الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة عشرين وأربعمائة
فيها كانت فتنة بمصر بين المغاربة والأتراك، قتل فيها جماعة، وكان الظفر للأتراك؛ ثم استظهرت المغاربة بمعاونة العامة لهم، فقتلوا عدة كثيرة من الأتراك، وأخرجوا من بقي منهم عن مصر. وكان خبط عظيم، فأخرج الظاهر رأسه من المنظرة وأشار إلى الناس، فقبلوا الأرض؛ ثم بعث إليهم بالصلح، فمشى الدعاة بينهم حتى اصطلحوا.
وفيه بعث المعز بن المنصور بن بلكين بن زيرى هدية فيها عشرون جارية لم ير كحسنهن، وعى نهودهن حقاق الفضة؛ وثلاثة أفراس، فيها كميت بسرج ذهب زنته قنطار ذهب، وأشقر بسرج لؤلؤ، وأدهم بسرج فضة زنتها قنطار؛ وثلاثة آلاف منا زعفراناً؛ وخمسون درقة بأغشية ديباج، واثنا عشر صقلبيا؛ وعشرون خادما سوداً؛ وألف وخمسمائة ثوب خز وأربعمائة غفارة؛ ورماح كثيرة جدا؛ وألف قنطار شمعاً؛ وثياب سوسية وصقلية؛ وعمائم عدة ألوف. فجلس الظاهر في الإيوان على السرير الذهب، وقرئ عليه كتابه، وعرضت هديته في يوم الأحد
ثامن شوال. وبعث إليه بهدية من دق تنيس ودمياط وطرائف الهند واليمن، وزرافة، وبختاً خراسانية تحمل قباباً فيها جواري، وأشياء عظيمة.
وفيها جهز الظاهر أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري لقتال صالح بن مرداس؛ فالتقيا بالأقحوانة من عمل طبرية على نهر الأردن، واقتتلا أشد قتال؛ فقتل صالح وولده الأصغر في جمادى الأولى من سنة عشرين هذه، وحمل رأساهما إلى القاهرة. ونجا شبل الدولة أبو كامل نصر بن صالح، وأخوه أبو علوان عز الدولة ثمال إلى حلب، فملكاها شركة بينهما. فكانت مدة ملك صالح لحلب أربع سنين وأشهرا.