57 و 58 و 260 و 267 و 268 و 286 و 287 و 353 و 361، وتهذيب الكمال 10/ 501- 510 رقم 2299، وتحفة الأشراف 4/ 16، 17 رقم 193، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 218 رقم 210، والوفيات لابن قنفذ 70 رقم 59، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 164 و 167 و 199 و 345، ومعجم البلدان 1/ 216، و 2/ 62 و 609 و 614 و 873 و 3/ 505، والعبر 1/ 764 وسير أعلام النبلاء 3/ 444- 449 رقم 87، والكاشف 1/ 288 رقم 1928، ودول الإسلام 1/ 44، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 432، 433، وعهد الخلفاء الراشدين 326 و 329 و 364 و 420 و 431 و 476 و 477، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 223 رقم 2324، والوافي بالوفيات 15/ 227- 230 رقم 319، وجامع التحصيل 220 رقم 234، والبداية والنهاية 8/ 83، ومرآة الجنان 1/ 131، والعقد الثمين 4/ 571، وتهذيب التهذيب 4/ 48- 50 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 299 رقم 196، والنكت الظراف 4/ 16، 17، والإصابة 2/ 47، 48 رقم 3268، وخلاصة تذهيب التهذيب 118، وشذرات الذهب 1/ 65.
[1]
في الجرح والتعديل 4/ 48.
وَمُعَاوِيَة من عقله، فلما صفا الأمر لمعاوية وفد إليه. فأمر لَهُ بجائزة عظيمة [1] ، وقد غزا سَعِيد طبرستان في إمرته عَلَى الْكُوفَة، فافتتحها، وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغُر الجحاجح [2] من قريش
…
إذ مَا الأمر دون الحَدَثَان عالا
قِيَامًا ينظرونَ إِلَى سَعِيد
…
كأَنَّهُم يَرَوْنَ بِهِ هِلالا [3]
وَقَالَ ابن سعد [4] : تُوُفِّيَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولسَعِيد بن العاص أَبِي أحَيحة [5] تسع [6] سنين أَوْ نحوها.
وَلَمْ يزل في نَاحِيَةِ عُثْمَان لقرابته مِنْهُ، فاستعمله عَلَى الْكُوفَة لَمَّا عزل عنها الْوَليد بن عُتبة، فقدِمها سَعِيد شابًا مترفًا، فأضر بأَهْلها إضرارًا شديدًا، وعمل عليها خمس سنين إِلَّا شهرًا، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْل الْكُوفَة وطردوه، وأمَّروا عليهم أبا موسى، فأبى عليهم، وجدد البيعة في رقابهم لعُثْمَان، وكتب إليه فاستعمله عليهم.
وَكَانَ سَعِيد بن العاص يَوْم الدار مع عُثْمَان يقاتل عَنْهُ، وَلَمَّا خرج طلحة والزبير نَحْوَ الْبَصْرَةِ خرج معهم سَعِيد، ومروان، والمغيرة بن شُعبة، فلما نزلَوْا مَرَّ الظهران قَامَ سَعِيد خطيبًا، فحمد اللَّه، وأثني عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أما بَعْد، فإن عُثْمَان عاش حميدًا، وخرج شهيدًا، فضاعف اللَّه لَهُ حسناته، وقد زعمتم أنكم خرجتم تطلبون بدمه، فإن كنتم تريدون ذلك، فإن قَتَلَةَ عُثْمَان عَلَى صدور هَذِهِ المطي وأعجازها، فميلَوْا عليهم بأسيافكم، فَقَالَ مروان: لَا بل
[1] انظر تهذيب تاريخ دمشق 6/ 136.
[2]
الجحاجح، مفردها جحجاح: السيد الكريم. وفي الأصل «الحجاحج» والتصحيح مما يأتي.
والغرّ: جمع أغرّ، وهو الأبيض الغرّة.
[3]
البيتان في ديوان الفرزدق 615، 616، وطبقات الشعراء لابن سلام 321، والأغاني 21/ 321، ومعجم الأدباء 7/ 258، وسيرة ابن هشام 1/ 277 وأنساب الأشراف 4/ 438، ونسب قريش 176، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 136، وأمالي المرتضى 1/ 296، وخزانة الأدب 3/ 74، والوافي بالوفيات 15/ 228، والاستيعاب 2/ 10، وتهذيب الكمال 10/ 504.
[4]
الطبقات الكبرى 5/ 31.
[5]
في الأصل «بن أبي أحيحة» ، والتصويب من (المحبّر) .
[6]
في طبعة القدسي «سبع» وهو غلط.
نضرب بعضهم ببعض، فمن قتل ظفرنا منه، ويبقى الباقي فنطلبه وقد وَهن، وَقَامَ المغيرة فَقَالَ: الرأي مَا رأي سَعِيد، وذهب إِلَى الطائف، ورجع سعيد ابن العاص بمن اتبعه، فلم يزل بمكة حَتَّى مضت الجمل وصِفين [1] .
وَقَالَ قَبِيصة بن جابر: إِنَّهُم سألوا مُعَاوِيَة: من ترى لِهَذَا الأمر بَعْدَك؟
قَالَ: أما كريمة قريش فسَعِيد بن العاص وأما فلان، وذكر جَمَاعَة [2] .
ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عياض بن جعدبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: خَطَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أُمَّ كلثوم بنت علي بعد عمر بن الخطاب، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَخُوهَا الْحُسَيْنُ فَقَالَ: لَا تَزَوَّجِيهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: أَنَا أُزَوِّجَهُ، وَاتَّعَدُوا لِذَلِكَ، وَحَضَرَ الْحَسَنُ، وَأَتَاهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ الْحَسَنُ: سَأَكْفِيكَ، قَالَ: فَلَعَلَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَرِهَ هذا؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: لا أدَخَلُ فِي شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، وَرَجَعَ وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْمَالِ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا [3] .
وَقَالَ الْوَليد بن مَزْيد [4] : ثَنَا سَعِيد بن عَبْد العزيز قَالَ: عربية القرآن أقيمت عَلَى لسان سَعِيد بن العاص بن سَعِيد لأَنَّهُ كَانَ أشبههم لهجة برَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم [5] .
وَرَوَى الْوَاقدي، عَن رجاله، أن سَعِيد بن العاص خرج من الدار، فقاتل حَتَّى أم [6] ، ضربه رَجُلٌ ضربة مأمومة، قَالَ الذي رآه: فلقد رأيته،
[1] الخبر أيضا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 138.
[2]
تاريخ أبي زرعة 1/ 592، 593، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144.
[4]
في طبعة القدسي «الوليد بن يزيد» والتصويب من مصادر ترجمته التي جمعناها في (موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 176- 180 رقم 1795) .
[5]
أخرجه ابن أبي داود في (المصاحف) 24 من طريق العباس بن الوليد (البيروتي) ، عن أبيه الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، (وهو التنوخي) . وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139.
[6]
حتى أمّ: أي أصيب بأمّ رأسه.
ليسمع صوت الرعد، فيغشى عَلَيْهِ [1] .
وَقَالَ هُشَيْم: قدِم الزبير الْكُوفَة زمن عُثْمَان، وعليها سَعِيد بن العاص، وبعث إلى الزبير بسبعمائة فقبلها.
وَعَن صالح بن كَيْسان قَالَ: كَانَ سعيد بن العاص حليما وقورا، ولقد كانت المأمومة التي أصابت رأسه يَوْم الدار، قد كاد أن يخف منها بعض الخفة وَهُوَ عَلَى ذلك من أوقر الرجال وأحلمهم.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: كان مروان أميرًا علينا بالمدينة ستَّ سنين، فكان يسب عليًا في الجُمَع، ثُمَّ عُزل، فاستعمل عليها سَعِيد بن العاص، فكان لَا يسب عليًا.
وَقَالَ ابن عُيينه: كَانَ سَعِيد بن العاص إذا سأله سائل، فلم يكن عنده شيء قَالَ: اكتب عَلِيّ بمسألتكم سِجِلا إِلَى أيام مَيْسرَتي.
وَرَوَى الأصمعي أن سَعِيد بن العاص كَانَ يدعو إخوانه وجيرانه كل جمعة، فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم الثياب الفاخرة، ويأمرهم بالجوائز الْوَاسعة [2] .
وَرَوَى عَبْد الأعلى بن حماد قَالَ: استسقى سَعِيد بن العاص من دار بالمدينة، فسقوه، ثُمَّ حضر صاحب الدار في الْوَقت مع جَمَاعَة يعرض الدار للبيع، وَكَانَ عَلَيْهِ أربعة آلاف دينار، فبلغ ذلك سَعِيدا فَقَالَ: إن لَهُ عَلَيْهِ ذِمامًا لسَقيه، فأداها عَنْهُ [3] .
وَعَن يحيى بن سَعِيد الأموي: أن سَعِيد بن العاص أطعم النَّاس في سَنَة جدبة، حَتَّى أنفق مَا في بيت المال وأدان، فعزله معاوية لذلك [4] .
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 140، طبقات ابن سعد 5/ 34.
[2]
تهذيب الكمال 10/ 506.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144.
[4]
تهذيب: تاريخ دمشق 6/ 145.
وَيُرْوَى: أَنَّهُ تُوُفِّيَ وعليه ثمانون ألف دينار [1] .
الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بَعَثَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بَرِيدًا يُخْبِرُ مُعَاوِيَةَ، وَبَعَثَ مَرْوَانُ أَيْضًا بَرِيدًا، وَأَنَّ الْحَسَنَ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ، فَلَمَّا دُفِنَ الْحَسَنُ بِالْبَقِيعِ، أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِذَلِكَ وَبِقِيَامِهِ مَعَ بَنِي أُمَّيَةَ وَمَوَالِيهِمْ، وَأَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَقَدْتُ لِوْائِي، وَلَبِسْنَا السِّلاحَ فِي أَلْفَيْ رَجُلٍ، فَدَرَأَ اللَّهُ، أَنْ يَكُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَالِثٌ أَبَدًا، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ [الْمَظْلَوْمُ] وَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ فَعَلُوا بِعُثْمَانَ مَا فَعَلُوا، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ يَشْكُرُ لَهُ، وَوَلاهُ الْمَدِينَةَ، وَعَزَلَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَكَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ لا تَدَعَ لِسَعِيدً مَالا إِلا أَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جَاءَ مَرْوَانُ الْكِتَابُ بَعَثَ بِهِ مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَعِيدٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ أَخْرَجَ كِتَابَيْنِ، وَقَالَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ:
اقْرَأْهُمَا، فَإِذَا فِيهِمَا: مِنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى سَعِيدٍ، يَأْمُرُهُ حِينَ عُزِلَ مَرْوَانُ أَنْ يَقْبِضَ أَمْوَالَهُ، وَلَا يَدَعْ لَهُ عِذْقًا، فَجَزَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ خَيْرًا وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ جِئْتَنِي بِهَذَا الْكِتَابِ، مَا ذَكَرْتُ مِمَّا تَرَى حَرْفًا وَاحِدًا، فَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالْكِتَابِ إِلَى أَبِيهِ، قَالَ مَرْوَانُ: هُوَ كَانَ أَوْصَلَ لَنَا مِنَّا لَهُ [2] .
وَعَن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص أوقر الرجال وأحلمهم، وَكَانَ مروان حديد اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، قلما صبر إن كَانَ في صدره حُبُّ أحدٍ أَوْ بُغْضُه إِلَّا ذَكَرَه، وَكَانَ سَعِيد خلاف ذلك ويقول: إن الأمور تغير، والقلَوْب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحًا الْيَوْم، عائبًا غدًا [3] .
قَالَ الزبير: مات سَعِيد في قصره بالعَرَصَة، عَلَى ثلاثة أميال من المدينة، وحُمل إِلَى البقيع، وركب ابنه عمرو بن سَعِيد إلى معاوية، فباعه
[1] المصدر نفسه.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 142، 143.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 143، 144.
منزله وبستانه بالعرصة بثلاثمائة ألف درهم [1] . قاله الزبير بن بكار.
وفي ذلك المكان يقول عمرو بن الْوَليد بن عُقْبة:
القصُر ذو النخلِ والجَمَّار [2] فوقهما
…
أشهى إِلَى النفس من أَبُواب جَيُرونِ
[3]
قَالَ خَلِيفَة [4] وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.
وَقَالَ مسدد: مات سَعِيد بن العاص، وعائشة، وأَبُو هريرة، وعَبْد اللَّهِ بن عامر: سَنَة سبع أَوْ ثمان وخمسين.
وَقَالَ أَبُو معشر: سَنَة ثمان وخمسين.
سَعِيد بن يربوع [5] المخزومي.
من مُسْلمة الفتح، وشهد حنينا.
كان ممّن يجدّد أنصاب الحرم لخبرته بحدود الحرم.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 146، ونسب قريش 176، ومعجم البلدان 2/ 159.
[2]
الجمّار: شحم النخل.
[3]
البيت: باختلاف في ألفاظه في: الأغاني 1/ 8 و 11، ونسب قريش 177، ومعجم البلدان.
[4]
تاريخ خليفة 226.
[5]
انظر عن (سعيد بن يربوع) في:
المغازي للواقدي 842 و 946، والمعارف 313، وسيرة ابن هشام 3/ 122 و 4/ 123 و 135، والمحبّر 297 و 473، 474، والتاريخ لابن معين 2/ 209، وطبقات خليفة 278، وتاريخ خليفة 90 و 223، والتاريخ الكبير 3/ 453، 454 رقم 1511، والتاريخ الصغير 26، وتاريخ الطبري 3/ 90 و 4/ 69، والجرح والتعديل 4/ 72 رقم 304، وجمهرة أنساب العرب 142، والاستيعاب 2/ 14- 16، ومشاهير علماء الأمصار 33 رقم 179، والمعجم الكبير 6/ 79- 81 رقم 568، والمستدرك 3/ 590، 591، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 180، 181، والتبيين في أنساب القرشيين 266 و 357، والكامل في التاريخ 2/ 270 و 537 و 3/ 500، وأسد الغابة 2/ 316، والعبر 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2347، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 602، والكاشف 1/ 298 رقم 1996، وتلخيص المستدرك 3/ 490، 491، وتهذيب الكمال 11/ 111- 114 رقم 2380، وتحفة الأشراف 4/ 18 رقم 194، والوافي بالوفيات 15/ 273 رقم 382، والبداية والنهاية 8/ 70، والعقد الثمين 4/ 588، وتهذيب التهذيب 4/ 99، 100 رقم 167، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 282، والإصابة 2/ 51، 52 رقم 3291، وخلاصة تذهيب التهذيب 144، وشذرات الذهب 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 2/ 542 رقم 112.
رَوَى ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْهُ، عَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثًا [1] .
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وعاش مائة وعشرين سَنَة، وَهُوَ من أقران حكيم بن حزام.
سفيان بن عوف [2] ، الأزدي الغامدي الأمير.
شهد فَتَحَ دمشق، وولي غزو الرصافة لمعاوية، وتوفي مرابطا بأرض الروم سَنَة اثنتين وخمسين، وَلَا صُحبة لَهُ.
سَمُرَة بن جندب [3]- ع- ابن هلال الفزاري.
[1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2684) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، من طريق:
محمد بن العلاء، حدّثنا زيد بن حبان، أخبرنا عمر بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، حدّثني جدّي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم فتح مكة:«أربعة لا أؤمنهم في حلّ ولا حرم» فسمّاهم، قال: وقينتين كانتا لمقيس، فقتلت إحداهما، وأفلتت الأخرى، فأسلمت.
[2]
انظر عن (سفيان بن عوف) في:
فتوح الشام للأزدي 156 و 184، 185، والعقد الفريد 1/ 132 و 3/ 14، والمعرفة والتاريخ 2/ 517، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1668 و 1818، 1819، وفتوح البلدان 224، وتاريخ الطبري 4/ 261 و 5/ 134 و 234 و 287 و 299، وجمهرة أنساب العرب 256 و 278، والمستدرك 3/ 446، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 183- 185، والكامل في التاريخ 3/ 97 و 376 و 458 و 461 و 491 و 501، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 394، والإصابة 2/ 56 رقم 3323، وتعجيل المنفعة 155 رقم 383.
[3]
انظر عن (سمرة بن جندب) في:
الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 49، 50، والمحبّر 295، وسيرة ابن هشام 3/ 29 و 59، ومسند أحمد 5/ 7، والتاريخ الكبير 4/ 176، 177 رقم 2400، والتاريخ الصغير 57، والمعارف 305، وتاريخ الطبري 1/ 148 و 192 و 209 و 2/ 505 و 5/ 224 و 234 و 236 و 238 و 288 و 291 و 292 و 295، والجرح والتعديل 4/ 154 رقم 677، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 223، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 35، وجمهرة أنساب العرب 259، وفتوح البلدان 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 3/ 11 و 127 و 356، وأنساب العرب 259، وفتوح البلدان 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 4/ 11 و 127 و 256، وأنساب الأشراف 249 و 416 و 496 و 527، والأخبار الطوال 225 و 309، وتاريخ أبي زرعة 1/ 554 و 718، والسير
لَهُ صحبة ورواية وشرف، ولي إمرة الْكُوفَة والْبَصْرَة خلافة لزياد.
رَوَى عَنْهُ: ابنه سليمان، وأَبُو قِلابة الجَرْمي، وأَبُو رجاء العُطَاردي، وأَبُو نَضْرة العَبْدي، وعَبْد اللَّهِ بن بُريْدة، ومحمد بن سِيرين، والحسن بن أَبِي الْحَسَن، وسماعة مِنْهُ ثابت، فالصحيح لزوم الاحتجاج بروايته عَنْهُ، وَلَا عبرة بقول من قَالَ من الأئمة: لَمْ يسمع الْحَسَن من سَمُرة، لأن عندهم عِلما زائدًا عَلَى مَا عندهم من نفي سماعة مِنْهُ [1] .
وَكَانَ سَمُرة شديدًا عَلَى الخوارج، فقتل منهم جَمَاعَة، وَكَانَ الْحَسَن وابن سيرين يُثْنيان عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لِعَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتٍ:«آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فِيهِمْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: فَكَانَ سَمُرَةُ آخِرُهُمْ مَوْتًا.
أَبُو نَضْرَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَكِنْ لِلْحَدِيثِ مَعَ غَرَابَتِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن حكيم- ولم يذكره أحد بجرح-
[ () ] والمغازي 335، وعيون الأخبار 3/ 214 و 4/ 77، والعقد الفريد 3/ 413 و 6/ 90، وطبقات خليفة 48 و 181، وتاريخ خليفة 219 و 221- 223، والاستيعاب 2/ 77- 79، وتحفة الأشراف 4/ 60- 87 رقم 211، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، وأسد الغابة 2/ 354، 355، والكامل في التاريخ 2/ 357 و 3/ 451 و 461- 463 و 495 و 498 و 520، والكاشف 1/ 322 رقم 2167، ودول الإسلام 1/ 45، وسير أعلام النبلاء 3/ 183- 186 رقم 35، والعبر 1/ 65، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1/ 553، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 235، 236 رقم 234، والمغازي للواقدي 216، والوفيات لابن قنفذ 68، 69 رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 131، والوافي بالوفيات 15/ 454، 455 رقم 611، والتذكرة الحمدونية 1/ 406، والزيارات 79، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 51، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 318، والإصابة 2/ 78، 79 رقم 3475، وتهذيب التهذيب 4/ 236، 237 رقم 401، وتقريب التهذيب 1/ 333 رقم 525، والنكت الظراف 4/ 60- 87، والمعجم الكبير 7/ 211- 325 رقم 681، وخلاصة تذهيب التهذيب 132، وشذرات الذهب 1/ 65.
[1]
قال المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 3/ 184: وقد ثبت سماع الحسن بن سمرة، ولقيه بلا ريب، صرّح بذلك في حديثين.
وانظر التعليق في الحاشية رقم (1) .
قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ أَمُرُّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَلْقَى أَبَا هُرَيْرَةَ، فَلَا يَبْدَأُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، فَإِذَا أَخْبَرْتُهُ بِحَيَاتِهِ فَرِحَ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا عَشَرَةٌ فِي بَيْتٍ، وَإِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَامَ وَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا، وَأَخَذَ بِعُضَادَتَيِ الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ:«آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فَقَدْ مَاتَ مِنَّا ثَمَانِيَةٌ، وَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ سَمُرَةَ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدْ ذُقْتُ الْمَوْتَ.
وَرَوَى مِثْلَهُ حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي مَحْذُورَةَ سَأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، وَإِذَا قَدِمْتُ عَلَى سَمُرَةَ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَسَمُرَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي بَيْتٍ، فَجَاءَ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ:«آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» ، فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو مَحْذُورَةَ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ وَغَيْرُهُ: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، وَلِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِآخَرَ:«آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فَمَاتَ الرَّجُلُ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغِيظَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَاتَ سَمُرَةَ، فَإِذَا سَمِعَهُ غُشِيَ عَلَيْهِ وَصُعِقَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَبْلَ سَمُرَةَ.
وَقَتَلَ سَمُرَةُ بَشَرًا كَثِيرًا.
وَقَالَ سليمان بن حرب: ثَنَا عامر بن أَبِي عامر قَالَ: كنّا في مجلس يونس بن عبيد في أصحاب الخزّ، فقالْوَا: مَا في الأرض بقعة نشفت من الدم مَا نشفت هَذِهِ البقعة- يعنون دار الإمارة- قُتِلَ بِهَا سبعون ألفًا، فجاء يونس بن عبيد، فقلت: إِنَّهُم يقولَوْن كذا وكذا، فَقَالَ: نعم من بَيْنِ قتيل وقطيع، قيل لَهُ: ومن فعل ذلك يَا أبا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ: زياد وابنه عبيد اللَّه وسمرة.
قَالَ البيهقي: نرجو لسَمُرَة بصحبته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وَرَوَى عَبْد اللَّهِ بن مُعَاوِيَة الجُمَحي، عَن رَجُل: أن سَمُرة استجمر، فغفل عَن نفسه، وغفلوا عنه حتى أخذته [1] .
[1] الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 50.
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ يَقُولُ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَأَوْقَدْتُ لَهُ نَارٌ فِي كَانُونٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانُونٍ خَلْفَهُ، وَكَانُونٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ، فَجَعَلَ لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ:
كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.
وإن صحّ هَذَا فيكون إن شاء اللَّه قوله عليه السلام «آخركم موتًا في النار» متعلقًا بموته في النار، لَا بذاته.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بن صبيح، عَن ابن سيرين: كَانَ سَمُرة- فيما علمت- عظيم الأمانة، صدوقًا، يحبّ الأسلام وأَهْله.
تُوُفِّيَ سَمْرة سَنَة تسع وخمسين، وَيُقَالُ: في أول سَنَة ستين.
سَوْدَة أم المؤْمِنِينَ [1] مرت في خلافة عمر.
قَالَ الْوَاقدي: الثابت عندنا أَنَّها توفيت سَنَة أربع وخمسين فيما حدثنا بِهِ محمد بن عَبْد اللَّهِ بن مسلم، عن أبيه.
[1] مرّت ترجمتها في الطبقة الماضية، وقد حشدنا مصادر ترجمتها هناك، فلتراجع.