الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عرشه من حيث هو قاعدة اجتماعية تسود الحياة وتوجهها، وذلك بعد أن قامت إلى جانبه قوى تحكم في بعض الأحيان بما يناقض تعاليم الإسلام وأن الإسلام كله إلى عهد قريب هو كل شيء في حياة المسلم. وكانت حياته الاجتماعية واتجاهاته الفكرية مستمدة من الدين ومقترنة بالإسلام وأشار إلى ما بذله محمد عبده وتلاميذه من الجهود التي عملت على التوفيق بين تعاليم الإسلام نظمه دين مطالب الحياة الحديثة وأساليبها" ا. هـ.
***
-
7 -
وقد وجد الإسلام من كتاب الغرب بعض المنصفين إلى جانب الكثرة الغالبة
من خصومة المتعصبين من أمثال: هنرى دى كاسترى وسيديو وجوستاف لوبون واسحق بطلر وواشنطن أرفنج ولو ثروب استوارد وتوماس كارليل وولز.
وفي مثل قول اللورد هدلي: الذي يرى أنه لو ندبت لجنة من الانجليز الأكفاء لفحص الدين الصالح لأن يتدين به العالم كله لأجمعوا على اختيار الإسلام.
أو قول الدكتور كرنسيتان سنوك هير جرونجبه (البلاغ الأسبوعى 27 نوفمبر 1929) بأن الإسلام لا يقاوم النصرانية، لأن الإسلام في المستقبل سيشكل نفسه حسب حاجات العصر الحديث. ولن يدع النصرانية تغلبه وتسلبه أبنائه الذين كسبهم من مئات الأجيال، وقد طبعوا بطابعه وصاروا جزءا منه وهم يمثلونه في سائر بقاع الأرض.
وهو يؤكد أن المسلمين سيستمرون في دينهم مهما اتخذوا من الثقافة والمدنية الغربيين، ويقول أنه في الجامعات الكبرى نجد الكثيرين من المسلمين ولكن مجرى عقولهم لا يزال إسلاميا. وقال أنه كان يعرف الطالب المسلم من غير المسلم في جامعه بمجرد الاطلاع على مبحثه الذي كتبه. اذ في المسلمين ميلا قويا إلى التمسك بدين آبائهم وتطبيقه على الحاجات المدنية.
ويشير المستشرق لوسين بوفا (الزهراء: شعبان 1343 ص 496 م 1) إلى أن الإسلام يتفق مع مدنية زماننا الحاضر تمام الاتفاق. وأن التقدم الذي نشاهده في الممالك الإسلامية منذ قرن دليل على أن الإسلام يسير مع المدنية جنبا إلى جنب وأن الإسلام سيظل موجودا دائما.
وأشار إلى انحطاط العالم الإسلامي فقال: ليس الذنب في أكثرها على المسلمين وانما هو نتيجة الحكم المطلق، وجهل الحكومات الذي أدى إلى انتشار الجهل، واضطرار دول الإسلام إلى خوض حروب كثيرة، والعجز عن توزيع العدل وسوء خطة الغربيين في معاملة الشرقيين.
***
الدين في نظر العلم
وركز دعاة الغزو الثقافي والتغريب حملاتهم على جوانب متعددة في الدين عامة والإسلام بصفة خاصة تنصب على أصول الإسلام. وقد وجه "هانوتو" الحملة على القدر والتوحيد، وهاجم مستر سكوت الإسلام وادعى أنه دين حرب دائم مع غير المؤمنين به - وقد كان كتابه عن الإسلام المليء بالطاعن مما يدرس في مدارس مصر (1915 وما بعدها).
وركز "أرنست رينان" هجومه على التناقض بين الدين والعلم محاولا اثبات أنهما عدوان لدودان. وقد حاول علماء "المادية" في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر أن يؤكدوا أن عهد "الدين" قد انقضى. وأن بقاءه على الأرض مرتبط ببقاء السذاجة العامية. وقد كذبت الأحداث ادعائهم، فان العلماء لم يلبثوا أن توصلوا إلى وجود عالم روحانى وراء هذا العالم لا يمكن انكاره، وأعلن ذلك في المجتمع العلمى لما وراء علم النفس 1920 ومؤتمر الأساقفة الأنجليكان في لا مييت وأنشأ كرسى لهذا العلم في كل من جامعتى كمبروج واكسفورد.
وكف العلم عن غروره في نهاية القرن التاسع عشر واعترف بأن لابد للمعرفة من وسائل أخرى غير وسائل الحس ووسائل التفكير وأنه لابد من "البصيرة".
واستأنف العلماء مراجعة تصوف الهند واليونانيين والعبرانيين والمسيحيين المليين للبحث عن أساس روحى للحضارة. وأعلن "أوجست كونت" الديانة الوضيعة وبذلك تحطمت نظرية (نهاية الدين) التي أعلنها دعاة المادية وكانوا يعتقدون أن العلم الحديث سيحل لهم كل شيء ويكشف لهم عن كل شيء ..
وجاء علماء يقولون أن مذهب "دارون" فرض وأنه ليس حقيقة غير قابلة للنقص. وأن الأساس الذي قامت عليه المذاهب العلمية قد انهار. وأن العلم ليس كل شيء في الوجود، وأن الدين وسيلة للسمو بالانسان إلى مرتبة أرفع (الدكتور محمد خليل عبد الخالق - الهلال م 39 ص 1137) وأصبح العلم يسلم بوجود ما ليس قائما أمام الحس، وبدأ عصر اعتقاد ويقين بالقرى الغيبية واتسع التحقيق العلمى للمجهول وأخذ العلماء يعترفون بأن الحقيقة كامنة وراء المظاهر، وأن الكون ليس حقيقة في ذاته وانما هو المظهر الوحيد للتعبير عن الحقيقة (دكتور على توفيق شوشه (نفس المصدر).