الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(من أحكام الزكاة)
244 -
* أوجبَ اللهُ سبحانَهُ على المؤمنينَ الصدقةَ أمامَ مناجاةَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وأسقطَ هذا الفرص عَمَّنْ لم يجدْ، فقال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المجادلة: 12].
ثم نُسِخَ (1) الوجوبُ عن الموسرين بقوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [المجادلة: 13].
فقيل: نزلتْ حينَ غَلَبَ أهلُ الجدَةِ الفُقراءَ على مُجالسةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومُناجاتِه، فكرهَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم ذلك (2).
(1) انظر: "الناسخ والمنسوخ"(ص: 47 - 48)، و"الناسخ والمنسوخ" (ص: 35)، و"المصلى بأكف أهل الرسوخ" (ص: 55)، و"ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه" (ص: 52)، و"قلائد المرجان" (ص: 165).
(2)
انظر: "تفسير الواحدي"(2/ 1077).
وقيل: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُؤْذى بكثرةِ النَّجْوى؛ وكانَ الشيطانُ يوسوسُ في أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولُ: يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمر كذا مما يَغُمُ المسلمين ذلك، وهو قوله:{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة: 10] فأمر اللهُ سبحانَه أَلَّا يناجيَ أحدٌ النبي صلى الله عليه وسلم حتى يُقَدّمَ صَدَقَةً، فتوقَّفَ الناسُ عن النَّجْوى، ثم شَقَّ ذلك عليهم، فنسخَهُ اللهُ سبحانه وتعالى بقوله:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] الآية (1).
قيل: وهذا مما نُسِخَ قبل العملِ به (2).
وقيل: إن عَلِيًّا -رضيَ اللهُ تَعالى عنه - عملَ به.
وروى ليثٌ عن مجاهدٍ قال: قالَ عَلِيُّ -رضيَ اللهُ تَعالى عنه -: إنَّ في كتابِ اللهِ لآيةً ما عملَ بها أحدٌ قَبْلي، ولا يعملُ بها أحدٌ بعدي، كان لي دينارٌ، فصرفته، فكنتُ إذا ناجيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تصدَّقْتُ بدرهمٍ حَتَّى نَفِدَ، ثم نُسِخَتْ (3).
* * *
(1) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (5/ 315).
(2)
انظر: "الناسخ والمنسوخ" للقاسم بن سلام (ص: 410)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (8/ 235).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(32125). وانظر: "تخريج الأحاديث والآثار" للزيلعي (3/ 430)، و"تفسير ابن كثير"(4/ 327).