الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدِّمة
وتشتمل على أربع نقاط:
الأولى:
بواعث ودواعي اختياري للكتاب لتحقيقه
.
الثَّانية: منهج الدِّراسة والتَّحقيق.
الثالثة: خطة البحث.
الرابعة: روايتي للكتاب عن المؤلف.
* * *
بواعث ودواعي اختياري للكتاب لتحقيقه
لا شك أنَّ الإنسان لا يُقدم على عملٍ ما إلَّا بنيَّة تدفعه للقيام به، وهو ما يُسمَّى اليوم بـ (البواعث والدَّوافع)، وقد دفعني للقيام بتسجيل هذا الكتاب في رسالة الماجستير لتحقيقه والعناية به عدة أمور:
1 -
مكانة علم الحديث:
فإنَّ علم الحديث -كما هو معلوم للقاصي والدَّاني-، من أشرف العلوم وأجلِّها، وهو إنما يشوف لاتِّصاله بشخص رسول صلى الله عليه وسلم، إذ هو نقل لأقواله، وأفعاله، وتقريراته عليه الصلاة والسلام. والكتاب الذي قمتُ بتحقيقه والعناية به من هذا النوع الشَّريف من العلم، فهو نقل لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية معينة، وهي جمع ما رُوي في مناقب أهل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مع عناية المؤلف بها، ترتيبًا، وتبويبًا، وشرحًا، وتصحيحًا وتضعيفًا.
2 -
قيمة الكتاب العلمية:
ومما جعلني أُقْدِم على تسجيل هذا الموضوع، أنَّ الكتاب له قيمة علمية، فهو يناقش قضية مهمة، تتعلَّق بـ (أهل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم)، وهي متَّصلة اتِّصالًا مباشرًا بعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة.
فلقد انقسم الناس تجاه أهل الميت إلى طرفين وواسطة (غُلاة وجُفاة بينهما واسطة)، أمَّا الغُلاة فهم الرَّوافض، وأمَّا الجُفاة فهم النَّواصب الذين ناصبوا آل البيت العداء، وأمَّا الواسطة فهم أهل السُّنَّة والجماعة، والحمد لله.
فمن خلال دراسة الكتاب سيتَّضح للمسلم الموقف الصَّحيح، والمنهج الحقُّ الذي يجب أن يقفه تجاه أهل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ومما يجعل الحاجة ملحَّة لتحقيق الكتاب وخدمته، أنَّ مذهب الرَّافضة -وهم من أعظم الغُلاة في أهل البيت- أصبح الآن مذهبًا سياسيًّا له ثِقَلُهُ في العالم، كما أنَّ له دعاته وأتباعه ومنظِّريه، فكان الواجب مجابهة هذا المدِّ الشِّيعي المحموم، وبيان الحقِّ في هذه القضية، ولو بجهد المقلِّ بإخراج هذا الكتاب، وسد حاجة المكتبة الإِسلامية بكتاب من كتب أهل السُّنَّة والجماعة بشيء من الخدمة والدِّراسة والتحقيق.
3 -
المكانة المرموقة التي احتلَّها المؤلف:
فإنَّ الحافظ السَّخَاويَّ -رحمه الله تعالى- من أساطين العلماء وجهابذتهم، خصوصًا في علم الحديث والإِسناد، وقد انتهت إليه معرفة الجرح والتعديل، حتى إنه قيل:"لم يأت بعد الحافظ الذَّهبيِّ مثله سلك هذه المسالك، وبعده مات فنُّ الحديث"
(1)
.
فخدمة كتاب من كتب السَّخَاويِّ يضيف إلى المكتبة الإِسلامية كتابًا محرَّرًا متقنًا، لإِمام له شهرته الواسعة بين العلماء في تاريخ الإسلام.
4 -
رغبتي المُلحَّة في التحقيق وخدمة التُّراث الإِسلامي:
ذلك أنَّ أئمة الإِسلام تركوا تراثًا علميًّا عظيمًا، وأكثر هذا التراث لا زال مخطوطًا ومكنوزًا في زوايا المكتبات في شتى بقاع العالم، رغم شدَّة حاجة العلماء، والباحثين،
(1)
"البدر الطالع"(2/ 185).
والمسلمين بعامة إليه، وإذا ظلَّ كذلك فسيكون تراثنا طيَّ النسيان، وفي خانة المجهول.
لذا، فإنَّ من واجبات طالب العلم في هذا العصر -في نظري- العناية بهذه الكنوز العظيمة، وخدمتها بإخراجها للناس، محقَّقة صافيةً يانعةً، لتكون نبراسًا لكلِّ مسلم في خضمِّ الثقافات الغازية، والأفكار الهدَّامة التي روَّجها أعداء الإِسلام بين المسلمين اليوم، فأحببت أن أشارك في هذا الواجب بتحقيق هذا الكتاب القيِّم، فهو لا يزال في عداد المخطوطات الحبيسة في المكتبات، ولم يسبق له أن طُبع فيما أعلم.
5 -
رغبتي في مواصلة الماجستير في الحديث النَّبويِّ امتدادًا لتخصُّصي في مرحلة البكالوريوس:
فأنا من خرِّيجي قسم الكتاب والسُّنَّة بكلية الدَّعوة وأصول الدِّين، فرغبت في الإِعداد لمرحلة الماجستير في نفس التَّخصُّص، لأزداد علمًا وبصيرةً في هذا الفنِّ، ولأتمرَّس على فنِّ التخريج ودراسة الأسانيد، والحمد لله الذي وفَّقني لذلك ومنحني ما رجوتُه ورغبتُه، فالحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات.
* * *