الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - الايمان بالقرب
ويؤمن "زكى نجرب محمود" بالغرب ايمانا مطلقا: يقول: من الغرب تمنيت لو اشرق على بلادى شعاع من نور، من الغرب الذي شاءت له ارادة الله ان يكون في عصرنا مبعث المدينة ومنار. ومنه ينتج العلم والفلسفة والادب والفن. وتنشا النظم الاجتماعية والسياسية. وبين اهله تقوم الثورات التي نحطم اسوار القديم لتنبت في الارض نباتا جديدا.
اننى في ساعات حلمى، حين احلم لبلادى باليوم الذي اشتهيه لها فأنها اصورها لنفسى وقدك تبنا من اليسار إلى اليمين كما يكتبون. وارتدينا من الثياب ما يرتدون. واكلنا كما تاكلون. لنفكر كما يفكرون وننظر إلى الدنيا يمثل ما ينظرون".
***
الادب المحلى
دعا كثير من دعاة التغريب وفي مقدمتهم امين الخ ولى إلى اقليمية الادب وخلق ادب اقليمى "متميز موسوم بسمة الاستقلال ومطبوع بطابع البيئة المحلية بدلا من الادب المشترك الذي (لا يميز اقليما على اقليم ولا بيئة على بيئة) ويرى ان عوامل البيئة المحلية تفرق بين الاقطار العربية "اقرا كتابه في الادب المصرى".
***
علماء الأزهر والمستشرقين
ويرى طه حسين ان "المستشرف بول كازانوفا" اعظم علما في الإسلام نفسه من علماء الأزهر ويقول (27/ 3/ 1926 السياسة اليومية):
"عرفته استاذا في الكوليج فدى فبرانس ولم اكد اسمع له حتى اعجبت به اعجابا لم اعرف له حدا. كان يفسر القرآن وكنت حديث العهد بباريس، وكنت شديد الاعجاب بطائفة من المستشرقين، ولكنى لم اكن اقدر ان هؤلاء المستشرقين يستطيعون ان يعرضوا في اصابه وتوفيق لالفاظ القرآن ومعانيه والكشف عن اسراره واغراضه.
فلم أكد اجلس إلى كازانوفا حتى تغير رايى او قل حتى ذهب رايي كله وما هى الا دروس سمعتها منه حتى استيقنت ان الرجل كان اقدر على فهم القرآن وامهر في فهمه وتفسيره من هؤلاء الذين يحتكرون علم القرآن ويرون انهم خزنته وسدنته واصحاب الحق في تاويله.
كان كازانوفا مسيحيا شديد الايمان بمسيحيته يذهب فيها إلى حد التصوف. ولكنه كان اذا دخل غرفة الدرس في الكوليج فدى فراس نسى من المسيحية واليهودية والإسلام كل شئ الا ان لها نصوصا يجب أن تخضع للبحث اللغوى كما تخضع المادة للعلماء.
نعم لم يكن مسلما ولكنه لم يكن مسيحيا ولا يهوديا ولا متدينا حين كان يعرض لنص من نصوص القرآن يدرس لفظه ويكشف معناه ويبحث عن تاريخه وظاهر في هذا القول معنى الخداع فكازنوفا ليس الا مستشرقا متعصبا ضد الإسلام يلبس مسوح البحث العلمى ويتخذه وسيلة لمهاجمة الإسلام والتشكيك فيه.
***
نقل الحضارة وما يعاب وما يكره
"ودعا طه حسين ان (نسير سيرة الاوربيين وتسلك طريقهم) وان نقبل من الحضارة (خيرها وشرها وحلوها ومرها وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب) وقال "ان العرب غزاة دخلاء على المصريين وان صلة مصر بالغرب اوثق منها بالشرق. وانه لا سبيل لنا ان نفعل غير هذا لاننا التزمنا امام اوربا ان نذهب مذهبيها في الحكم ونسير سيرتها في الادارة ونسلك طريقها في التشريع في معاهدة موترو".
***
عرب المغرب
كما هاجم الدكتور طه في رسالته عن "ابن خلدون" عرب افريقيا الشمالية ورماهم بالهمجية والتوحش قال: ان الفرنسيين قد عانوا مشقة شديدة في سبيل اخضاعهم .. وزعم ان ابن خلدون مخطئ في اسناده هذا العصيان من عرب المغرب إلى العزة والاباء. وقال ان الفرنسيين انفسهم قد عانوا ولا يزالون يعانون موثقات فادحة في مراكش في سبيل بسط حضاراتهم عليها، ولم يستطيع الرومان ولا الإسلام ان يلطعن من اخلاق هذه القبائل أو