الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإصابة بالجنون وحوادث الطلاق ونقصان قوة الانتاج.
وكيف أن ما يرد للدولة من ايرادات نظير استيراد الخمور مهما بلغ مليون من الجنيهات فانه تقابله خسارة ضخمة في القوة العاملة.
وهاجم عام 1934 اعتزام الحكومة تخفيض الرسوم الجمركية على الأنبذة المستوردة من بلاد اليونان وردد ما قاله المؤتمر الدولى التاسع عشر للمسكرات ومعظم أعضائه من أساطين الطب وأكابر العلماء.
***
المخدرات
وكنت معركة المخدرات من أقسى هذه المعارك وأطولها، ذلك أن حكمدار القاهرة "رسل باشا" الذي استمر في هذا المنصب أكثر من عشرين عاما كان يتولى بنفسه استيراد المخدرات وحماية وصولها إلى الأراضى المصرية وتوزيعها، وكان في نفس الوقت مسئولا بحكم عمله الرسمى عن محاربتها ومقاومتها.
ولقد مر على مصر فترة أنتشر فيها الكوكاكين والهيرويين بدرجة فاتكة وقد تبين أن العدد الأكبر من تجار المخدرات والمهربين هم من الأجانب الذين يحتمون بالامتيازات الأجنبية ولا يمكن محاكمتهم الا أمام محاكمهم الخاصة وقد ضبط في عام 1926 وحده 5167 كيلو من الحشيش و 172 كيلو من الأفيون و 646 كيلو من الكوكاكين و 9 من المورفين واذا كان هذا هو ما صودر فأن الكميات التي وصلت كانت لابد أضعاف ذلك. وقد كشفت التحقيقات المتوالية عن عصابات منظمة تنظيما دقيقا ينفق عليها بسخاء في سبيل ادخال هذه المواد إلى البلاد. وقد ورد في التقارير أنه قبل سنة 1922 لم يكن يعرف في مصر سوى الحشيش والأفيون وأصبحت زراعة الحشيش ممنوعة في مصر منعا باتا منذ الاحتلال البريطانى.
وذكر رسل باشا في بعض تقاريره أن المخدرات لا تنحصر في نوع واحد بل تتناول جميع أنواع السموم القاتلة للعقول والأجساد.
وطالبت الصحافة بتعديل قانون المحاكم المختلطة حتى يمكن محاكمة الأجانب الذين تتاجرون في المخدرات، غير أن الاسعمار كان يحاول دائما دون تحقيق ذلك لاستمرار الغزو الاجتماعى عن طريق المخدرات، ولقد تنبأت صحف لندن بأن الأمة المصرية واقعة لا محالة في هوة الادمان على المخدرات وكتبت الديلى اكسبريس في 6 مارس 1927 مقالا بعنوان "المصريون أخذوا يصيرون شعبا يدمن المخدرات" وقد جرت محاولات كثيرة لمقاومة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، غير أن الاستعمار حال دون تحقيق أى عمل ايجابى في هذا الصدد.
***
معركة الأغانى
وكانت معركة الأغانى احدى المعارك الفكرية الهامة فقد سيطر بعد الاحتلال البريطانى طابع من الأغانى المخنثة المرذولة وصف بأنه يشيع في النفس الذلة والحسرة والموت.
ونبه الكتاب إلى مدى الخطر الذي يهدد الأخلاق والرجولة من جراء الغناء الشائع على الألسنة والقيت تبعة الانحطاط على الشعراء.
وقد صور إبراهيم المصري هذا التيار فقال: أن هذا اللون من الأدب في جملته مخنث مرزول يعنى بالتأنق الشكلى والحلاوة اللفظية دون الفكر، وأن أخلاقنا مخنثة مرذولة قوامها المجون وطابعها الاستخفاف وعدم الاكتراث، وذوقنا نفسه مخنث مرزول يميل إلى الرخاوة ويستمرئ النعومة ويستطيب كل ما هو رقيق حالم فاتر مريض" ووصف أثر ذلك على الشباب، وقال أنه يصدر عن موجات مروعة من التميع المادى الرخص واللهو الأنانى الفاجع" وبين غيره من الكتاب أن الأغانى والأناشيد المصرية لا تمثل روح فضائل العظمة والكبرياء والأنفة والشمم واحتقار الجبن والجبناء والنذالة والانذال ودعا الكتاب إلى طرق أبواب الحماسة والحكم بجوار التشبيب والمديح وأبواب الفضائل والأخلاق
بجوار الوجد والهيام "حتى تتخلل الحكمة النفوس الجامحة باعتبارها الطريق السهل إلى المشاعر واستغلال هذه المفاتح في الخير العام واصلاح النفوس"(حسين محمد الرفاعى 7/ 6/1933).
وقد جرجت الدعوة منذ عام 1920 إلى اعداد النشيد الوطنى (أسوه بالأمم الراقية) ونظم شوقى:
بنى مصر مكانكموا تيها
…
فيها مهدوا للملك هيا
ونظم الهوارى:
عت مصر فلبينا كراما
…
لنا مصر فلاندع الزماما