الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وعشرين وأربعمائة
فيها كثر الفأر بأراضي مصر وأكل زروعاً كثيرة. وفيها كثر الوباء بمصر.
وفيها قتل الدزبري شبل الدولة ثمال بن صالح بن مرداس، في شعبان، وملك حلب، وبعث إلى الظاهر بهدايا جليلة.
سنة سبع وعشرين وأربعمائة
فيها انعقدت الهدنة بين الظاهر وبين ميخائيل ملك الروم عشر سنين متوالية.
وفيها توفي الظاهر عن استسقاء طال به من نيف وعشرين سنة، في يوم الأحد النصف من شعبان؛ فكانت مدته خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما. وكانت أيامه كلها سكونا ولينا، وهو مشغول بملاذه ونزهه وسماع المغنى، وأمور الدولة بيد عمته السيدة العزيز ست الملك، وهي التي عدلت بالخلافة إليه عن ولي العهد أبي هاشم العباس بن دواد ابن عبيد الله المهدي، وجيء بأبي هاشم فبايع والسيف على رأسه، ثم جلس فكان آخر
العهد به. وكان يشار بالخلافة إلى عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي، فأدخل عليه الشهود وهو يتشحط في دمه، فأشهد أنه فعل ذلك بنفسه، ثم قضى نحبه. وأقامت سيدة الملك سيف الدين الحسين بن دواس والوزير عمار بن محمد في تدبير الدولة عن رأيها، حتى قتلت ابن دواس، فانفرد عمار بالأمور إلى أن رتبت له في دهليز القصر من قتله. فتحدث حسن بن موسى الكاتب، والأمر لست الملك، ولسانها ويدها أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي. فلما ماتت السيدة ست الملك استقل الجرجرائي بالتدبير.