الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[539] باب الرد على قول الحنفية بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص
سؤال: مادام تكلمنا عن العقيدة وعقيدة المذاهب لو نلقي الضوء على عقيدة أبي حنيفة.
الشيخ: أبو حنيفة أولاً: ليس له عقيدة مسطورة
ثانياً: له كتاب ينسب إليه اسمه الفقه الأكبر، وأبو حنيفه باعتبار تقدمه في الطبقة لأنه كان من أهل القرن الثاني توفي سنة (150) للهجرة، فهو لم يترك كتابا لكن ترك تلامذة، هذا الكتاب المنسوب إليه الفقه الأكبر الحقيقة يمثل ما عليه المنتسبون إلى أبي حنيفة رحمه الله تعالى، أبو حنيفة فيما يتعلق بالإيمان هو رأيه كما قلنا لا يزيد ولا ينقص وهاي عقيدة كل الأحناف من أول الزمان إلى اليوم وهاي من مشاكل الجمود على التقليد خاصة بالعقيدة، ومن عجائبهم أنهم يقولون في كتب العقيدة أن التقليد في العقيدة لا يجوز، مع ذلك بتشوف الماتريدية ماتريدية والأشاعرة أشاعرة على مُضِيّ القرون كلها، وأين ما بيجوز التقليد في العقيدة وأنتم جامدين على هذا التقليد، فأتباع أبي حنيفة إذا صح لنا ولا نجد سبيلا إلا إلى ذلك أن نقول إنهم يمثلون عقيدة أبي حنيفة، فأبو حنيفة يقولٌ بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأتباعهم معه في هذا وينقلونه عنه بدون أي خلاف، بينما في مسائل فقهية ينقلون عن الإمام بعض الأقوال المتعارضة المتناقضة في المسألة الواحدة، هذا لا عجب [فيه]؛ لأن الإمام يجتهد برأيه ثم يبدو له رأي آخر، ما فيه مانع أبدا، لكن ما أحد منهم نقل عن أبي حنيفة مشياً مع نص القرآن في أكثر من آية {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (الأحزاب:22).
فالإيمان يزيد بنص القرآن في أكثر من آية في القرآن الكريم، ما نقلوا ولا رواية عن أبي حنيفة ولو ضعيفة أن الإيمان يزيد وينقص وانه زيادته الطاعة
ونقصانه المعصية
مداخلة: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (محمد:17).
الشيخ: فيه آيات كثيرة، فيه آيات كثيرة
مداخلة: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2).
الشيخ: الشاهد: في الفقه الأكبر ناقلين عبارة تلتقي .. مع عقيدة أهل السنة فيما يتعلق بالعلو لله عز وجل فقالوا بأن أبا حنيفة قال: من اعتقد بأن الله ليس في السماء فقد كفر، هذه العقيدة موجودة عند بعض الماتريدية مش كلهم، وإلا الماتريدية مثل الأشاعرة في موضوع صفة العلو للعلي الأعلى فهم يعتقدون أن الله في كل مكان مع الأسف الشديد، لكن أبا حنيفة في هذه الكلمة التي رووها عنه فهو مع الكتاب والسنة ومع أهل السنة والحديث، وأَكَّد ذلك بعض أتباعه في القرن السادس، فيه رجل منهم له قصيدة تسمى بقصيدة «بدء الأمالي»:
يقول العبد في بدء الأمالي
…
بتوحيد -ما دري إيه- بذي الجلال
قديما كنت حفظتها وبعدين ذهبت مع الإهمال والنسيان، بالجملة بيقول
بيت الشاعر:
ورب العرش فوق العرش لكن
…
بلا وصف التمكن واتصال
هاي عقيدة أهل السنة وهي معنى كلام أبو حنيفة " من اعتقد بأن الله ليس في السماء فقد كفر " لأنه خالف الكتاب والسنة.
في الجملة أبو حنيفة والأئمة الأربعة هم على الخط السلفي، إلا لابد يعني كل واحد له زلة، لكن الأتباع هم في واد والأئمة أنفسهم في واد.
"الهدى والنور"(52/ 34: 07: 00)