الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث والثلاثون: تلخيص الخطاب شرح حديث إنك تأتى أهل كتاب
* حديث الباب:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه عَلَى اليَمَنِ، قَالَ:
* تخريج الحديث:
أخرجه البخاري (7372) باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى.
ومسلم (19) باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.
*أهم الفوائد المنتقاة من حديث الباب:
الفائدة الأولى:
قد كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث أصحابه -رضى الله عنهم- ليعلموا الناس أمر دينهم، ويدعونهم إلى الإسلام، ومن ذلك حديث الباب، حيث بعث النبى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل-رضى الله عنه- إلى اليمن داعياً ومعلماً ومربياً.
وقد أرسله النبى صلى الله عليه وسلم إلى اليمن سنة عشر من الهجرة، وذلك قبل حجه صلى الله عليه وسلم، فلم يزل على اليمن والياً وقاضياً إلى أن قدم في خلافة أبي بكر رضى الله عنه، ثم توجَّه معاذ -رضى الله عنه- إلى الشام فمات بها.
وكان مما قاله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه:
" إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ
…
"، وفى رواية فى الصحيح: " فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة
أن لا إله إلا الله
…
"
* فإن قيل:
إن كانوا هم قوماً من أهل الكتاب، فلما يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله؟ *والجواب:
أن المذكورين في هذا الحديث من كان في اليمن من اليهود والنصارى، وكانوا يقولونها، لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه.
فكان قولهم " لا إله إلا الله " لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة، كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة؛ فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمشاهد، فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم، وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك، وظنوا أن معناها القدرة على الاختراع تقليداً للمتكلمين من الأشاعرة وغيرهم وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون فلم يدخلهم في الإسلام.
(1)
.
*الفائدة الثانية:
أول الواجبات على المكلف معرفة الله -تعالى- بالعبادة والتوحيد:
وهذا الذي عليه جماهير السلف من أهل السنة؛ فقد ورد فى حديث الباب قوله صلى الله عليه وسلم:
" فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ.. "، وفى رواية: " فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ،
…
"، وفى رواية:
" فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، .. "
فدلت هذه الروايات فى مجموعها على أن أول الواجبات التى تجب على المكلف هي عبادة الله - تعالى- وتوحيده.
*وقد خالف فى ذلك جماعة المعتزلة والأشاعرة والشيعة الإمامية:
فقالت المعتزلة: إن أول واجب على المكلف هو النظر، وعلى هذا عامة المعتزلة،
كما قرر ذلك القاضي عبد الجبار فى كتابه "شرح الأصول الخمسة"(ص/ 15 - 37).
(1)
كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين (ص/32)
واختلف قول الأشاعرة فى ذلك:
فمنهم من قال: أول واجب على المكلف هو المعرفة، وهو قول الأشعرى، وهو قول أكثر الأشعرية، كما نص عليه الإيجي فى المواقف (ص/32)، والبيجورى في التحفة (ص: 82).
وقال بعضهم: هو النظر الموصل إلى المعرفة، وهو قول السنوسي والإسفراينى.
(1)
قال الآمدي:
أجمعت الأمة على وجوب معرفة الله تعالى، ووجوب معرفة الله -تعالى - لا يتم إلا بالنظر.
(2)
وقال بعضهم: القصد إلى النظر، وقال به الباقلاني والشيرازي، كما في الإشارة (ص/181).
وأقبح من هذا وذاك من قال منهم:
إن أول واجب على المكلف هو الشك في الحقائق، فيشك المرء في وجود الله وفي إلهيته، ثم بعد ذلك ينظر في الأدلة، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن أبا هاشم وطائفة معه قد أوجبوا الشك، وجعلوه أول الواجبات.!!
(3)
وذهب الأشاعرة إلى أن عوام المسلمين الذين لا يعرفون الله - تعالى - بالأدلة العقلية ليسوا بالمؤمنين في الحقيقة، وإنما تجري عليهم أحكام الشريعة، وهذه المسألة تعرف بمسألة وجوب الاستدلال على معرفة الله تعالى، فأوجبوا ذلك،
(1)
وانظر الإنصاف للباقلاني (ص: 22) والمواقف للإيجي (ص: 32) وأصول الدين للبغدادى (ص/75) وتحقيق المقام على كفاية العوام (ص/73)
(2)
انظر أبكار الأفكار (1/ 92)
(3)
والخلاف بين سائر هذه الأقوال الكلامية خلاف لفظي، كما نص على ذلك الجويني في الشامل (ص/120)
وممن قد صرح بذلك: الرازي وأبو حامد الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومما يؤيد لفظية هذا الخلاف هو اتفاقهم على وجوب البحث والنظر على المكلف، وأكثرهم على القول بصحة إيمان المقلد مع حرمته، وهذا من التناقض البيّن؛ إذ كيف يصح إيمان من لم يأت بما يُبنى عليه الإيمان، = =والذى هو النظر؟!!
وانظر درء التعارض (7/ 419) وتحفة المريد (ص/78) ونقد جوهرة التوحيد (ص/60).
وجعلوه شرطاً في كون المرء من أهل القبلة.
(1)
*وأما الشيعة الإمامية فقالوا:
إن النظر في معرفة الله - تعالى- واجب بالاتفاق، وفرض على كل مكلف بحكم العقل أن يتفكر في صفات الله - تعالى- ويعرفه بتلك الصفات وجوباً.
(2)
وأصل البلاء عند القوم جميعهم هو إنكارهم للمعرفة الفطرية، بل تصريحهم بأن وجود الله - تعالى - غير معلوم بالاضطرار، وإنما يُعلم بالنظر والاستدلال، وهذا ما قرره وصرح به القاضي المعتزلي عبد الجبار، وتبعه على ذلك الباقلاني.
(3)
*وأما الأشاعرة ففى تنصيصهم على إيجاب المعرفة أوالنظر فقد حددوا مسالك عقلية ينبنى عليها إثبات وجود الله تعالى.
وهذه المسالك تدور فى جملتها على مسألة الحدوث والإمكان، وأنه لإثبات وجود الخالق لابد من إثبات وجود الأجسام، والأجسام لا تخلو عن الحوادث، وكل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فكان حدوث العالم هو برهان وجوده تعالى.
(4)
(1)
كما اختار ذلك السنوسي، فقد نقل الأقوال في إيمان المقلد، وأرجعها إلى ثلاثة: أنه كافر، وأنه عاصٍ، وأنه مؤمن. واختارالقول الأول، وقال بهذا الجوينى، كما في الشامل (ص/33). وقال صاحب الجوهرة:
إذ كل من قلّد في التوحيد
…
إيمانه لم يخل من ترديد.
(2)
مختصر التحفة الاثني عشرية (ص/70)
(3)
قال القاضي المعتزلي عبد الجبارفي كتابه شرح الأصول الخمسة (ص /39):
«إن سأل سائل فقال: ما أول ما أوجب الله عليك؟
فقل: النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يُعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه
بالتفكر والنظر»
* وقال بعد أن ذكر أنواع الدلالة وقسمها أربعة أنواع: العقل، والكتاب والسنة، والإجماع. قال:
"ومعرفة الله لا تنال إلا بححة العقل" ثم علل ذلك بأن ما عدى العقل من الدلالات والحجج فرع على معرفة الله وتوحيده وعدله. ولو استدل بشيء منها على الله لكان ذلك استدلال بفرع للشيء على أصله وذلك لا يجوز".
(شرح الأصول الخمسة (ص: 88)
وانظر شرح الكبرى مع الحواشي (ص 39) ومنهج الأشاعرة في العقيدة (ص/23)
(4)
وانظر المواقف (ص/245) ونهاية الإقدام (ص/11) وأم البراهين (ص/194)
قلت:
من أعظم ما عوَّل عليه الأشاعرة فى إثبات وجود الله-تعالى- هو إثبات حدوث الأجسام، ودليل حدوث الأجسام هو حلول الحوداث. وعلى هذا الأصل بنى الأشاعرة قولهم بنفى الصفات عن الله تعالى، إلا الصفات السبع، بدعوى أن ما سوى هذه السبع إذا قامت بالله -تعالى- فهو يعنى قبوله للحوادث، وبالتالى فهو حادث!!
وانظر عقائد الأشاعرة لمصطفى باحو (ص/31)
* والراجح الصحيح هو ما ذهب إليه أهل السنة، ومن نصوص السنة الدالة:
1 -
الأول: حديث الباب:
فقد نصت روايات حديث الباب أن أول ما يجب على المكلف هو معرفة الله -تعالى- بالتوحيد والعبادة.
قال عبد الرحمن بن قاسم النجدي معلقاً على حديث الباب:
فلا واجب على المكلفين أعظم من التوحيد علماً وعملاً، ومن أدلته هذا النص وغيره؛ فإن قوله:
" فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله "، مع قوله:
"إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب" يعني أنهم أهل علوم وكتب وحجج، ومع ذلك أمره
أن يدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة، لكونهم محتاجين إلى أن تبين لهم ذلك.
(1)
قال ابن حجر:
وفي كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أنه صلى الله عليه وسلم لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله -تعالى- وحده ويصدقوه فيما جاء به عنه، فمن فعل ذلك قُبِل منه، سواء كان إذعانه عن تقدم نظر أم لا.
(2)
2 -
الثانى:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
…
"
(3)
فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله.... "، فإذا قالوها كف عن قتالهم وقبل إسلامهم، ولم يقل " حتى يستدلوا على معرفة الله.. "، ولم يؤمر بمطالبتهم بالاستدلال على معرفة معبودهم.
ففي هذا دلالة ظاهرة على ما ذهب إليه المحققون والجماهير من السلف
(1)
حاشية كتاب التوحيد (ص/57)
(2)
وانظر فتح الباري (13/ 501) ومباحث الربوبية (ص/23)
(3)
متفق عليه.
والخلف أن الإنسان إذا اعتقد دين الإسلام اعتقاداً جازماً لا تردد فيه كفاه ذلك وهو مؤمن من الموحدين، ولا يجب عليه تعلم أدلة المتكلمين.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم اكتفى بالتصديق بما جاء به صلى الله عليه وسلم ولم يشترط المعرفة بالدليل، وقد تظاهرت بهذا أحاديث في الصحيحين يحصل بمجموعها التواتر بأصلها والعلم القطعي.
(1)
* والواقع أننا إذا نظرنا في النصوص الواردة نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يأمر من يرد الدخول في الإسلام بالنظر والاستدلال ابتداءً، وما كان يدعو الناس إلى ذلك عندما يغزوهم ويدعوهم للإسلام، بل كانت أول ما يدعوهم إليه الشهادتان.
* الثالث:
عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ-رضى الله عنه- قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ:
عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ.
(2)
فأمر صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنة الخلفاء الراشدين دون البحث أو النظر، ويدخل في ذلك مسائل الاعتقاد.
(3)
* الرابع:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكرعلى أسامة بن زيد رضي الله عنهما
قتله الرجل بعد تلفظه بالشهادة، وقال له صلى الله عليه وسلم:
" صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
(4)
فدل ذلك على أن من تلفظ بكلمة التوحيد دخل في الإسلام وحرم دمه، وإن لم
يستدل.
* الخامس:
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ-رضى الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ - وهو ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ- مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ:
(1)
وانظرالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (1/ 243) وشرح الأربعين النووية لابن دقيق (ص/55)
(2)
أخرجه أحمد (17144) والترمذى (2676) وصححه الترمذى.
(3)
نقد جوهرة التوحيد (ص/59)
(4)
متفق عليه. وترجمة الحديث عند مسلم " باب: تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله "
«صَدَقَ»
…
، فقال في آخره: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
…
«لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ» .
(1)
قال ابن الصلاح:
وفي هذا الحديث دلالة على صحة ما ذهب إليه أئمة العلماء في أن العوام المقلِّدين مؤمنون، وأنه يكتفي منهم بمجرد اعتقادهم الحق جزماً من غير شك وتزلزل، خلافاً لمن أنكر ذلك من المعتزلة.
وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قرر ضماماً على ما اعتمد عليه في تعرف رسالته وصدقه صلى الله عليه وسلم من مناشدته ومجرد إخباره إياه بذلك، ولم ينكر عليه ذلك قائلا له إن الواجب عليك أن تستدرك ذلك من النظر في معجزاتي والاستدلال بالأدلة القطعية التي تفيدك العلم، والله أعلم.
(2)
*الإجماع:
قال أبو العباس ابن تيمية:
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وجمهور العلماء من المتكلمين وغيرهم على خطأ هؤلاء في إيجابهم هذا النظر المعين وفي دعواهم أن المعرفة موقوفة عليه.
إذ قد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يوجب هذا
على الأمة ولا أمرهم به بل ولا سلكه هو ولا أحد من سلف الأمة في تحصيل هذه المعرفة.
(3)
قال أبو المظفر السمعاني:
وإنما أنكرنا طريقة أهل الكلام على ما أسسوا فإنهم قالوا:
أول ما يجب على الإنسان النظر المؤدي إلى معرفة الباري، وهذا قول مخترع لم يسبقهم إليه أحد من السلف، وأئمة الدين، ولو أنك تدبرت جميع أقوالهم وكتبهم لم تجد هذا في شيء منها، لا منقولًا من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك من التابعين بعدهم.
(4)
(1)
متفق عليه.
(2)
صيانة صحيح مسلم (ص/144)
(3)
مجموع الفتاوى (16/ 329)
(4)
وانظر الانتصار لأصحاب الحديث (ص/60) والحجة في بيان المحجة (2/ 120)