الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَال يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيّ (1)، عن عبد العزيز بْن أَبي حازم: عادلني صفوان بن سليم إلى مكة، فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
وَقَال الحميدي، عَن سفيان (2) بْن عُيَيْنَة: حج صفوان بن سليم، فذهبت بمنى فسألت عنه، فقيل لي: إذا دخلت مسجد الخيف، فإيت
المنارة، فانظر أمامها قليلا شيخا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله، فهو صفوان بن سليم
، فما سئلت عنه أحدا حتى جئت كما قالوا، فإذا أنا بشيخ كما رأيته علمت أنه يخشى الله، فجلست إليه، فقلت: أنت صفوان بن سليم قال: نعم.
قال (3) : وحج صفوان بن سليم، وليس معه إلا سبعة دنانير، فاشترى بها بدنة، فقيل له في ذلك، فقال: إني سمعت الله يقول: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير) {4) .
وَقَال محمد بن يَعْلَى الثقفي، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر: كنا مع صفوان بن سليم في جنازة، وفيها أبي وأبو حازم، وذكر نفرا من العباد، فلما صلى عليها قال صفوان: أما هذا فقد انقطعت عنه أعماله، واحتاج إلى دعاء من خلف بعده، قال: فأبكى والله، القوم جميعا.
وَقَال يعقوب بن محمد بن عيسى الزُّهْرِيّ عَن أبي زهرة مولى بني أمية: سمعت صفوان بن سليم يقول: في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا، وإن كان ذا غصص وكرب، وثم ذرفت عيناه (5) .
(1) حلية الاولياء: 3 / 158.
(2)
المعرفة ليعقوب: 1 / 661.
(3)
نفسه.
(4)
الحج آية (36) .
(5)
انظر تهذيب تاريخ دمشق: 6 / 436.
وَقَال قدامة بْن مُحَمَّدٍ الخشرمي، عن محمد بن صالح التمار: كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام. فيمر بي فاتبعته ذات يوم وقلت: والله لأنظرن ما يصنع. فقنع رأسه، وجلس إلى قبر منها، فلم يزل يبكي حتى رحمته. قال: ظننت أنه قبر بعض أهله، قال: فمر بي مرة أخرى فاتبعته، فقعد إلى جنب قبر غيره ففعل مثل ذلك، فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر، وقلت: إنما ظننت أنه قبر بعض أهله، فقال محمد: كلهم أهله وإخوته، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات، كلما عرضت له قسوة، قال: ثم جعل محمد بن المنكدر بعد يمر بي فنأتي البقيع، فسلمت عليه ذات يوم، فقال: أما نفعتك موعظة صفوان، فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها.
وَقَال أَحْمَد بْن يحيى الصوفي (1)، عَن أبي غسان النهدي: سمعت سفيان بن عُيَيْنَة، وأعانه على الحديث أخوه، قال: حلف صفوان بن سليم ألا يضع جنبه بالأرض حتى يلقى الله، فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما، فلما حضرته الوفاة، واشتد به النزع والعلز (2) ، وهو جالس، فقالت ابنته، يا أبت لو وضعت جنبك، فقال: يا بينه إذا ما وفيت لله بالنذر والحلف، فمات، وإنه لجالس، قال سفيان: فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال: حفرت قبر رجل فإذا أنا قد وقعت على قبر، فوافيت جمجمة، فإذا السجود قد أثر في عظام الجمجمة، فقلت لإنسان: قبر من هذا، فقال: أو ما تدري، هذا قبر صفوان بن سليم.
(1) حلية الاولياء: 3 / 159 مختصرا.
(2)
العلز: القلق والكرب عند الموت، وشبه رعدة تأخذ المريض.
وَقَال سلمة بن شبيب: حدثني سهل بن عاصم، عن محمد بن منصور، قال: قال صفوان بن سليم: أعطي الله عهدا ألا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربي. قال: فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه، فلما نزل به الموت قيل له: رحمك الله ألا تضطجع، قال: ما وفيت لله بالعهد إذن. قال: فأسند، فمازال كذلك حتى خرجت نفسه (1)، قال: ويقول أهل المدينة: إنه نقبت جبهته من كثرة السجود (2) .
قال أبو عيسى التِّرْمِذِيّ (3) : مات سنة أربع وعشرين ومئة.
وَقَال يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَن أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّد بن إسحاق: حدثني صفوان بن سليم سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
وَقَال الواقدي، وكاتبه مُحَمَّد بْن سعد (4) ، وخليفة بْن خياط (5) ، ومحمد بْن عَبد الله بْن نمير، وأبو عُبَيد القاسم بْن سلام، وأَبُو حسان الزيادي، وغير واحد (6) : مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
(1) هذا ليس عبادة، وهي مخالفة للسنة، ولا تصح عنه إن شاء الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال، حينما جاء الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته، فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها. فلما علم بهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا: إني والله لاخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
(2)
انظر تهذيب تاريخ دمشق: 6 / 435.
(3)
نفسه.
(4)
نفسه.
(5)
تاريخه: 404، وطبقاته:261.
(6)
منهم ابن حبان في الثقات: 6 / 468.
زاد أَبُو حسان، وهُوَ ابْن اثنتين وسبعين سنة (1) .
روى له الجماعة (2) .
2883 -
د ت س فق: صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي (3) ، أبو عبد الملك الدمشقي، مؤذن المسجد الجامع بدمشق، مولى عبد الرحمن ابن أم الحكم الثقفي.
(1) وَقَال ابن طهمان، عن ابن مَعِين: ثقة. قيل له: يقارب زيد بن أسلم وهؤلاء؟ قال: نعم (سؤالاته: الترجمة 343) . وَقَال الآجري، عَن أبي داود: لم ير أحدا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلا عَبد الله بن بسر، وأبا أمامة (سؤالاته: 5 / الورقة 24) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كان من عباد أهل المدينة وزهادهم (6 / 467) .
وذكره ابن شاهين في "الثقات"(الترجمة 583) .
وقِيلَ لابي حاتم: هل رأى صفوان أنسا؟ فقال: لا، ولا يصح روايته عن أنس (تهذيب التهذيب: 4 / 426) . وَقَال ابن حجر في "التقريبق": ثقة مفت عابد رمي بالقدر.
(2)
هذا هو آخر الجزء السادس والثمانين من الاصل بخط مصنفه رحمه الله، وفي آخره مجموعة من السماعات، بخطه وخط غيره من العلماء الفضلاء، رحمهم الله تعالى.
(3)
تاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2939، والكنى لمسلم، الورقة 79، وسؤالات الآجري لابي داود: 5 / الورقة 17، وجامع التِّرْمِذِيّ: 5 / 531 حديث 3507، والمعرفة ليعقوب: 1 / 140، 155، 211، 279، 420 و2 / 298، 300، 303، 343، 358: 360، 476، 788 و3 / 260، 319، 366، 386، 399، 403، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1868، وثقات ابن حبان: 8 / 321، وتسمية شيوخ أبي داود للغساني، الورقة 82، والمعجم المشتمل: الترجمة 436، ومعجم البلدان: 2 / 33، 140، 606 و3 / 528، 930 و4 / 1003، وسير أعلام النبلاء:
11 / 475، والكاشف: 2 / الترجمة 2418، والعبر: 1 / 430 و2 / 113، 147، 162، وتذهيب التهذيب: 2 / الورقة 94، وتاريخ الاسلام، الورقة 41 (أحمد الثالث: 2917) ، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 194، ونهاية السول، الورقة 148، وتهذيب التهذيب: 4 / 426، والتقريب: 1 / 368، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 3098، وشذرات الذهب: 2 / 91، وتهذيب تاريخ دمشق: 6 / 436.
رَوَى عَن: خالد بْن يزيد الأزرق، والد محمود بن خالد السلمي، ورواد بن الجراح العسقلاني، وسَعِيد بْن الفضل بْن ثابت البَصْرِيّ، وسفيان بن عُيَيْنَة، وسويد بن عبد العزيز، وضمرة بن ربيعة، وعبد الله بن كثير الدمشقي القارئ، وعبد الخالق بن زيد بْن واقد، وعبد الرحمن بْن سُلَيْمان بْن أَبي الجون، وعبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بن أَبي رواد، وأبي حفص عُمَر بن صالح البَصْرِيّ الأوقص، وعُمَر بن عبد الواحد، ومحمد بْن شُعَيْب بْن شابور (قد) ، ومروان بْن مُحَمَّد الطاطري (فق) ، ومروان بن معاوية الفزاري، والوزير بن صبيح الثقفي، ووكيع بن الجراح، والوليد بن مسلم (د ت س) .
رَوَى عَنه: أبو داود، وإبراهيم بْن أَبي داود البرلسي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت) ، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن بشر الصوري، وأحمد بْن دَاوُد السمناني، وأحمد بن سفيان النَّسَائي، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن يزيد الجوبري، وأبو حامد أحمد بن غادم (1) البخاري المعروف بحمدان، وأحمد بن محمد بن حنبل فيما قبل (2) ، وأحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي الدمشقي القاضي، وأحمد بن نصر بن شاكر، وإسماعيل بن عَبد الله الأصبهاني سمويه، وأبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري الدمشقي، وبقي بن مخلد الأندلسي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الفريابي، وجعفر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الفضيل الرسعني (ت) ، والحسن بن سفيان النسوي، والحسن بن علي الخلال (ت) ، وخالد بن روح الثقفي، وزكريا بْن
(1) بالغين المعجمة.
(2)
جاء في حاشية النسخة تعليق بخط الذهبي نصه: قاله ابن حبان".
يحيى السجزي (كن) ، وسلامة بْن ناهض المقدسي، وعبد اللَّه بن حماد الآملي، وأبو الآصبغ عَبد الله بن يزيد الدمشقي، وعبد الحميد بْن محمود بْن خالد السلمي، وأبو زرعة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وعبد السلام بن عتيق الدمشقي (قد) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عَبْد الكريم الرازي (فق) ، وعثمان بْن خرزاذ الأنطاكي، وعلي بْن الحسين بن الجنيد الرازي، وأبوالجهم عَمْرو بن جابر القرشي، والقاسم بْن هاشم بْن سَعِيد السمسار، وأَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الطرسوسي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عُبَيد بن فياض، ومحمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، وأبو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بن إدريس بن أَبي حمادة الأنطاكي، وأبو حصين محمد بن إسماعيل بن يحيى التميمي، ومحمد بْن الحسن بْن قتيبة العسقلاني، وأبو الحارث محمد بن الحسن الرملي، ومحمد بن النعمان بن بشير النيسابوري السقطي نزيل بيت المقدس، وأبو الحسن محمود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عيسى بْن القاسم بْن سميع الحافظ، وموسى بن فضالة بن إبراهيم، وهاشم بن مرثد الطبراني، ويزيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد الدمشقي (قد) ، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال أَبُو حَاتِم (1) : صدوق.
وَقَال أبو عُبَيد الأجري (2)، عَن أبي داود: حجة.
وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات"، وَقَال (3) : كان ينتحل مذهب الرأي.
(1) الجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1868.
(2)
سؤالاته: 5 / الورقة 17.
(3)
8 / 321 - 322. وفيه"كان ينتحل مذهب أهل الرأي".
وَقَال أبو القاسم (1) : كان ينتحل مذهب أهل العراق، وداره بدمشق، في ربض باب الفراديس عند طرف العقيبة في الزقاق الذي شرقي المقبرة.
قال عَمْرو بن دحيم: كان مولده سنة سبع وستين ومئة.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي: أخبرنا أن مولده سنة ثمان وستين ومئة.
وَقَال يعقوب بن سفيان (2) : مولده سنة ثمان أو تسع وستين ومئة، ومات سنة سبع وثلاثين ومئتين.
وَقَال عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، ومحمد بن الفيض: مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي: مات أول سنة تسع وثلاثين ومئتين.
وَقَال عَمْرو بن دحيم: مات يوم السبت لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين ومئتين (3) .
ورَوَى لَهُ التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وابْنُ ماجه في "التفسير.
ومِنْ عِيُونِ حَدِيثِهِ مَا أخبرنا به أَبُو محمد عَبد الرحيم بن عبد الملك
(1) تهذيب تاريخ دمشق: 6 / 436. والذي فيه: كان ينتحل مذهب أهل العراق، وكان يحفظ الحديث حفظا.
(2)
المعرفة والتاريخ: 1 / 211. وكذا أرخه (الثقات: 8 / 321 - 322) .
(3)
وَقَال التِّرْمِذِيّ: ثقة عند أهل الحديث (الجامع: 5 / 531) .
وَقَال ابن حبان: سمعت ابن جوصى يَقُول، سمعت أَبَا زرعة الدمشقي يقول: كان صفوان بن صالح ومحمد بن المصفى يسويان الحديث (المجروحين: 1 / 94) . وَقَال الغساني: ثقة (تسمية شيوخ أبي داود، الورقة 82) . ووثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي (تهذيب التهذيب: 4 / 427) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": ثقة، وكان يدلس تدليس التسوية.