الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفعول له:
يُنصب مفعولا له المصدر إن
…
أبان تعليلا "كجُدْ شُكرًا وَدِن
"المفعول"1 له: هو علة الفعل، ولجواز نصبه شروط:
الأول: أن يكون مصدرا.
والثاني: أن يتحد وقته ووقت عامله، وهو المعلل به.
والثالث: أن يتحد فاعلهما، ولو تقديرا.
فمثال ما استوفى الشروط: "ضربته تأديبًا" و"جُدْ شكرًا".
ومثال اتحاد فاعلهما تقديرا: قوله تعالى: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} 2؛ لأن معنى يريكم: يجعلكم ترون.
وفي بعض هذه الشروط خلاف. ثم قال:
وإن شرطٌ فُقد
…
فاجررْه باللام
أي: إذا فقد شرط من الشروط الثلاثة، وجب جر ما علل به الحرف الدال على التعليل، وهو اللام أو ما يقوم مقامها وهو "من و"في"3 والباء"، فتقول:"جئت للمال"؛ لأنه ليس بمصدر، و"جئت أمس لإكرامك غدًا" لاختلاف الزمان، و"أحسنت إليك لإحسانك إليَّ"؛ لاختلاف الفاعل.
وقوله:
وليس يَمتنع
…
مع الشروط
يعني: أنه لا يمتنع جره بالحرف مع استيفائه للشروط نحو: "قنع هذا للزهد"، "فإن هذه الشروط"4 ليس اجتماعها موجبا للنصب، بل مسوغ له.
ثم هو بعد ذلك على ثلاث مراتب: راجح النصب، وراجح الجر، ومستوٍ فيه الأمران.
1 ب، جـ، وفي أ "المفعو".
2 من الآية 24 من سورة الروم، 12 من سورة الرعد.
3 أ، جـ، وفي ب "إلى".
4 أ، جـ.
فأشار إلى الأول بقوله:
وقلّ أن يصحبها المجرد
يعني: أن المجرد من أل والإضافة يترجح نصبه، وقل أن يصحب الحرف، فقوله:"ضربته تأديبًا" أرجح من قولك: ""ضربته"1 "لتأديب"2" ومنع الجزولي3 جر المجرد. قيل: ولم يقل به غيره.
وأشار إلى الثاني بقوله:
والعكس في مصحوب أل
يعني: أن الأرجح في مصحوب "أل" جره بالحرف، فقولك:"ضربته للتأديب" أرجح من قولك: ""ضربته"4 التأديب".
ثم ذكر شاهد نصب مصحوب "أل" من كلام العرب، فقال:
لا أقعدُ الجبنَ عن الهَيْجَاء
…
ولو توالت زُمَر الأعداء5
وسكت عن المضاف فلم يعزُه إلى راجح النصب، ولا إلى راجح الجر.
فعلم أنه يستوي فيه الأمران نحو: "جئتُكَ ابتغاءَ الخيرِ، ولابتغاءِ الخيرِ".
1 ب.
2 ب، جـ، وفي أ "للتأديب".
3 هو أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي، صاحب الجزولية، وقد تقدم.
4 ب.
5 البيت من الرجز، ولم ينسب إلى قائل معين وهو كما ورد في كلام الناظم. وقال العيني: رجز راجز لم أقف على اسمه.
الشرح: "لا أقعد" أراد: لا أنكل ولا أتوانى عن اقتحام المعارك، "الجبن" -بضم فسكون- الخوف والفزع، "الهيجاء": الحرب، "توالت": تتابعت وتكاثرت، "زمر" جمع زمرة وهي الجماعة، "الأعداء": جمع عدو.
المعنى: إني لا أبتعد عن الحرب والنزال خوفا وفزعا، ولو تكاثرت جماعة الأعداء.
الإعراب: "لا" نافية، "أقعد" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر فيه، "الجبن" مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة، "عن" حرف جر، "الهيجاء" مجرور بعن وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بأقعد، "ولو" شرطية غير جازمة، "توالت" فعل ماض والتاء للتأنيث، "زمر" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، "الأعداء" مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد: في "الجبن"؛ حيث وقع مفعولا لأجله، ونصبه مع كونه محلى "بأل".
مواضعه: ذكره شراح الألفية، حيث إنه من كلام الناظم.
تنبيه:
إذا دخلت "أل" على المفعول له، أو أُضيف إلى معرفة تَعَرَّفَ "بأل""أ"1، وبالإضافة خلافا للرياشي2 والجرمي والمبرد في قولهم: إنه لا يكون إلا نكرة وإن "أل" فيه زائدة، وإضافته غير محضة3.
فإن قلت: هل يجوز تقديم المفعول له على عامله؟
قلت: هو جائز سواء كان منصوبا، أو مجرورا4.
وهو مستفاد من قوله: كلزهد ذا قنع، فمثل به "مقدما"5، والله أعلم.
1 ب.
2 هو أبو الفضل العباسي بن الفرج مولى محمد الهاشمي، ولقب بالرياشي لأن أباه كان عبدا لرجل من جذام اسمه رياش، فانتقل اللقب من أبيه بعد الشهرة إليه. نشأ بالبصرة وأخذ النحو عن المازني، وسمع منه كتاب سيبويه، ثم صار من كبار النحاة واللغويين، له تصانيف منها: كتاب نحو. قتل وهو يصلي الصبح قائما بالبصرة سنة 257هـ، في شهر شوال.
3 وأرجح الأول؛ لعدم التكلف فيه. راجع الأشموني 1/ 217.
4 "زاهدا ذا قنع" و"لزهد ذا قنع".
5 أ، جـ، وفي ب "متقدما".