الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فغيّره إلى طريقة الغيبة ليدخل فى المقصود.
(وربما سمّى تضمين البيت فما زاد) على البيت (استعانة وتضمين المصراع فما دونه إيداعا) كأنه أودع شعره شيئا قليلا من شعر الغير (ورفوا) كأنه رفا خرق شعره بشىء من شعر الغير.
[العقد]:
(وأما العقد فهو أن ينظم نثر) قرآنا كان أو حديثا أو مثلا أو غير ذلك (لا على طريق الاقتباس) يعنى إن كان النثر قرآنا أو حديثا فنظمه إنما يكون عقدا
===
الحرب، أو أنه متى يضع لثامه بالعمامة يعرفوه لشهرته بخلاف الأول فإن مراده التهكم بالمحدث عنه
(قوله: فغيره) أى: الشاعر الأول إلى طريقة الغيبة
(قوله: ليدخل فى المقصود) أى: لينتظم بمقصوده ويناسبه وهو كون من نسب إليه ما ذكر على وجه التهكم متحدثا عنه لا متحدثا عن نفسه كما فى الأصل
(قوله: فما زاد على البيت) أى: كتضمين بيتين أو ثلاثة
(قوله: استعانة) أى: لأنه لكثرته كأن الشاعر استعان به وتقوى على تمام المراد بخلاف ما هو دون البيت ورب فى كلام المصنف على أصلها وهو التقليل
(قوله: فما دونه) أى: كنصفه
(قوله: كأنه) أى: لأنه أى الشاعر
(قوله: ورفوا) أى: إصلاحا؛ لأن رفو الثوب: إصلاح خرقه، فكأن الشاعر لقلة المصراع وما دونه أصلح به خرق شعره أى: خلله كما يرفأ الثوب بالخيط الذى هو من جنسه.
[العقد]:
(قوله: أو غير ذلك) أى: بأن كان مثلا أو حكمة من الحكم المشهورة
(قوله: لا على طريق الاقتباس) قد تقدم أن النظم الذى يكون من القرآن والحديث على طريق الاقتباس هو أن ينظم أحدهما، لا على أنه من القرآن أو من الحديث بلا تغيير كثير، فإذا نظم أحدهما مع التغيير الكثير خرج عن الاقتباس ودخل فى العقد، وكذلك إذا نظم مع التنبيه على أنه من القرآن أو من الحديث، كأن يقال: قال الله كذا، وقال النبى كذا، فإنه يخرج بذلك أيضا عن الاقتباس ويدخل فى العقد، فتحصل أن نظم غير القرآن والحديث عقد بلا قيد، إذ لا دخل فيه للاقتباس؛ لأنه إنما يكون فى القرآن والحديث، ونظم القرآن
إذا غير تغييرا كثيرا أو أشير إلى أنه من القرآن أو الحديث وإن كان غير القرآن والحديث فنظمه عقد كيفما كان إذ لا دخل فيه للاقتباس كقوله:
ما بال من أوّله نطفة
…
وجيفة آخره يفخر (1)
الجملة أى ما باله مفتخرا (عقد قول على- رضى الله عنه- ما لابن آدم
===
والحديث إنما يكون عقدا إن نبه على أنه من القرآن أو الحديث أو غير تغييرا كثيرا، وإلا كان نظمها اقتباسا وإلى ذلك كله أشار الشارح بقوله يعنى إن كان النثر أى: الذى يراد نظمه قرآنا أو حديثا إلخ، فالنثر فى قول المصنف أن ينظم نثر شامل للقرآن والحديث وغيرهما (وقوله: لا على طريق الاقتباس) قيد فى القرآن والحديث فقط؛ لأن الاقتباس لا يكون إلا فيهما
(قوله: إذا غير تغييرا كثيرا) لأنه لا يغتفر فى الاقتباس من التغيير إلا اليسير كما مر، فهذا القيد يفهم من قوله: لا على طريق الاقتباس
(قوله: أو أشير) أى:
سواء كان غير تغييرا يسيرا، أو لم يغير أصلا
(قوله: كيفما كان) أى: سواء غير تغييرا يسيرا أو كثيرا، أو لم يغير قال: قال فلان كذا أو لا.
(قوله: كقوله) أى: الشاعر وهو أبو العتاهية من قصيدة من السريع
(قوله: يفخر) بفتح الخاء؛ لأنه من باب نفع وقبل البيت:
عجبت للإنسان فى فخره
…
وهو غدا فى قبره يقبر
وبعد البيت:
أصبح لا يملك تقديم ما
…
يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر إلى غيره
…
فى كلّ ما يقضى وما يقدر
(قوله: الجملة حال) أى: جملة يفخر حال من من، وصح مجىء الحال من المضاف إليه لصلاحية المضاف للسقوط، والعامل ما تضمنه ما، والتقدير أسأل عمن أول نطفة فى حال كونه مفتخرا
(قوله: عقد قول على إلخ) أى: فهو عقد لما ليس بقرآن ولا حديث، بل عقد لحكمة ومثال عقد القرآن قول بعضهم:
(1) لأبي العتاهية فى عقود الجمان 2/ 191، والإشارات 319.