الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - بَابُ وَصِيَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وخَلِيْفتِهِ بِأهْلِ بَيْته المُشَرَّفِ كُلٌّ مِنْهُمْ بانْتمَائِهِ إليْه وَنِسْبَتِهِ
(1)
27 -
عن زكريا بن أبي زائدة، عن عطيّة، عن أبي سعيدِ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ألا إنَّ عَيْبَتِي التي آوِي إليها أَهْلُ بَيْتِي، وإنَّ كَرشِي الأنْصَارُ، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ". أخرجه التِّرمذيُّ في "جامعه"
(2)
، وقال:"إنه حسن"
(3)
.
(1)
عنوان الباب في (م) هكذا: باب وصيَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم خليفَتَهُ بأهل بيته كلٌّ منهم بانتمائه ونسبته.
وفي (ل): باب وصيَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أمَّته وخليفَتَة بأهل بيته المشرَّف كلٌّ منهم بانتمائه إليه ونسبته.
(2)
(5/ 671)، رقم (3904) في المناقب - بابٌ في فضل الأنصار وقريش، من طريق الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة به. قال:"هذا حديث حسن".
(3)
إسنادُهُ رجالُهُ ثقاتٌ، إلَّا عطية العوفي فإنه ضعيفٌ.
وهو عطية بن سعْد بن جُنادة العَوْفي. قال الذهبي في "الكاشف"(2/ 27): "ضَعَّفوه".
وقال أبو زرعة: ليِّن. وقال أبو حاتم: ضعيف، يكتب حديثه. وقال الجوزجاني: مائل. وقال النسائي: ضعيف. انظر: "التهذيب"(7/ 194). وقال ابن حجر في "طبقات المدلسين"(ص 50): "ضعيف الحديث، مشهور بالتدليس القبيح".
وقال في "التقريب"(ص 680): "صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا".
قلتُ: وأصل الحديث في "البخاري"(3799)، و"مسلم"(2510) واللفظ له، من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا: "إنَّ الأنصار كَرْشي وعَيْبَتي
…
"، دون ذكره أهل البيت، فهذه الزِّيادة -والله تعالى أعلم-، بهذا الإسناد منكرة، خالف فيها عطية جميع الثقات الذين رووا هذا الحديث. بل رواه ابن أبي عاصم -كما سيأتي- عن عطية نفسه موافقًا سائر الثقات، فلم يذكر في روايته (أهل البيت) في حديثه.
- انظر حديث الشيخين في: البخاري، كتاب المناقب - باب قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم (7/ 121، مع الفتح). ومسلم في فضائل الصحابة، باب في فضائل الأنصار=
28 -
وهو عند العَسْكَريِّ
(1)
في "الأمثال"
(2)
من طريق عمرو بن قيس، عن عطيّة، بلفظ: "ألا إنَّ عَيْبَتي وكَرْشِي أهْلُ بَيْتِي والأنْصَارُ، فَاقْبلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا
(3)
عَنْ مُسِيئِهِمْ".
29 -
وكذا أخرجه الدَّيلميُّ من طريق عمرو بلفظ: "أهْلُ بَيْتِي والأنْصَارُ كَرْشِي وعَيْبَتي
…
"
(4)
، والباقي سواء.
= (4/ 1949)، كلاهما من رواية شعبة، عن قتادة، عن أنس. وأخرجه الترمذي أيضًا بالإسناد نفسه (3907).
• والحديث أخرجه: ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 402)، رقم (32347)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 332) ، رقم (1716)، كلاهما من طريق أبي أسامة، عن زكريا به. ولم يذكر ابن أبي عاصم أهل البيت في حديثه. وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 331)، رقم (1025)، من طريق أبي بكر، عن محمد بن بشر، عن زكريا به. والرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 243)، رقم (133)، من طريق عبد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية به.
وفيه ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ضعيف الحديث، وسيأتي بيان حاله مفصَّلًا برقم (119).
(1)
هو الإمام المحدِّث الأديب، الحسن بن عبد الله بن سعيد العَسْكَرِي -نسبةً إلى عسكر مُكْرَم، بلدة من كرو الأهواز-، صاحب التصانيف. سمع من ابن جرير الطبريّ، وأبي القاسم البغويّ، ومنه أبو سعد الماليني، وأبو نُعيم، من مؤلفاته:"الأمثال"، و"الأوائل". مات سنة (382 هـ). "وفيات الأعيان"(2/ 67)، و"السِّير"(16/ 413)، و"الأنساب"(4/ 193).
(2)
لم أجده في "أمثال العسكري" المطبوع في مظانه، وعزاه أيضًا المتقي الهندي في "كنز العمال"(12/ 10)، رقم (33726) للرامهرمزي في "الأمثال". لكن وجدتُ نحوه عند أبي الشيخ في "الأمثال في الحديث النبوي"(2/ 189)، رقم (286)، من طريق عبد الرحمن بن خارجة بن زيد، عن أبيه خارجة، عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه بلفظ:"إنَّ لكلِّ نبيٍّ عَيْبةً، وإنَّ عَيْبتي هذا الحيّ من الأنصار". ولم يذكر أهل البيت في حديثه.
- وأخرجه الدَّارمي في المقدمة من "سننه"، بابٌ في وفاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 30)، رقم (82)، من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن كعب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، بنحو لفظ أبي الشيخ. وابن إسحاق مدلس "التقريب"(ص 824)، وقد عنعنه.
(3)
في (م): واعفُوا.
(4)
"مسند الفردوس"(1/ 407)، رقم (1645).
والمعنى: أنَّهم جماعتي وصحابتي الذين أثِقُ بهم، وأُطْلِعُهم على أسراري، وأعتمِدُ عليهم
(1)
.
30 -
وعن أبي خَيْثَمَة زهير بن حرب
(2)
أنه قال: "كَرشِي: باطني. وعَيْبَتي: ظاهري وجمالي". انتهى.
وهذا غايةٌ في التعطُّف عليهم [ح 17/ أ] والوصيَّة بهم.
وأمَّا قوله: "تجاوزوا عن مسيئهم": فهو من نَمَطِ قوله صلى الله عليه وسلم: "أقِيلُوا ذوي الهيئاتِ عَثَرَاتِهِمْ، إلَّا الحدود"
(3)
، إذ أهْلُ البيتِ النَّبويِّ والأنصارُ من أجلِّ ذوي الهيئات.
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 163): "أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة، لأنَّ المجترَّ يجمع علَفَه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عَيْبته. قيل: أراد بالكرش الجماعة، أي جماعتي وصحابتي. ويقال: عليه كِرَشٌ من الناس، أي جماعة". وانظر في معنى (الكَرْش) و (العَيْبة): "القاموس"(ص 543) و (ص 110)، و"معجم مقاييس اللغة"(ص 922) و (ص 722)، و"لسان العرب"(6/ 339) و (1/ 633)، و"الفائق في غريب الحديث"(3/ 148)، و"فتح الباري"(7/ 121).
(2)
هو زهير بن حرب بن شدَّاد، يكنى أبا خيثمة النَّسائي، نزيل بعدادا كان ثقة ثبتًا حافظًا، من شيوخ البخاري، ومسلم. مات سنة (234 هـ). "تاريخ بغداد"(8/ 484)، و"التهذيب"(3/ 303).
(3)
حديثٌ صحيحٌ بمجموع طرقه وشواهده.
أخرجه الإمام أحمد (6/ 181)، وأبو داود في الحدود، بابٌ الحدُّ يشفع فيه (4/ 133)، رقم (3475)، والنسائي في "الكبرى" كتاب الرجم، باب التجاوز عن ذلة ذي الهيئة (4/ 310)، رقم (7294)؛ والطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ 90)، رقم (2520) أوأبو نُعيم في "الحلية"(9/ 43)، والبيهقي في "الكبرى"(8/، 33)، والدَّارقطني (2/ 127)، رقم (3437)، وابن عدي في "كامله"(5/ 1945)، في ترجمة عبد الملك بن زيد، كلُّهم من طريق عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيها عن عمرة، عن عائشة بلفظه.
وقد تُكلِّم في الحديث بسبب عبد الملك بن زيد، فقد قال ابن عدي بعد روايته مع حديث آخر لعبد الملك:"وهذان حديثان منكران بهذا الإسناد، لم يروهما غير عبد الملك بن زيد". وضعَّفه علي بن الحسين الجنيد كما في "الميزان"(4/ 399). وقال فيه النَّسائي وغيره: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 95)، فهو حسن الحديث. ولم ينفرد به عبد الملك، بل تابعه أبو بكر بن نافع العُمَري على محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم به، أخرجه ابن حبان كما في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"(1/ 296)، رقم 94) ، بلفط:"أقيلوا ذوي الهيئات زلَّاتهم"، دون باقيه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= -وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (465)، وقال:"عثراتهم"، والبيهقي في "الكبرى"(8/ 334)، وفي "الشعب"(6/ 314)، رقم 8309)، والطحاوي في "المشكل"(3/ 88)، رقم (2513)، وقال:"عثراتهم".
- وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ 11)، رقم (5774)، من طريق عبد الله بن العيْزار، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"أقيلوا الكرام عثراتهم". قال الهيثمي في "المجمع"(6/ 282): "رجاله ثقات".
• وللحديث شواهد كثيرة:
1 -
منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 85) ، من طريق عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي، عن أبيه، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقيلوا ذوي الهيئة زلّاتهم".
- وبنفس الإسناد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 351)، رقم (7562)، ولكنه قال: ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الجعفي، وليس (الحنفي)، ولفظه: "أقيلوا ذوي الهبات
…
". ولعلَّ "الهيئات" تصحَّفت إلى "الهبات".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلَّا أبو بكر بن عياش، تفرَّد به عبد الله بن يزيد بن محمد، ولا يروى عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإسناد". وقال الهيثمي في "المجمع"(6/ 282): "رواه الطبراني عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن يزيد الرفاعي، ولم أعرفهما. وبقية رجاله رجال الصحيح". وبه أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 234).
2 -
ومنها حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 43)، من طريق محمد بن كثير بن مروان، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة إلَّا حد من حدود الله عز وجل". قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 43): "وفيه محمد بن كثير بن مروان الفهري، وهو ضعيف".
3 -
ومنها حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما:
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(8/ 330)، من طريق فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجافوا عن ذنب السَّخي، فإنَّ الله آخذ يده كلَّما عثر".
- وبالإسناد نفسه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ 85)، رقم (5710). قال الهيثيمي في "المجمع" (6/ 282):"وفيه جماعة لم أعرفهم".
• ويُروى الحديث عن ابن مسعود أيضًا بلفظ: "تجاوزا
…
" والباقي سواء. وهو عند الطبراني في =
31 -
وقال البخاري في تفسير {حم (1) عسق} من التَّفسير في "صحيحه"
(1)
:
حدَّثنا محمد بن بشَّار -هو بُنْدَار-، ثنا محمد بن جعفر -هو غُنْدَر-، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعتُ طاووسًا
(2)
يحدِّث عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، أنه سئل عن قوله عز وجل:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(3)
. فقال سعيد بن جبير
(4)
-يعني بحضرة ابن عبَّاس-: "قُربَى آلِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"، فقال له ابن عبَّاس:
= "الأوسط"(2/ 36)، رقم (1221)، من طريق بشر بن عُبيد الدارسي، عن محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعود. قال الطبراني عقبه:"لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلَّا محمد بن حميد، تفرَّد به بشر". اهـ.
قلتُ: وبشر هذا ضعَّفه الهيثمي في "المجمع"(6/ 282). وكذَّبه الأزدي. وقال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة، بيَّن الضَّعف جدًّا". انظر: "الميزان"(2/ 32).
- وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 108)، من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
4 -
ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ 91)، من طريق محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة، وهم ذوو الصلاح".
قلتُ: وقد استوعب الشيخ ناصر الدِّين الألباني -رحمه الله تعالى- طرق الحديث والكلام عليها في "السلسلة الصحيحة"(2/ 234 - 241)، رقم (638) بكلام لا مزيد عليه.
فائدة: روى البيهقي في "مناقب الشافعي"(1/ 311)، بإسناده عن الربيع بن سليمان، عن الشافعي قال:"سمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول: نتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم تكن حدًّا". قال: "وذو الهيئات الذين يُقالون عثراتهم، الذين لسيوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزَّلة".
(1)
باب {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (8/ 564، مع الفتح)، رقم (4818).
(2)
هو طاووس بن كَيْسان اليماني، أبو عبد الله الحميري الجَنَدي. كان من عبَّاد أهل اليمن، ومن سادات التابعين. حجَّ أربين حجَّة، وكان مستجاب الدعوة. مات سنة (101 هـ أو 106 هـ). "تهذيب التهذيب"(5/ 9)، و"الجرح والتعديل"(4/ 500).
(3)
الشورى (آية: 23).
(4)
هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي مولاهم، الكوفي، كنيته أبو محمد أو أبو عبد الله، كان ابن عبَّاس إذا جاءه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أمّ الدهماء - يعني سعيدًا. قتله الحجَّاج بن =
"عَجِلْتَ! -أي في التفسير- إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لم تكن بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا كان له فيهم قرابةٌ، فقال: إلَّا أن تَصِلُوا ما بيني وبينكم مِنْ القرابة".
32 -
وكذا رواه في بابٍ بلا ترجمة قبيل مناقب قريش، من "المناقب" قال
(1)
:
ثنا مسدَّد، ثنا يحيى -هو القطَّان-، عن سْعبة، حدَّثني عبد الملك، عن طاووس، عن ابن عباس:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(2)
، قال: فقال سعيد بن جبير: "قُرْبَى محمد صلى الله عليه وسلم". وقال يعني ابن عبَّاس رضي الله عنهما:
"إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا وله فيه قرابةٌ، فنزلت -يعني الآيةَ المسؤولَ عنها عليه صلى الله عليه وسلم فيه، إلَّا [ح 17/ ب] أنْ تَصِلُوا قرابةً بَيْنِي وبَيْنكُمْ"
(3)
.
33 -
وأخرجه ابن حبَّان في النوع السَّادس والسِّتِّين من القسم الثَّالث من "صحيحه"
(4)
، من طريق مُسَدَّد به، ولفظه:
سئل ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن هذه الآية: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(5)
. فقال سعيد بن جيبر: "قُرْبَى محمد صلى الله عليه وسلم".
قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "عَجلْتَ! إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكنْ بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا كان له صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة فقال: إلَّا أَنْ تَصِلُوا ما بَيْني وَبَيْن وَبَيْنكُمْ من القرابة".
34 -
ورواه أبو بكر الإسماعيليُّ من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة
(6)
بلفظ:
= يوسف في شعبان سنة (92 هـ)، ولم يبلغ الخمسين بعد. "تذكرة الحفاظ"(1/ 76)، "طبقات الحفاظ"(ص 38).
(1)
(قال)، سقطت من (م).
(2)
الشورى (آية: 23).
(3)
(6/ 526، مع الفتح)، رقم (3497).
(4)
"الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"(14/ 175)، رقم 6262)، على شرط البخاري وبإسناده المتقدِّم.
(5)
الشورى (آية: 23).
(6)
(عن شعبة)، سقط من (م).
فقال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "إنه لم يكن بَطْنٌ
(1)
من قريش إلَّا كان للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه قرابةٌ، فنزلتْ:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا}
(2)
، إلَّا أنْ تَصِلُوا قَرَابَتِي مِنكُمْ"
(3)
.
35 -
وكذا هو عنده أيضًا
(4)
، والواحدي
(5)
معًا من طريق يزيد بن زُرَيْع، عن شُعبة بلفظ:"إلَّا أنْ تَصِلُوا ما بَيْنِي وَبَيْنكُمْ مَنْ القرابة"
(6)
.
36 -
وهو عند "أحمد" عن القطَّان، وغُنْدَر، وسليمان بن داود، ثلاثتهم عن شعبة
(7)
.
37 -
ورواه التِّرمذيُّ في "جامعه"
(8)
، عن بُنْدَار، ولفظه:
سئل ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما عن هذه الآية: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
(1)
في (م): بطن من بطون.
(2)
الشورى (آية: 23).
(3)
لم أقف على رواية أبي بكر الإسماعيلى، وعزاها إليه الحافظ في "الفتح"(6/ 531).
ومعاذ بن معاذ، هو العنبري. ثقة متقن، روى له الجماعة. "التقريب"(ص 952). وقد سقطت هذه الرواية من (ز).
(4)
لم أقف عليه، وعزاه إليه الحافظ في "الفتح"(6/ 531).
(5)
"الوسيط"(4/ 50).
(6)
إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرجه الواحدي من طريق يحيى بن صاعد، عن عرو بن علي، عن يزيد بن زُرَيع، عن شعبة به. ورجاله رجال الشيخين، غير يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، مولى أبي جعفر المنصور، وهو ثقة ثبت حافظ، كما قال الدارقطني. ووثَّقه إبراهيم الحربي، والخطيب، والذهبي. انظر:"تاريخ بغداد"(14/ 234)، "تذكرة الحفاظ"(2/ 776).
(7)
رواية يحيى القطان أخرجها أحمد في (1/ 229)، عنه، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عبَّاس. ورواية غُنْدر في (1/ 286)، عنه، عن شعبة به. وأما رواية سليمان بن داود فهي في (1/ 229)، عنه، عن شعبة به. وأخرجه النَّسائي في "الكبرى"(6/ 453)، رقم (11474)، من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن غُندر به.
(8)
(5/ 352)، رقم (3251)، كتاب التفسير، بابٌ ومن سورة حم عسق، من طريق بندار، عن محمد بن جحفر، عن شعبة به.
الْقُرْبَى}
(1)
. فقال سعيد بن جبير: "قربى آل محمَّد صلى الله عليه وسلم".
فقال ابن عبَّاس [ح 18 / أ] رضي الله عنهما: "أعَجَلْتَ! إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بَطْنٌ مِنْ قريشٍ إلَّا كان له فيهم قرابةٌ، فقال: إلَّا أنْ تَصِلُوا ما بَيْني وبَيْنكُم من القَرَابَةِ".
وقال التِّرمذيُّ: "إنه حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عبَّاس".
قلت: من ذلك؛
38 -
ما أخرجه سعيدُ بنُ منصور في "سننه"
(2)
، وابنُ سعدٍ في "الطبقات"
(3)
من طريق الشَّعبيِّ
(4)
قال: "أكثَرُوا علينا في هذه الآية، فكتبنا إلى ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، فكتب: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسطَ النَّسب في قريش، لم يكن حيٌّ من أحياء قريش إلَّا وَلَدُوه. فقال الله عز وجل: قُل لا أسْألُكُمْ على مَا أَدْعُوكُمْ إليْهِ أجْرًا إلَّا المَوَدَّةَ، تَودُّونِي بِقَرَابتي فيكم، وتَحْفَظُوني في ذلك"
(5)
.
39 -
ومن طريق الشَّعبيِّ -أيضًا- قال: سألني رجلٌ عن هذه الآية، فأمرتُ رجلًا فسأل ابنَ عباس رضي الله عنهما فقال:
(1)
الشورى (آية: 23).
(2)
لم أقف عليه عند ابن منصور.
(3)
(1/ 24).
(4)
هو عامر بن شراحيل بن عبْدة، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل، الشعبي الحميري، من شعب همْدان. روى عن كبار الصحابة، كعلي، وسعد. مات سنة (110 هـ). "الجرح والتعديل"(6/ 322)، و"التهذيب"(5/ 60).
(5)
إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرجه ابن محمد في "الطبقات" من طريق سعيد بن منصور، عن هُشَيْم، عن داود، عن الشعبي به.
والحاكم وصححه (2/ 482)، رقم (3660)؛ من طريق عمرو بن عون، عن هُشَيْم به، ووافقه الذهبي.
- وأحمد بن منيع في "مسنده، مطالب"(4/ 152 - رقم (3719)، من طريق هُشيم به.
قال الحافظ: "صحيح". وأورده البوصري في "مختصر إتحاف السادة المهرة"(8/ 416). وقال: "ورواته ثقات".
وعزاه السيوطي في "الدُّر المنثور"(5/ 700)، لعبد بن حميد، وابن مردويه.
"إنه لم يكنْ بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا وقد كان بين النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وبينهم قرابةٌ، قال الله: قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْرًا إلَّا أنْ تَوَدُّوْنِي في قَرَابَتِي فيكم"
(1)
.
40 -
ومن حديث شَريك
(2)
، عن خُصَيْف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجرًا إلَّا أنْ تَوَدُّوْنِي في نَفْسِي لِقَرَابَتِي مِنْكُم، وتَحْفَظُوا القَرَابَةَ التي بَيْنِي وَبَيْنكُمْ"
(3)
.
41 -
ومن حديث سالم الأفطس
(4)
، عن سعيد بن جبير، [ح 18/ ب] عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "لم يَكنْ بُطْنٌ من بُطُون قريش إلَّا وقد وَلَدَهُ، أوْ له منهم
(5)
قرابةٌ، قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْرًا إلَّا أنْ تَمْنَعُوْنِي، وتَكُفُّوا عنِّي لِقَرَابَتِي مِنكُمْ"
(6)
.
(1)
لم أقف عليه من هذا الطريق.
(2)
حديث شريك هذا أُخِّر في (م)، و (ز)، وقُدِّم حديث معاوية بن صالح، فبينهما تقديم وتأخير.
(3)
إسنادُهُ ضعيفٌ، ويتقوَّى بكثرة شواهده.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 344)، رقم (12233)، من طريق هاشم بن مرثد الطبراني وَجعفر القلاني، عن آدم بن أبي إياس، عن شريك به. و "الأوسط"(4/ 33)، رقم (3323)، من طريق جعفر القلانسي به.
وفيه هاشم بن مَرْثد شيخ الإمام الطبراني. قال ابن حبان: ليس بشيء. وقال الذهبي: وما هو بذاك المجوِّد. "الميزان"(7/ 70)، و"سير أعلام النبلاء"(13/ 270). وشيخه الثاني جعفر القلانسي لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله موثَّقون.
(4)
في (م): الأقطش! هو خطأ.
(5)
في (م)، و (ز): فيهم.
(6)
إسنادُهُ حسنٌ.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 345)، رقم (12238) ، من طريق محمد بن سنان العَوَقي، عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس به.
ورجاله ثقات، إلَّا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، تكلَّم في البخاري، ووثَّقه أحمد وجماعة، ولأجل ذا قال الحافظ في "التقريب" (ص 896):"صدوق يهم". =
42 -
وللطَّبرانيِّ
(1)
من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة
(2)
، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(3)
.
قال: "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابةٌ في جميع قريشٍ، فلمَّا كذَّبوه، وأبَوا أنْ يُتَابِعوه، قال: يا قوم إذ أَبَيْتُمْ أنْ تُبَايعُوْنِي فَاحْفَظوا قَرَابَتِي فيكم، ولا يكونُ غيرُكُمْ مِنَ العَرَبِ أوْلَى بحفْظي ونُصرَتِي منكم"
(4)
.
ومنه عن الضَّحَّاك
(5)
، وعليِّ بن أبي طلحة
(6)
،
= قلتُ: هو من رجال مسلم، وقدر استشهد به البخاري، وروى له الباقون. "التهذيب"(9/ 390).
وقد سبق قريبًا حديث شعبة عن سعيد برقم (37).
(1)
في "الكبير"(12/ 197)، رقم (13026).
(2)
في (م): علي بن طلحة! وهو خطأ.
(3)
الشورى (آية: 23).
(4)
إسنادُهُ منقطعٌ.
أخرجه الطبراني من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس
…
وذكره.
ومن الطربق نفسه أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(25/ 23).
وفيه علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما يروي عنه مرسلًا.
قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، مرسل، إنما يروي عن مجاهد، والقاسم بن محمد، وراشد بن سعد، ومحمد بن زيد". انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 118)، و"جامع التحصيل" للعلائي (ص 294).
وقال اليهثمي في "المجمع"(4/ 323): "ورجاله ثقات، إلَّا أن ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس". وانظر: "التهذيب"(7/ 289)، و"التقريب"(ص 698).
وعبد الله بن صالح الذي يروي عن معاوية بن صالح، قال في "التقريب" (ص 515):"صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة".
(5)
هو الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم، مشهور بالتفسير، أخذه عن سعيد بن جبير، ولا يثبت أنه رأى ابن عبَّاس أو سمع منه، ولا غيره من الصحابة. مات سنة (105 هـ). و "الجرح والتعديل"(4/ 458)، و"التهذيب"(4/ 417).
(6)
هو علي بن أبي طلحة، واسمه سالم بن المخارق الهاشمي، يكنى أبا الحسن، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه، بينهما مجاهد. ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 211). مات سنة (143 هـ). "التهذيب"(7/ 288)، و "التاريخ الكبير"(6/ 281).
والعَوْفيِّ
(1)
، ويوسفَ بنِ مِهْرَان
(2)
، وغيرهم، عن ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما.
وبهذا التَّفسير الذي جَنَحَ إليه ترجمانُ القرآنِ من حَمْلِه الآية على أن يُوادِدُوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم من أجل القرابة التي بينهم وبينه، لا يكون الحديث مما نحن فيه، بل الخطاب حينئذٍ لقريش خاصة، ويتأيَّد بأنَّ السُّورة مكيّة. والقُرْبَى: قرابة العُصُوبة والرَّحم، فكأنه قال: احفظوني للقرابة إنْ لم تَتَّبعوني للإسلام
(3)
.
43 -
ولذلك قال عكرمة
(4)
رحمه الله فيما أخرجه ابنُ سَعْدٍ
(5)
:
"قلَّ بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا وقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وِلادةٌ، فقال: إِنْ لم تَحْفَظُونِي فيما جئتُ به فَاحْفَظُونِي لِقَرَابَتِي"
(6)
.
(1)
هو عطية بن سعد بن جُنَادة العوْفي، أبو الحسن الكوفي. روى عن ابن عباس، وابن عمر، وأبى سعيد، وغيرهم من الصحابة. قال الحافظ في "طبقات المدلسين" (ص 130):"تابعي معروف، ضعيف الحديث، مشهور بالتدليس القبح". "المجروحين"(2/ 136)، و"التهذيب"(7/ 194).
(2)
هو يوسف بن مِهران البصري. روى عن ابن عباس وابن عمر، وغيرهما. وعنه زيد بن علي بن جدعان. قال في "التقريب" (ص 1096)؛ "ليَّن الحديث". وانظر:"التهذيب"(11/ 371).
(3)
انظر: "فتح الباري"(8/ 564) بنحوه.
(4)
هو أبو عبد الله المدني، عكرمة بن البربري، مولى ابن عباس، أصله من البربر. أحد الأئمة الأعلام، روى عن علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، وجماعة. وعنه إبراهيم النخعي، والشعبي. كان ثقة ثبتًا، عالمًا بالتفسير. مات سنة (105 هـ). "النبلاء"(5/ 12)، و"التهذيب"(7/ 228).
(5)
في "الطبقات"(1/ 24).
(6)
إسنادُهُ حسنٌ.
أخرجه ابن محمد من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عكرمة يقول في قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
…
}، وذكره.
يعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعمر بن أبي زائدة (صدوقان). "التقريب"(ص 1087 و 718).
ومما يُلفتُ النظر إليه ههنا أن الذي في "الطبقات"(عمرو بن أبي زائدة عن عكرمة)، وهو خطأ، والصَّواب أنه (عمر)، كما في "التهذيب" و "التقريب"؛ والله تعالى أعلم.
- وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 25)، من طريق ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن عكرمة، بنحو لفظه.
ورجاله ثقات إلَّا ابن حميد، وهو محمد بن حميد بن حيَّان التميمي الرَّازى فمختلفٌ فيه، والأقرب -والعلم عند الله- أنه ضعيف. قال الحافظ الذهبي في "الكاشف" (2/ 166): "وثقه جماعة، والأولى =
44 -
وعن عكرمة [ح 19/ أ] أيضًا قال:
"كانت قريشٌ تصلُ الأَرْحامَ في الجاهلية، فلمَّا دعاهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الله خالفوه، وقاطعوه، فأَمرهم بصلة الرَّحم التي بينه وبينها"
(1)
.
45 -
وروى سعيد بن منصور في "سننه"
(2)
من وجهين، وابن سعد في "الطبقات"
(3)
، عن حصين -هو ابن عبد الرَّحمن- عن [أبي]
(4)
مالك -هو الغِفَاريّ- رحمه الله قال:
"لم يكنْ بَطْنٌ من بُطُونِ قريشٍ إِلَّا ولرسوله الله صلى الله عليه وسلم منهم قرابة، قال الله لنبيِّه
(5)
صلى الله عليه وسلم: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْه أَجْرًا إلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبَى مِنْكُمْ، فتَحْفَظُونِي لقَرَابتي وتَوَدُّونِي"
(6)
.
= تركه". وقال ابن حجر في "التقريب" (ص 839): "حفظ ضعيف". ويشهد له ما قبله. وانظر: "تهذيب التهذيب" (9/ 108) ، و "التاريخ الكبير" (1/ 69). وأما جرير، وهو ابن عبد الحميد بن قرط الضبِّي، ومغيرة، وهو ابن مِقسم الضبِّي (فثقتان). انظر: "التقريب" (ص 196، 966). انظر: "فتح الباري" (8/ 564) بنحوه.
(1)
لم أقفْ على من خرَّجه، وقد ذكره القرطبي في "تفسيره"(16/ 17) بمعناه.
(2)
لم أقفْ عليه عند ابن منصور.
(3)
(1/ 23).
(4)
جاء في جميع النُّسخ الخطيّة الستّ (ح، ز، م، ك، ل، هـ)(عن مالك الغفاري)، والصَّواب ما أثبتُّه؛ كما في "الطبقات" وسائر الكتب التي ترجمتْ له، وكما سيتبيَّن من التخريج؛ والله تعالى أعلم.
• وأبو مالك هذا، هو غَزْوان الغِفَاريّ الكوفيّ، مشهور بكنيته. روى عن عمار بن ياسر، وابن عبَّاس وغيرهما. وعن سلمة بن كُهيل، وحصن بن عبد الرَّحمن، وغيرهما. قال في "التقريب":"ثقة، من الثالثة". انظر: "التهذيب"(8/ 213)، و"التقريب"(ص 776).
(5)
في (م): لرسوله صلى الله عليه وسلم.
(6)
إسنادُهُ صحيحٌ، رواته ثقاتٌ.
أخرجه ابن سعد من طريق هُشَيْم بن بشير قال: أخبرنا حُصين بن عبد الرَّحمن السُّلميّ، عن أبي مالك غزوان الغفاريّ قال:
…
ذكره.
وهُشَيْم (ثقة ثبت، كثير التدليس)، وقد صرَّح ههنا بالرواية. "التقريب"(ص 1023). وحصين (ثقة إلَّا أنه تغيَّر حفظه في الآخر). "التقريب"(ص 253)، وقد أخرج حديثه الجماعة. =
46 -
وروى الواحديُّ
(1)
من طريق عبد الكريم أبي أُميَّة قال:
سألتُ مجاهدًا عن هذه الآية فقال. "يقول لا أسأَلُكم على ما أقولُ أجرًا
(2)
، ارقُبُوني في الذي بيني وبينكم، لا تَعْجَلُوا إليَّ، ودَعُوني والنَّاس".
وبه قال قتادةُ
(3)
، والسُّدِّيُّ
(4)
، وعبدُ الرَّحمن بنُ زيد بنِ أسلم
(5)
، وغيرهم.
نعم؛ إنما يدخل في هذا الباب بالنَّظر لتفسير سعيد بن جبير الذي ردَّه عليه ابنُ عبَّاس
(6)
، كأنَّ سعيدًا رحمه الله استمرَّ على مذهبه في ذلك؛
= -وأخرجه الطبري في "تفسيره"(25/ 24) من طريق أبي حَصين عبد الله بن أحمد بن يونس، عن عَبْثر، عن حُصين، عن أبي مالك قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، وأُمُّه من بني زُهْرة، وأُمُّ أبيه من بني مخزوم، فقال: احفظوني في قرابتي".
وإسنادُهُ صحيحٌ أيضًا.
أبو حَصين، هو اليربوعي الكوفي (ثقة)، روى له الترمذي والنسائي. "التقريب"(ص 490).
وعَبْثر، هو ابن القاسم الزبيدي الكوفي، (ثقة)، روى له الجماعة. "التقريب"(ص 489).
(1)
إسنادُهُ ضعيفٌ.
أخرجه في "الوسيط"(4/ 51)، من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن علي بن عبد الله مولى بني قراد، عن عبد الكريم به. وعبد الكريم هذا ضعيفٌ كما في "التقريب"(ص 619)، وهو ابن أبي المخارق. ويشهد له ما سبق.
(2)
في (م): بقول: قل لا أسألكم عليه أجرًا.
(3)
هو الإمام قتادة بن دِعَامة السّدوسي، إمام التفسير، تابعي جليل، ثقة ثبت. روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه. روى له الجماعة. مات بواسط في الطاعون سنة (118 هـ). سير أعلام النبلاء" (5/ 269)، و "طبقات المفسرين" (2/ 47).
(4)
هو إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن أبي كريمة السُّدِّي. كان يقعد على سُدَّة باب الجامع فسُمِّي (السُّدِّي). روى عن أنس بن مالك، وابن عباس رضي الله عنهم. مات سنة (127 هـ). قال في "التقريب": صدوق يهم، ورُمي بالتَّشيُّع. "التهذيب"(1/ 282)، و"التقريب"(ص 141).
(5)
هو عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم القرشي العدوي. مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه. روى عن أبيه، وأبي حازم، وغيرهما. وعنه إبراهيم الأذرمي، وإسماعيل بن أبي أويس. مات سنة (182 هـ). "تهذيب التهذيب"(6/ 162).
(6)
سبق برقم (5) من رواية البخاري وغيره.
47 -
فقد روى سعيد بن منصور في "سننه"
(1)
من طريق أبي العالية قال:
قال سعيد بن جبير: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(2)
، قال: "قُرْبَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
"؛ أو كان يفسِّره بالوجهين.
48 -
فقد روى ابنُ سعدٍ في "الطبقات"
(4)
من حديثِ سالمٍ، عن سعيد بنِ [ح 19/ ب] جبيرٍ أنه قال:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(5)
؛ قال: "إلَّا أنْ تَصِلُوا قَرَابةَ ما بَيْنِي وبَيْنكُمْ"
(6)
. وهذا موافقٌ لما قاله ابنُ عبَّاس رضي الله عنه. على أنه جاء عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما -أيضًا- ما يشهد لقولِ سعيدٍ الأول:
49 -
فأخرج الطَّبرانيُّ في "معجمه الكبير"
(7)
، وابنُ أبي حاتم في "تفسيره"
(8)
. والحاكمُ في "مناقب الشَّافعيِّ"، والواحديُّ في "الوسيط"
(9)
، وآخرون؛ منهم أحمد في "المناقب"
(10)
؛ كلُّهم من رواية حسين الأشقر، عن قيس بن الرَّبيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال:
(1)
لم أقف عليه عند ابن منصور.
(2)
الشورى (آية: 23).
(3)
في (م)، و (ز): قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
(1/ 24).
(5)
الشورى (آية: 23).
(6)
إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرجه ابن سعد من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن إسرائيل، عن سالم به.
أحمد بن عبد الله بن يونس (ثقة حافظ)، أخرج له الجماعة. "التقريب"(ص 93).
وإسرائيل، هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعيّ الهمدانيّ (ثقة، تُكُلِّم فيه بلا حجَّة)، أخرج له الجماعة. "التقريب"(ص 134). وسالم، هو ابن عجلان الأفطس (ثقة رُمي بالإرجاء)، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. "التقريب"(ص 361). وأخرجه الفسويّ في "المعرفة والتاريخ"(1/ 538)، من طريق عبد الله، عن إسرائيل به.
(7)
(11/ 351) - رقم (12259)، وكذا في (3/ 47) - رقم (2641) بالإِسناد المذكور.
(8)
(10/ 3277) - رقم (18477)، وضعَّفه بالإسناد المذكور.
(9)
(4/ 52) بالإسناد المذكور.
(10)
"فضائل الصحابة"(2/ 669) - رقم (1141) بالإسناد المذكور.
لمَّا نزلت هذه الآية: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(1)
قالوا: يا رسولَ اللهِ! مَنْ قرابتُك هؤلاء الذين وَجَبَتْ علينا مَوَدَّتُهُمْ؟
قال: "عليٌّ وفاطمة وابناهما"
(2)
. إلَّا أن الأشقرَ شيعيٌّ ساقطٌ، ولم تبلغ مرتبته
(1)
الشورى (آية: 23).
(2)
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًا:
فيه حسين الأشقر، وهو ساقطٌ كما قال المؤلف.
قال البخاري: "فيه نظر". وقال أبو زرعة: "منكر الحديث". وقال أبو معمر الهذلي: "كذَّاب". وقال أبو حاتم والدارقطني والنسائي: "ليس بالقوي". انظر: "ميزان الاعتدال"(2/ 285). وقال الذهبي في "الكاشف"(1/ 332): "واهٍ".
وقال الحافظ في "تخريج أحاديث الكشَّاف"(4/ 154): "
…
وحسين ساقط". وقال في "الفتح" (8/ 564): "وإسناده واهٍ، فيه ضعيف، ورافضيّ".
• وقيس بن الرَّبيع فيه كلامٌ كثيرٌ أيضًا:
وهو الذي أراده ابن حجر بقوله قريبًا: "فيه ضعيف
…
". وقال الذهبي: "أحد أوعية العلم، صدوق في نفسه، سيِّء الحفظ". وقال أبو حاتم:"محله الصدق، وليس بالقوي". وقال يحيى: "ضعيف". وقال مرةً: "لا يُكتب حديثه".
وقيل لأحمد: لِمَ تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيَّع، وكان كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة، وكان وكيع وعلي بن المديني يُضعِّفانه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. انظر: "الميزان"(5/ 477).
وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 168): "وفيه جماعة ضعفاء، وقد وُثِّقوا! ". وانظر (7/ 103).
وقال ابن كثير في "التفسير"(6/ 198) في الكلام على إسناد ابن أبي حاتم: "وهذا إسناد ضعيف، فيه مبهم لا يُعرف، عن شيخ شيعي محترق، وهو حسين الأشقر، ولا يُقبل خبره في هذا المحل".
قلتُ: والحديث مع ضعفه سندًا، فهو منكر متنًا؛ فإن الآية في سورة الشورى، وسورة الشورى مكية باتفاق، وفي وقت نزولها لم يكن عليٌّ رضي الله عنه قد تزوَّج فاطمة؛ فضلًا عن إنجاب الحسن والحسين رضي الله عنهم، فإنه إنما تزوَّجها ودخل بها بالمدينة. وقد أشار إلى ذلك أهل العلم بالحديث.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة"(4/ 563) عقب ذكره لهذا الحديث: "وهذا كذبٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث، ومما يُبِّين ذلك أن هذه الآية نزلت بمكة باتِّفاق أهل العلم؛ فإن سورة الشورى جميعها مكية، بل جميع آل حم كلّهنَّ مكّيّات، وعليٌّ لم يتزوج فاطمة إلَّا بالمدينة كما تقدَّم، ولم يُولد له الحسن والحسين إلَّا في السنة الثالثة والرابعة من الهجرة، فكيف يمكن أنها لمَّا نزلت بمكة قالوا: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: عليٌّ وفاطمة وابناهما"؟ ! =
أنْ يكون حديثُه معارضًا لما تقدَّم، بل ذاك أولى منه وأقوى
(1)
.
50 -
ونحوه ما أورده الطَّبريُّ
(2)
، وابنُ أبي حاتم
(3)
في "تفسيريهما"
(4)
من حديث يزيد بن أبي زياد، عن مِقْسَم، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قالت الأنصار: "فعلنا وفعلنا، وكأنَّهم فخروا".
فقال ابن عبَّاس، أو العبَّاس -شكَّ راويه- رضي الله عنهما:"لنا الفضلُ عليكم". فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال:
"يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أذلةً فأعزَّكم الله بي؟ ! ".
قالوا: "بلى يا رسولَ اللهِ". قال: [ح 20/ أ] قال: "ألا تقولون، ألم يُخْرِجْكَ قومُكَ فآويْناك! ألم يكذِّبوك فصدَّقناك! ألم يَخْذُلوك فنَصرْناك! ".
= وقال الحافظ ابن كثير في "التفسير"(6/ 198): "وذِكْرُ نزول الآية في المدينة بعيدٌ؛ فإنَّها مكيَّة، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة رضي الله عنها أولاد بالكلية؛ فإنها لم تتزوَّج بعليٍّ رضي الله عنه إلَّا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة". وقد ضعَّف السيوطي إسناده في "الدُّر المنثور"(5/ 701).
وممن ضعَّف الرواية العلَّامة صدِّيق حسن خان في تفسيره "فتح البيان"(8/ 373)، ومما قال:"ولا يقوى ما رُوي من حملها على آل محمد صلى الله عليه وسلم على معارضته ما صحَّ عن ابن عبَّاس من تلك الطرق الكثيرة. وقد أغنى الله آل محمد عن هذا بما لهم من الفضائل الجليلة، والمزايا الجميلة، وقد بيَّنا ذلك عند تفسيرنا لقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ". انظره في (7/ 363 - 366). ومن العجيب أن المحبَّ الطَّبريَّ ذكر هذا الحديث في "ذخائر العُقبى"(ص 62) وسكت عنه على عادته!
(1)
العبارة في (م): بل ذلك أقوى منه وأولى،
(2)
إمام مشهور. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(2/ 162 - 169)، و "تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 78 - 79)، و "السِّير"(14/ 267 - 282)، و "تذكرة الحفاظ"(2/ 710 - 716) ، و "طبقات الشافعية"(3/ 120 - 128)، و "طبقات المفسرين"(2/ 106 - 114).
(3)
إمام حافظ، شهرته تُغني عن ترجمته. انظرها في:"طبقات الحنابلة"(2/ 47)، و "السِّير"(13/ 263 - 269)، و"تذكرة الحفاظ"(3/ 829 - 832)، و "العبر"(2/ 208)، و"طبقات السبكي"(3/ 324 - 328)، و "طبقات المفسرين"(2/ 285 - 287).
(4)
انظر: "جامع البيان"(25/ 25)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(10/ 3277) - رقم (18476)، كلاهما من طريق أبي كُريْب، عن مالك بن إسماعيل، عن عبد السلام، عن يزيد بن أبي زياد به.
قال: فما زال يقول حتى جَثَوا على الرُّكب! وقالوا: "أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله"
(1)
، قال
(2)
: فنزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(3)
(4)
.
وإنما كانت هذه القصة شاهدة لما قبلها؛ لكون سبب النزول قول الأنصار رضي الله عنهم: "أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله"، مع ما سبق في أولها من التفاضل بينهم وبين بعض أهْلِ البيت.
لكن هي وإنْ كان في "الصَّحيحين" في قسم غنائم حنين نحو سياقها، فليس هناك نزول الآية التي هي محلُّ الاستشهاد منه
(5)
، والطريقُ بذلك ضعيفٌ مع وجود شاهده باختصار؛ ولكن من رواية الكلبيِّ
(6)
ونحوه من الضُّعفاء.
(1)
في (م)، و (ز): لله ورسوله.
(2)
لا توجد في (م).
(3)
الشورى (آية: 23).
(4)
إسنادُهُ ضعيفٌ.
في يزيد بن أبي زياد الكوفي الهاشمي مولاهم، مختلفٌ فيه، والأكثر على تضعيفه.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: ليِّن الحديث، يكتب حديثه ولا يُحتجُّ. وقال الجوزجاني: سمعتهم يُضعِّفون حديثه. وقال ابن المبارك: ارمِ به. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لم يكن بالحافظ. وقال في موضع آخر: حديثه ليس بذاك. وقال عبَّاس الدُّوري عن يحيى بن معين: لا يُحتجُّ بحديثه. "تهذيب التهذيب"(11/ 285).
وقال في "الكاشف"(2/ 382): "شيعيّ عالمٌ فَهِمٌ، صدوق رديء الحفظ لم يُترك".
وقال في "التقريب"(ص 1175): "ضعيف، كبر فتغيَّر وصار يُلقَّن، وكان شيعيًّا". وضعَّف إسناده في "الفتح"(8/ 564)، وأيَّد بطلانه بأنَّ الآية مكية. وضعَّفه الشوكاني في "فتح القدير"(4/ 536) بسبب يزيد هذا؛ فالإسناد ضعيف.
(5)
الحديث المشار إليه متفق عليه. أخرجه البخاري في المغازي -باب غزوة الطائف (8/ 47 - مع الفتح) - رقم (4330). ومسلم في الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلولهم على الإسلام وتصبُّر من قَوِيَ إيمانه (2/ 738) - رقم (1061)، كلاهما من طريق عمرو بن يحيى، عن عبَّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم.
(6)
هو أحد الكذَّابين الكبار، ستأتي ترجمته والكلام عليه برقم (226).
51 -
عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال:
"لمَّا قَدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ كانت تَنُوبُه نوائبُ، وليس في يده شيءٌ، فجمع له الأَنصارُ مالًا، فقالوا: يا رسولَ الله! إنك ابن أُختنا، وقد هدانا الله بك، وتنوبُك نوائبُ وحقوقٌ، وليس معك سَعَةٌ، فجمعْنا لك من أموالنا ما تستعينُ به عليها؛ فنزلتْ"
(1)
.
ويتأكَّد ضعفهما بكون الآية -كما أسلفتُ
(2)
- مكيّة ولم تنزلْ في الأنصار، وما وقع في الرِّواية الثانية على ضعفها، من كون النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ابن أُخت الأنصار، قد صرَّحت به الرِّواية الصَّحيحة:
52 -
فإنه [ح 20/ ب]صلى الله عليه وسلم لمَّا قدم المدينةَ مهاجرًا، وتنازعه القوم رضي الله عنهم أيُّهم ينزل عليه؛ قال صلى الله عليه وسلم:"إني أنزل اللّيلةَ على بني النَّجَّار أخوالِ عبدٍ المطَّلب أُكْرِمُهُم بذلك"
(3)
.
(1)
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًا:
أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 433) بلا إسناد. والطبراني في "الكبير"(12/ 26) - رقم (12384)، من طريق حسين الأشقر، عن نصير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: وذكره.
وفيه حسين الأشقر، وهو ساقط كما قال الحافظ ابن حجر وتلميذه المصنِّف، تقدَّم قريبًا.
وفيه أيضًا عثمان بن عمر أبو اليقظان البَجَليّ الكوفيّ.
قال ابن حبان: "كان ممن اختلط حتى لا يدري ما يُحَدِّث به، فلا يجوز الاحتجاج بخبره الذي وافق الثّقات، ولا الذي انفرد به عن الأثبات؛ لاختلاط البعض بالبعض". وقال الحاكم عن الدارقطني: "زائغ، لم يحتجَّ به"، بل قال في رواية البرقاني:"متروك". وقال الذهبي: "كان شيعيًّا؛ ضعَّفوه". وقال الحافظ: "ضعيف واختلط، وكان يُدلِّس، ويغلو في التَّشيُّع". وقال الهيثمي: "وفيه عثمان بن عمر أبو اليقظان، وهو ضعيف". انظر: "المجروحين"(2/ 95)، و"الكاشف"(2/ 11)، و"التقريب"(ص 667)، و"التهذيب"(7/ 128)، و"المجمع"(7/ 103).
• وفي الإسناد علةٌ أخرى؛ فقد جاءت رواية أبي اليقظان الكوفي هذه عن سعيد بن جبير بالعنعنة، وهو ممن عُرف بالتدلس، كما قال الحافظ، والله أعلم.
(2)
في (م): كما سلفت.
(3)
أخرجه مسلم في الزهد -باب حديث الهجرة (4/ 2310) - رقم (2009)، وأحمد =
وقيل
(1)
: ذلك وهو بمكة لمَّا جاءته الأنصار رضي الله عنهم ليبايعوه، حضر معهم عمُّه العبَّاس رضي الله عنه المبايعة. وعظَّم الذي بين الأنصار ورسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
؛ ليكون ذلك داعيًا إلى الوفاء بالشَّرط، وذكر حينئذٍ أن أمَّ عبد المطلب سَلْمَى ابنة عمرو بن زيد بن عدي بن النَّجَّار
(3)
؛ انتهى.
وسَلْمَى هذه كانت لا تنكح الرِّجال لشرفها في قومها، حتى شرطوا
(4)
لها أن أمرها بيدها. إذا كرهت رجلًا فارقته. وهي من بني عَديّ بن النَّجَّار جزمًا.
لكن ظاهر الرواية المتقدِّمة أن زيدًا هو ابن عدي. وقد وقع في غيرها بإثبات لَبيد بن خِدَاش بن عامر بن غَنْم بينهما، ولا تنافي بينهما.
[ح 21/ أ] نعم؛ وقع في روايةٍ أخرى
(5)
أن سَلْمَى هي ابنة زيد بن عمرو بن أسد بن حرام بن خِدَاش بن جندب بن عدي بن النَّجَّار؛ والأول أثبت.
ولا شكَّ في شرف الأَنصار رضي الله عنهم بذلك مع ما لهم من الشَّرف العظيم، والفَخر الجسيم الذي لسنا بصَدَدِ إيراده هنا.
= (1/ 154 - شاكر) - رقم (3)، وابن أبي شيبة (7/ 343) - رقم (36599)، والبخاري في "التاريخ الصغير"(1/ 52)، وابن سعد في "الطبقات"(4/ 366)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 506)، وكذا في "مناقب الشافعي"(1/ 239)؛ كلُّهم بأسانيدهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر به.
(1)
تصحَّفت (قيل) في (م) إلى (قبل).
(2)
في (م)، و (ز): وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النَّجَّار.
من فواضل نساء عصرها، ذات شرف وسؤدد في قومها، كانت قبل هاشم بن عبد مناف تحت أحيْحة بن الجُلاح بن الحَريش. وكانت لا تنكح الرجال لشرفها حتى يشرطوا أن أمرها بيدها، إذا كرهت رجلًا فارقته متى شاءت، بدون شرط أو قيد. انظر:"سيرة ابن هشام"(1/ 137، 107)، و "أعلام النساء"(2/ 249).
(4)
في (م): يشترطوا.
(5)
هذه الرواية أوردها الطبري في "تاريخه"(2/ 247) - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
53 -
ومنه ما رواه الطَّبرانيُّ في "الكبير"
(1)
بسندٍ حسنٍ، عن أنس رضي الله عنه قال: خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "أَلا إنَّ لكلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً وضَيْعَةً، وإِنَّ تَرِكَتِي وَضَيْعَتِي الأَنصارُ، فاحْفَظوني فيهم"
(2)
؛ انتهى.
54 -
وروى أبو الشَّيخ، ومن طريقه الواحديُّ
(3)
من حديث أبي هاشم الرُّمَّانيِّ، عن زاذان، عن عليٍّ رضي الله عنه قال:
"فينا في آل حم آيةٌ لا يَحْفَظُ مودَّتنا إلَّا كلُّ مؤمن، ثم قَرَأَ:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(4)
"
(5)
.
(1)
بل في "المعجم الأوسط"(5/ 464) - رقم (5398).
(2)
إسنادُهُ حسنٌ كما قال المصنِّف.
أخرجه في "الأوسط" من طريق عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال، عن ربيعة بن أبي عبد الرَّحمن، عن أنس بن مالك مرفوعًا. قال الطبراني عقبه:"لم يرو هذا الحديث عن ربيعة بن أبي الرِّجّال إلَّا ابن أبي الرِّجَال، تفرَّد به عمر بن حفص الأنصاري".
قلتُ: عمر بن حفص الأنصاري الحلبي، أبو سعيد الأنصاري. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسًا. ووثقه ابن حبان. "الثقات"(8/ 439). قال في "التقريب"(ص 1153): "مبقول".
وعبد الرحمن بن أبي الرِّجال "صدوق ربَّما أخطأ". "التقريب"(ص 577). ووثَّقه أحمد، وابن معين، والدَّارقطنيُّ، وابن حبَّان وقال: ربَّما أخطأ. "التهذيب"(6/ 155).
وربيعة بن أبي عبد الرحمن، هو ربيعة الرأي شيخ الإمام مالك "ثقة فقيه مشهور". "التقريب" (ص 322). قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 32):"رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد".
- وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 264) بنحو إسناده. وقال بعده: "هذا حديث غريب من حديث ربيعة، تفرَّد به عمر بن حفص، عن أبي الرِّجال. والضياء في "المختارة" (6/ 133، 134، 135) - رقم (2132، 2133، 2134) بمثل إسناده.
(3)
في "الوسيط"(4/ 52)، من طريق أبي الشَّيخ، عن عبد الله بن محمد بن زكريا، عن إسماعيل بن يزيد، عن قتيبة بن مهران، عن عبد الغفور أبي الصَّبَّاح، عن أبي هاشم الرُّمَّاني به.
(4)
الشورى (آية: 23).
(5)
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، لأَجل ابن أبي الصَّبَّاح.
أخرجه الواحدي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/ 134 - ط: دار الكتب العلمية) في ترجمة قتيبة بن مهران؛ من طريق الحسن بن محمد بن أبي هريرة، عن إسماعيل بن يزيد به. =
55 -
وكذا قال السُّدِّيُّ عن أبي الدَّيلم: لمَّا جِيءَ بعليِّ بن الحسين
(1)
رحمه الله أسيرًا، فأُقِيم على دَرَجِ دمشق؛ قام رجلٌ من أهل الشَّام فقال: "الحمد لله الذي قَتَلَكُمْ، واسْتَأصَلَكُمْ، وقطع قَرْنَ الفتنة! .
فقال له عليّ بن الحسين رحمه الله: "أَقَرَأْتَ القُرْآنَ؟ ".
قال: "نعم". قال: "قرأتَ آل حم؟ ". قال: "قرأْتُ القرآنَ ولم أقرأْ آل حم".
قال: "ما قرأْتَ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ؟
(2)
".
قال: "وإنكم لأنتم هم؟ ! ".
قال: "نعم". أخرجه الطَّبريُّ
(3)
في "تفسيره"
(4)
.
= • وفي الطريقين عبد الغفور بن أبي الصَّبَّاح، وهو ابن عبد العزيز الواسطيّ، فهو آفته.
قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ. وقال ابن عدي: ضعيف، منكر الحديث. وقال البخاريُّ: تركوه، منكر الحديث. وقال الدَّارقطنيُّ: منكر الحديث. وقال النسائيّ: متروك الحديث. وقال ابن حبَّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، على كعب وغيره. لا يحلُّ كتابة حديثه، ولا الذكر عنه إلَّا من جهة التعجُّب. انظر أقوالهم في:"الميزان"(4/ 380)، و"التاريخ الكبير"(6/ 137)، و "المجروحين"(2/ 148)، و"ضعفاء ابن الجوزي"(2/ 112).
(1)
هو زين العابدين، على بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي. أُمُّه أُمُّ ولد اسمها غزالة، وقيل: سلامة. وُلِد سنة (38 هـ)، وسمِّي بـ "زين العابدين" لكثرة عبادته. شهد مع أبيه كربلاء وعمره آنذاك (23 سنة)، وكان يومها مريضًا. مات بالمدينة سنة (93 هـ)، ودُفن بالبقيع. "النبلاء"(4/ 389)؛ و"التقريب"(ص 693).
(2)
الشورى (آية: 23).
(3)
هكذا بالأصل، وفي (م): أخرجه الطبراني في تفسيره.
(4)
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، لأجل الصَّبَّاح المُزنيّ.
أخرجه في (25/ 25) ، من طريق محمد بن عُمَارَة، عن إسماعيل بن أبان، عن الصَّبَّاح بن يحيى المزَني، عن السُّدِّيِّ، عن أبي الدَّيلم قال:
…
وذكره.
قلتُ: فيه الصَّبَّاح بن يحيى المزني، ووقع في "تفسير الطبري"، المطبوع:(المرّي)، والتصويب من مصادر ترجمته. قال الذَّهبيُّ في "الميزان" (3/ 420):"متروك، بل متَّهم". وقال البخاري في "الكبير"(4/ 314): "فيه نظر". ونقل ابن عدي في "الكامل"(4/ 1402)، قول البخاري فيه، ثم ذكر أنه من جملة شيعة الكوفة، ومثله في "الضعفاء الكبير"(2/ 212). وقال ابن حبان في "المجروحين" =
56 -
ولأبي بشر الدُّولابيِّ
(1)
من طريق الحسن بن زيد [ح 21/ ب] بن حسن بن علي عن أبيه: أن الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما خطب فقال في خطبته:
"أنا مِنْ أهْلِ البَيْتِ الذين افترضَ اللهُ مَوَدَّتَهُمْ على كلِّ مسلمٍ، فقال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}
(2)
، فاقتِرَافُ الحَسَنَةِ مودَّتُنا أهْلَ البَيْتِ"
(3)
.
= (1/ 377): "كان ممن يُخطئ حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد". وقال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 68): "شيعيٌّ متروك متَّهم".
ومحمد بن عُمارة بن صَبيح الكوفي لم يُوثِّقه غير ابن حبان (9/ 112). وإسماعيل بن أبان، هو الورَّاق (ثقة). "التقريب"(ص 135).
والسُّدِّي، لعلَّه السُّدِّي الكبير إسماعيل بن عبد الرحمن (صدوق يهم، ورُمي بالتَّشيُّع). "التقريب"(ص 141). ويحتمل أن يكود السُّدِّي الصغير، محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل صاحب التفسير، وهو (متَّهم بالكذب). "التقريب"(ص 895)، فالله تعالى أعلم بالصواب.
وأبو الدَّيلم، هو موسى بن زياد بن حِذيَم السعدي. لم يُوثِّقه سوى ابن حبان. "الثقات" (7/ 452). قال الذَّهبيُّ في "الميزان" (6/ 542):"لا يُعرف كأبيه". وقال الحافظ في "التقريب"(ص 980)؛ "مقبول".
قلتُ: ولم أجد من تابعه.
(1)
في "الذرية الطاهرة"(ص 74)، رقم (121).
(2)
الشورى (آية: 23).
(3)
إسنادُهُ ضعيفٌ، فيه مجاهل.
أخرجه الدُّولابيُّ من طريق أبي القاسم كهْمَس بن معمر، عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر الصَّادق، عن عمِّه علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن زيد، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، عن أبيه زيد بن الحسن قال: وذكره، وهي خطبة طويلة.
- وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(3/ 188)، رقم (4802)، وسكت عنه، من طريق إسماعيل بن محمد به، ولكنه قال (عن الحسىين بن زيد)، وسائر من خرَّجه قال (عن الحسن بن زيد) - قال الذَّهبيُّ في "التلخيص" متعقِّبًا إيراده استدراكًا على الشيخين:"ليس بصحيح".
- وأبو الفرج الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين"(ص 51)، من طريق محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن حمدان الصيدلانيّ، كلاهما عن إسماعيل بن محمد العلويّ به.
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، قال في "التقريب" (ص 238):"صدوق يهم، وكان فاضلًا". وقد وثَّقه العجلي وابن حبان، وابن سعد، كما في "التحفة اللطيفة" للمصنِّف (2/ 276)، وأبوه زيد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحسن (ثقة جليل)، كما قال الحافظ في "التقريب"(ص 352).
وبقية رجال إسناده لم أجد لهم ترجمة. ولم أعرف من إسناد الأصفهاني إلَّا محمد بن محمد الباغندي، وهو صدوق، ممن احتجَّ به الأئمة. "ميزان الاعتدال"(6/ 321)، و "تاريخ بغداد"(3/ 427).
• له طريقٌ آخر لكنه ضعيفٌ:
أخرجه الطَّبراني في "الأوسط"(2/ 401) ، رقم (02176)، من طريق إسماعيل بن أبان الورَّاق -وهو ثقة-، عن سلَّام بن أبي عَمْرة، عن معروف بن خَرَّبوذ، عن أبي الطُّفَيل، عن الحسن.
سلَّام بن أبي عَمْرة، هو الخراساني "ضعيف". "التقريب"(ص 424). وشيخه معروف بن خرَّبوذ، فيه كلام يسير، وهو من رجال الشيخين، أخرج له البخاري ومسلم في "صحيحهما". ولذا قال الحافظ:"صدوق ربما وهم". و"التقريب"(ص 959).
• وله طريق ثالث:
أخرجه الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين"(ص 51)، من طريق محمد بن الحسين الخثعميّ، عن عبَّاد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق السَّيعي، عن هُبيرة بن يريم، أن الحسن بن علي
…
وذكره.
وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. فيه عبَّاد بن يعقوب الأسدي الرَّواجني، أبو سعيد الكوفيّ الشِّيعيّ كان يشتم عثمان بن عفان رضي الله عنه والسَّلف. قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 1653):"وعبَّاد بن يعقوب، معروف في أهل الكوفة، وفيه غُلُوٌ في التَّشيُّع، وروى أحاديث أُنكِرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم".
ومع ذلك فهو صدوق في روايته، روى له البخاري حديثًا واحدًا مقرونًا بغيره.
قال الحافظ الذهبي: "من غلاة الشيعة ورؤوس البدع، لكنه صادق في الحديث". وقال ابن خزيمة: "حدَّثنا الثقة في روايته، المتَّهم دينه، عبَّاد". وقال أبو حاتم الرازي: "شيخ ثقة". وقال ابن حجر: "صدوق رافضي". انظر: "الميزان"(4/ 44)، و"التقريب"(ص 483).
قلتُ: وقد بالغ في ذمِّه وترك روايته ابنُ حبَّان وغيرُهُ. قال في "المجروحين"(2/ 172): "كان رافضيًّا داعية إلى الرَّفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فاستحقَّ الترك".
وقال ابن طاهر في "التذكرة" كما نقله البوصيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 478):
"عبَّاد بن يعقوب من غلاة الروافض، روي المناكير عن المشاهير، وإن كان البخاري روى عنه حديثًا واحدًا في "الجامع" فلا يدل على صدقه، فقد أوقفه عليه غيره من الثقات، وأنكر الأئمة عليه رواية عنه! وترك الرواية عن عبَّاد جماعة من الحفاظ". اهـ. وهذه الرواية مما تُؤيد بدعته.
وشيخه عمرو بن ثابت بن هرمز البكري فيه كلامٌ أكثر منه، فهو آفته.
قال عبد الله بن المبارك: "لا تُحدِّثوا عن عمرو بن ثابت، فإنه كان يشتم السَّلف".
57 -
وعند الطَّبريِّ من طريق أبي إسحاق السَّبيعيَّ
(1)
قال: سألتُ عمرو بن شعيب
(2)
رحمه الله عن قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(3)
، فقال:"قُرْبى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"
(4)
.
58 -
وأورد
(5)
المُحبُّ الطَّبريُّ أنه صلى الله عليه وسلم قال:
"إنَّ اللهَ جَعَلَ أجْرِي عَلَيْكُمْ المَوَدة في أهْلِ بَيْتِي، وإنِّي سَائِلُكم غدًا عنهم"
(6)
.
= وقال ابن معين: "ليس بثقة ولا مأمون، لا يُكتب حديثه". وقال في موضع: "ليس بشيء". وقال أبو داود: "رافضيّ خبيث". وسئل عنه مرةً فقال: "من شرار الناس". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن حبان: "كان ممن يروي الموضوعات، لا يحل ذكره إلَّا على سبيل الاعتبار". وقال ابن عدي: "والضعف على رواته بيِّن". "التهذيب"(8/ 8)، و"الميزان"(5/ 302)، و "المجروحين"(2/ 76).
(1)
في (م): وعند الطبراني من طريق أبي الحسن السَّبيعي! وهو خطأ.
(2)
هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السَّهمي، أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الله المدني. تابعي صغير، مشهور، مختلفٌ فيه، والأكثر أنه صدوق في نفسه، وحديثه عن غير أبيه عن جدِّه قوي. مات سنة (118 هـ). "التحفة اللطيفة"(2/ 323) للمصنِّف، و "طبقات المدلسين"(ص 71)، لشيخه.
(3)
الشورى (آية: 23).
(4)
أخرجه الطبري في "التفسير"(25/ 25)، من طريق محمد بن عُمارة الأسدي ومحمد بن خلف، عن عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السَّبيعي قال: وذكره.
قلتُ: وهذا التفسير الذي قال به علي بن الحسين، وعمرو بن شعيب، قال به السُّدِّيّ، وهو قول لسعيد بن جبير. انظر:"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (16/ 16)، و"المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 34)، و"الجر المحيط" لأبي حيّان (7/ 494).
(5)
في (م): وأفرد.
(6)
أورده المحبُّ في "ذخائره"(ص 63)، بصيغة التمريض "ورُوِيَ"، وعزاه إلى الملّاء في "سيرته".
ولم أقف عليه بهذا اللفظ، وشطره الأخير سيأتي في بعض طرق حديث الثقلين "حديث غدير خمّ"، ما يدل عليه: "
…
وإنِّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثَّقَلين، فانظروا كيف تَخلُفُوْني فيهما". وسيأتي الكلام عليها لاحقًا.
وقد جاء في بعض الأخبار أن العبد يُسأل يوم القيامة عن حبِّ أهل البيت، ولكها ضعيفة، وبعضها شديد الضعف: =
وإنما كان قول سعيد بن جيبر ومن وافقه على التفسير الذي بيَّنتُه عمَّن نقلناه
(1)
عنهم شاهدًا لما نحن فيه لحمل الآية على أمر المخاطبين بأن يوادِدُوا أقاربَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يعني بما يليق بهم من البرِّ والإِحسان، وسائر الوجوه الحِسَان.
لكن الحقُّ كما جَزَمَ به ابنُ كثير
(2)
رحمه الله من هذين التفسيرين قول ابن عبَّاسٍ الثابت في الصَّحيح
(3)
.
بل يُرْوَى
(4)
عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، وكذا عن الحسن البصري رحمه الله تفسير ثالثٌ أيضًا، وهو أن قوله:{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
(5)
، أي إلَّا أن تعملوا بالطاعة التي تقرِّبكم عند الله زُلْفَى.
= -من ذلك ما أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 83) - رقم (11177)، من طريق حسين الأشقر، عن هُشَيْم بن بشير، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:
"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه، وعن حُبِّنَا أهلَ البيت".
قلتُ: الحديثُ منكرٌ بذكر أهل البيت -صحيحٌ بغيره-، فيه علتان:
الأولى: حسين الأشقر، وهو ساقط لا يُحتجُّ به، وقد سبق.
الثانية: عنعنة هُشَيْم، فهو كثير التدليس، وقد سبق التنبيه على ذلك.
(1)
هكذا بالأصل، وفي (م)، و (ز): ممن تلقَّناه عنهم.
(2)
هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، أشهر مِنْ أنْ يُعرَّف. انظر ترجمته في:"إنباء الغفر بأبناء العمر: (1/ 45)، و"شذرات الذهب" (6/ 231)، و "ذيل تذكرة الحفاظ" (5/ 57).
(3)
انظر: "تفسير ابن كثير"(6/ 199).
وسبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة"(7/ 100)، فقال ما نصُّه:
"فهذا ابن عبَّاس ترجمان القرآن، وأعلم أهل البيت بعد عليّ يقول: ليس معناها مودَّة ذوي القربى، لكن معناها: لا أسألكم يا معشر العرب ويا معشر قريش عليه أجرًا، لكن أسألكم أن تصلوا القرابة التي بيني وبينكم، فهو سأل الناس الذين أرسل إليهم أولًا أن يصلوا رَحِمَه، فلا يعتدوا عليه حتى يُبلِّغ رسالة ربه". اهـ. كلامه رحمه الله،
قلتُ: وهو الذي رجَّحه ابن جرير في "جامع البيان"(25/ 26)، والحافظ في "الفتح"(8/ 564)، والشوكاني في "فتح القدير"(4/ 537)، ومحمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان"(7/ 192).
(4)
في (م): بل رُوي.
(5)
الشورى (آية: 23).
59 -
وهو عندي في أواخر جزء فيه أحد عشر مجلسًا من "أمالي أبي جعفر [ح 22/ أ] ابن البُخْتَري
(1)
"
(2)
من حديث ابنِ أبيِ نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا أسْأَلُكُمْ على ما آتيتُكم به من الكتابِ والهُدَى أجْرًا إلَّا أن تَوادُّوا الله عز وجل، وتَقَرَّبُوا إليه بطاعته"
(3)
.
(1)
كذا في (ح)، و (ك): ابن البُخْتَري، وفي (م): أبي جعفر البُخْتَري.
(2)
هو الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن البُخْتَري -بباء مضمومة، بعدها خاء معجمة ساكنة، بعدها التاء المفتوحة، ثم راء مهملة- الرزاز. وُلِدَ سنة (251 هـ). روى عن سعدان البزاز، وعبَّاس الدوري. وعنه أبو حفص بن شاهين. كان ثقة ثبتًا. مات سنة (339 هـ). "الأنساب"(1/ 294)، و"تاريخ بغداد"(3/ 348).
(3)
إسنادُهُ ضعيفٌ.
أخرجه أحمد (4/ 134 - شاكر)، رقم (2451)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10/ 3277)، رقم (18475)، والطبري في "تفسيره"(25/ 25) ، والحاكم (2/ 481)، رقم (3659)، وصححه ووافقه الذهبي. والواحدي في "الوسيط"(4/ 51)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 75)، رقم (11144)، والدَّيلمي في "الفردوس"(5/ 142)، رقم (7761)، كلُّهم من طرق عن قَزَعَةَ بنِ سُوَيْد، عن عبد الله بن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا.
مداره على قَزَعَةَ بنِ سُوَيد، وهو ابن حُجَيْر بن بَيان الباهلي البصري، وثَّقه ابن معين في رواية، والجمهور على تضعيفه وتوْهين روايته.
قال الإمام أحمد: مضطرب. وقال في موضع: هو شبه المتروك، ذكره الأثرم. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بذاك القوي، محلُّه الصدق وليس بالمتين، يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به. وقال أبو داود والنسائي: ضعيف. وقال البخاري: ليس بذاك القوي. وقال ابن حبان: "كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره". وقال البزار: لم يكن بالقوي. وقال العجلي: لا بأس به، وفيه ضعْف. وقال الحافظ:"ضعيف". وضعَّفه الهيثمي في "المجمع"(7/ 103). انظر أقوالهم في: "ضعفاء النسائي"(ص 228)، و"التاريخ الكبير"(7/ 192)، و"الضعفاء الصغير"(ص 100) كلاهما للبخاري، و"المجروحين"(2/ 216)، و"التقريب"(ص 801).
وأمَّا يحيى بن معين فقد اختلف كلامه فيه، ففي رواية الدارمي (ص 192)، قال:"ثقة". وفي رواية الدوري كما في "التاريخ"(2/ 488): "ضعيف". وقال في موضع: "ليس بذاك القوي، وهو صالح". انظر: "من كلام أبي زكريا في الرجال"(ص 41). قال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2073): "
…
وله غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة، وأرجو أنه لا بأس به".
• والخلاصة في الرجل والله أعلم أنه ضعيف، وعليه فالإسناد ضعيف. =