الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعمال اسم الفاعل:
اسم الفاعل: هو الصفة الدالة على فاعل جارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها لمعناه، أو معنى الماضي.
فالصفة: جنس، والدالة على فاعل: مخرج لاسم المفعول وما بمعناه، وجارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها: مخرج للجارية على الماضي نحو: "فرح"، وغير الجارية نحو:"كريم".
وقوله: في التذكير والتأنيث: مخرج لما كان من الصفات على أفعل نحو: "أهيف"، فإنه لا يجري على المضارع إلا في التذكير، وقوله: لمعناه أو معنى الماضي: مخرج لنحو: "ضامر الكشح" من الصفة المشبهة وقوله:
كفعله اسم فاعل في العمل
يعني: إن كان فعله لازما فهو لازم، وإن كان فعله متعديا إلى واحد فأكثر فهو كذلك.
وقوله:
إن كان عن مضيه بمعزل
يعني: أن شرط عمل اسم الفاعل عمل فعله أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، فإن كان بمعنى الماضي لم يعمل خلافا للكسائي، فإنه أجاز عمله مستدلا بقوله تعالى:{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ....} 1 ورد بأنه حكاية حال، ووافقه على إجازة ذلك هشام وابن مضاء.
"تنبيه":
هذا الخلاف في عمل الماضي دون أل بالنسبة إلى المفعول به، فأما بالنسبة إلى الفاعل، فذهب بعضهم إلى أنه لا يرفع الظاهر، وبه قال ابن جني والشلوبين، وذهب قوم إلى أنه يرفعه، وهو ظاهر كلام سيبويه، واختاره ابن عصفور.
وأما المضمر: فحكى ابن عصفور الاتفاق على أنه يرفعه، وحكى غيره عن ابن طاهر وابن خروف أنه لا يرفعه، وهو بعيد.
1 من الآية 18 من سورة الكهف.
وقوله:
وولي استفهاما أو حرف ندا
يعني: أن اسم الفاعل لا يعمل حتى يعتمد على أحد الأشياء المذكورة، والاستفهام نحو قوله1:
أناوٍ رجالك قتل امرئ
…
من العز في حبك اعتاض ذلا؟
وحرف النداء نحو: "يا طالعًا جبلًا" ولم يذكره في الكافية، ولا في التسهيل.
وقال الشارح: المسوّغ لإعمال "طالع" هنا اعتماده على موصوف محذوف تقديره: رجلا طالعا جبلا، وليس المسوغ الاعتماد على حرف النداء؛ لأنه ليس كالاستفهام والنفي في التقريب من الفعل.
والنفي: "ما ضارب الزيدان عمرا". ومثال كونه صفة: "جاءني رجل مكرم عمرا"، "أو مسندا" يعني خبرا:"زيد مكرم عمرا"، فالواقع صفة معتمد على الموصوف، والواقع خبرا معتمد على المخبر عنه.
فإن قلت: أهمل المصنف اعتماده على صاحب الحال نحو: "جاءني زيد ضاربا عمرا".
قلت: استغنى عن ذكره بذكر الصفة؛ لأنه صفة في المعنى.
1 قائله. لم أقف على اسم قائله، وهو من المتقارب.
اللغة: "ناو" فاعل من نوى ينوي.
الإعراب: "أناو" الهمزة للاستفهام، "ناو" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، "رجالك" فاعل ناو سد مسد الخبر وضمير المخاطب مضاف إليه، "قتل" مفعول به لناو، "امرئ" مضاف إليه، "من العز" جار ومجرور متعلق باعتاض الآتي، "في حبك" متعلق باعتاض أيضا والكاف مضاف إليه، "اعتاض" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه، "ذلا" مفعول به لاعتاض.
الشاهد فيه: "أناوٍ رجالك"، فإن قوله:"ناو" اسم فاعل وقد عمل عمل فعله، حيث اعتمد على حرف الاستفهام.
مواضعه: شذور الذهب ص403، والهمع 95/ 2.
"تنبيهان":
الأول: اعتماد اسم الفاعل على ما ذكر شرط في صحة عمله عند جمهور البصريين، وذهبالأخفش والكوفيون إلى أنه لا يشترط.
والثاني: ذكر المصنف هنا لعمله شرطين:
الأول: أن يكون بمعزل عن المضي، والثاني: الاعتماد.
وزاد في التسهيل شرطين1:
أحدهما: أن يكون غير مصغر، خلافا للكسائي في إجازته إعماله مستدلا بقول بعضهم:"أظنني مرتحلا وسُوَيِّرا فرسخا" ولا حجة لأن فرسخا ظرف، والظرف يعمل فيه رائحة الفعل، قيل: والجواز مذهب الكوفيين إلا الفراء، وتابعهم أبو جعفر النحاس، وقال المتأخرون: إن لم يحفظ له مكبر جاز إعماله كقوله2:
....................
…
ترقرق في الأيدي كُمَيْتٍ عصيرُها
في رواية من جر كميت.
1 التسهيل ص1360.
2 قائله هو مضرس بن ربعي، وهو من الطويل.
اللغة: "راح" هو الخمر ومن أسمائه المدام وله أسامٍ كثيرة، "ترقرق" من ترقرق الشيء إذا تلألأ ولمع، "كميت" من الكمتة وهي الحمرة الشديدة التي تضرب إلى السواد من شدة حمرتها.
الإعراب: "ما" نافية، "طعم" مبتدأ أو اسم ما إن جعلتها حجازية وهو مضاف، و"راح" مضاف إليه، "في الزجاج" متعلق بمحذوف صفة لراح، "مدامة" صفة ثالثة لراح، "ترقرق" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر، وجملة الفعل وفاعله في محل جر صفة ثالثة لراح، "في الأيدي" متعلق بترقرق، "كميت" -بالجر- صفة رابعة لراح، "عصيرها" فاعل بكميت، والضمير مضاف إليه، وخبر المبتدأ أو خبر ما في كلام بعد هذا البيت.
الشاهد فيه: "كميت عصيرها" حيث رفع "كميت""عصيرها"، فإن قوله:"كميت" وصف لم يستعمل إلا مصغرا، وقد عمل في قوله:"عصيرها" حيث رفعها.
مواضعه: ذكره السيوطي في الهمع 95/ 1.
والآخر: ألا يكون موصوفا، خلافا للكسائي في إجازته إعماله مطلقا.
قال في شرح التسهيل: ووافق بعض أصحابنا الكسائي في إعمال الموصوف قبل الصفة؛ لأن ضعفه يحصل بعد ذكرها لا قبلها، ونقل غيره أن مذهب البصريين والفراء هذا التفصيل، وأن مذهب الكسائي وباقي الكوفيين إجازة ذلك مطلقا، والحاصل ثلاثة مذاهب.
وقوله:
وقد يكون نعت محذوف عُرف
…
فيستحق العمل الذي وصف
يعني: أن اعتماد اسم الفاعل على موصوف محذوف مسوغ لعمله عمل فعله كاعتماده على موصوف مذكور، ومن ذلك قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ....} 1.
وقوله:
وإن يكن صلة أل ففي المضي
…
وغيره إعماله قد ارتُضي
ما تقدم من اشتراط إرادة الحال والاستقبال إنما هو في المجرد من أل، وأما ما وقع صلة لها فهو صالح للعمل بمعنى الماضي والحال والاستقبال، قال الشارح: باتفاق، وفي شرح الكافية: وأما الملتبس بهما فلا خلاف في إعماله، وحكى الخلاف في التسهيل2.
والحاصل أربعة مذاهب:
الأول: "أنه"3 يعمل مطلقا لوقوعه موقعا يجب تأويله بالفعل، وهو المشهور.
والثاني: أن المنتصب بعده مشبه بالمفعول "به"4؛ لأن أل ليست موصولة بل حرف تعريف، ودخولها يبطل عمله كما يبطله التصغير والوصف؛ لأنه يبعد
1 من الآية 28 من سورة فاطر.
2 التسهيل ص137.
3 ب، جـ.
4 ب.
عن الفعل، وهذا مذهب الأخفش، وأصحاب الأخفش يقولون: إن قصد بأل العهد فالنصب على التشبيه، وإن قصد معنى الذي، فالنصب باسم الفاعل.
والثالث: أنه لا عمل له، والمنصوب بعده منصوب بفعل مضمر.
والرابع: أنه يعمل بمعنى المضي خاصة وهو مذهب الرماني.
وقوله:
فَعَّال أو مِفْعَال أو فَعُول
…
في كثرة عن فاعل بديل
إذا قصد التكثير والمبالغة باسم الفاعل الثلاثي حول إلى فعال "كعقار"1 أو مفعال كمنحار، أو فعول كضروب، أو فعيل كعليم، أو فعل كحذر، وقد ذكرهما في البيت الآتي، فإن قلت: ما معنى قوله: "في كثرة"؟
قلت: يعني أن هذه المثل إنما يعدل عن فاعل إليها؛ للدلالة على الكثرة والمبالغة2.
فإن قلت: من أين يعلم من كلامه اختصاص ذلك بالثلاثي؟
قلت: من قوله: "عن فاعل"، فإن اسم فاعل غير الثلاثي لا يكون على فاعل، وقد يبنى فعّال ومفعال وفعول وفعيل من أفعَل كقولهم: درَّاك، ومِهْوان، وزهوق، ونذير، من أدرك وأهان وأزهق وأنذر، وذلك قليل.
وقوله:
فيستحق ما له من عمل
يعني: هذه الأمثلة تستحق ما لاسم الفاعل من العمل بالشروط المذكورة، على التفصيل المتقدم.
وقوله:
وفي فعيل قل ذا وفعل
الإشارة إلى عمل اسم الفاعل، أي: قل في فعيل وفعل أن يعمل عمل اسم الفاعل، ومذهب سيبويه جواز إعمال هذه الأمثلة الخمسة، ومنع أكثر البصريين منهم المازني والمبرد إعمال فعيل وفعل.
وفصّل الجرمي فأجاز إعمال فَعِل؛ لأنه على وزن الفعل، ومنع إعمال
1 أ، جـ، وفي ب "كغفار".
2 "أ".
فعيل، ومنع الكوفيون إعمال الخمسة؛ لأنها لما جاءت للمبالغة زادت على الفعل، فلم تعمل عندهم لذلك.
والصحيح مذهب سيبويه ومن وافقه؛ لورود السماع بذلك نظما ونثرا. مثال فعّال قول من سمعه سيبويه: "أما العسل فأنا شرّاب".
وقول الشاعر1:
أخا الحرب لبَّاسًا إليها جِلَالها
ومثال مفعال قول بعض العرب: "إنه لمِنْحار بوائكَها" أي: سمانها.
وقول الشاعر2:
1 قائله القُلاخ بن حزن بن جناب المنقري، وهو من الطويل.
وتمام البيت:
وليس بولاج الخوالف أعقلا
اللغة: "أخا الحرب" أي: مؤاخيها وملازمها، "إليها" إلى بمعنى اللام، "جلالها" -بكسر الجيم- جمع جل، والمراد ما يُلبَس من الدروع ونحوها، "ولاج" كثير الدخول، "الخوالف" جمع خالفة -وهو عماد البيت- وهو المراد، "أعقلا" الأعقل: الذي تصطك ركبتاه من الفزع.
المعنى: يمتدح الشاعر نفسه بالإقدام، ويقوله: إنه رجل حرب يلبس لها لباسا، ويقتحمها إذا شبت نيرانها، ولا يختبئ في البيوت أو الخيام فزعا.
الإعراب: "أخا" حال من ضمير مستتر في بيت قبله، "الحرب" مضاف إلى أخا، "لباسا" حال أخرى، "إليها" متعلق به، "جلالها" مفعول لباسا وها مضاف إليه، "وليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه، "بولاج" الباء زائدة وولاج خبر ليس، "الخوالف" مضاف إليه، "أعقلا" خبر ثانٍ للبس.
الشاهد فيه: "لباسا.... جلالها"، فإنه قد أعمل "لباسا" وهو صيغة مبالغة عمل الفعل، فنصب به المفعول وهو "جلالها"، وقد اعتمد على وصف مذكور وهو "أخا الحرب".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 243/ 2، وابن هشام 16/ 3، وابن عقيل 86/ 2، وابن الناظم، وذكره سيبويه 57/ 1، وابن يعيش 70/ 6، والشذور ص407، والقطر ص279.
2 قائله كميت بن معروف الأسدي، وهو من البسيط.
اللغة: "شم" -بضم الشين وتشديد الميم- جمع أشم من الشمم، وهو ارتفاع قصبة الأنف. =
شُمّ مهاوينُ أبدان الجَزُور مخا
…
ميص العشيات لا خُور ولا قَزَم
فمهاوين جمع مِهْوان.
ومثال فعول قول بعضهم: "أنت غَيُوظ ما علمت أكباد الإبل" حكاه الكسائي، وقول الشاعر1:
ضَرُوبٌ بنصل السيف سُوق سمانها
ومثال فعيل قول بعضهم: "إن الله سَمِيع دعاء من دعاه" وقالوا: "هو حَفِيظ وعلمه وعلم غيره".
= والمراد: أنهم سادات كبار، "مهاوين" جمع مهوان -بكسر الميم- وهو الضامر البطن، وأراد به الجائع، "العشيات" جمع عشي، "لا خور" -بضم الخاء وسكون الواو- جمع أخور وهو الضعيف، "قزم" بفتح القاف والزاي.
المعنى: وصف قوما بالعزة والكرم فيقول: هم شم الأنوف أعزة، ويهينون للأضياف والمساكين أبدان الجزور، ويؤخرون العشاء تربصا على ضيف يطرق، فبطونهم خميصة في عشياتهم لتأخيرهم الطعام.
الإعراب: "شم" خبر مبتدأ محذوف أي: هم شم، "مهاوين" -بالرفع- إما صفة وإما خبر بعد خبر، "أبدان" مفعول لمهاوين، "الجزور" مضاف إليه، "مخاميص" خبر بعد خبر، "العشيات" مضاف إليه، "لا خور" عطف على ما قبله من المرفوع، "ولا قزم" عطف عليه.
الشاهد فيه: "مهاوين أبدان الجزور"، فإن "مهاوين" جمع اسم فاعل الذي للمبالغة، وقد عمل عمل فعله حيث نصب "أبدان الجزور".
مواضعه: ذكره سيبويه 59/ 1، وابن يعيش 74/ 6، والهمع 97/ 2.
1 قائله أبو طالب بن عبد المطلب، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب -عم النبي صلى الله عليه وسلم من قصيدة يرثي فيها أبا أمية بن المغيرة، زوج أخته عاتكة بنت عبد المطلب.
تمامه:
إذا عدموا زادا فإنك عاقر
وهو من الطويل.
اللغة: "ضروب" على وزن فعول مبالغة لضارب، "نصل السيف" حده وشفرته، "سوق" -بضم السين- جمع ساق، "سمان" جمع سمينة وهي الممتلئة الجسم، "عاقر" اسم فاعل من العقر، وهو الذبح.
المعنى: يصف الشاعر أبا أمية بالكرم وقت العسرة ويقول: إنه كان جوادا واسع الكرم، =
وقول الشاعر1:
فتاتان أما منهما فشبيهة
…
هلالا، وأخرى منهما تشبه البدرا
= يعقر الإبل السمان للضيفان إذا أعسر الناس، ولم يجدوا زادا.
الإعراب: "ضروب" خبر لمبتدأ محذوف أي: أنت ضروب، "بنصل" متعلق بضروب، "السيف" مضاف إليه، وفي ضروب ضمير مستتر فاعله، "سوق" مفعول به لضروب، "سمانها" مضاف إليه، "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان، "عدموا" فعل وفاعل، "زادا" مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة إذا إليها، "فإنك" الفاء واقعة في جواب إذا وإن حرف توكيد ونصب وضمير المخاطب اسم إن، "عاقر" خبر إن، وجملة إن واسمها وخبرها لا محل لها جواب إذا.
الشاهد فيه: "ضروب.... سوق"، فإن "ضروب" صيغة مبالغة للضارب وقد عَمِل عَمَل فعله حيث نصب "سوق"، وقد اعتمد على مخبر عنه محذوف، أي: أنت ضروب.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 342/ 2، وابن هشام 17/ 3، والسيوطي ص82، والمكودي ص96، وذكره سيبويه 57/ 1، والمفصل 70/ 6، والشذور ص408، والقطر ص280، والشاهد 602 في الخزانة.
1 قائله عبيد الله بن قيس الرقيات، وهو من الطويل.
اللغة: "فتاتان" تثنية فتاة، وهي الجارية الحديثة السن، "هلالا" الهلال: القمر لليلتين أو ثلاث من أول الشهر، "البدر" القمر عند تمامه وكماله.
المعني: أن هاتين الفتاتين جميلتان، غير أن إحداهما تشبه الهلال في نحافتها، والأخرى تشبه البدر في سِمَنها وإشراقها.
الإعراب: "فتاتان" خبر لمبتدأ محذوف، أي: هما فتاتان، "أما" حرف شرط وتفصيل، "منهما" خبر لمبتدأ محذوف، "فشبيهة" الفاء زائدة وشبيهة خبر لمبتدأ محذوف أيضا والتقدير: أما فتاة منهما فهي شبيهة، وفي شبيهة ضمير مستتر هو الفاعل، "هلالا" مفعول به لشبيهة، وهو من أشبه وذلك من النادر، "أخرى" صفة لمبتدأ محذوف، أي: وفتاة أخرى، "منهما" صفة أخرى، "تشبه البدرا" الجملة خبر المبتدأ.
الشاهد فيه: "شبيهة هلالا" حيث أعمل صيغة المبالغة وهي "شبيهة" عمل الفعل، فنصب بها المفعول "هلالا"، وقد اعتمدت على مخبر عنه محذوف أي: فهي شبيهة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم، وابن هشام 17/ 3، والأشموني 343/ 2.
ومثال فَعِل قول الشاعر1:
حَذِرٌ أمورًا لا تضير وآمن
…
ما ليس منجيَه من الأقدار
أنشده سيبويه، والقدح فيه من وضع الحاسدين.
ومن إعمال فعل قول زيد الخيل2:
1 قائله هو أبو يحيى اللاحقي، وهو من الكامل.
اللغة: "حذر" -بفتح الحاء وكسر الزاي- خائف، "لا تضير" من ضار يضير يعني: ضر يضر، "منجيه" اسم فاعل من أنجى إنجاء، "الأقدار" جمع قدر.
المعنى: يقول: إن هذا الشخص يكثر الحذر والخوف من أمور ليس فيها ضر، ويأمن ما لا ينجيه من قضاء الله وقدره.
الإعراب: "حذر" خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو حذر، وفيه ضمير مستتر فاعل، "أمورا" مفعول لحذر، "لا" نافية، "تضير" فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر والجملة في محل نصب صفة لأمور، "وآمن" معطوف على حذر، وفيه ضمير مستتر فاعل، "ما" اسم موصول مفعول لآمن، "ليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر، "منجيه" خبر ليس، والهاء مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، "من الأقدار" متعلق بمنجيه، وجملة ليس واسمها وخبرها لا محل لها صلة الموصول.
الشاهد فيه: "حذر أمورا" حيث أعمل "حذر" وهو من صيغ المبالغة عمل الفعل، فنصب المفعول وهو "أمورا".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 342/ 2، وابن عقيل 88/ 2، والمكودي ص96، وابن الناظم، وذكره سيبويه 58/ 1، وابن يعيش 71/ 6، والشاهد 605 في خزانة الأدب.
2 قائله هو زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وكان يلقب بالخيل؛ لكثرة خيوله، وهو من الوافر.
وتمامه:
جحاش الكرملين لها فديد
اللغة: "مزقون" جمع مزق -بفتح الميم وكسر الزاي- وهو مبالغة مازق من المزق، وهو شق الثياب ونحوها، "عرضي" -بكسر العين- وعرض الرجل: جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه، "جحاش" -بكسر الجيم- جمع جحش وهو ولد الحمار، "الكرملين" -بكسر الكاف- اسم ماء في جبل طيئ، "فديد" -بالفاء- الصوت. =
أتاني أنهم مَزِقُون عِرْضي
فأعمل مزقون عرضي وهو جمع مزق محول؛ للمبالغة من مازق.
قوله:
وما سوى المفرد مثله جُعِل
…
في الحكم والشروط حيثما عَمِل
ما سوى المفرد هو المثنى والمجموع فحكمهما حكم المفرد في العمل بالشروط المذكورة، فضاربان وضاربون مثل ضارب، وذلك واضح فيما ذكر، وضروبان وضروبون مثل ضروب فيما ذكر، وذلك قوله:
وانصب بذي الإعمال تِلْوا واخفض
احترز "بذي الإعمال" عن المراد به المضي، فإنه يضاف وجوبا كإضافة الجوامد.
وفهم من تقديمه النصب أنه أولى، وهو ظاهر كلام سيبويه، وقال الكسائي:
= المعنى: بلغني أن هؤلاء القوم يتطاولون عليَّ وينالون عرضي بالقدح والذم، ولست أعبأ بهؤلاء، فهم عندي كالجحوش التي تَرِد هذا الماء وتتزاحم عليه، وهي تنهق وتصيح وتحدث جلبة.
الإعراب: "أتاني" فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول، "أنهم" حرف توكيد ونصب والضمير اسمه، "مزقون" خبر أن، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل أتى، "عرضي" مفعول لمزقون، "جحاش" خبر لمبتدأ محذوف أي: هم جحاش، "الكرملين" مضاف إليه، "لها" متعلق بمحذوف خبر مقدم، "فديد" مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال من جحاش.
الشاهد فيه: "مزقون عرضي"، أعمل "مزقون" وهو جمع مزق -بفتح الميم وكسر الزاي- الذي هو صيغة مبالغة بمعنى ممزق في قوله:"عرضي" عمل فعله.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 342 / 2، وابن هشام 18/ 3، وابن عقيل 88/ 2، وابن الناظم، وذكره السيوطي في الهمع 77/ 2.
هما سواء، قيل: والذي يظهر أن الإضافة أولى بالوجهين قرئ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ....} 1.
ويعني بقوله: "تلو" المفعول الذي يليه، فلو فصل تعين نصبه نحو: {
…
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
…
} 2 وقد أضيف مع الفصل في قراءة من قرأ: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ
…
} 3 وقد تقدم في الإضافة.
تنبيه:
ما ذكره من جواز الوجهين إنما هو في الظاهر، وأما المضمر المتصل فيضاف إليه اسم الفاعل المجرد وجوبا نحو:"هذا مكرمك"، وذهب الأخفش وهشام إلى أنه في محل النصب كالهاء من واقيكه4.
وقد فهم من قوله: "تلوا" أنه إنما يجوز الوجهان في المفعول الذي يليه، فلو فصل زيدا تعين نصبه به؛ ولذلك قال:
وهو لنصب ما سواه مقتضي
مثال ذلك: "زيد معطي عمرو درهما ومعلمُ خالدٍ عمرا فاضلا".
"تنبيه":
إذا أضيف اسم الفاعل بمعنى المضي، واقتضى مفعولا آخر نحو:"معطي زيدٍ درهما أمس" نصب بفعل مضمر عند الجمهور، وأجاز السيرافي نصبه باسم الفاعل، وإن كان بمعنى الماضي؛ لأنه اكتسب بالإضافة شبها بمصحوب أل.
وقوله:
واجرر أو انصب تابع الذي انخفض
…
كمبتغي جاهٍ ومالُا من نهض
1 من الآية 3 من سورة الطلاق. كلهم قرأ: بالغٌ أمرَهُ منونا، وعاصم: بالغُ أمرِهِ.
2 من الآية 30 من سورة البقرة.
3 من الآية 47 من سورة إبراهيم.
4 ب، جـ، وفي أ "في محل النصب، فلو فصل الضمير لم يكن إلا في محل نصب كالهاء من واقيكه".
فالجر على اللفظ والنصب على المحل، ومن منع إتباع المحل في نحو ذلك أضمر فعلا، وهو قول سيبويه.
فإن قلت: قوله: "الذي انخفض" لا يصح على إطلاقه؛ لأن المخفوض بإضافة الذي بمعنى الماضي لا يصح في تابعه اعتبار المحل، إذ لا محل له، بل إن نصب تابعه بفعل مقدر.
قلت: إنما كلامه في المخفوض بإضافة ذي الإعمال لقوله: "وانصب بذي الإعمال" وهذا البيت من تتمة الكلام عليه.
وقوله:
وكل ما قُرِّر لاسم فاعل
…
يعطى اسم مفعول بلا تفاضل
أي: فيعمل إن كان صلة لأل مطلقا، وإن كان مجردا فبشرط إرادة الحال أو الاستقبال والاعتماد على ما تقدم ذكره، وقوله:
فهو كفعل صيغ للمفعول في
…
معناه...........
يعني: أن اسم المفعول يعمل عمل فعل مصوغ للمفعول موافق له في المعنى نحو "مضروب"، فإنه يعمل عمل ضرب، فيرفع نائب الفاعل فتقول:"زيدٌ مضروبٌ أبوهُ"1 كما تقول: "ضُرب أبوه".
فإن كان من متعدٍّ إلى اثنين أو ثلاثة، رفع واحدا ونصب ما سواه.
وقد مثل المتعدي لاثنين بقوله:
كالمعطى كفافا يكتفي
فأل موصولة ومعطى صلتها، وهي مبتدأ ويكتفي خبره، وأول مفعولي المعطى ضمير أل وثانيهما كفافا، واستتر الأول؛ لنيابته عن الفاعل.
وقوله:
وقد يضاف ذا إلى مرتفع
معنى.......
1 فزيد: مبتدأ، ومضروب: خبره، وأبوه رفع بالنيابة.
يعني: أن اسم المفعول انفرد عن اسم الفاعل بأنه تصح إضافته إلى مرفوعه في المعنى؛ فتقول: "هذا مضروب العبد" بالرفع نيابة عن الفاعل، وبالجر لأنك "أسندت"1 المفعول إلى ضمير المبتدأ، وبالنصب أيضا على التشبيه بالمفعول به، وقد مثل بقوله:
كمحمود المقاصد الورع
أي: الورع محمود المقاصد، اسم المفعول من المتعدي إلى واحد يلحق بالصفة المشبهة في رفع السببي ونصبه وجره كما مثل.
1 أ، جـ، وفي ب "اسم".