الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا (1) ونحو قوله: ) - أى: قول أبى العتاهية-: علمت يا مجاشع بن مسعده (أن الشباب والفراغ والجده)(2) أى:
الاستغناء (مفسدة) أى: داعية إلى الفساد (للمرء أى مفسدة).
[التفريق]:
(ومنه) أى: ومن المعنوى (التفريق؛ وهو إيقاع تباين بين أمرين من نوع
===
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها
…
شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر (3)
والمراد بالحكم المحكوم به ولو فى المعنى
(قوله: المال والبنون زينة الحياة الدنيا) أى:
يتزين بها الإنسان فى الدنيا وتذهب عن قريب، فقد جمع المال والبنون فى حكم وهو زينة الدنيا
(قوله: أبى العتاهية) بوزن كراهية لقب لأبى إسحق إسماعيل بن القاسم بن سويد، وقولهم: اللقب لا يصدر بأب أو أم محله ما لم يشعر بمدح أو ذم كما فى أبو الشيخ وأبو لهب
(قوله: علمت يا مجاشع بن مسعده) هذا الشعر من مشطور الرجز
(قوله: إن الشباب) بكسر الهمزة على الحكاية فالبيت من الأشعار المشهورة التى ضمنها أبو العتاهية، يعنى قد علمت هذا البيت المشهور ويجوز فتحها
(قوله: والفراغ) أى: الخلو من الشواغل المانعة من اتباع الهوى، والشباب حداثة السن مصدر شب الغلام يشب شبابا
(قوله: أى الاستغناء) تفسير للجدة يقال وجد فى المال وجدا بكسر الواو ووجدا بفتحها ووجدا بضمها وجدة أى:
استغنى، فللفعل المذكور أربعة مصادر ثبوت الواو مثلثة والرابع حذفها وتعويض الهاء عنها كعدة
(قوله: مفسدة للمرء أى مفسدة) أى: مفسدة له مفسدة عظيمة، والمفسدة: الأمر الذى يدعو صاحبه للفساد، عبر عنه بالمفسدة مبالغة، والشاهد أنه قد جمع بين الشباب والفراغ والجدة فى حكم وهو كونها مفسدة للمرء.
[التفريق]:
(قوله: إيقاع تباين إلخ) ليس المراد التباين المصطلح عليه بل المراد المعنى اللغوى،
(1) الكهف: 46.
(2)
الرمز لأبى العتاهية وهو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد. وهو من قصيدة تسمى أرجوزة ذات الأمثال.
(3)
أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص 79، والأغانى ص 80 فى ترجمة محمد بن وهيب، وهو فى شرح عقود الجمان ص 197 ومنسوب لأبى تمام.