الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملأو اعمدة التمس وغيرها من نسبة التعصب إلى المصريين خصوصا والمسلمين عموما. هل راوا المسلمين اجتمعوا لتغيرا دين النصارى ليكونوا معهم. وتعرضوا لمسيحى بالمجادلة والمناظرة".
وقد كان القس البروتستانتى "
زويمر
" رئيس ارسالية التبشير العربية في البحرين وراس مؤتمر المبشرين في القاهرة 1906 هو ابرز الدعاة إلى وضع الخطط للتبشير في العالم العربي.
وقد سمحت الجامعة الامريكية في القاهرة كما وذكر صاحب الهلال (15 يناير 1904) بعقد حافات جدل بين النصرائية والإسلامية. واحضار بعض الذين غرر بهم ليتكلموا وقد ادى ذلك إلى اثارة كثير من الاضطراب والبلبلة تحت سمع الحكومة الخاضعة للاستعمار وبصرها.
وكان لعقد مؤتمر المبشرين في القدس 19 ابريل عام 1928 برئاسة القس جون موت الرئيس العام لجمعيات الشبان المسيحية ومطاعنه على الإسلام اسوا الاثر في نفوس العرب والمسلمين.
وقد استغل المبشرون حوادث تركيا حيث اعانهم على ذلك دعاة التغريب في العالم العربي الذين هاجموا الإسلام ودعوا إلى ان تطبق مصر انظمة تركيا في اللا دينية واغلاق المساجد والكتابة بالحروف اللاتينية وكان ذلك ارذانا بحركة ضخمة مركزة بذات على اثر ذلك حيث اقتحم زويمر الأزهر الشريف وقد اشتغال الطلاب بدروسهم (18 ابريل 1928) ووزع عليهم رسائل تحتوى تشكيكا وطعنا في الإسلام.
***
زويمر
ومن بين ما وزعه كتاب عنوانه (وجوب الرجوع إلى القيلة القديمة).
وقد اشارت الصحف إلى انه دخل على طلبة القسم الرابع من السنة الاولى بالقسم العالى ومعه سيدة وثلاثة رجال وكان الشيخ على سرق الزنكلونى هو استاذ الفصل وقد سالوا عن بعض ايات من القرآن.
وهاجمت الصحف هذا العمل وقالت ان الامتيازات الأجنبية تحمى النزلاء من المثول أمام المحاكم المصرية ومن التقاضى أمامها. ولكن هل تحمى مثل الدكتور زويمر الذي قضى سنينا طوالا يطعن في دين الدولة ويوزع نشرات الطعن على أكبر معهد موجود في الشرق وهو الأزهر، وقالت الصحف أن كنيسة روما قد خصصت ملايين الجنيهات عام 1929 للتبشير وتنصير المسلمين ومن ثم بدأت جرائم خطف الأحداث وتعذيبهم واخضاعهم للتنويم المغناطيسى:
وعلق فكرى اباظة (الاهرام 23/ 4/ 1928) على الاحداث فقال: الا الدين يا جانب، سكتنا على تهريب الحشيص والانهيون والكوكايين، وسكتنا على تمتعكم بحرية القتل بالمسدس والسكين. وسكتنا على امتصاصكم دماءنا وخيراتنا عن طريق الفايظ والتجارة الخبيئة فلم نضرب عليكم الضرائب، الا الدين يا اجانب
…
لقد دخل الاب زويمر الأزهر. اذن فليكتسح الإسلام ودين الإسلام ما دامت الوكالة البريطانية وراءه تسنده وتحميه. ايها الناس: وصل منسوب الذل إلى الافواه".
وقد اشتهر زويمر القيس الامريكي بعداوة الإسلام، وحرر كتبا هاجم فيما النبى والإسلام، ومن راية عدم مجادلة الملمين بالبراهين العقلية. بل الدخول عليهم من الجهة التلبية باستجلاب عواطفهم واستمالة اهواء هم تمريض اجسامهم ومواساة فقرائهم، وقد دعا المبشرين النصارى إلى توحيد العمل في ثن الغارة على الإسلام من كل جهة، ويعتقد ان هزيمة الملمين تمت في الحرب العالمية الاولى وان هذا كان انتصارا ساحقا للكنيسة المسيحية. ويدعو إلى اتباع برامج تعليمية مثل ما هو متبع في كلية غرد بالسودان "فان هذه الخطة مما يزاد الحواجز بين الإسلام والنصرانية" وقد طالب الكنيسة بان تعبى جميع قواها وتثن الغارة على العالم الإسلامي ومن راية ان نشر المدنية الغربية في العالم الإسلامي كفيل بزعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين.
وقد بلغت حركة التبشير ثروتها عام 1933 حيث وقعت حوادث تنصير في الجامعة الامريكية كان اولها (وسف عز الدين عبد الرحمن) وقد تبين للنهاية من التحقيق (الاهرام- 19/ 7/ 1932) ان الجامعة الامريكية تدرس للطلبة علم الاخلاق والانجيل. وتبين ان اجابات الطلبة تدل على نزعة دينية خاصة. وقد وجد ان منهج الاخلاق الذي يدرس بالجامعة ثمل دراسة نوح
وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى ويشع ثن نون وثمثون وشارل وداود وسليمان وابوب ودانيال.
وتبين أن هذا يدرس بدلا من الدين ويقوم بتضرسه اساتذة مسيحيون لجميع التلاميذ على السواء. ومن ناحية اخرى كانت هناك الارسالية الاسقفية الانجليزية
ولها 15 فرعا في بولاق ومصر القديمة والجيزة وقصر الدوبارة وكان لمستشفى الدكتور هرمل في مصر القديمة شهرة ضخمة في اعمال التبشير فقد تبين انه يلقى على المرضى دروس الصباح من الانجيل من مبشر يذهب مع المريض إلى الطبيب الذي يفحصه فيقابله بالبشاشة والترحاب وييساله عما سمع مما القى من دروس الصباح وينبت المبشرون بين المرضى ويقومون بزيارات متعددة للمنازل بعد خروجهم من المستشفى.
وأعلن الدكتور هيكل في السياسة (21/ 6/ 1933) انه ثبت بالوثائق ان هذه المعاهد تتخذ برامجها التعليمية وسيلة لتغيير العقائد وأنها تجعل النزعة الدينية هى الغالبة على كل شئ وأنها تقدم إلى تلاميذها كتبا تقضى بالطعن في الدين الإسلامي وفي النبى العربي، واشار ببيان هيئة كبار العلماء (27 يونيه 1933) إلى ان هذه المعاهد تعلم اولاد المسلمين امورا ضد دين الإسلامي وضد النبى وضد القرآن الكريم. اما في الملاجئ فانهم يقصدون الفقراء الذين مسهم الضر ثم يضعونهم فيها ليطعمونهم وعند ذلك يتصرف المبشرون في عقائدهم الدينية حتى يخرجوهم من دين الإسلام.
وقد اتسعت حملة الصحافة ضد التبشير وكان قوامها مهاجمة حكومة صدقى باشا على نحو حزبى، ولم تكن هذه الحملة بقادرة على مقاومة هذا الخطر الا بمطالبة الحكومة بالقيام بعمل ايجابى ومناشدة الاغنياء واصحاب الراى إلى انشاء دارس ومستشفيات تحول بين التلاميذ والرضى من الوقوع تحت سيطرة هذه المدارس، كما ارتفعت الدعوة بالمطالبة بالعدل الاجتماعى ووضع نظم لاداء حق الطبانات الفقيرة وكان مصدر هذا العجز عن مقاومة التبشير بصفة فعالة حماية الامتيازات الاجنبية لهؤلاء الاجانب من المحاكم، ولقد لقيت حركة التبشير ازدراء الوطن العربي كله باساليبها الوحشية التي لم يعرف لها مثيلا في الدعوة إلى دين من الاديان حيث لم تضم من قبل دعوة وامها الغدر والخيانة واستغلال الفقراء والجهلاء كما فعل الاستعمار عن طريق التبشير.
وقد صور الدكتور هيكل في مذكراته السياسية (ص 328/ ج 1) كيف ظهر نشاط المبشرين بالمسيحية في ثوب مخوف قال "لقد قالت الصحف يومئذ ان الجامعة الامريكية بالقاهرة هى مصدر هذه الدعايات، وكان غربا حقا هذا النشاط الذي ابداه المبشرون والذى لم نسمع بمثله من عشرات السنين وقد امتد هذا النشاط من القاهرة إلى بورسعيد إلى غيرها من المدن والاقاليم. وتحدثت الصحف عن وسائل الاغراء التي يلجا اليها المبشرون لحمل السذج على اعتناق المسيحية ولتنصير الاطفال الاثرياء من ابناء المسلمين الفقراء، وارتاع الناس لهذه الحملة التبشيرية ايما ارتياع وتالفت جمعية لمقاومة هذا التبشير تجتمع في دار الثبات المسلمين وكنت من اشد الاعضاء تحمسا لمقاومة التبشير، اقتناعا منى بان هذه الحركة يقصد بتا اضعاف ما في النفس من ثقة يدين الدولة ولما ينطوى عليه من قصد سياسى وهو اضعاف معنويات هذا الشعب باضعاف عقود" وقد اثار صاحب هامش الاهرام (24/ 6/ 1933) إلى موقف اقباط مصر من التبشير فقال: ان المسيحيين عارضوا الحملات وان جرجس فبيثاؤس عوض قال انه لم يسمع ان مسلما لجا إلى القبط لينصروه وانه قد وقع الخلاف بين الاقباط وهذه الارساليات.
ولم تكد حركة التبشير في مصر تخف قليلا حتى ظهرت دعوة تبشيرية اخرى هى "البهائية" التي اصطنعت اساليب تفوق اساليب المبشرين في الاباحية والغزو عن طريق المراة، وعقد الاجتماعات ذات الاضواء الصارخة والعرى ولكن هذه الدعوة لم تلق صدى العند بعض الاغرار والسذج ولم تقو على البقاء او احراز اي نجاح، ومجمل هذه الدعوة ان بهاء الدين جاء للعصر الجديد وهو روح العصر الجديد وتهدف البهائية إلى توحيد الاديان جميعا تحت علم البهائية، وقالت للنهضة الفكرية 15/ 7/ 1933 ان البهائية اساليب تختلف عن اساليب المبشرين وتفوقهم ولهم في اباحيتهم الاخلاقية اكبير ضرر لهم. وان الذين يهدون المبشرين بالمال مدون البهائيين. وبينهما فروق ولكنهما يلتقيان عن نقطة اساسية وغاية موجودة هى الخروج عن الإسلام والتشكيك في الرسالة والنبى".