الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
أهل السُّنَّة لا يَخْرُجون في وصف آل البيت عن المشروع، فلا يُغالون في أوصافهم، ولا يعتقدون عصمتهم، بل يعتقد أنهم بشرٌ تقع منهم الذُّنوب كما تقع من غيرهم.
6 -
أهل السُّنَّة يعتقدون أنَّ أهل البيت ليس فيهم مغفور الذَّنب، بل فيهم البرُّ والفاجر، والصَّالح والطالح
(1)
.
7 -
أهل السُّنَّة يعتقدون أنَّ القول بفضيلة أهل البيت لا يعني تفضيلهم في جميع الأحوال، وعلى كلِّ الأشخاص، بل قد يوجد من غيرهم من هو أفضل منهم لاعتبارات أخرى.
أقوال أئمة السَّلف وأهل العلم والإيمان من بعدهم:
تواتر النقل عن أئمة السَّلف وأهل العلم جيلًا بعد جيلٍ، على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبَّة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامهم والعناية بهم، وحفظ وصية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيهم، ونصُّوا على ذلك في أصولهم المعتمدة، ولعلَّ كثرة المصنَّفات التي ألَّفها أهل السُّنَّة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك
(2)
.
وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك:
• قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه (ت 13 هـ):
روى الشَّيخان في "صحيحيهما"
(3)
عنه رضي الله عنه أنه قال: "والذي نَفْسِي بيده، لَقَرَابَةُ رسولِ اللهُ صلى الله عليه وسلم أحَبُّ إليَّ أنْ أصِلَ مِنْ قرابتي".
• قول أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه (ت 23 هـ):
روى ابن سعد في "الطبقات"
(4)
، عن عمرَ بنِ الخطَّابِ أنَّه قال للعبَّاس رضي الله
(1)
الطَّالح: هو الفاسد. انظر: "المعجم الوسيط"(2/ 561)، (طَلَحَ).
(2)
انظر: قائمة المصنَّفات المؤلفة في مناقب أهل البيت لترى مصداق ذلك.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي -باب غزوة خيبر (7/ 493، مع الفتح) - رقم (4241)، وفي عدة مواضع. ومسلم في (3/ 1380)، كتاب الجهاد والسير، باب قول النَّبي-صلى الله عليه وسلم "لا نُورث ما تركنا فهو صدقة" رقم (1759)، كلاهما من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة.
(4)
(4/ 22)، من طريق سفيان بن عيينة، عى عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي، أنَّ =
عنهما: "واللهِ! لإِسلامُكَ يَوْمَ أسْلَمْتَ كان أحَبَّ إليَّ من إسلَامِ الخَطَّاب -يعني والده- لو أسْلَمَ، لأنَّ إسلَامَكَ كان أحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من إسلامِ الخطَّاب".
• قول زيد بن ثابت رضي الله عنه (ت 42 هـ):
عن الشَّعبي قال: "صلَّى زيدُ بنُ ثابتٍ رضي الله عنه على جنازةٍ، ثم قُرِّبت له بَغلَتُهُ لِيَركَبَهَا، فجاء ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما فأخَذَ بركابه"، فقال زيدٌ:"خَلِّ عنه يا ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "هكذا نَفْعَلُ بالعُلَمَاء"، فقبَّل زيدٌ يدَ ابنِ عبَّاسٍ وقال: "هكذا أُمِرْنَا أن نَفْعَلَ بِأهْلِ بِيْتِ نبيِّنَا"
(1)
.
• قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (ت 60 هـ):
أورد الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"
(2)
: أنَّ الحسن بن علي دخل عليه في مجلسه، فقال له معاوية:"مرحبًا وأهلًا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وأمر له بثلاثمائة ألف.
وأورد -أيضًا-
(3)
أنَّ الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما:"ما أجاز بهما أحدٌ قبلي"، فقال الحسين:"ولم تعط أحدًا أفضل منَّا".
• قول ابن عبَّاس رضي الله عنهما (ت 68 هـ):
قال رَزين بنُ عُبيد: كنت عبد ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما فأتى زينُ العابدين عليُّ بنُ الحسين، فقال له ابنُ عبَّاسٍ:"مَرحَبًا بالحبيبِ ابنِ الحبيب"
(4)
.
= العبَّاس جاء إلى عمر
…
إلخ. وإسناده رجاله ثقات، لكنه منقطع. انظر تخريجه والكلام عليه في النص المحقق برقم (300).
(1)
انظر تخريج الأثر والكلام عليه برقم (303) في القسم المحقق.
(2)
(8/ 140).
(3)
(8/ 139).
(4)
إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرجه أحمد في "الفضائل"(2/ 777)، رقم (1377)، من طريق أبي إسحاق، عن رَزين بن عُبيد، عن ابن عباس. وابن سعد في "الطبقات"(5/ 213)، من طريق أبي إسحاق، عن العيْزار بن حُريث، عن ابن عباس. وانظر الكلام على رجال إسناده رقم (302) في القسم المحقق.
• قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطَّحاويِّ (ت 321 هـ):
قال رحمه الله في "عقيدته الشهيرة"
(1)
: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نُفرط في حبِّ أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونُبغض من يُبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلَّا بخير".
وقال أيضًا: "ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كلِّ دنسٍ، وذرِّيَّاتِهِ المقدَّسين من كلِّ رجس، فقد برئ من النفاق"
(2)
.
• قول الإمام الحسن بن علي البربهاريِّ (ت 329 هـ):
قال في "شرح السُّنَّة"
(3)
: "واعرف لبني هاشم فضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقَّهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، وآل الرَّسول فلا تنساهم، واعرف فضلهم وكراماتهم".
• قول أبى بكر محمد بن الحسين الآجريِّ (ت 360 هـ):
قال في "كتاب الشريعة"
(4)
: "واجبٌ على كلِّ مؤمن ومؤمنة محبَّه أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنو هاشم: عليُّ بنُ أبي طالب وولدُهُ وذرِّيَّته، وفاطمةُ وولدُها وذرِّيَّتُها، والحسنُ والحسينُ وأولادهما وذرِّيَّتهُما، وجعفرُ الطَّيَّار وولدُهُ وذرِّيَّته، وحمزةُ وولدُهُ، والعبَّاسُ وولدُهُ وذرِّيَّته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجب على المسلمين محبَّتهم، وإكرامهم، واحتمالهم، وحسن مداراتهم، والصبر عليهم، والدُّعاء لهم".
(1)
"متن العقيدة الطحاوية" فقرة (93)، وراجع شرح ابن أبي العز (ص 467 - 471).
(2)
"متن العقيدة الطحاوية" فقرة (96)، وراجع شرح ابن أبى العز (ص 490 - 491).
(3)
(ص 96 - 97)، تحقيق الردادي.
(4)
(5/ 2276)، تحقيق الدكتور عبد الله الدميجي، باب ذكر إيجاب حبّ بني هاشم أهل بيت النَّبي صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين.
• قول الإِمام عبد الله بن محمد الأندلسيِّ القحطانيِّ (ت 387 هـ):
قال رحمه الله تعالى في "النُّونية"
(1)
:
"واحْفَظْ لأهْل البيتِ واجبَ حقِّهِمْ
…
واعْرف عليًّا أيَّما عِرفانِ
لا تَنْتقِصْهُ ولا تَزِدْ في قَدرِهِ
…
فعليه تَصْلى النَّارَ طائفتانِ
إحدَاهُمَا لا تَرتَضِيْهِ خِلِيفةً
…
وتَنُصُّهُ الأخرى إلهًا ثانِي"
• قول الموفق ابن قدامة المقدسيِّ (ت 620 هـ):
قال في "لمعة الاعتقاد"
(2)
: "ومن السُّنَّة التَّرضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كلِّ سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق التي برأها الله في كتابه، زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم".
• أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ):
قال في "العقيدة الواسطية"
(3)
: "ويُحبُّون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خمٍّ "أُذكِّركم الله في أهل بيتي"
(4)
. وقال للعبَّاس عمِّهِ وقد اشتكى إليه أنَّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: "والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يُحبُّوكم لله ولقرابتي"
(5)
. وقال: "إنَّ الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"
(6)
.
وقال رحمه الله تعالى في بيان عقدة السَّلف في أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "ويتولون أزواج
(1)
انظر: "كفاية الإنسان من القصائد الغرر الحسان"، جمع محمد بن أحمد سيِّد (ص 41).
(2)
"لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد بشرح العثيمين"(ص 152).
(3)
"العقيدة الواسطية بشرح الفوزان"(ص 195).
(4)
أخرجه مسلم (2408) من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
(5)
أخرجه أحمد (1/ 207)، وهو حسن بشواهده. انظر تخريجه والحكم عليه في القسم المحقق برقم (121).
(6)
أخرجه مسلم (4/ 1782)، رقم (2276)، في الفضائل، باب فضل نسب النَّبي صلى الله عليه وسلم، من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهن أزواجه في الآخرة خصوصًا خديجة رضي الله عنها أمَّ أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
(1)
. ويتبرؤون من طريق الرَّوافض الذين يبغضون الصَّحابة ويسبُّونهم، ومن طريقة النَّواصب الذين يُؤذون أهل البيت بقول أو عمل"
(2)
.
وقال رحمه الله: "ولا ريب أنَّ لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقًّا على الأُمَّة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقُّون من زيادة المحبَّة والموالاة ما لا يستحقُّه سائر بطون قريش، كما أنَّ قريشًا يستحقُّون من المحبَّه والموالاة ما لا يستحقُّه غير قريش من القبائل، كما أنَّ جنس العرب يستحقُّ من المحبَّة والموالاة ما لا يستحقُّه سائر أجناس بني آدم. وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره"
(3)
.
وقال أيضًا: "والحبُّ لعليٍّ وترك قتاله خيرٌ بإجماع أهل السُّنَّة من بغضه وقتاله، وهم متَّفقون على وجوب موالاته ومحبَّته، وهم أشدُّ الناس ذبًّا عنه، وردًّا على من يطعن عليه من الخوارج وغيرهم من النَّواصب"
(4)
.
• قول الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ):
قال في "التفسير"
(5)
: "ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إلهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجِد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا متَّبعين للسُّنَّة النَّبويَّة الصَّحيحة الواضحة الجليَّه، كما كان عليه سلفهم، كالعبَّاس وبنيه، وعليٍّ وأهل ذريّته رضي الله عنه أجمعين".
(1)
أخرجه البخاري (7/ 106، مع الفتح)، رقم (3769) في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة.
ومسلم (4/ 1886)، رقم (2431) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، كلاهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(2)
"العقيدة الواسطية بشرح الفوزان"(ص 198، 201).
(3)
"منهاج السُّنَّة النَّبويَّة"(4/ 599).
(4)
"منهاج السُّنَّة النَّبويَّة"(4/ 395).
(5)
"تفسير القرآن العظيم"(6/ 199).
• قول محمد بن إبراهيم الوزير اليمانيِّ (ت 840 هـ):
قال رحمه الله تعالى: "وقد دلَّت النُّصوص الجمَّه المتواترة على وجوب محبَّتهم وموالاتهم [يعني أهل البيت]، وأن يكون معهم، ففي "الصَّحيح"
(1)
: "لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا
…
"، وفيه: "المرء مع من أحبَّ"
(2)
. ومما يخصُّ أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
(3)
، فيجب لذلك حبُّهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودَّة والتطهير، وأهل المناقب الجمَّة والفضل الشَّهير"
(4)
.
• أقوال العلَّامة صدِّيق حسن خان (ت 1307 هـ):
قال في "الدِّين الخالص"
(5)
: "
…
وأما أهل السُّنَّة فهم مقرّون بفضائلهم [يعني أهل البيت] كلِّهم أجمعين أكتَعِين
(6)
أبصَعِين
(7)
، لا يُنكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد، ولا يقصِّرون في معرفة حقِّ الصَّحابة الأمجاد، قائمون بالعدل والإنصاف، حائدون عن الجور والاعتساف، فهم الأُمَّة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة".
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه"(1/ 74)، رقم (54)، كتاب الإيمان، باب أنه لا يدخل الجنة الَّا المؤمنون وأن محبة المؤمنين من الإيمان وأن إفشاء السلام سبب لحصولها.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله (10/ 557)، مع الفتح)، رقم (6168، 6169). ومسلم (4/ 1034)، رقم (2650) في البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحبَّ، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(3)
الأحزاب (آية: 33).
(4)
انظر: "إيثار الحق على الخلق"(ص 460 - 461، بتصرُّف).
(5)
(3/ 270).
(6)
أكتعون: تجيء في التوكيد إتباعًا ردفًا لأجمع، ولا يستعمل مفردًا عنه، وواحده (أكتع) يقال: جاء الجيش أجمع أكتع، ورأيت القوم جُمَعَ كُتَعَ. واشتريت هذه الدار جمعاء كتعاء. انظر:"النهاية في غريب الحديث"(4/ 149)، "لسان العرب"(8/ 305)، (كَتَعَ).
(7)
أبصَعون: البَصع هو الجمع.
قال أبو الهيثم الرازي: "العرب توكد الكلمة بأربعة تواكيد، فتقول: مررت بالقوم أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين". قال ابن سيده: "وأبصع نعت تابع لأكتع، وإنما جاؤوا بأبصع وأكتع إتباعًا لأجمع". قال الأزهري: "ولا يقال (أبصعون) حتى يتقدَّمه (أكتعون) ". انظر: "لسان العرب"(8/ 12) - (بَصَعَ).
وقال في موضع يُبيِّن عقيدة أهل السُّنَّة في الأزواج والعترة: "
…
وأهل السُّنَّة يُحَرِّمون الكلَّ، ويُعظِّمونهنَّ حقَّ العظمة، وهو الحقُّ البَحت. وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وآله وسلم من فاطمة الزَّهراء رضي الله عنها، ويذكرونهم جميعًا بالخير والدُّعاء والثناء، فمن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهَّرات، وعترته الطَّاهرات فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النَّصِّ منه"
(1)
.
• قول العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعديِّ (ت 1376 هـ):
قال في "التنبيهات اللطيفة"
(2)
: "
…
فمحبَّة أهل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم واجبةٌ من وجوه، منها:
أولًا: لإِسلامهم وفضلهم وسوابقهم.
ومنها: لِمَا يتميَّزوا به من قرب النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم واتِّصالهم بنسبه.
ومنها: لِمَا حثَّ عليه ورغَّب فيه".
• قول الشَّيخ حافظ بن أحمد الحكميِّ (ت 1377 هـ):
قال رحمه الله في "سلم الوصول"
(3)
:
"وأَهْلُ بَيْتِ المُصْطَفى الأطْهَارُ
…
وتابعيه السَّادةُ الأخيارُ
فكُلُّهم في مُحكَمِ القُرآنِ
…
أثْنَى عليهم خالقُ الأكوانِ"
• قول الشَّيخ العلَّامة محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله:
قال في "شرح العقيدة الواسطية"
(4)
: "ومن أصول أهل السُّنَّة والجماعة أنهم يُحبُّون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُحبُّونهم للإِيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبدًا"
(5)
.
(1)
"الدين الخالص"(3/ 268). وانظر: "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" له (ص 101، 103).
(2)
انظر: "التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطة من المباحث المنيفة"(94).
(3)
انظر: "معارج القبول بشرح سلم الوصول"(3/ 1196).
(4)
"شرح العقيدة الواسطية"(2/ 273).
(5)
كما أشار الدكتور ناصر العقل في كتابه: "بحوث في عقيدة أهل السنة والجماعة"(ص 51) على أنَّ حبَّ أهل البيت من أصول الدين عند أهل السنة، فقال: "كما يدين أهل السنة بحبِّ آل بيت =