المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌323 - باب ما جاء في الوضوء بمكة قبل الهجرة - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٦

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌303 - بابُ لَا وُضُوءَ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

- ‌304 - بَابُ الْمُوَالَاةِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌305 - بَابُ حُكْمِ مَنْ لَمْ يُصِبِ الْمَاءُ بَعْضَ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ

- ‌306 - بَابُ تَحْرِيكِ الْخَاتَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌307 - بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌308 - بَابُ مَا يُفعلُ بِمَا بَقِيَ مِنْ الوَضُوءِ

- ‌309 - بَابُ الِاعْتِدَاءِ فِي الوُضُوءِ

- ‌310 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي الْإِسْرَافِ فِي الوُضُوءِ

- ‌311 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي ذَمِّ كَثْرَةِ الوَضُوءِ

- ‌312 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌313 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي مَنْعِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌314 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنِ البَدْءِ بِالفَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌315 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَسْيِيلِ فَضْلِ الوُضُوءِ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ

- ‌316 - بَابُ نَضْحِ الفَرْجِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌317 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي نَفْضِ الْأَيْدِي من الوُضُوءِ وَإِشْرَابِ الأَعْيُنِ

- ‌318 - بَابُ التَّنْشِيفِ بَعْدَ الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌319 - بَابُ التَّطَيُّبِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌320 - بَابُ الوَسْوَسَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌321 - بَابُ كَيْفَ يُدْعَى إِلَى الطَّهُورِ

- ‌322 - بابُ مَا رُويَ فِي تَعْليمِ جِبْرِيلُ عليه السلام الوُضُوءَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌323 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ

- ‌324 - بَابُ وُضُوءِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌325 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌326 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي النَّهْيِ عَنِ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌327 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ الْجُنُبِ

- ‌328 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ

- ‌329 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبِئْرِ

- ‌330 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْغَدِيرِ أَوِ الْبُسْتَانِ

- ‌331 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌332 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ السِّوَاكِ

- ‌333 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ

- ‌334 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْحِمَارِ

- ‌335 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ السِّبَاعِ

- ‌336 - بَابُ الوُضُوءِ بِالْمَاءِ الْمُشَمَّسِ

- ‌337 - بَابُ الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌338 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ المَطَاهِرِ

- ‌339 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌340 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌341 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنْ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌342 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الزُّجَاجِ

- ‌343 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الْخَشَبِ

- ‌344 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ الإِنَاءِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ فِيهِ حَتَّى يَمْتَلِئ

- ‌345 - بَابُ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌346 - بَابُ تَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌347 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَضْمَضَةِ مِنَ الدَّسَمِ

- ‌348 - بَابُ تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ وَالوُضُوءِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ، وَمِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌349 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْمَضْمَضَةِ مِنْ لَبَنِ الْإِبِلِ

- ‌350 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ

- ‌351 - باب لَا وُجُوبَ لِلْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌352 - بَابُ غَسْلِ الأَيْدِي مِنْ أَكْلِ اللَّحْمِ

الفصل: ‌323 - باب ما جاء في الوضوء بمكة قبل الهجرة

‌323 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ

2023 -

حديث عمرو بن عبسة:

◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي. فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيٌّ» ، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِي اللهُ» ، فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ ..... الحديث.

وَفِيهِ: قَالَ: فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَالْوُضُوءَ؟ حَدِّثْنِي عَنْهُ. قَالَ: «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ؛ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .

ص: 420

[الحكم]:

صحيح (م).

[فائدة]:

قال الحاكم: "وأهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أن الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة، وإنما نزول المائدة في حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وله شاهد صحيح ناطق بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ ويأمر بالوضوء قبل الهجرة. ولم يخرجاه"، ثم ذكر حديث عمرو بن عبسة هذا

(1)

. (المستدرك عقب رقم 593).

[التخريج]:

[م 832 "واللفظ له" / ك 459 / طب (نخب 1/ 331) / طس 6306 / طش 1320، 1847 / ...... ].

سبق تخريجه وتحقيقه برواياته في باب "ذَهاب الذنوب بماء الوضوء"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

(1)

ولكن بسياق آخر غير المذكور، وقد أخرجه مسلم والحاكم أيضًا بالسياق المذكور، وفيه شاهد للوضوء بمكة قبل الهجرة، ولكن ليس في الحديث أمرٌ.

ص: 421

2024 -

حديث ابن عباس:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: أَنَّ الْمَلَأَ، مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاهَدُوا بِاللَّاتِ، وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى [وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ]: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ.

قَالَ: فَأَقْبَلَتْ [ابْنَتُهُ] فَاطِمَةُ رضي الله عنها تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِكَ فِي الْحِجْرِ، قَدْ تَعَاهَدُوا: أَنْ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ! ! قَالَ:«يَا بُنَيَّةُ أَدْنِي وَضُوءًا» فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هُوَ هَذَا، هُوَ هَذَا. فَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، [وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ] وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ، وَلَمْ يَقُمْ [إلَيْهِ] مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، فَحَصَبَهُمْ بِهَا، وَقَالَ:«شَاهَتِ الْوُجُوهُ» قَالَ: فَمَا أَصَابَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا.

[الحكم]:

إسناده حسن، وصححه ابن حبان، والحاكم، والضياء، والألباني، وحسنه السندي.

[التخريج]:

[حم 2762 "والزيادات له"، 3485 "واللفظ له" / ص 2913 / غحر (3/ 993) مختصرًا جدًّا / حب 6543/ ك 593 / ك (فاطمة 124، 125) / نبص 139 / هقل (6/ 240) / نبق 48 / ضيا (10/ 218 - 220/ 230 - 232) / منتظم (2/ 379)].

ص: 422

[السند]:

رواه أحمد (3485) - ومن طريقه الضياء في (المختارة 10/ 220)، وابن الجوزي في (المنتظم 2/ 379) - قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن خُثَيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.

ورواه الحاكم في (فضائل فاطمة 124) من طريق عبد الرزاق بسنده إلى ابن عباس قال: دخلَتْ فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال:«يَا بُنَيَّةُ مَا يُبْكِيكِ؟ » قالت: يا أبت ما لي لا أبكي وهؤلاء الملأ من قريش في الحجر؟ !

الحديث بنحوه.

[التحقيق]:

هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين سوى ابن خثيم - واسمه: عبد الله بن عثمان بن خثيم -، فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري، وقد اختلف في حاله، وقال فيه ابن حجر:"صدوق"(التقريب 3466).

وقد رواه عنه غير معمر:

فرواه سعيد بن منصور في (السنن 2913)، عن إسماعيل بن عياش.

ورواه أحمد (2762)، والحربي في (الغريب 3/ 993)، والحاكم (593)، والضياء في (المختارة 10/ 218) وقوام السنة في (الدلائل 48) من طريق يحيى بن سليم.

ورواه ابن حبان (6543)، وأبو نعيم في (الدلائل 139) من طريق مسلم بن خالد.

ورواه البيهقي في (الدلائل 6/ 240) من طريق أبي بكر بن عياش.

ص: 423

أربعتهم عن ابن خثيم بسنده ومتنه، إلا أن الحربي اختصره جدًّا فلم يذكر فيه الوضوء.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح؛ فقد احتجا جميعًا بيحيى بن سليم، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة".

قلنا: يحيى بن سليم متكلم في حفظه، وإنما أخرج له البخاري حديثًا واحدًا انتقاء، وقد اختُلف عليه هنا:

فرواه الحاكم في (فضائل فاطمة 126) من طريق عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن سليم، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير: أن فاطمة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، فذكر الحديث بنحوه مرسلًا.

وعبيد الله بن سعيد هو السرخسي، ثقة مأمون من رجال الشيخين، فالظاهر أن هذا الاختلاف من قِبل يحيى بن سليم، والصواب رواية الوصل كما رواه معمر وغيره.

وقد اختلف فيه على أبي بكر بن عياش أيضًا:

فرواه الدِّينَوَري في (المجالسة 2521)، والحاكم في (المستدرك 4805)، وفي (فضائل فاطمة 127)، والبيهقي في (الدلائل 2/ 277) من طريق الوضاح بن يحيى النهشلي، نا أبو بكر بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: اجتمع مشركو قريش في الحجر

"، الحديث بنحوه، فجعله من حديث فاطمة، ولم يذكر فيه الوضوء.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

ص: 424

قلنا: الوضاح رماه ابن حبان بسوء الحفظ، وقد خالفه مَن هو أثبت وأحفظ منه:

فرواه البيهقي في (الدلائل 6/ 240) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن أبي بكر بن عياش بسنده إلى ابن عباس قال: جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكي فقالت: تركت الملأ من قريش قد تعاقدوا في الحجر

"، الحديث بنحوه، وذكر فيه الوضوء.

واختلف فيه على إسماعيل بن عياش أيضًا:

فرواه الحاكم في (فضائل فاطمة 128) من طريق الربيع بن رَوْح عن إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: اجتمع الملأ من قريش على أن يضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثتني فاطمة أنها أخبرت بذلك النبي عليه السلام

" الحديث، ولم يذكر فيه الوضوء أيضًا.

وقد رواه سعيد بن منصور في (السنن 2913) عن إسماعيل بن عياش، فجعله من حديث ابن عباس، وذكر فيه الوضوء.

وعلى كلٍّ، فلا شك أن ابن عباس إنما تَحَمَّله عن غيره من الصحابة، سواء كان من فاطمة رضي الله عنها، أو من غيرها، فإنه لم يدرك هذه القصة، فقد وُلد قبل الهجرة بثلاثة أعوام.

والحديث صححه الضياء؛ بإخراجه له في (المختارة)، وشَرْطه فيها معروف.

وقال الهيثمي: "رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح"(المجمع 8/ 228)، فتعقبه الألباني قائلًا:"بل كلاهما من رجال الصحيح"(الصحيحة 6/ 783).

وقال السندي: "وإسناد الحديث حسن إن شاء الله تعالى" (حاشية السندي

ص: 425

3/ 77).

وصححه الألباني في (الصحيحة 2824).

[تنبيه]:

ذَكَر ابن أبي حاتم أن هشام بن يوسف قد روى هذا الحديث عن معمر عن ابن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس، وأن أبا زرعة سئل عن ذلك فقال:"هذا خطأ؛ إنما هو: ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم في هذا الحديث معمر"(العلل 2702).

قلنا: لم نجد طريق هشام هذا، وقد رواه عبد الرزاق عن معمر على الصواب، فبرئ معمر من الوهم!

ص: 426

2025 -

حديث العباس بن عبد المطلب:

◼ عَنْ عَفِيفٍ الكِنْدِيِّ قَالَ: «كَانَ العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِي صَدِيقًا، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى اليَمَنِ، يَشْتَرِي العِطْرَ فَيَبِيعُهُ أَيَّامَ المَوْسِمِ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِمِنَى فَأَتَاهُ رَجُلٌ مُجْتَمِعٌ، فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ فَتَوَضَّأَتْ وَقَامَتْ تُصَلِّي [خَلْفَهُ]، ثُمَّ خَرَجَ غُلَامٌ قَدْ رَاهَقَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ إِلَى جَنْبِهِ يُصَلِّي، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ يَا عَبَّاسُ! مَا هَذَا [الدِّينُ]؟ ! قَالَ: هَذَا ابْنُ أَخِي محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُ رَسُولًا، وَهَذَا ابْنُ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ تَابَعَهُ عَلَى دِينِهِ، وَهَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ، قَدْ تَابَعَتْهُ عَلَى دِينِهِ.

قَالَ عَفِيفٌ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ وَرَسَخَ الإِسْلامُ فِي قَلْبِهِ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ رَابِعًا! ».

[الحكم]:

إسناده ساقط بهذه السياقة، وقد رواه آخرون دون ذكر الوضوء في متنه، وهو ضعيف أيضًا، وضَعَّفه البخاري وتبعه العقيلي وابن عدي وابن رجب وغيرهم.

[التخريج]:

[طبت (2/ 312) "واللفظ له" / غيل 446 "والزيادة الثانية له ولغيره" / صحا 5544 "والزيادة الأولى له" / قا (2/ 306) ولم يسق متنه / عيون الأثر (1/ 111)].

[السند]:

رواه أبو جعفر الطبري في (التاريخ) قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد، قال سلمة: حدثني محمد بن إسحاق،

ص: 427

عن يحيى بن أبي الأشعث -قال أبو جعفر: وهو في موضع آخر من كتابي عن يحيى بن الأشعث- عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكِنْدي- وكان عفيف، أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه، وكان ابن عمه- عن أبيه عن جده عفيف، به.

ورواه ابن قانع في (المعجم 2/ 306) عن الطبري عن ابن حميد عن سلمة وحده عن ابن إسحاق به، ولم يذكر متنه، وإنما أحال على رواية قبله ليس فيها ذكر الوضوء.

ورواه أبو بكر الشافعي في (الغيلانيات 446) -ومن طريقه ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 111) - عن محمد بن بشر بن مطر.

ورواه أبو نعيم في (المعرفة 5544) من طريق الحسن بن سفيان،

كلاهما عن محمد بن حميد، ثنا سلمة

(1)

بن الفضل -زاد الحسن: وعلي بن مجاهد- عن ابن إسحاق، عن يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده عفيف الكندي، به.

فمداره عندهم على ابن حميد، وقد رواه غيره دون ذكر الوضوء في متنه كما ستراه في:

[التحقيق]:

هذا إسناد ساقط؛ مسلسل بالعلل:

العلة الأولى: محمد بن حميد الرازي، مجروح، رُمي بالكذب، وقد سبق

(1)

- تحرفت في المطبوع من الغيلانيات إلى: "مَسْلمة"!

ص: 428

ذكره مرارًا.

الثانية: سلمة بن الفضل، هو الأبرش، مختلف فيه، وقال ابن حجر:"صدوق كثير الخطأ"(التقريب 2505)، وقد تابعه علي بن مجاهد، وهو متروك كما في (التقريب 4790)، بل كذبه ابن الضريس، وقال:"لم يسمع من ابن إسحاق"(تهذيب التهذيب 7/ 378).

الثالثة: يحيى بن أبي الأشعث، ترجم له البخاري في (التاريخ 8/ 261) وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 129)، وابن حبان في (الثقات 9/ 251)! ولم يذكروا فيمن روى عنه سوى ابن إسحاق؛ ولذا قال الحسيني:"لا يُعرف"(الإكمال 965) وتعقبه ابن حجر في (التعجيل 1157) بما لا يغير من الأمر شيئًا!

الرابعة: إسماعيل بن إياس، قال البخاري:"في حديثه نظر"(التاريخ الكبير 1/ 345)، وقال أيضًا:"لم يصح حديثه، ولم يَثبت"، نَقَله عنه العقيلي في (الضعفاء 1/ 234)، وأقره، ونقله ابن عدي في (الكامل 2/ 119)، وأقره، ثم قال:"ليس هو بالمعروف، وما أظن له إلا حديثًا واحدًا"، ومع ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 35)!

الخامسة: إياس بن عفيف الكندي، قال البخاري:"فيه نظر"(التاريخ الكبير 1/ 441)، وقال ابن عدي:"ما أظن له غير هذا الحديث الذي يرويه ابنه إسماعيل عنه"(الكامل 234)، وقال الذهبي:"ما روى عنه سوى ابنه إسماعيل"(الميزان 1/ 282)، ومع ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 34)!

السادسة: أن هذا الحديث في (السير لابن إسحاق ص 137، 138) من

ص: 429

رواية يونس بن بُكير عنه عن يحيى بن أبي الأشعث بهذا الإسناد، وليس فيه ذكر الوضوء!

وكذلك رواه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق كما في (مسند أحمد 1787)، وغيره، دون ذكر الوضوء.

وكذلك رواه سعيد بن خثيم عن أسد بن عبد الله - وقيل: ابن عبيدة وقيل: ابن وداعة! - عن يحيى بن عفيف عن أبيه - وقيل: عن يحيى عن جده، وقيل: عن ابن يحيى عن أبيه عن جده - به، دون ذكر الوضوء.

ولمَّا ذكر العقيلي طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، وطريق سعيد بن خثيم، قال:"وكلا الطريقين لم يثبتهما البخاري ولم يصححهما"(الضعفاء 1/ 235).

ولذا قال ابن رجب: "وقد طعن في إسناده البخاري في تاريخه، والعقيلي وغير واحد"(فتح الباري 2/ 305).

وسنخرج الرواية الخالية من ذكر الوضوء في موسوعة الصلاة، ويأتي لها مزيد بيان هناك إن شاء الله.

ص: 430

2026 -

حديث الحارث بن الحارث:

◼ عَنِ الحَارِثِ بْنِ الحَارِثِ الغَامِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَا هَذِهِ الجَمَاعَةُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى صَابِئٍ لَهُمْ قَالَ: فَنَزَلْنَا (فَأَشْرَفْتُ) فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو النَّاسَ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ عز وجل وَالْإِيمَانِ بِهِ، وَهُمْ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ، وَيُؤْذُونَهُ، حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ (حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ) وَانْصَدَعَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ قَدْ بَدَا نَحْرُهَا [تَبْكِي]، تَحْمِلُ قَدَحًا وَمِنْدِيلًا، فَتَنَاوَلَهُ مِنْهَا وَشَرِبَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ [إِلَيْهَا] وَقَالَ:«يَا بُنَيَّةُ خَمِّرِي عَلَيْكِ نَحْرَكِ، وَلَا تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ [غَلَبَةً وَلَا ذُلًّا]» . قُلْنَا: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: [هَذِهِ] زَيْنَبُ بِنْتُهُ [صلى الله عليه وسلم].

[الحكم]:

إسناده حسن، وصححه أبو زرعة الدمشقي، وأقره ابن عساكر والألباني، وقال الهيثمي والصالحي:"رجاله ثقات".

[التخريج]:

[تخ (2/ 262) مختصرا جدًّا / مث 2403، 2976 "والزيادة الأولى له ولغيره" / طب (3/ 268/ 3373) "واللفظ له"، (2/ 432/1052) "والروايتان والزيادات سوى الأولى له ولغيره" / .... ].

سبق تخريجه وتحقيقه في باب "التنشيف بعد الوضوء والغسل"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 431

2027 -

حديث منيب الأزدي:

◼ عن مُنِيبٍ الأَزْدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ بِهِ، وَهُمْ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ، وَيُسِفُّونَ التُّرَابَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ، فَأَقْبَلَتْ جَارِيَةٌ تَحْمِلُ قَدَحًا وَمِنْدِيلًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقَدَحَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ [- يَعْنِي: تَوَضَّأَ -]، وَمَسَحَ بِالْمِنْدِيلِ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ:«يَا بُنَيَّةُ، خَمِّرِي عَلَيْكِ صَدْرَكِ، لَا تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً وَلَا ذُلًا» . قُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ بَلَغَتْ.

[الحكم]:

منكر بهذا السياق، وسنده ضعيف جدًّا، وضَعَّفه المباركفوري.

[التخريج]:

[طاهر (تصوف 71) "واللفظ له" / مغلطاي (1/ 505) "والزيادة له"].

سبق تخريجه وتحقيقه في باب "التنشيف بعد الوضوء والغسل"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 432

فَصْلٌ فِيمَا يَجُوزُ الْوُضُوءُ بِهِ وَمَا لَا يَجُوزُ

ص: 433