المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌303 - باب لا وضوء من الشك حتى يستيقن - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٦

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌303 - بابُ لَا وُضُوءَ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

- ‌304 - بَابُ الْمُوَالَاةِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌305 - بَابُ حُكْمِ مَنْ لَمْ يُصِبِ الْمَاءُ بَعْضَ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ

- ‌306 - بَابُ تَحْرِيكِ الْخَاتَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌307 - بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌308 - بَابُ مَا يُفعلُ بِمَا بَقِيَ مِنْ الوَضُوءِ

- ‌309 - بَابُ الِاعْتِدَاءِ فِي الوُضُوءِ

- ‌310 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي الْإِسْرَافِ فِي الوُضُوءِ

- ‌311 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي ذَمِّ كَثْرَةِ الوَضُوءِ

- ‌312 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌313 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي مَنْعِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌314 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنِ البَدْءِ بِالفَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌315 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَسْيِيلِ فَضْلِ الوُضُوءِ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ

- ‌316 - بَابُ نَضْحِ الفَرْجِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌317 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي نَفْضِ الْأَيْدِي من الوُضُوءِ وَإِشْرَابِ الأَعْيُنِ

- ‌318 - بَابُ التَّنْشِيفِ بَعْدَ الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌319 - بَابُ التَّطَيُّبِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌320 - بَابُ الوَسْوَسَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌321 - بَابُ كَيْفَ يُدْعَى إِلَى الطَّهُورِ

- ‌322 - بابُ مَا رُويَ فِي تَعْليمِ جِبْرِيلُ عليه السلام الوُضُوءَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌323 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ

- ‌324 - بَابُ وُضُوءِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌325 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌326 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي النَّهْيِ عَنِ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌327 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ الْجُنُبِ

- ‌328 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ

- ‌329 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبِئْرِ

- ‌330 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْغَدِيرِ أَوِ الْبُسْتَانِ

- ‌331 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌332 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ السِّوَاكِ

- ‌333 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ

- ‌334 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْحِمَارِ

- ‌335 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ السِّبَاعِ

- ‌336 - بَابُ الوُضُوءِ بِالْمَاءِ الْمُشَمَّسِ

- ‌337 - بَابُ الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌338 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ المَطَاهِرِ

- ‌339 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌340 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌341 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنْ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌342 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الزُّجَاجِ

- ‌343 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الْخَشَبِ

- ‌344 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ الإِنَاءِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ فِيهِ حَتَّى يَمْتَلِئ

- ‌345 - بَابُ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌346 - بَابُ تَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌347 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَضْمَضَةِ مِنَ الدَّسَمِ

- ‌348 - بَابُ تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ وَالوُضُوءِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ، وَمِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌349 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْمَضْمَضَةِ مِنْ لَبَنِ الْإِبِلِ

- ‌350 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ

- ‌351 - باب لَا وُجُوبَ لِلْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌352 - بَابُ غَسْلِ الأَيْدِي مِنْ أَكْلِ اللَّحْمِ

الفصل: ‌303 - باب لا وضوء من الشك حتى يستيقن

‌303 - بابُ لَا وُضُوءَ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

1898 -

حديث عبد الله بن زيد:

◼ عن عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ شَكَا إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ الذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ، [أَيَقْطَعُ الصَّلاةَ]؟ فَقَالَ:«لَا يَنْفَتِلْ - أو: لا يَنْصَرِفْ - حَتَّى يَسْمَعَ صَوتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[الفوائد]:

1 -

هذا الحديث دليل على القاعدة الفقهية: (اليقين لا يزول بالشك) وهي إحدى القواعد الكلية الخمسة المعروفة عند الأصوليين.

2 -

قال الخطابي: "قوله: ((حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)) معناه: حتى يتيقن الحدث، ولم يرد به الصوت نفسه ولا الريح نفسها حسب، وقد يكون أطروشًا

(1)

لا يسمع الصوت وأخشم لا يجد الريح ثم تنتقض طهارته إذا تيقن وقوع الحدث منه، كقوله صلى الله عليه وسلم في الطفل:((إِذَا اسْتَهَلَّ صُلِّيَ عَلَيهِ))

(2)

ومعناه أن تُعْلَم حياته يقينًا. والمعنى إذا كان أوسع من الاسم كان الحكم له دون

(1)

الأُطْرُشُ والأُطْرُوشُ: الأَصمُّ. (لسان العرب 6/ 311).

(2)

في أسانيده اضطراب، وقد اختلف في رفعه ووقفه، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة ورجحوا فيه الوقف، وهو مخرج في "موسوعة الزكاة"، يسر الله مراجعتها وإخراجها.

ص: 5

الاسم" (معالم السنن 1/ 64).

[التخريج]:

[خ 137 "واللفظ له"، 177، 2056 "والزيادة الثانية له" / م 361 / د 175 / ن 165 / كن 195 / جه 517 / حم 16450 "والرواية له" / خز 27 "والزيادة الأولى له"، 1078 / أم 43 / شف 65 / ثو 162 / ش 8079 / حمد 413 / عه 719، 720، 814 / بز 7748 / جا 3 / مسن 796 / هق 560، 764، 3420، 15232 / هقع 880، 1351 / هقغ 50 / هقخ 386، 672 / منذ 28، 148 / مشكل 5100 / تمهيد (5/ 27، 28) / بغ 172].

[السند]:

قال البخاري (137): حدثنا عليّ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب، (وعن)

(1)

عباد بن تميم عن عمه، به.

ورواه البخاري (177) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، به.

ورواه البخاري (2056) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، به.

(1)

سقطت الواو من بعض نسخ البخاري، والصواب إثباتها كما عند مسلم وغيره، بل وكذا رواه البخاري وغيره من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن عباد، بلا واسطة، وقد ذكر العقيلي في (الضعفاء 2/ 480) أن رواية ابن عيينة عن الزهري عن سعيد مرسلة، وليست عن عبد الله بن زيد، والسياق محتمل، ولكن على كل حال، العمدة فيه على رواية الزهري عن عباد بن تميم عن عمه.

ص: 6

وقال مسلم (361): وحدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة جميعًا عن ابن عيينة - قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة -، عن الزهري، عن سعيد، وعباد بن تميم، عن عمه، به.

قال مسلم: قال أبو بكر وزهير بن حرب في روايتهما هو - أي: عمه - عبد الله بن زيد.

رواية (لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ):

• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: «لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أَوْ سَمِعْتَ الصَّوْتَ» .

[الحكم]:

شاذ بهذا اللفظ؛ إذ إن المحفوظ عن عبد الله بن زيد هو اللفظ السابق عند الشيخين وغيرهما، والظاهر أن هذا المتن اختصره الراوي من ذاك، وهو اختصار مخل. انظر الفوائد.

[الفوائد]:

قال الحافظ ابن حجر: "اختصر ابن أبي حفصة هذا المتن اختصارًا مجحفًا؛ فإن لفظه يعم ما إذا وقع الشك داخل الصلاة وخارجها، ورواية غيره من أثبات أصحاب الزهري تقتضي تخصيص ذلك بمن كان داخل الصلاة، ووجهه أن خروج الريح من المصلي هو الذي يقع له غالبًا بخلاف غيره من النواقض فإنه لا يهجم عليه إلا نادرًا، وليس المراد حصر نقض الوضوء بوجود الريح"(الفتح 4/ 296).

ص: 7

[التخريج]:

[خ معلقًا (عقب رقم 2056) "واللفظ له" / حم 16442 / سراج (غلق 3/ 212) / فة (1/ 381) / غلق (3/ 212)].

[السند]:

علقه البخاري، فقال - عقب رواية ابن عيينة السابقة -: وقال ابن أبي حفصة عن الزهري: ((لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أَوْ سَمِعْتَ الصَّوْتَ)).

ووصله أحمد وغيره عن ابن أبي حفصة به:

فقال أحمد: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، قال: حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وعباد بن تميم، عن عمه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنَّ محمد بن أبي حفصة مختلف فيه: فوثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما. وضَعَّفه النسائي وابن عدي وغيرهما (تهذيب التهذيب 9/ 123)، ولخص الحافظ حاله فقال:" صدوق يخطئ "(التقريب 5826).

وقد أخطأ ابن أبي حفصة هنا حيث اختصر الحديث اختصارًا مخلًّا كما سبق ذكره في الفوائد من كلام الحافظ.

ولذا قال الألباني: "إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم؛ لكن رواية سفيان - أي: التي في الصحيحين - أصح؛ لأن ابن أبي حفصة - وإن كان ثقة من رجالهما - فقد تكلم فيه بعضهم من قِبل حفظه، وهذا المتن الذي رواه إنما هو من حديث أبي هريرة الآتي في بعض الروايات عنه؛ فلعله

ص: 8

اشتبه عليه به، أو رواه بالمعنى! والله أعلم" (صحيح أبي داود 1/ 314).

قلنا: الاحتمال الثاني هو الصحيح، وهو ما جزم به الحافظ كما تقدم. وأما حديث أبي هريرة المشار إليه في كلام الشيخ، فهو بهذا اللفظ اختصار من الرواة أيضًا، وقد نص على ذلك أبو حاتم الرازي وغيره كما سيأتي، والمحفوظ عن أبي هريرة موافق للمحفوظ عن عبد الله بن زيد. والله ولي التوفيق.

رواية (لا وضوء إلا مما مست النار):

• وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا وُضُوءَ إِلَّا مِمَّا مَسَّتِ الَّنَارُ، أَوْ حَدَثٍ، أَوْ رِيحٍ» .

[الحكم]:

منكر بهذا السياق.

[التخريج]:

[ناسخ 61].

[السند]:

قال (ابن شاهين): حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة، قال: حدثنا أحمد بن سعد، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، به. مرفوعًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه أحمد بن سعد وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، وهو ضعيف. انظر (اللسان 740).

ص: 9

وفيه علة أخرى وهي أن محمد بن أبي حفصة وهو "صدوق يخطئ" قد اختصره اختصارًا مخلًّا، كما تقدم الكلام عليه في الرواية السابقة.

رواية إن الشيطان يَنْقُر

• وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْقُرُ عِنْدَ عَجُزِ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَتَوَضَّأُ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا يَعْرِفُهُ أَوْ صَوْتًا يَسْمَعُهُ» .

[الحكم]:

صحيح المتن، وإسناده ضعيف.

[التخريج]:

[هقع 15382].

[السند]:

أخرجه البيهقي في (المعرفة) قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد ابن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ من أجل ابن لهيعة، والعمل على تضعيف حديثه كما تقدم مرارًا.

ومتنه صحيح بما تقدم دون ذكر (الشيطان)، فإنما يَصح من حديث

ص: 10

ابن عباس كما سيأتي، أما من حديث عبد الله فلا يثبت، والله أعلم.

ولذا قال البيهقي - عقبه -: "وقد مضى معنى هذا في الحديث الثابت عن الزهري، عن ابن المسيب، وعباد، عن عبد الله بن زيد، دون ذكر (الشيطان) فيه".

* * *

ص: 11

1899 -

حديث أبي هريرة:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا [كَانَ أَحَدُكُمْ في الصَّلاةِ، فَـ] وَجَدَ أَحَدُكُمْ في بَطْنِهِ شَيْئًا (فَوَجَدَ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ)، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا (أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ) فَلا يَخْرُجَنَّ مِنَ المَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

صحيح (م) دون الزيادة والروايتان، فلأبي داود وغيره، وهي صحيحة.

[التخريج]:

[م 362 "واللفظ له" / د 176 "والزيادة والروايتان له ولغيره" / ت 76 / حم 9355 / مي 739 / خز 26، 30 / عه 813 / بز 9064 / معل 20 / منذ 149 / مسن 797 / هق 575، 765، 3421 - 3422 / محلى (2/ 79) / خط (4/ 663) / عروس 22 / تحقيق 229].

[السند]:

قال مسلم: حدثني زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه أبو داود: عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح به.

ورواه أحمد: عن عفان بن مسلم، عن حماد به نحوه.

ص: 12

رواية (فَوَجَدَ رِجْسًا أَوْ رِجْزًا):

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَوَجَدَ رِجْسًا أَوْ رِجْزًا، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

صحيح المتن بما تقدم، وإسناده ضعيف بهذا اللفظ.

[اللغة]:

الرِّجْز - بكسر الراء -: العذاب والإثم والذنب. ورِجْزُ الشيطان: وساوسه. (النهاية 2/ 200).

وأصل الرَّجَز في اللغة: تتابع الحركات، ومن ذلك قولهم: ناقة رجزاء، إذا كانت قوائمها ترتعد عند قيامها. (لسان العرب 5/ 351 - 352).

والرجس هنا: الاضطراب والحركة. انظر (لسان العرب 6/ 95).

[التخريج]:

[طس 1565].

[السند]:

قال (الطبراني): حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو بلال قال: حدثنا أبو كُدَينة يحيى بن المهلب البَجَلي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة، به.

قال الطبراني: "لم يروه عن أبي كُدَينة إلا أبو بلال".

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه أبو بلال؛ هو الأشعري: ضَعَّفه الداراقطني، وذكره ابن حبان في (الثقات)، انظر (لسان الميزان 7/ 22). وترجم له ابن أبي حاتم

ص: 13

في (الجرح والتعديل 1566) وقال: "روى عنه أبي والناس".

وشيخ الطبراني هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئ البغدادي، قال الداراقطني:"ليس بالقوي"(ميزان الاعتدال 554)، و (لسان الميزان 1/ 262).

ومعنى الحديث ثابت من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ قريب من غير هذه الطريق كما سبق عند مسلم وغيره.

رواية (لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا أَنْ يَجِدَ رِيحًا):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّجُلِ يَجِدُ فِي مَقْعَدَتِهِ الشَّيْءَ - قَالَ:«لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا أَنْ يَجِدَ رِيحًا يَعْرِفُهَا أَوْ صَوْتًا يَسْمَعُهُ» .

[الحكم]:

صحيح المتن بما تقدم، وإسناده ضعيف.

[التخريج]:

[طهور 403].

[السند]:

قال أبو عبيد: حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، والعمل على تضعيف حديثه كما سبق مرارًا.

وقد تقدم أن الزهري رواه عن ابن المسيب وعباد بن تميم عن عبد الله بن

ص: 14

زيد به.

هكذا خرجه الشيخان وغيرهما، جعلوه من مسند عبد الله بن زيد، وليس عن أبي هريرة.

ولكن لم ينفرد ابن لهيعة بروايته له من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة، بل توبع على روايته هذه، تابعه:

1 -

عثمان بن الحكم الجُذامي عن عقيل به. ذكره العقيلي في (الضعفاء 2/ 480).

وعثمان "صدوق له أوهام"(التقريب 4459).

2 -

وكذا رواه أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد المَهْري، عن عقيل عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، به.

وعبد الحميد "ثقة"(التقريب 3931)، لكن سئل أبو حاتم عن رواية عبد الرحمن بن الحميد هذه فقال:"هذا خطأ"(العلل 501).

3 -

وكذا رواه عبد الله بن جعفر المدني، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، به. ذكره العقيلي في (الضعفاء 2/ 480).

وابن أبي الأخضر ضعيف (التقريب 2844). وعبد الله

(1)

بن جعفر هو المديني والد علي بن المديني، ضعيف أيضًا.

4 -

ورواه سويد بن عبد العزيز، عن قُرة، عن ابن شهاب به. أخرجه الطبراني في (الأوسط 550)، وستأتي روايته.

(1)

تصحف في بعض نسخ الضعفاء للعقيلي إلى (عبد الرحمن).

ص: 15

وسويد ضعيف (التقريب 2692).

5 -

ورواه أبو عامر العَقَدي عن زمعة بن صالح عن ابن شهاب به. ذكره العقيلي في (الضعفاء 2/ 480).

وزمعة ضعيف (التقريب 2035).

6 -

ورواه إسحاق بن راشد عن ابن شهاب به. ذكره العقيلي في (الضعفاء 2/ 480).

وإسحاق "ثقة وفي حديثه عن الزهري بعض الوهم"(التقريب 350).

وأما أصل حديث أبي هريرة فهو صحيح ثابت من غير هذه الطريق عند مسلم وغيره، وقد تقدم.

* * *

رواية مختصرًا (لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ

):

• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: «لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ (حَدَثٍ) أَوْ رِيحٍ» .

[الحكم]:

إسناده ظاهره الصحة، وصححه الترمذي، وابن الصلاح، والنووي، وابن دقيق العيد، وابن التركماني، وابن الملقن، والمُناوي، والشوكاني، والألباني.

ولكن أعله أبو حاتم بأنه مختصر من الرواية الأولى فيمن شك وهو في الصلاة هل أحدث أم لا. وبذلك جزم ابن خزيمة والبيهقي والنووي.

وذهب ابن التركماني والشوكاني إلى أنهما حديثان مختلفان.

ص: 16

[التخريج]:

[ت 75 (واللفظ له) / جه 519 / حم 9313 (والرواية له)، 9614، 10093 / ....... ].

وقد سبق تخريج وتحقيق هذه الرواية في باب "لا وضوء إلا من حدث".

رواية (الرجل يُحْدث في صلاته):

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُحْدِثُ فِي صَلَاتِهِ، قَالَ:((لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق، والحديث إنما ورد فيمن شك في الحدث لا فيمن استيقن الحدث.

[التخريج]:

[طس 550].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثني أبي وعمي قالا: حدثنا سويد، عن قُرة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: سويد، وهو ابن عبد العزيز، قال فيه الحافظ:"ضعيف"(التقريب 2692).

ص: 17

وقرة هو ابن عبد الرحمن المُعافري، قال فيه الحافظ:"صدوق له مناكير"(التقريب 5541).

رواية (جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَأَبَسَ بِهِ):

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وُجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ» .

[الحكم]:

شاذ بذكر الشيطان، والفقرة الأخيرة صحيحة بما تقدم ولكن بدون قوله:((لَا يُشَكُّ فِيهِ)).

[اللغة]:

قوله: "فأبس به"، قال السندي:"من الإبساس: وهو التلطف بالدابة بأن يقال لها: بس بس، تسكينًا لها"(حاشية مسند أحمد، ط الرسالة 14/ 105).

[التخريج]:

[حم 8369 / متفق 775].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، قال: قال أبو هريرة

به.

ورواه الخطيب: من طريق الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن

ص: 18

أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الضحاك بن عثمان فمن رجال مسلم، وهو مختلف فيه: فوثقه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو داود وابن سعد وابن حبان وغيرهم.

وفي المقابل:

لَيَّنه يحيى القطان، وقال أبو زرعة:"ليس بقوي"، وقال أبو حاتم:"يُكتب حديثه، ولا يُحتج به"، وقال يعقوب بن شيبة:"صدوق، في حديثه ضعف"، وقال ابن عبد البر:"كان كثير الخطأ، ليس بحجة". انظر (ميزان الاعتدال 3938)، و (تهذيب التهذيب 4/ 447). وقال الحافظ:"صدوق يهم"(التقريب 2972).

وحديث أبي هريرة هذا تقدم عند مسلم وغيره من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وليس فيه ذكر الشيطان، ولا قوله:((لَا يُشَكُّ فِيهِ)).

وحال الضحاك لا يتحمل التفرد بمثل هذا. وسيأتي ذكر الشيطان أيضًا في بعض الروايات التالية، ولكن طرقها جميعًا لا تخلو من مقال، والله أعلم.

نعم، ثبت ذكر الشيطان من حديث ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا، وكذا عن ابن مسعود موقوفًا، وسيأتي الكلام عليهما قريبًا.

ص: 19

رواية فيوسوس له

• وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَيُوَسْوِسُ لَهُ حَتَّى يُخَيَّلُ لَهُ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ لِيَقْطَعَ صَلَاتَهُ، فَلَا يَقْطَعَنَّ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[طهور 402].

[السند]:

قال أبو عبيد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن كثير، وهو ابن أبي عطاء الصنعاني ثم المَصيصي، قال فيه الحافظ:"صدوق كثير الغلط"(التقريب 6251).

وقد رواه غيره عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة كما سيأتي.

ص: 20

رواية (يَأْتِي مَقْعَدَتَهُ فَيُقَعْقِعُهَا):

• وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، يَأْتِي مَقْعَدَتَهُ فَيُقَعْقِعُهَا، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

إسناده لين.

[اللغة]:

قوله: «يُقَعْقِعُهَا» أي: يجعلها تتحرك وتتضرب كأن فيها شيئًا. والقَعْقَعة: حكاية حركة الشيء يُسْمع له صَوْت. (النهاية 4/ 134).

[التخريج]:

[معقر 118].

[السند]:

قال ابن المقرئ في (معجمه): حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي، إمام الجامع، حدثنا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البَهْراني، حدثنا [وَسَّاج]

(1)

بن عمرو حدثنا الهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ليَّنٌ؛ فيه: وساج بن عقبة ويقال: ابن عمرو بن عقبة؛ روى عنه اثنان، ولم يوثقه معتبر، إنما ذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 231)، على عادته في توثيق المجاهيل، ولذا ليَّنَ توثيقه الذهبي فقال:"وُثِّق" (الكاشف

(1)

- في المطبوع: (وشاج) بالشين المعجمة، والصواب ما أثبتناه كما في مصادر ترجمته.

ص: 21

6048). وقال ابن حجر: "مستور"(التقريب 7406).

وسليمان البهراني: وثقه مسلمة بن قاسم (إكمال تهذيب الكمال 2203)، وقال ابن أبي حاتم:"صدوق"(تهذيب الكمال 12/ 23)، وقال ابن حجر:"صدوق رُمي بالنصب، وأفحش النسائي القول فيه"(التقريب 2584).

وذلك لأن النسائي قال فيه: "كذاب ليس بثقة ولا مأمون"(تهذيب الكمال 12/ 23).

ولذا قال الذهبي: "ضُعِّف"(الكاشف 2108).

رواية (إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ):

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلَاةٍ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ، فَلَا يَنْصَرِفَنَّ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[طس 2064 "واللفظ له" / معر 45 "والرواية له" / محد (4/ 23)].

[السند]:

قال ابن الأعرابي: نا محمد بن سعيد، نا يحيى بن المتوكل، نا سعيد بن عبد الرحمن أخي أبي حُرَّة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، به.

وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير قال: نا محمد بن سعيد بن غالب .. به.

ص: 22

وقال أبو الشيخ: حدثنا إسحاق قال: ثنا محمد بن سعيد بن غالب .. به.

فمداره عندهم على محمد بن سعيد بن غالب، عن يحيى بن المتوكل، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: يحيى بن المتوكل وهو أبو بكر الباهلي البصري وليس صاحب بُهَيَّة، ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 8/ 306)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 190)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وسئل عنه ابن معين فقال:"لا أعرفه" (سؤالات

ابن الجنيد 926)، وذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 612) وقال:"كان يخطئ، وليس هذا يحيى بن المتوكل الذي يقال له: أبو عقيل صاحب بُهَيَّة، ذاك ضعيف". وذكره الحافظ العراقي في (ذيل ميزان الاعتدال ص 207) وقال: "وأشار البيهقي في سننه إلى تضعيفه؛ فإنه روى حديث همام في نزع الخاتم عند دخول الخلاء، ثم رواه من رواية يحيى بن المتوكل هذا متابعًا لهمام وقال: إنه شاهد ضعيف".اهـ.

وقال الذهبي: "ما علمت به بأسًا"(تاريخ الإسلام 4/ 1253). وقال في (المغني 7039): "صدوق". كذا قال، ولا ندري على أي شيء اعتمد في قوله:"صدوق"، ولم يوثقه معتبر، بل إن ابن حبان لما ذكره في (الثقات) مع تساهله في ذلك، قال:"كان يخطئ"، فكيف يكون صدوقًا؟ !

وتوسط فيه الحافظ فقال: "صدوق يخطئ"(التقريب 7634).

وعلى كلٍّ فمثله لا يُحتج بما ينفرد به.

ص: 23

1900 -

حديث ابن عباس:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ فِي صَلَاتِهِ أَنَّهُ أَحْدَثَ وَلَمْ يُحْدِثْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ حَتَّى يَفْتَحَ مَقْعَدَتَهُ (حَتَّى يَنْفُخَ فِي مَقْعَدَتِهِ) 1 (فَيَنْقُرُ عِنْدَ عِجَانِهِ) 2، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَحْدَثَ وَلَمْ يُحْدِثْ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ أَوْ يَجِدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ» ، قَالَ:«وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَأَنْفِهِ» .

[الحكم]:

صحيح، وصححه الألباني.

[اللغة]:

(عجانه) بتخفيف الجيم: "الدُّبُر، وَقِيلَ مَا بَيْنَ القُبُل والدُّبُر"(النهاية 3/ 188).

وأسند الحربي - عقب الحديث - عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: "الْعِجَانُ: مَا بَيْنَ الدُّبُرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ"(غريب الحديث 2/ 526).

[التخريج]:

[طهور 410 "واللفظ له" / غحر (2/ 525) "والرواية الثانية له" / بز (كشف 281) "والرواية الأولى له" / طب (11/ 222/ 11556)، (11/ 341/ 11948) مختصرًا / شذ 36 / ضيا (11/ 310/ 313، 314)، (11/ 350/ 357)].

[التحقيق]:

له طرق عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا:

الطريق الأول:

ص: 24

رواه أبو عبيد في (الطهور) قال: حدثنا يزيد، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح؛ ولذا قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"(المجمع 1148).

الطريق الثاني:

رواه إبراهيم الحربي في (غريب الحديث) قال: حدثني أبو مصعب، عن عبد العزيز بن محمد، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح. وفي عبد العزيز بن محمد كلام لا ينزل بحديثه عن درجة الحسن.

وصححه الشيخ الألباني، فقال:"هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح"(السلسلة الصحيحة 3026).

الطريق الثالث:

رواه الطبراني في (الكبير 11/ 222 / 11556) - ومن طريقه الضياء في (المختارة 11/ 310/ 313) -: عن العباس الأسفاطي.

وابن شاذان في (المشيخة الصغرى 36): من طريق محمد بن الهيثم العُكْبَري.

والضياء في (المختارة 11/ 310/ 314) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن زهير.

ثلاثتهم: عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن ثور بن زيد، (و)

(1)

عن

(1)

كذا بإثبات (الواو) هو الصواب في كل المصادر، ولكن سوء التحقيق وعدم الالتزام بالمنهج العلمي في ضبط النصوص غيّر هذه الحقيقة في بعض المصادر؛ فسقطت (الواو) من طبعة (المعجم الكبير) للطبراني، وهي ثابتة في نسخة الظاهرية (3/ ق 127/ أ)، كما أن الضياء رواه من طريق الطبراني على الصواب، وأسقط (الواو) - متعمدًا - محقق (المشيخة الصغرى) لابن شاذان طبعة مكتبة الغرباء، وعلق قائلًا:"في المنسوخة (و)، والصواب ما أثبتناه"! .

ص: 25

داود بن الحصين [في رواية زهير: حدثاه]، عن عكرمة، عن ابن عباس به مرفوعًا.

وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل بن أبي أويس وأبوه ضعيفان، كما تقدم تحريره في غير ما موضع. وداود بن الحصين "ثقة إلا في عكرمة"(التقريب 1779).

وقد توبع إسماعيل بن أبي أويس؛ فقد رواه البزار - كما في (كشف الأستار 281) -، من طريق إسماعيل بن صُبَيْح، عن أبي أويس عن ثور عن عكرمة به.

الطريق الرابع:

رواه الطبراني في (الكبير 11948) - ومن طريقه الضياء في (المختارة 11/ 350/ 357) - عن عبد الرحمن بن خَلَّاد، عن عمرو بن مَخْلَد، عن بِشْر بن المُفَضَّل، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس به مرفوعًا مختصرًا.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن خلاد الدورقي وهو مجهول الحال، انظر (إرشاد القاصي والداني 534).

وشيخه: عمرو بن مخلد لم نقف له على ترجمة.

قلنا: وقد رواه جماعة عن عكرمة موقوفًا؛

ص: 26

فرواه ابن أبي شيبة في (مصنفه 8085) عن علي بن مُسْهِر، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفًا.

ورواه أبو جعفر بن البَخْتَري في (مصنفاته 206) من طريق محمد بن أبان عن أبي إسحاق الشيباني به موقوفًا.

ورواه ابن أبي شيبة في (مصنفه 8087) عن عباد بن العوام، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس به موقوفًا.

ورواه القاسم بن سَلَّام في (الطهور 411) عن محمد بن ربيعة، عن الجعد، عن عكرمة، عن ابن عباس به موقوفًا.

قلنا: الذي نراه أن الوجهين (الرفع والوقف) محفوظان عن عكرمة؛ فقد رواه جماعة عنه هكذا، ورواه جماعة هكذا.

وممن رواه مرفوعًا: ثور بن يزيد وهشام بن حسان، وهما لا ينزلان عن رتبة أبي إسحاق الشيباني ولا خالد الحذاء (على خلاف عليه أيضًا)، لاسيما والرواية الموقوفة لها حكم الرفع أيضًا؛ لأن هذا المتن مما لا يقال بالرأي، والله أعلم.

* * *

ص: 27

رواية: أو يفعل ذلك متعمدًا

• وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَنْقُرُ عِنْدَ عِجَانِهِ

(1)

، فَلَا يَخْرُجَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا، أَوْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مُتَعَمِّدًا».

[الحكم]:

ضعيف بزيادة ((أَوْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مُتَعَمِّدًا)).

[التخريج]:

[فكه 59 "واللفظ له" / هق 3423 / بشن 116].

[السند]:

رواه أبو محمد الفاكهي في (فوائده 59) - ومن طريقه ابن بشران في (الأمالي 116)، والبيهقي في (السنن 3423) -: عن أبي يحيى بن أبي مسرة، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد لين؛ فيه يحيى بن محمد الجاري وهو مختلف فيه؛ لخصه الحافظ بقوله: "صدوق يخطئ"(التقريب 7638). وقد تقدمت ترجمته في باب "النهي عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة"، حديث رقم (؟؟؟؟؟).

قلنا: فمثله لا يُحتج بما يتفرد به، وقد تفرد بقوله:«أَوْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مُتَعَمِّدًا» فهي زيادة ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت صحيحة المعنى.

وبه أعله الذهبي فقال: "الجاري ضُعِّف"(المهذب 2/ 143).

(1)

عند البيهقي: (عجازه)، وفي بقية المصادر:(عجانه)، وقد تقدم كذلك عند الحربي في (غريبه) في باب:"عجن".

ص: 28

1901 -

حديث أبي سعيد الخدري:

◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن التَّشَبُّهِ

(1)

فِي الصَّلاةِ؟ فَقَالَ: «لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

صحيح المتن، وصححه الألباني بشواهده، وإسناده ضعيف، وأنكره أحمد بن حنبل، وأقره العقيلي، وضَعَّفه البوصيري.

[اللغة]:

قوله (عَنِ التَّشَبُّهِ فِي الصَّلَاة): "أَيْ: على حكم الالتباس والشك في حصول الحدث في الصلاة"(حاشية السندي على ابن ماجه 1/ 454).

[التخريج]:

[جه 518 "واللفظ له" / عق (2/ 279) / علحم 5597].

[السند]:

قال ابن ماجه: حدثنا أبو كُرَيب، حدثنا المحاربي، عن مَعْمَر بن راشد، عن الزهري، أنبأنا سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، به.

ومداره عندهم على المحاربي عبد الرحمن بن محمد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المحاربي عبد الرحمن بن محمد، فقال عنه الحافظ:"لا بأس به، وكان يدلس"(التقريب 3999)،

(1)

- كذا وقع في (سنن ابن ماجه)، ووقع في (الضعفاء للعقيلي)، وفي (العلل لأحمد) بلفظ:"التشبيه" بزيادة ياء قبل آخره.

ص: 29

وقد عنعنه.

وأنكر أحمد سماعه هذا الحديث من معمر:

قال عبد الله بن أحمد: "حدثت أبي بحديث المحاربي عن معمر عن الزهري .... " وذكر الحديث ثم قال: "فأنكره أبي واستعظمه، قال أبي: المحاربي عن معمر؟ ! قلت: نعم. وأنكره جدًّا". قال عبد الله بن أحمد: "ولم نعلم أن المحاربي سمع من معمر شيئًا، وبلغنا أن المحاربي كان يدلس"(العلل رواية عبد الله 5597). وأقره العقيلي في (الضعفاء 2/ 479).

قلنا: والصواب من حديث الزهري ما رواه سفيان بن عيينة وغيره من الحفاظ عنه عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد به مرفوعًا.

ولذا قال البوصيري: "هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه معلل برواية الحفاظ من أصحاب الزهري عنه عن سعيد عن عبد الله بن زيد، وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم في الصحيحين

" ثم نقل عن أحمد وابنه عبد الله ما ذكرناه آنفًا. انظر (مصباح الزجاجة 1/ 74).

وحديث عبد الله بن زيد قد سبق في أول الباب، وبه صحح الألباني متن هذا الحديث، فقال:"صحيح بما قبله"(صحيح ابن ماجه 514).

ص: 30

رواية: (فَلْيَقُلْ فِي نَفْسِهِ: كَذَبْتَ):

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «إِذَا شَبَّهَ عَلَى أَحَدِكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلاتِهِ، فَقَالَ: [إِنَّكَ قَدْ] أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ فِي نَفْسِهِ: كَذَبْتَ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا بِأُذُنَيْهِ، أَوْ يَجِدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ (كَمْ صَلَّى)، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ» .

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق والتمام، وضَعَّفه الألباني.

[التخريج]:

[د 1018 / حم 11082 "والزيادة والرواية له"، 11320 "واللفظ له"، 11321، 11478، 11499، 11500، 11501، 11513 / خز 31/ حب 2665، 2666 / ك 469، 1227 / عب 539، 3502 / ش 8080 / عل 1141 / معر 1452 / ضح (2/ 344) / تمهيد (5/ 26)، (7/ 91، 92) / خلدف 27 / كما (22/ 574)].

[السند]:

أخرجه أحمد (11320) قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني عياض بن هلال، أنه سمع أبا سعيد الخدري،

فذكره.

ثم قال عقبه - برقم (11321) -: حدثناه يحيى بن سعيد، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض، أنه سأل أبا سعيد، فذكره. - أحاله على رواية معمر-.

وأخرج رواية هشام الدستوائي بسياقها في مواضع أخرى برقم (11082، 11478، 11499).

ص: 31

وأخرجه برقم (11513) من طريق علي بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به.

ومداره عندهم على يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال - وقال بعضهم: هلال بن عياض -، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: عياض بن هلال، وقيل في اسمه:"عياض بن أبي زهير "، وقيل:"عياض ابن عبد الله"، وقيل:"هلال بن عياض"، وعلى أية حال هو مجهول، قال فيه الحافظ:" مجهول، تفرد يحيى بن أبي كثير بالرواية عنه"(التقريب 5281).

ومع ذلك أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم في (المستدرك)، ولكن قال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ فإن عياضًا هذا هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقد احتجا جميعًا به ولم يخرجا هذا الحديث لخلاف من أبان بن يزيد العطار فيه عن يحيى بن أبي كثير، فإنه لم يحفظه فقال: عن يحيى عن هلال بن عياض أو عياض بن هلال. وهذا لا يعلله لإجماع أصحاب يحيى بن أبي كثير على إقامة هذا الإسناد عنه، ومتابعة حرب بن شداد فيه، كذلك رواه هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوَائِي وعلي بن المبارك ومعمر بن راشد وغيرهم، عن يحيى بن أبي كثير"(المستدرك 469).

قلنا: كذا قال، وهو وهمٌ منه، فليس لعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح في هذا الحديث ناقة ولا جمل، بل ولم يذكره المزي ضمن شيوخ يحيى بن أبي كثير، وإنما ذكر عياض بن هلال، وقال: ويقال: هلال بن

ص: 32

عياض".

وقد رواه عبد الرزاق - وعنه أحمد وغيره -: عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني عياض بن هلال به.

ورواه أحمد (11513)، وابن أبي شيبة، كلاهما: عن وكيع عن علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال به.

ورواه أبو داود: من طريق هشام الدَّسْتُوَائِي وأبان كلاهما عن يحيى بن أبي كثير ثنا عياض، وقال أبان:"عن هلال بن عياض".

قال أبو داود: "وقال معمر وعلي بن المبارك: عياض بن هلال "، وقال الأوزاعي: عياض بن أبي زهير".

قلنا: ولأصل الحديث شواهد في الصحيحين إلا قوله: «فَلْيَقُلْ [فِي نَفْسِهِ] كَذَبْتَ» فلم نجد له شاهدًا، وإن كان معناه صحيحًا، إذ إن مقتضى عدم الانصراف من الصلاة بوسوسة الشيطان تكذيب هذه الوسوسة، والله أعلم.

والحديث أورده الألباني في (ضعيف أبي داود) وقال: "وإنما أوردت الحديث هنا من أجل الشطر الثاني، ولخصوص قوله فيه: (فلْيقُلْ: كَذَبْتَ)، ولفظ ابن حبان ورواية لأحمد: (فلْيقُلْ فِي نَفْسِهِ: كَذَبْتَ)، فإني لم أجد له شاهدًا"(ضعيف أبي داود 1/ 389).

ص: 33

روية فيأخذ شعرة من دبره:

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا، فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق، وضَعَّفه ابن عدي، وابن القيسراني، والهيثمي، وابن حجر، والعيني، والألباني.

[التخريج]:

[حم 11912، 11913 "واللفظ له" / حث 84 / عل 1249 / عد (8/ 120)].

[السند]:

قال أحمد (11912): حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، به.

ورواه أحمد (11913) أيضًا: عن عفان، عن حماد، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، وعن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، به مثله.

ومداره عندهم على علي بن زيد بن جدعان، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو "ضعيف" كما في (التقريب 4734).

وعدَّه ابن عدي في مناكيره، وختم ترجمته بقوله:"وهو مع ضَعْفِه يُكتب حديثه"(الكامل 8/ 124).

ص: 34

وبه ضَعَّفه: ابن القيسراني في (ذخيرة الحفاظ 894)، والهيثمي في (مجمع الزوائد 1249)، وابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 354)، والعيني في (عمدة القاري 2/ 252).

وضَعَّفه الألباني في (ضعيف الجامع 1479).

وقد رُوي قوله: ((فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ فَيَمُدُّهَا))، عن ابن مسعود من قوله موقوفًا عليه، وسيأتي في آخر الباب.

* * *

ص: 35

1902 -

حديث عامر بن ربيعة:

◼ عَنْ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ لَهُ: قَدْ أَحْدَثْتَ. فَلَا تَنْصَرِفْ حَتَّى تَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ تَجِدَ رِيحًا)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[معر 1724].

[السند]:

رواه ابن الأعرابي في (معجمه): عن سهل بن أحمد الواسطي، (عن القاسم بن عيسى)

(1)

، نا محمد بن الحسن، نا معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه معاوية بن يحيى وهو الصدفي "ضعيف" كما في (التقريب 6772).

(1)

في المطبوع: (ابن القاسم)، وهو خطأ، الصواب (القاسم)، فإنما يروي سهل بن أحمد الواسطي عن القاسم وليس عن ابنٍ له، كما في الأحاديث السابقة واللاحقة لهذا الحديث في (معجم ابن الأعرابي) نفسه.

ص: 36

1903 -

حديث تميم المازني:

◼ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ المَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ فِي الصَّلاةِ كَأَّنَهُ أَحْدَثَ، فَقَالَ:«لَا، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

صحيح المتن بما تقدم، وإسناده ضعيف، واستغربه ابن منده.

التحريج:

[صمند (1/ 323)].

[السند]:

قال ابن منده في (الصحابة): حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، (ح) وحدثنا أحمد بن الحسن بن عتبة، قال: حدثنا مقدام بن داود، قال: حدثنا أسد، قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عباد بن تميم المازني، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ من أجل ابن لهيعة، وقد وهم في قوله:(عن عباد بن تميم عن أبيه)، والمحفوظ في هذا الحديث (عن عباد بن تميم عن عمه)، كما في الصحيحين وغيرهما.

ولذا قال ابن منده - عقبه -: "غريب لا يُعرف إلا من هذا الوجه".

ص: 37

1904 -

حديث أبي أيوب الأنصاري:

◼ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّمَا الْوُضُوءُ مِمَّا وَجَدْتَ رِيحَهُ أَوْ سَمِعْتَ صَوْتَهُ، [وَذَرُوا الشُّبُهَاتِ])).

[الحكم]:

منكر بهذا السياق، وعَدَّه في مناكير راويه ابنُ عدي، وتبعه ابن القيسراني.

[التخريج]:

[عد (2/ 316) "واللفظ له" / فيل 114 "والزيادة له"].

سبق تخريجه وتحقيقه في "باب ما رُوي أنه لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ: صَوْتٍ أِوْ رِيحٍ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 38

1905 -

حديث سعيد بن المسيب مرسلًا:

◼ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يَجِدُهُ الإِنْسَانُ يُشْبِهُ لَهُ مِنْهُ أَنَّهُ أَحْدَثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«الوُضُوءُ مِمَّا سَمِعْتَهُ أَوْ وَجَدْتَ رِيحَهُ» .

[الحكم]:

مرسل ضعيف.

[التخريج]:

[إبراهيم 1419].

[السند]:

رواه أبو صالح كاتب الليث في (جزء من نسخة إبراهيم بن سعد) قال: حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: أبو صالح كاتب الليث، الجمهور على تضعيفه، كما تقدم مرارًا.

الثانية: الإرسال؛ فسعيد بن المسيب تابعي مشهور، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 39

1906 -

حديث عطاء وأبي سلمة وابن أبي عمرة مرسلًا:

◼ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ أَقْبَلَ إِلَى الإِنْسَانِ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: اِذْكُرْ كَذَا اِذْكُرْ كَذَا، حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ؛ لِيَقْطَعَ صَلَاتَهُ، فَلَا يَقْطَعَنَّ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ حَتَّى يَجِدَ بَلَلًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا)).

[الحكم]:

صحيح المتن وإسناده مرسل.

[التخريج]:

[جع 313].

[السند]:

رواه إسماعيل بن جعفر في (حديثه - رواية علي بن حجر عنه) قال: عن محمد، عن عطاء وأبي سلمة وابن أبي عمرة، به مرسلًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل.

فمحمد هو محمد بن أبي حرملة من بني عامر، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وعطاء هو ابن يسار الهلالي، ثقة من رجال الشيخين.

وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزُّهْري، ثقة من رجال الشيخين.

وابن أبي عمرة هو عبد الرحمن بن أبي عمرة، ثقة من رجال الشيخين.

ص: 40

ويشهد للشطر الأول من الحديث ما في (صحيح البخاري 608) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ)).

ويشهد للشطر الثاني منه ما سبق في الباب، والله أعلم.

ص: 41

1907 -

حديث عبد الله بن محمد مولى أسلم معضلًا

◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَسْلَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ إِذَا كُنْتُ أُصَلِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ إِحْلِيلِي الشَّيْءُ، أَوْ يَخْرُجُ مِنِّي الرِّيحُ، أَفَأَقْطَعُ صَلَاتِي؟ قَالَ:«لَا، إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ يَدْخُلُ فِي إِحْلِيلِ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلَا يَقْطَعْ صَلَاتَهُ حَتَّى يَجِدَ بَلَلًا أَوْ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا» .

[الحكم]:

معضل تالف الإسناد. وقال الألباني: موضوع.

[التخريج]:

[عب 541].

[السند]:

رواه عبد الرزاق: عن أبي بكر بن عبد الله، أن عبد الله بن محمد مولى أسلم حدثه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ آفته أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، قال الحافظ:"رمَوه بالوضع"(التقريب 7973).

ولذا حكم عليه الألباني بالوضع في (السلسلة الضعيفة 6558).

ثم إنه معضل؛ فإن عبد الله بن محمد هذا هو ابن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ"سَحْبَل" من الطبقة السابعة (طبقة أتباع التابعين). كما في (التقريب 3600).

ص: 42

1908 -

حديث ابن مسعود موقوفًا:

◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ:«إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَطِيفُ بِالرَّجُلِ فِي صَلَاتِهِ لِيَقْطَعَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ، فَإِذَا أَعْيَاهُ نَفَخَ فِي دُبُرِهِ، فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا» .

• وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَيَبُلُّ إِحْلِيلَهُ حَتَّى يَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، وَأَنَّهُ يَأْتِيهِ فَيَضْرِبُ دُبُرَهُ فَيُرِيهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا تَنْصَرِفُوا حَتَّى تَجِدُوا رِيحًا أَوْ تَجِدُوا بَلَلًا» .

[الحكم]:

موقوف إسناده جيد، والفقرة الأولى لها حكم الرفع.

[التخريج]:

[عب 542 "واللفظ له"، 543 / ش 8083 "والرواية له"، 8084 / طهور 407 / طب (9/ 249 - 250/ 9231، 9232، 9233)].

[السند]:

رواه عبد الرزاق في (مصنفه 542) - ومن طريقه الطبراني (9231) -: عن الثوري، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن قال: قال ابن مسعود:

فذكره.

ورواه ابن أبي شيبة في (مصنفه 8083): عن محمد بن فُضيْل، عن الأعمش، به. بلفظ الرواية.

ورواه الطبراني (9232) من طريق زائدة، عن الأعمش، به بنحو رواية الثوري.

ص: 43

[التحقيق]:

هذا إسناد جيد؛ المنهال بن عمرو: وثقه ابن معين والنسائي والعِجْلي وابن حبان. وقال الدارقطني: "صدوق"، بينما ضَعَّفه ابن حزم، وقال الحاكم:"غمزه يحيى القطان". انظر (تهذيب التهذيب 10/ 321). وتركه شعبة لأنه سمع من بيته صوت غناء. قال الذهبي: "وهذا لا يوجب غمز الشيخ"(ميزان الاعتدال 4/ 192).

وقيس بن السكن هو الأسدي، ثقة من رجال مسلم، من كبار التابعين. (التقريب 5578).

* * *

رواية إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي فِي الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ فِي العُرُوقِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ:«إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي فِي الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ، فَإِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ فَنَفَخَ فِي دُبُرِهِ لِيُرِيَهُ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .

[الحكم]:

ضعيف بهذا اللفظ.

[التخريج]:

[يوسف (ص 38)].

[السند]:

رواه أبو يوسف في (الآثار): عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، أن

ص: 44

ابن مسعود قال:

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لأجل أبي حنيفة، فهو ضعيف الحديث كما تقدم مرارًا.

وإبراهيم النَخَّعي لم يسمع من ابن مسعود، كما تقدم أيضًا مرارًا.

* * *

ص: 45