الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
وقال قاسم امين: ان اللغة العربية مرت عليها القرون الطويلة وهى واقفة في مكانها لا تتقدم خطوة إلى الامام، بينما اخذت اللغات الأوربية تتحول وترقى كلما تقدم أهلها في الآداب والعلوم (وطلب بأن تبقى أواخر الكلمات ساكنه لا تتحرك بأى عامل من العوامل) وقال ان هذه الطريقة هى طريقة جميع الغات الافرنكية والتركية وذلك بحذف قواعد النواصب والجوازم والحال والاستقبال بدون ان يترتب على ذلك اخلال باللغة اذ تبقى مفرداتها كما هى.
5 -
وردد سلامة موسى دعوة "ولكوكس" فقال أن الهم الكبير الذي يشغل باله هو هذه اللغة التي نكتبها ولا نتكلمها فهو يرغب أن نهرجها. ونعود إلى اللغة العامية (فنؤلف بها وندون بها آدابنا وعلومنا). وردد دعوة قاسم أمين الذي نعى على اللغة الفصحى صعوبتها واقترح الغاء الأعراب فتسكن أواخر الكلمات وردد دعوة لطفى السيد باستعمال العامية.
وأشار إلى أن الخورى في سوريا قد حمل لواء الدعوة إلى اصطناع العامية السورية بدلا من اللغة الفصحى وقال ان الصحف السورية والفلسطينية حتى العراقية تبحث هذا الراى ونسبته إلى ضعف الحمية الوطنية.
6 -
وتحدث الدكتور جورجى صبحى في محاضرة عن اللهجات العربية الدارجة في مصر وتاريخ نشوئها. وأشار إلى ان اللغة الدارجة حتى القرن الثالث عشر الميلادى لم تكن كونت في مصر بعد، واشار إلى طريقة تحول الفصحى إلى عامية، وأن أول تغير في طريق تكوين اللهجات يقع على الحركات كظهور حرف (والاماله E
ثم يعقب على ذلك الحروف الساكنه بأن نستبدل الحروف الحلقية بحروف أخف نطقا كابدال القاف هزة والطاء ضادا والذال دالا والثاء تاء
7 -
وكتب عبد الله حسين (الأهرام - 4 مايو عام 1926) فادعى ان اللغة العربية (عجزت عن تأدية) العبارة الدقيقة عن حياة الصناعة وسمو اسرار الطبيعة المكشوفة، ظهر ذلك حين أراد المترجمون أن ينقلوا إلى اللغة العربية كتب الأدب فاجتهد كل مترجم في أن يؤدى المعنى الأجنبى باللغة العربية بتصرفه الشخصى.
وأشار العامية فقال: ان لنا لغة عامية هى في الواقع اداة التعبير الحقيقية عن مطالبنا واحاديثنا.
ثم تساءل: عما اذا كان من المستحسن (تمصير) اللغة العربية أي: جعلها لغة مصرية خالصة توضع لها أسسها وقواميسها وقاتل أن هذا التمصير يسهل على مصر الاستفادة من بعض المعقول في اللغة العامية.
ودعا عبد العزيز فهمى (يناير 1944) إلى اتخاذ الحروف اللاتينية لرسم الكتابة العربية وقال: ان أهل اللغة العربية مستكرهون على ان تكون اللغة العربية الفصحى هى لغة الكتابة عند الجميع. وأن في ذلك محنة حائته بأهل العربية وأنه تكليف للناس بما فوق طاقتهم وأن اللغة العربية سهلة المنال كاللغات الأجنبية.
ووصف اللغة العربية بأنها ليست لغة أمة واحدة لقوم بعينهم بل أنها مجموع كل لهجات الأعراب البادين في جزيرة العرب، وأنه من الظلم الزام المصريين وغير المصريين بها.
وأنه من أجل ذلك فكر في اتخاذ الحروف اللاتينية وما فيها من حروف الحركات بدل حروفنا العربية كما فعلت تركيا. ثم صور مزايا استعمال الحروف اللاتينية فقال: ان الحروف الهجائية الجديدة لا تخل بشيء من نغمات الحروف العربية بل تبرزها جميعا، وقال ان هذه هى الوسيلة الوحيدة لحل هذه المشكلة.
***
الرد على الحملات
وهكذا استمرت معركة الهجوم على اللغة العربية طوال هذه الفترة التي تزيد عن خمسين عاما، وكان واضحا من لهجة كتابها مدى التعصب والغرض وعنف وسائل الغزو الثقافي ومحاولة البحث عن كل كل وسيلة ممكنة للقضاء على اللغة العربية سواء كان ذلك بأقلام المبشرين من كتاب الغرب أم بأقلام دعاة التغريب من كتابنا.
وقد أحملت حملات الدفاع عن اللغة العربية حقائق واضحة لا سبيل إلى انكارها منها:
ان الفرق بين لغة الكتابة ولغة التكلم عندنا ليس بالشيء الكبير وقد لا يكون أكثر من الفرق بين لغة كتاب الانجليز ولغة عامتهم.
ان الناطقين باللغة العربية تختلف لغتهم العامة باختلاف الاصقاع والفرق بين لغة مصر والشام ليس بأقل من الفرق بين الفصحى والعامة، فاستبدال الفصحى بالعامية المصرية يحرم كل قطر من الانتفاع بانتاج القطر الآخر.
ان اغفال الفصحى يستوجب اغفال كل ما كتب عنها من العلوم منذ 1300 سنة وهى خسارة لا حد لها.
لا يعقل ان امة لها لغة شهيرة ذات حروف منتشرة وانتاج ضخم وتراث كبير تترك حروفها هذه لتكتب بحروف غربية.
الجامعة العربية قائمة بالمحافظة على اللغة الفصحى اذ لولا القرآن لتشتت شمل الشعب العربي.
الاختصار في الكتابة العربية مزية لها.
ان الحروف العربية التي تستعمل في سائر العالم العربي هى أهم مظاهر الوحدة.
ان اللهجة العامية منحطة لانحطاط عقول الناطقين بها ولا تقوم مقام الفصحى في اللغة العربية أرقى لغات العالم.
وقد رد جرجى زيدان على ويلم ويلمور (هلال فبراير 1902) فقال "هم يشيرون علينا أن نتخذ اللغة العربية العامية بدلا من اللغة الفصحى في الكتابة فأى اللغات العامية يريدون أن نتخذ. لغة مصر أم لغة الشام أم لغة العراق أم لغة الحجاز أم اليمن أم نجد أم المغرب. فان لكل من هذه البلاد لغة خاصة لا يفهمها عامة البلاد الأخرى، فغن قالوا الفوا لغة تشترك بين هذه اللغات قلنا أن اللغة لا تتألف بالتواطئ، وانما هى جسم ينمو نموا طبيعيا على مقتضى ناموس الارتقاء. واسهل منه أن نبقى على اللغة الفصحى وهى ام لغاتنا العامة وأقرب إلى افهمنا من لغة جديدة ملتقطة من أفواه الأمم".
فان قالوا: ان كل امة من هؤلاء لها لغتها، فالسورى يكتب لغة عامية الشام والمصري لغة عامية مصر كان ذلك رأى القائلين بانحلال العالم العربي وتشتيت شمل الناطقين بالضاد. زد على ذلك المسلمين لا يستغنون عن تعلم اللغة الفصحى لمطالعة القرآن والحديث، وأن ما ينطبق على اللغة العربية وفروعها يختلف عما ينطبق على اللغة اللاتينية وفروعها، وأن استبدال اللغة الفصحى باللغة العامية ضربة قاضية على العنصر العربي وعلى العلم في اللغة العربية وأن لغة العامة لا تكفى للتعبير عن القضايا العلمية الا باضافة الألفاظ العلمية الجديدة، أما اللغة اللاتينية فلا تنطبق أحوالها على أحوال لغتنا الفصحى ولا يجوز القياس عليها .. وأن الفرق بين اللغة اللاتينية وفروعها أبعد كثيرا من الفرق بين اللغة العربية الفصحى وفروعها العامة.
وانه يكفى للشرق ما يعتوره من أسباب الشقاق حتى لم يبق له جامعة غير هذه اللغة فبالله الا أبقيتم عليها
وقال: أن تعليم الفصحى ليس بالأمر الشاق الذي يقتضى الأعوام الطوال، أما استبدال الحروف العربية الاعتيادية بالحروف الافرنجية فلا نرى له نتيجة سوى زيادة التعقيد بتطويل الكلمة وتلبك قراءتها.
2 -
وعلق الدكتور صروف في المقتطف (فبراير عام 1902) فقال: ان اقتصار المتعلمين في مصر والشام على الكتابة باللغة المصرية وشيوع الكتب والجرائد فيما ولاسيما في السنوات الأخيرة واعتياد أكثر الذين يعرفون القراءة على مطالعة الجرائد، كل ذلك عضد اللغة المعربة وقواها حتى صار اهمالها متعذرا ان لم يكن مستحيلا، لذلك لا نطمع في الكتابة المحكية الآن ولا نشير بها. ولكنا نطمع ونشير بالتوسع في اللغة المكتوبة حتى يدخل فيها كلمة محكية لا تقابلها كلمة فصيحة مألوفة، ونطمع ونشير بالتوسع في التعريب حتى تجارى لغتنا لغات أوربا لذلك فاهتمام القاضى (ولمور) ومن جرى مجراه بضبط اللغة المحكيه جاء بعد أوانه.
ورد على قول ولمور: أن أصحاب الصحف أولى من غيرهم بكتابة اللغة المحكية فقال (أن أرباب الصحف احرص الناس على اللغة المعربة).
وقال: أن الذين انتقدوا على الكتابة العربية راوا خلوها من الحركات ولا ندرى كيف ذهب عنهم ان هذا الاختصار في الكتابة العربية مزية. وقال ان (ولمور) عنى يجعل الحروف دالة على الأصوات وهو عناء باطل، لأن أصوات اللغة تعد بالمئات ونحن نكتفى بعشرين أو ثلاثين حرفا لدلالة عليها كلها
3 -
وكتب عبد القادر حمزة (البلاغ الاسبوعى - 1928) بمناسبة سماعه محاضرة في الكولج دى فرانس