الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في ماله. فلما كان في شهر رمضان، سنة اثنتين وتسعين، قدم من جهة الحاكم داع يقال له ختكين الملقب بالضيف إلى دمشق، فبرز ابن فلاح وأقام بظاهر دمشق. فأراد الضيف أن ينقص الجند من أرزاقهم، فشغبوا وساروا يريدون ابن عبدون النصراني، وكان على تدبير المال وعطاء الأرزاق، فمنعهم الضيف وأغلظ في القول لهم، وكان قليل المداراة، فرجعوا إليه وقتلوه، وانتهبوا دور الكتاب والكنائس. وتحالف المغاربة والمشارقة من العسكر على أن يكونوا يداً واحدة في طلب الأرزاق، وأنهم يمتنعون ممن يطالبهم بما فعلوه؛ وحلف لهم علي بن جعفر بن فلاح أنه معهم على ما اجتمعوا عليه. فبلغ ذلك الحاكم فقال: هذا قد عمى. فبعث يعزله عن دمشق، فسار عنها في يسير من أصحابه؛ وذلك في شوال منها. وتأخر العسكر بدمشق، فقدم إليها تموصلت بن بكار من قبل الحاكم، فلم يزل عليها إلى أن ولي مفلح اللحياني دمشق في ذي الحجة
سنة ثلاث وتسعين
. وكان خادما وفي وجهه شعر، فسار إليها.
سنة ثلاث وتسعين
وفيها قتل أبو علي الحسن بن عسلوج في المحرم وأحرق.
وقتل علي بن عمر بن العداس في شعبان وأحرق.
وقتل الأستاذ أبو الفضل زيدان، صاحب المظلة لعشر بقين من ذي الحجة؛ ضرب عنقه.
وفيها استأذن عبد الأعلى بن الأمير هاشم بن المنصور أن يخرج إلى بعض ضياعه، فأذن له الحاكم؛ فخرج بجماعة من ندمائه؛ فبعث الحاكم عينا يأتيه بخبرهم، فصاروا إلى متنزههم فأكلوا وشربوا، وجرى من حديثهم أن قال أحد أولاد المغازلي المنجم لابن هاشم: لا بد لك من الخلافة، فأنت إمام العصر. فلما عادوا ودخل ابن هاشم على الحاكم وجلس أخرج الحاكم من تحت فراشه سيفا مجردا وضربه به، فحمل من داره وكتب يعتذر عن ذنبه إن كان قيل عنه، ويحلف ويذكر أن ضربته سالمة، ويسأل الإذن في طبيب يعالجه؛ فأجيب إلى ذلك.
فلما أفاق استأذن في الدخول إلى الحمام، فأذن له؛ فبعث الحاكم إلى الحمام من ذبحه فيه وأتاه برأسه. وبعث إلى من حضر المجلس فقتلوا وأحرقوا بالنار، وفيهم أولاد المغازلي وابن خريطة وأولاد أبي الفضل بن الفرات وفتيان من كتامة. وتتابع القتل في الناس من الجند والرعية بضروب مختلفة.