المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ذكر فضل سيدنا الخليل عليه أفضل الصلاة والسلام وفضل زيارته) - الأنس الجليل - جـ ١

[مجير الدين العليمي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌(ذكر أول مَا خلق الله سبحانه وتعالى

- ‌(خلق الله السَّمَاوَات وسكانها وَصفَة الْمَلَائِكَة وَخلق الشَّمْس وَالْقَمَر)

- ‌((ذكر شِرَاء المغارة))

- ‌(ذكر فضل سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَفضل زيارته)

- ‌(فصل فِي حكم السُّور السُّلَيْمَانِي)

- ‌(ذكر إِسْحَاق عليه السلام

- ‌(ذكر سيدنَا مُوسَى الكليم عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم)

- ‌(قصَّة القبطي)

- ‌(قصَّة أَرض مَدين)

- ‌(قصَّة النّيل)

- ‌(ذكر قصَّة الرُّؤْيَة)

- ‌(طلسم الْحَيَّات)

- ‌(فَقَالَت وأوتينا الْعلم)

- ‌(نزُول الْمَائِدَة)

- ‌(ذكر عمَارَة بَيت الْمُقَدّس الشريف الْمرة الثَّالِثَة)

- ‌(ذكر سيد الْأَوَّلين والآخرين وَخَاتم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ)

- ‌(ذكر بِنَاء الْمَسْجِد الشريف النَّبَوِيّ)

- ‌(حج أَبى بكر الصّديق رضي الله عنه بِالنَّاسِ)

- ‌(ذكر بِنَاء عبد الْملك بن مَرْوَان لقبه الصَّخْرَة الشَّرِيفَة)

- ‌(فتح الناصرة وصفورية)

- ‌(فتح تبين)

- ‌(فتح جبيل)

- ‌(فتح بَيت الْمُقَدّس)

- ‌(ذكر يَوْم الْفَتْح)

- ‌(فتح حصن دريساك)

- ‌(ذكر نسَاء الإفرنج)

- ‌(ذكر الْكَبْش وحريقه)

- ‌(نوبَة رَأس المَاء)

- ‌(وُصُول ملك الانكثير)

- ‌(وقْعَة الكمين)

- ‌(وُصُول الإبرنس صَاحب إنطاكية)

- ‌(وَفَاة الْخَلِيفَة النَّاصِر الَّذِي فتح الْقُدس فِي أَيَّامه)

الفصل: ‌(ذكر فضل سيدنا الخليل عليه أفضل الصلاة والسلام وفضل زيارته)

(ذكر فضل سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَفضل زيارته)

قد نَص الله تعال فِي كِتَابه الْعَزِيز عل فَضله فِي قَوْله تعال (وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا) إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أنزل الله فِي حَقه من الْآيَات الْمَخْصُوصَة بِهِ وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه إِنَّه قَالَ جَاءَ إِلَى النَّبِي صل الله علبه وَسلم فَقَالَ لَهُ يَا خير النَّاس فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَلِك إِبْرَاهِيم عليه السلام وَفِي رِوَايَة مُسلم قَالَ لَهُ يَا خير الْبَريَّة قَالَ ذَلِك إِبْرَاهِيم وَرُوِيَ عَن النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم أنهه قَالَ لما اسري بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس سر بِي جِبْرِيل عليه السلام عل قبر إِبْرَاهِيم عليه السلام فَقَالَ لي انْزِلْ فصل رَكْعَتَيْنِ هَاهُنَا فَإِن هَاهُنَا قبر أبي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام وَعنهُ صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ من لم يُمكنهُ زيارتي فليزر قبر أبي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام وَعَن كَعْب الْأَحْبَار رضي الله عنه إِنَّه قَالَ أَكْثرُوا من الزِّيَارَة إِلَيّ قبر رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم وأظهروا الصَّلَاة عيه وعَلى صَاحِبيهِ أبي بكر وَعمر رضوَان الله عَلَيْهِمَا قبل أَن تمَتَّعُوا ذَلِك ويحال بَيْنكُم وَبَين ذَلِك بالفتن وَفَسَاد السبل فَمن منع ذَلِك أَو حيل بَينه وَبَين الزِّيَارَة إِلَى قبر رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم فليجعل رحلته وأتيانه إِلَى قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه الصلاة والسلام وليظهر الصَّلَاة عَلَيْهِ وليكثر من الدُّعَاء عِنْده فَإِن الدُّعَاء عِنْد قبر سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل مستجاب وَلم يتوسل بِهِ أحد إِلَّا الله فِي شَيْء إِلَّا أَجَابَهُ وَلم يبرح من مَكَانَهُ حَتَّى يرى الْإِجَابَة فِي ذَلِك عَاجلا أَو آجلاً (قلت) وَهَذَا مِمَّا لَا شلك فِيهِ فَإِنِّي جربته فِي أَمر وَقع لي من أُمُور الدُّنْيَا فَكنت أتوقع الْهَلَاك مِنْهُ فتوجهت من بَيت الْمُقَدّس إِلَى بلد سيدنَا الْخَلِيل عليه السلام فِي ضَرُورَة اقْتَضَت سَفَرِي فَلَمَّا أَن دخلت مَسْجده وَدخلت إِلَى الضريح الْمَشْهُور

ص: 56

بِأَنَّهُ قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام تعلّقت بأستاره ودعوت الله تَعَالَى فِيمَا كنت أرجوه فَمَا كَانَ بأسرع من أَن فرج الله عني كربتي ولطف بِي وأزال عني كلما أزعجني فَللَّه الْحَمد سُبْحَانَهُ وَحكي عَن رجل من أهل بعلبك إِنَّه قَالَ زرنا قبر إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام وَكَانَ مَعنا رجل مُغفل من أهل بعلبك فسمعناه وَقد زار الْقَبْر وَهُوَ يبكي وَيَقُول حَبِيبِي إِبْرَاهِيم رَبك يَكْفِينِي فلَانا وَفُلَانًا فَإِنَّهُم يؤذينني وَنحن نضحك مِنْهُ ونتعجب ثمَّ رَجعْنَا بعد مد إِلَى يافه فوصل قَارب من بيروت وَفِيه رجل من أهل بعلبك فَأخْبرنَا أَن الثَّلَاثَة الَّذين سماهم مَاتُوا (الفول فِي آدَاب الزِّيَارَة) يسْتَحبّ لمن قصد زِيَارَة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه الصلاة والسلام أَن يقطع عَن الذُّنُوب وَأَن يَتُوب إِلَى الله تَوْبَة نصُوحًا ثمَّ يَنْوِي زيارته وَيتَوَجَّهُ نَحوه بعزم ورغبة وَيكثر فِي الطَّرِيق من الصَّلَاة عَلَيْهِ وعَلى سيدنَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وعَلى جَمِيع الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ فَإِذا أُتِي بَاب الْمَسْجِد وقف يَسِيرا ثمَّ يقدم رجله الْيمن وَيَدْعُو بِمَا يسْتَحبّ أَن يَدعِي بِهِ إِذا دخل الْمَسَاجِد ثمَّ يَقُول بِسم الله اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وَافْتَحْ لي أَبْوَاب رحمتك ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة الْمَسْجِد ثمَّ يقْصد قبر سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام فيقف عل بَاب حجرته مطرقاً رَأسه ثمَّ يسْتَغْفر الله تَعَالَى وَيُصلي على نبيه مُحَمَّد صل الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ يَقُول السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَإنَّك عبد الله وَرَسُوله وخليله جَزَاك الله عَنَّا خيرا كَمَا هُوَ أَهله ثمَّ يَقُول صلوَات الله الْبر الرَّحِيم وَالْمَلَائِكَة المقربين والأنبياء وَالْمُرْسلِينَ وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ من أهل السَّمَاوَات وَأهل الأرضيين عَلَيْك يَا أَبَا الْأَنْبِيَاء

ص: 57

صلى الله وعل ولدك السَّيِّد الْكَامِل الفاتح الْخَاتم سيد الْأَوَّلين والآخرين مُحَمَّد فِي حبيب رب الْعَالمين وعل آلكما وأصحابكما كَمَا ذكر كَمَا الذاكرون وغفل عَن كَمَا الغافلون ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ من خيري الدُّنْيَا الْآخِرَة ثمَّ يلْتَفت نَحْو السيدة سارة وَيَقُول السَّلَام عَلَيْكُم أهل بَيت النُّبُوَّة ومعدن الرسَالَة وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ثمَّ يَقُول (إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل ويطهر كم تَطْهِيرا) ثمَّ يتَوَجَّه إِلَى قبر السَّيِّد إِسْحَاق عليه السلام وَيَقُول السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَيَدْعُو عِنْده بِمَا شَاءَ ثمَّ يلْتَفت عَن شِمَاله وَيسلم على زَوجته السيدة الجليلة ربقة وَيَقُول السَّلَام عل أهل بَيت النُّبُوَّة ومعدن الرسَالَة وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ثمَّ يمْضِي بأدب وَسُكُون ويقصد السَّيِّد الْجَلِيل نَبِي الله يَعْقُوب عليه السلام عِنْده كَمَا فعل عِنْد إِسْحَاق أَبِيه وَكَذَلِكَ عِنْد زَوجته السَّيِّد ليقا ثمَّ يقْصد نَبِي الله يُوسُف الصّديق عليه السلام وَيفْعل كَمَا فعل ثمَّ يقْصد شباك سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه الصلاة والسلام الَّذِي تجاه قبر يَعْقُوب وَيقف بِرَبّ الْقرب مِنْهُ وَيسلم وَيَدْعُو الله بِمَا شَاءَ فَإِن الدُّعَاء هُنَاكَ مستجاب ثمَّ يتَوَجَّه إِلَى الله تعال بِجَمِيعِ أنبيائه خُصُوصا بِسَيِّد الْأَوَّلين والآخرين وَجهه ويمضي مَسْرُورا مَقْبُولًا إِن شَاءَ الله تَعَالَى كل مَا ذكره الْعلمَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فِي مناسكهم مِمَّن آدَاب الزِّيَارَة لنَبِيّ صل الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ سَائِغ فِي حق هَذَا النَّبِي الْكَرِيم خَلِيل الله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ وعل جَمِيع أَوْلَاده الأكرمين

ص: 58