المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصفة المشبهة باسم الفاعل: - توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك - جـ ٢

[ابن أم قاسم المرادي]

الفصل: ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل:

‌الصفة المشبهة باسم الفاعل:

صفة استحسن جر فاعل

معنى بها المشبهة اسم الفاعل

تتميز الصفة المشبهة عن اسم الفاعل باستحسان جر فاعلها بإضافتها إليه.

نحو "حسن الوجه" وذلك خلاف اسم الفاعل، فإنه "لا يصلح لذلك"1.

فإن قلت: يشعر قوله: "استحسن" بأن اسم الفاعل قد يضاف إلى فاعله، ولكنه ليس بمستحسن.

قلت: قال الشارح: إن ذلك "لا يسوغ"2 في اسم الفاعل إلا إن أمن اللبس، فقد "يجوز"3 على ضعف وقلة في الكلام نحو:"كاتب الأب" تريد: كاتب أبوه، انتهى. وليس على إطلاقه بل نقول: إذا قصد ثبوت اسم الفاعل، فإن كان من غير متعد عُومل معاملة الصفة المشبهة.

"وساغت"4 إضافته إلى ما هو فاعل في المعنى، فتقول:"زيد قائم الأب" -بالرفع والنصب والجر- على حد الحسن الوجه.

وإن كان من متعد بحرف جر فكذلك عند الأخفش، وصححه ابن عصفور بدليل قولهم:"هو حديث عهد بوجع" ونقل المنع عن الجمهور.

وإن كان من متعد إلى واحد فكذلك عند المصنف بشرط أمن اللبس وفاقا للفارسي، وذهب كثير إلى منعه، وفصّل قوم فقالوا: إن حذف مفعوله اقتصارا جاز وإلا فلا، وهو اختيار ابن عصفور وابن أبي الربيع والسماع يوافقه كقوله5:

1 ب، جـ، وفي أ "لا يصح كذلك".

2 أ، جـ، وفي ب "لا يصوغ".

3 أ، ب، وفي جـ "يحق".

4 أ، ب، وفي جـ "وصاغت".

5 قائله. لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

ص: 873

ما الراحم القلب ظلاما وإن ظُلما

وإن كان "متعديا"1 إلى أكثر من واحد لم يجز جعله كالصفة، قال بعضهم بغير خلاف.

فإن قلت: لِمَ قال: فاعل معنى؟

قلت: لأنه لا تضاف الصفة إليه إلا بعد إسنادها إلى ضمير الموصوف، فلم يبق فاعلا إلا من جهة المعنى.

= وتمامه:

ولا الكريم بمناع وإن حرما

اللغة: "ظلاما" على وزن فعال -بتشديد العين- مبالغة ظالم، "مناع" كذلك مبالغة مانع، ولكن المعنى هنا ليس بذي ظلم، وليس المراد به المبالغة، "ظلما" على صيغة المبني للمجهول، "حرما" على صيغة المبني للمجهول.

المعنى: أن من اتصف بالرحمة واستشعر قلبه الرأفة بالناس، لا يقسو عليهم وإن قسوا عليه، ولا يسيئهم وإن أساءوا إليه، وأن من اتصف بالكرم وامتلأت نفسه بمحبة البذل لا يمنع عن أحد رفده، وإن كان الناس لا يعاملونه هذه المعاملة.

الإعراب: "ما" نافية حجازية، "الراحم" اسم ما مرفوع بالضمة، "القلب" مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله، "ظلاما" خبر ما الحجازية منصوب بالفتحة الظاهرة، "وإن" الواو عاطفة على محذوف، وإن شرطية، "ظلما" فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم والألف للإطلاق، ونائبه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الراحم القلب، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، "ولا" الواو عاطفة ولا زائدة لتأكيد النفي، "الكريم" معطوف على اسم ما، "بمناع" معطوف على خبر ما، "وإن" الواو عاطفة، وإن شرطية، "حرما" فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط ونائبه ضمير مستتر، والألف للإطلاق، وجواب الشرط محذوف.

الشاهد فيه: "ما الراحم القلب"، فإن الراحم اسم فاعل أضيف إلى فاعله "القلب"، وإضافة اسم الفاعل إلى فاعله لا تجوز إلا إذا أمن اللبس وفاقا للفارسي.

وقال جماعة: إن حذف مفعوله اقتصارا جاز وإلا فلا، وفي البيت حذف مفعوله اقتصارا.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 346 / 2، وذكره السيوطي في الهمع 101/ 10.

1 أ، جـ.

ص: 874

وقوله: "المشبهة اسم فاعل" يجوز أن يكون مبتدأ وصفة خبره، وفي الكلام تقديم وتأخير، ويجوز أن يكون صفة مبتدأ، وإن كان نكرة لوصفه "والصفة المشبهة"1 خبره، والأول أظهر.

فإن قلت: ما وجه الشبه بينها، وبين اسم الفاعل؟

قلت: من أوجه، أحدها: أنها تدل على حدث، ومن قام به.

الثاني: أنها تؤنث وتذكر.

الثالث: أنها تثنى وتجمع، وكان حقها ألا تعمل عمل فعلها؛ لأنها لا تجري على المضارع، ولا هي معدولة عن الجاري عليه، إلا أنها عملت لمشابهتها اسم الفاعل فيما ذكر.

ثم اعلم أن بين اسم الفاعل والصفة المشبهة فروقا:

الأول: أن الصفة المشبهة لا تكون إلا من فعل لازم بخلاف اسم الفاعل، فإنه يصاغ من المتعدي واللازم.

وإلى هذا أشار بقوله: وصوغها من لازم.

الثاني: أنها لا تكون للماضي المنقطع ولا لما لم يقع ولا "توجد"2 إلا للحاضر، وهو الأصل في باب الوصف؛ لأنها لم توضع لإفادة معنى الحدوث بل لنسبة الحدث إلى الموصوف به على جهة الثبوت بخلاف اسم الفاعل، فإنه كالفعل في إفادة معنى الحدوث والصلاحية لاستعماله بمعنى الماضي والحال والاستقبال؛ ولذلك إذا قصد باسم الفاعل الثبوت عُومِل معاملة الصفة المشبهة كما سبق، وإذا قصد بالصفة الحدوث حُوِّلت إلى بناء اسم الفاعل كقوله3:

1 أ، جـ.

2 أ، ب، وفي ب "تؤخذ".

3 قائله هو أشجع السلمي من قصيدة حائية، وهو من الطويل.

اللغة: "رزء" -بضم الراء وسكون الزاي وفي آخره همزة- وهي المصيبة ويجمع على أرزاء، "جل" -بالجيم- عظيم وكثير، "بعد موتك" الخطاب لابن سعيد في أول القصيدة. =

ص: 875

وما أنا من رزء وإن جل جازع

ولا بسرور بعد موتك فارح

وإلى هذا أشار بقوله: "لحاضر".

تنبيه:

قد تقدم مما ذكرناه أن كونها للحال ليس شرطا في عملها، ولكن وضعها كذلك؛ لكونها دالة على الثبوت من ضرورته الحال، فعبارته هنا أجود من قوله في الكافية:

والاعتماد واقتضاء الحال

شرطان في تصحيح ذا الإعمال

الثالث: أنها غير جارية على المضارع بخلاف اسم الفاعل. نص على ذلك الزمخشري وغيره، وهو ظاهر كلام أبي علي في الإيضاح، ورده المصنف وقال في التسهيل: وموازنتها للمضارع قليلة إن كانت من ثلاثي، ولازمة إن كانت من غيره1.

ولذلك مثل هنا "بطاهر القلب" وهو جارٍ على المضارع، و"بجميل الظاهر" وهو غير جارٍ تنبيها على "مجيئه"2 بالوجهين.

مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق

ولا مغرب إلا له فيه مادح

الإعراب: "ما" نافية، "أنا" مبتدأ، "من رزء" جار ومجرور متعلق بجازع، "وإن" واصلة بما قبلها، "جل" فعل والفاعل ضمير مستتر يرجع إلى الرزء، وفي الحقيقة هو عطف على محذوف، تقديره: وما أنا جازع من رزء إن لم يجل وإن جل، "جازع" خبر المبتدأ، "ولا بسرور" متعلق بفارح، "بعد" ظرف، "موتك" مضاف إليه، وموت مضاف والكاف مضاف إليه، "فارح" خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: ولا أنا فارح بسرور بعد موتك.

الشاهد فيه: "فارح"، فإن الصفة المشبهة التي هي "فرح" حولت إلى فارح على صيغة اسم الفاعل؛ لإفادة معنى الحدوث في الزمن المستقبل، وإذا قصد باسم الفاعل الثبوت عومل معاملة الصفة المشبهة. وإذا قصد بالصفة المشبهة معنى الحدوث حولت إلى بناء اسم الفاعل.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم.

1 التسهيل ص139.

2 أ، جـ، وفي ب "مجيئها".

ص: 876

ومثالها من غير الثلاثي منطلق اللسان، ومطمئن القلب.

قلت: ولقائل أن يقول: إن ضامرا ومنطلقا ومنبسطا ونحوها مما جرى على المضارع أسماء فاعلين قصد بها الثبوت، فعوملت معاملة الصفة المشبهة، وليست بصفة مشبهة.

فإن قلت: قد رد ما ذهب إليه من قال: إنها لا تكون جارية بكونهم متفقين على أن "شاحطا" في قوله1:

من صديق أو أخي ثقة

أو عدو شاحط دارا

صفة مشبهة:

قلت: إن صح الاتفاق فهو محمول على أن حكمه حكم الصفة المشبهة؛ لأنه قصد به الثبوت كما تقدم؛ فلذلك أطلق عليه صفة مشبهة.

الرابع: أن معمولها لا يتقدم عليها؛ لضعفها بخلاف اسم الفاعل2.

الخامس: أن معمولها لا يكون إلا سببيا بخلاف اسم الفاعل، فإنه يعمل في السببي والأجنبي3.

والمراد بالسببي المتلبس بضمير صاحب الصفة لفظا، أو معنى.

1 قائله هو عدي بن زيد بن حمار التميمي، وهو من المديد.

اللغة: "شاحط" فاعل من الشحط، وهو البعد، وكذلك الشحوط، يقال: شحط يشحط شحطا وشحوطا ومشحطا، إذا بعد.

الإعراب: "من صديق" جار ومجرور متعلق ببيت قبله، "أو أخي" عطف عليه، "ثقة" مضاف إليه، "أو عدو" عطف على ما قبله، "شاحط" صفة للعدو، "دارا" مفعول لشاحط، وفيه ضمير مستتر فاعل.

الشاهد: "شاحط"، فإنه صفة مشبهة بالاتفاق مع أنه جارٍ على فعله.

وبهذا رد على من قال: إن الصفة المشبهة هي التي لا تجري على فعلها نحو: حسن وشديد، وممن قال ذلك أبو علي والزمخشري.

2 فلا تقول: "زيد الوجه حسن" كما تقول: "زيد عمرا ضارب".

3 فتقول: "زيد حسن وجهه" أو لا تعمل في أجنبي، فلا تقول:"زيد حسن عمرا"، واسم الفاعل يعمل في السببي والأجنبي نحو:"زيد ضارب علامه، وضارب عمرا".

ص: 877

وإلى هذين أشار بقوله:

وسبق ما تعمل فيه مجتنب

وكونه ذا سببية وجب

فإن قلت: قد ذكر في التسهيل أن معمول الصفة المشبهة يكون ضميرا بارزا متصلا1 كقوله2:

حسن الوجه طلقه أنت في السلم

وفي الحرب كالح مكفهر

ولا يطلق عليه سببي.

قلت: إنما احترز بالسببي عن الأجنبي فإنها لا تعمل فيه، وأما عملها في الموصوف فلا إشكال فيه.

وأما قوله:

وعمل اسم فاعل المعدى

لها...........

فيعني به أنها تنصب فاعلها في المعنى، كما ينصب اسم الفاعل مفعوله.

فإن قلت: كيف قال: وعمل اسم فاعل المعدى لها وبينهما فرق، وهو أن معمول اسم الفاعل مفعول به ومعمولها مشبه بالمفعول، فعملهما إذًا مختلف؟

1 التسهيل ص139.

2 قائله: لم أقف على اسم قائله، وهو من الخفيف.

اللغة: "طلقه" طلق الوجه أي: غير عبوس، "مكفهر" عابس.

المعنى: يمدح مخاطبه بأنه في وقت السلم مشرق الوجه كريم معطاء، وبأنه في وقت الحرب وعند مقارعة الأبطال مقطب الوجه عابس.

الإعراب: "حسن" خبر مقدم، "الوجه" مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، "طلقه" خبر ثانٍ، والضمير مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، "أنت" مبتدأ مؤخر مبني على الفتح في محل رفع، "في السلم" متعلق بمحذوف حال، "وفي الحرب" جار ومجرور معطوف على المجرور قبله، "كالح" معطوف على الخبر السابق، "مكفهر" يجوز أن يكون تأكيدا لفظيا لكالح، ويجوز أن يكون معطوفا بعاطف مقدر على كالح، أو خبرا لمبتدأ محذوف.

الشاهد فيه: "طلقه" حيث عملت الصفة المشبهة وهي "طلق" في الضمير البارز المتصل.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 356/ 2، والمكودي ص105.

ص: 878

قلت: هو متحدّ صورة وهو المراد بقوله: على الحد الذي قد حُدَّا، يعني: أن عملها مشروط بالاعتماد، كما شرط ذلك في اسم الفاعل.

فإن قلت: لِمَ أخر قوله: "وسبق ما تعمل فيه

البيت" عن قوله:

وعمل اسم فاعل المعدى؟

وكان ينبغي العكس؛ لأن ذلك من تتمة الفروع.

قلت: بيان شرط معمولها من "توابع عملها"1؛ فلذلك أخره عنه.

وقوله:

فارفع بها وانصب وجر مع أل

الرفع على الفاعلية2 والنصب على التشبيه بالمفعول به في المعرفة، وعلى التمييز في النكرة، وقيل: يجوز فيه أيضا التشبيه، وأجاز بعض البصريين كون المقرون بأل والمضاف إلى المقرون بها تمييزا وهي نزعة كوفية والجر على الإضافة، وهل هي من نصب أو رفع؟ قولان.

وظاهر كلام المصنف أنها من رفع وإليه ذهب السهيلي، وذهب الشلوبين وأكثر أصحابنا كابن عصفور إلى أنها من المنصوب.

وقوله: "ودون أل".

يعني: أن الصفة المشبهة تعمل الرفع والنصب والجر في السببي مقرونة بأل، ومجردة منها.

ثم قسّم معمولها إلى ثلاثة أقسام:

الأول: معرف بأل، وإليه أشار بقوله:"مصحوب أل".

والثاني: المضاف، وهو المراد بقوله:"وما اتصل بها مضافا".

أي: وما اتصل بالصفة، ولم ينفصل عنها بأل.

والثالث: المجرد من أل والإضافة.

1 أ، جـ، وفي ب "توابع بيان عملها".

2 وقال الفارسي: أو على الإبدال من ضمير مستتر في الصفة.

ص: 879

ثم اعلم أن المضاف أنواع:

الأول: مضاف إلى ضمير الموصوف.

الثاني: مضاف "إلى مضاف" إلى ضميره.

والثالث: مضاف إلى المعرف بأل.

والرابع: مضاف إلى المجرد.

والخامس: مضاف إلى ضمير مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف.

ذكره في التسهيل1 ويحتاج إلى سماع.

والسادس: مضاف إلى ضمير معمول صفة أخرى، ذكره في شرح التسهيل.

والسابع: مضاف إلى موصول.

والثامن: مضاف إلى موصوف يشبهه.

والمجرد من أل والإضافة يشمل ثلاثة أنواع: الموصول والموصوف وما سواهما، فجملة أنواع معمولها السببي أحد عشر نوعا وهذه أمثلتها على الترتيب:

مثال مصحوب أل "الحسن الوجه"، ومثال المضاف إلى ضمير الموصوف "الحسن وجهه"، ومثال المضاف إلى المضاف إلى ضميره "الحسن وجه أبيه".

ومثال المضاف إلى المجرد "الحسن وجه أب".

ومثال المضاف إلى ضمير مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف "مررت بامرأة حسن وجه جاريتها جميلة أنفه" فالأنف مضاف إلى ضمير الوجه والوجه مضاف إلى جارية والجارية مضاف إلى ضمير الموصوف.

1 التسهيل ص139.

ص: 880

ومثال المضاف إلى ضمير معمول صفة أخرى "مررت برجلٍ حسن الوجنة جميلٍ خالها" وهو تركيب نادر. وشاهده قول الشاعر1:

سبتني الفتاة البضة المتجرد الـ

لطيفة كشحه وما خلت أن أسبى

ومثال المضاف إلى الموصول قوله2:

1 قائله: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.

اللغة: "البضة" -بفتح الباء وتشديد الضاد- أدماء أو بيضاء، "المتجرد" -بضم الميم وفتح التاء والجيم- بمعنى التجرد والعرية، "كشحه" -بفتح الكاف وسكون الشين- ما بين الخاصرة إلى الضلع من الخلف، "أسبى" من السبي وهو الأسر.

المعنى: يصف أنه وقع في أسر فتاة بضة الجسم جميلة المتعرى، وأنها تملكت بمحاسنها قلبه، واستولت بمفاتنها على لُبّه، وأنه ما كان يحسب أن يحدث له ذلك؛ لجلادته وقوة أسره.

الإعراب: "سبتني" فعل ماض والتاء للتأنيث والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به، "الفتاة" فاعل، "البضة" صفة للفتاة، "المتجرد" مضاف إليه، "اللطيفة" صفة ثانية للفتاة، "كشحه" مضاف إليه على رواية الجر، والهاء مضاف إليه، ويروى بالرفع على أنه فاعل باللطيفة، "وما" الواو للحال وما نافية، "خلت" فعل وفاعل، "أن" مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن، "أسبى" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ونائب فاعله ضمير مستتر، والجملة في محل رفع خبر أن، وأن وما دخلت عليه سدت مسد مفعولي خال.

الشاهد فيه: "البضة المتجرد اللطيفة كشحه"، فإن الكشح مضاف إلى الضمير المتجرد المضاف إليه البضة.

مواضعه: ذكره الأشموني في شرحه 357/ 2.

2 قائله: الفرزدق، وهو من البسيط.

اللغة: "فعجتها" عجت الناقة: إذا عطفت رأسها بالزمام، "قبل الأخيار" -بكسر القاف وفتح الباء- نحوهم وجهتهم، والأخيار جمع: خيّر بالتشديد، "الطيبي" أصله: الطيبين، سقطت النون لأجل الإضافة، وهو جمع طيب، "التاثث" من الالتياث وهو الاختلاط والالتفاف، "الأزر" جمع إزار، وهذا كناية عن وصفهم بالعفة.

الإعراب: "فعجتها" الفاء عاطفة، عاج فعل ماض والتاء فاعل وضمير الغائبة مفعول به، "قبل" ظرف مكان متعلق بعاج، "الأخيار" مضاف إليه، "منزلة" تمييز منصوب بالفتحة =

ص: 881

فعجتها قِبَل الأخيار منزلة

والطيبي كل ما التاثت به الأزر

ومثال المضاف إلى الموصوف "رأيت رجلا حديدا سنان رمح يطعن به".

ومثال الموصول قوله1:

وثيرات ما التفّتْ عليه المآزر

= و"الطيبي" الواو عاطفة، الطيبي معطوف على الأخيار مجرور بالياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، "كل" مضاف إليه، "ما" اسم موصول مضاف إليه، "التاثت" التاث فعل ماض والتاء للتأنيث، "به" متعلق بالتاث، "الأزر" فاعل التاث، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

الشاهد فيه: "والطيبي كل ما التاثت"، فالطيبي صفة مشبهة مضافة إلى كل الذي هو مضاف إلى موصول، أي: إن معمول الصفة المشبهة التي هي "الطيبي" اسم مضاف إلى الاسم الموصول.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 357/ 2، والمكودي ص103.

1 قائله: هو عمر بن أبي ربيعة، وهو من الطويل، وصدره:

أسيلات أبدان دقاق خصورها

......................

اللغة: "أسيلات" جمع أسيلة وهي الطويلة، "دقاق" -بكسر الدال- جمع دقيق، "خصور" جمع خصر، "وثيرات" جمع وثيرة -بفتح الواو وكسر الثاء- والوثير: الفراش الوطيء، وأراد به هنا: وطيئات الأرداف والأعجاز.

الإعراب: "أسيلات" خبر مبتدأ محذوف، هن أسيلات، "أبدان" مضاف إليه، "دقاق" خبر بعد خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف، "خصورها" فاعل والهاء مضاف إليه، ويجوز أن يكون دقاق خبرا مقدما وخصورها مبتدأ مؤخرا، "وثيرات" خبر ثالث، "ما" اسم موصول مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، "التفت" فعل ماض والتاء للتأنيث، "عليه" متعلق بالتفت، "المآزر" فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد هو الضمير المجرور محلا بعلى.

الشاهد فيه: "وثيرات ما التفت"، فإن "وثيرات" صفة مشبهة أضيفت إلى الموصول من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 357/ 2.

ص: 882

ومثال الموصوف قوله1:

أزور امرأ جما نوال أعده

لمن أَمَّهُ مستكفيا أزمة الدهر

وهذان القسمان غريبان:

ومثال المجرد غيرهما "الحسن وجه".

إذا تقرر هذا، فاعلم أن الصفة تعمل في السببي الرفع والنصب والجر مع أل ودون أل، فلها ستة أحوال. وكل منها على أحد عشر تقديرا في المعمول فهذه ست وستون صورة كلها جائزة إلا ما لزم منها إضافة ما فيه أل إلى الخالي من أل، ومن إضافة إلى المعرف بها أو إلى ضمير المعرف بها فيمتنع "الحسن وجهه" و"الحسن وجه أبيه" و"الحسن وجه أب" و"الحسن وجه" ونحوها.

ويجوز نحو: "الحسن الوجه"؛ لأنه معرف بأل، و"الحسن وجه الأب"؛ لأنه مضاف إلي المعرف بها، و"الكريم الآباء الغامر جودهم"؛ لأن جودا مضاف إلى ضمير المقرون بها، ذكره في التسهيل2.

1 قائله: لم أقف على قائله، وهو من الطويل.

اللغة: "جما" -بالجيم وتشديد الميم- عظيما، "نوال" -بفتح النون- العطاء، "لمن أمه" قصده، "أزمة الدهر" شدته.

الإعراب: "أزور" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر، "امرأ" مفعول به، "جما" صفة لامرئ، "نوال" فاعل بجم، "أعده" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر وضمير الغائب مفعول به والجملة صفة لنوال، "لمن" اللام حرف جر ومن اسم موصول والجار والمجرور متعلق بأعد، "أمه" أم فعل ماض وفاعله ضمير مستتر وضمير الغائب مفعول والجملة لا محل لها صلة الموصول، "مستكفيا" حال من الضمير المستتر في أم، وفيه ضمير مستتر فاعل، "أزمة" مفعول به لمستكف، "الدهر" مضاف إليه.

الشاهد فيه: "جما نوال أعده" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "جما" نكرة موصوفة بجملة، وهذه النكرة المعمولة للصفة المشبهة هي "نوال" وصفتها هي جملة "أعده".

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 357/ 2.

2 التسهيل ص140.

ص: 883

وإلى هذا أشار بقوله: ولا تجرُرْ بها، أي: الصفة، سُما1.

مع أل سما من أل خلا.

أي: اسما خلا من أل "ومن إضافة لتاليها".

وقوله:

.......... وما

لم يخل فهو بالجواز وسما

يعني: وما لم يخل من أل ومن إضافة لتاليها، فهو موسوم بالجواز.

فإن قلت: كان ينبغي أن يقول: أو من إضافة لمضمر المعرف بها، كما ذكره في التسهيل.

قلت: إنما "تركه"2 هنا؛ لأنه تركيب نادر كما مر.

تنبيهان:

الأول: لم يتعرض المصنف لبيان أقسام الجائز، وهو ينقسم إلى قبيح وحسن ومتوسط.

فالقبيح: ما عري عن الضمير، والحسن: ما كان فيه ضمير واحد، والمتوسط: ما تكرر فيه الضمير، إلا ما تقدم امتناعه، وقد بسطته في غير هذا المختصر3.

الثاني: ما ذكره من الحكم إنما هو النسبي، وقد تقدم أن معمول الصفة يكون ضميرا وعملها فيه جر بالإضافة إن باشرته وخلت من أل نحو:"مررت برجل حسن الوجهِ جميلِهِ"، ونصب إن فُصلت أو قُرنت بأل، فالمفصولة نحو:"قريش بخباء الناس ذرية وكرامُهُموها".

والمقرونة بأل نحو: "زيد الحسنُ الوجهِ الجميله".

1 أي: اسما.

2 ب، جـ، وفي أ "ذكره".

3 راجع الأشموني 358/ 2.

ص: 884