المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المضاف إلى ياء المتكلم: - توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك - جـ ٢

[ابن أم قاسم المرادي]

الفصل: ‌المضاف إلى ياء المتكلم:

‌المضاف إلى ياء المتكلم:

آخر ما أُضيف للياء اكسر إذا

لم يك معتلا كرام وقذى

يجب كسر آخر المضاف "إلى ياء"1 المتكلم، "إن"2 لم يكن منقوصا أو مقصورا أو مثنى أو مجموعا على حدة كقولك في "غلام": غلامي.

وفيه أربعة مذاهب:

أحدها: أنه معرب بحركات "مقدرة"3 في الأحوال الثلاثة.

والثاني: أنه معرب في الرفع والنصب بحركة مقدرة، بالجر بالكسرة الظاهرة، واختاره في التسهيل.

والثالث: أنه مبني.

والرابع: أنه لا معرب ولا مبني، وإليه ذهب ابن جني.

والأول مذهب الجمهور.

ويجوز في الياء "بعد المكسور"4 وجهان: الفتح والإسكان، فقيل: الفتح أصل، وقيل: الإسكان أصل "جمع"5 بينهما "بأن"6 الإسكان أصل أول إذ هو أصل كل مبني، والفتح أصل ثانٍ، إذ هو أصل ما هو على حرف واحد.

وأما المقصور والمنقوص والمثنى والمجموع على حدة، فإذا أضيف شيء منها إلى ياء المتكلم وجب فتح الياء في اللغة المشهورة، فتقول في "قذى": قذايَ، وفي "رامٍ": راميَّ، وفي "ابنين": ابنيَّ، وفي "زيدين": زيديَّ.

وإلى ذلك أشار بقوله:

........... فذي

جميعها اليا بعد فتحها احتُذِي

1 ب وفي أ، جـ "لياء".

2 أ، جـ، وفي ب "إذا".

3 أ، جـ، وفي ب "مقدرات".

4 أ، وفي ب، جـ "الكسرة".

5 أ، جـ، وفي ب "والجمع".

6 أ، جـ، وفي ب "أن".

ص: 834

الإشارة "بذي" إلى الأنواع الأربعة، و"احتذي" تبع.

ثم بين حكم آخر المقصور والمنقوص والمثنى والمجموع على حدة إذا أضيف للياء فقال: "وتدغم اليا فيه" أي: وتدغم اليا "من"1 آخر المنقوص والمثنى والمجموع "على حدة"2 نصبا وجرا فيه أي: في ياء المتكلم، ولا يغير ما قبلها من فتح أو كسر فتقول: رأيت راميَّ وابنيَّ وزيديَّ، وتفتح الياء كما سبق.

ثم قال: "والواو" أي: وتدغم الواو أيضا في ياء المتكلم، يعني "بعد"3 قلب الواو ياء.

فإن كان ما قبلها فتحة لم تغير نحو: "مصطفَون" فتقول فيه: "هؤلاء مصطفيّ"، وإن كان "ما"4 قبلها ضمة قلبتها كسرة لتصبح الياء نحو:"مسلمون" فتقول فيه: مسلميّ، بقلب الواو ياء والضمة كسرة.

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "أَوَمخرجِيّ هم"5.

وإلى هذا أشار بقوله:

............. وإن

ما قبل واو ضُم فاكسره يهن

ثم قال: "وألفا سلم" أي: سلم الألف من الانقلاب.

وشمل ذلك ألف المثنى نحو: "هذان غلامايَ" ولا خلاف فيه، وألف المقصور

1 ب، وفي أ، جـ "في".

2 ب، جـ.

3 ب، جـ، وفي أ "تقلب".

4 أ.

5 ذكره البخاري، قاله عليه الصلاة والسلام لورقة بن نوفل حين قال له: وددت أن أكون معك حين يخرجك قومك، وأصله: أومخرجوي هم، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء. ومخرجي اسم فاعل مضاف لياء المتكلم مبتدأ، و"هم" فاعل سد مسد الخبر، "وفي" شرح البخاري: جعل "هم" مبتدأ خبره "مخرجي" ولا يجوز العكس؛ لأنه يلزم عليه الإخبار عن النكرة بالمعرفة. ا. هـ. حاشية السجاعي على القطر ص86.

ص: 835

نحو: "هي عصايَ"1 وفيه لغتان: إقرار الألف "وهي المشهورة"2، وقلبها ياء وهي لغة هذيل "وحكاها"3 عيسى بن عمر4 عن قريش.

وقرأ الحسن5: "يا بِشْرَى"6، وإليها أشار بقوله:

............. وفي المقصور عن

هذيل انقلابها ياء حسن

وينبغي أن يستثنى من ذلك ألف "لدى" و"على" الاسمية، فإن الأكثر فيه القلب مع ياء المتكلم.

فإن قلت: فهل يجوز للقلب ألف المثنى في لغة من التزمها مطلقا؟

قلت: قال في الارتشاف: يحتاج في جوازه إلى سماع7.

1 من الآية 18 من سورة طه.

2 أ، ب، وفي جـ "وهو المشهور".

3 ب، جـ وفي ب "حكاه".

4 عيسى بن عمر الثقفي أبو عمر مولى خالد بن الوليد، نزل في ثقيف فنسب إليهم. إمام في النحو والعربية والقراءة، مشهور. أخذ عن عمرو بن العلاء وغيره، وروى عن الحسن البصري وغيره، وحكى عنه الجوهري في الصحاح وغيره. سقط عن حمار فاجتمع الناس حوله، فقال: ما لي أراكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة؟ افرنقعوا عني. مات سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة خمس ومائة.

5 هو الإمام أبو سعيد الحسن بن الحسن البصري، كان إماما في القراءة، روى عن الشافعي أنه قال: لو أشاء أن أقول: إن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته. وهو أحد الأربعة الذين لهم قراءة شاذة من القراءات العشر، وتوفي بالبصرة سنة 116هـ.

6 من الآية 18 من سورة يوسف.

7 الارتشاف ص910.

ص: 836