الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
320 - بَابُ الوَسْوَسَةِ فِي الوُضُوءِ
2007 -
حديث أُبي بن كعب:
◼ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((إِنَّ لِلوُضُوءِ شَيْطَانًا، يُقَالُ لَهُ: الوَلَهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ المَاءِ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وقال أبو زرعة:"منكر"، وضَعَّفه أبو حاتم الرازي، والترمذي، والبيهقي، وابن القيسراني، والبغوي، وابن الجوزي، والنووي، وابن سيد الناس، وابن عبد الهادي، والذهبي، وابن القيم، وابن الملقن، وابن حجر، وابن عراق، والمُناوي، وعلي القاري. وقال الألباني:"ضعيف جدًّا".
[اللغة والفوائد]:
قال السندي: "الولهان: قيل: هو بفتحتين كنَزَوان، مصدر "وَلِهَ" بكسر اللام: إذا تحيَّر، وهذا الشيطان لإلقاء الناس في التَّحيُّرِ سُمي وَلَهانًا. وقيل: هو بفتح فسكون، صفة من (وَلِهَ) بالكسر، كسَكِرَ فهو سَكْران، سُمي به الشيطان الذي يُولِعُ الناس بكثرة استعمال الماءِ"(حاشية مسند أحمد 35/ 161).
قلنا: ويُحتمل أن يكون المراد بالوسواس - إن صح -: التردد في طهارة الماء ونجاسته، مع عدم ظهور علامات النجاسة، كما يحدث لكثير من
الناس.
[التخريج]:
[ت 58 ((واللفظ له)) / جه 425 / طي 547 / مكائد (آداب الحمام لابن كثير ص 67)، (كبير 2/ 630) / عم 21238 / ني (كبير 2/ 630) / خز 130 / شا 1503 / عد (4/ 352) / مقط (1/ 303) / ك 588 / صحا 757 / هق 963، 964 / ضح (2/ 383) / علج 567، 572 / منتظم (1/ 179) / ضيا (4/ 16/ 1247 - 1249) / مشب 502 / كما (8/ 23)، (19/ 331)].
[التحقيق]:
انظر الكلام عليه بعد الرواية التالية.
رواية (فأنفروه):
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ: الوَلْهَانُ، فَأَنْفِرُوهُ))، قَالُوا: بِمَا
(1)
نُنَفِّرُهُ؟ قَالَ: ((بِتَرْكِهِ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، ضَعَّفه الأئمة المذكورون آنفًا.
[التخريج]:
[طوسي 48].
[السند]:
أخرجه أبو داود الطيالسي في (مسنده) - ومن طريقه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وغيرهم -، قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عُتَيّ بن ضَمْرة السعدي، عن أُبي بن كعب، به.
ومدار إسناده عند الجميع - عدا الشاشي في (مسنده)، والخطيب في (موضح الأوهام) - على أبي داود الطيالسي، عن خارجة بن مصعب، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه خارجة بن مصعب أبو الحجاج السرخسي، قال فيه ابن حجر:"متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كَذَّبه"(التقريب 1612).
ولذا ضَعَّف هذا الحديث جماعة من الأئمة:
فقال أبو زرعة: "رَفْعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر"(العلل 130).
(1)
كذا في المطبوع.
وقال أبو زرعة في موضع آخر: "هو عندي منكر"(العلل 158).
وقال أبو حاتم: "كذا رواه خارجة، وأخطأ فيه. ورواه الثوري، عن يونس، عن الحسن قوله.
ورواه غير الثوري، عن يونس، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا" (العلل 130).
وقال الكناني لأبي حاتم: روى هذا الحديث غير خارجة؟ فقال: "لم يَرْوِ هذا الحديث غيره، وهو متروك الحديث، ولا يرويه عن يونس غيره"(تاريخ أبي حاتم رواية الكناني) نقلًا من (شرح ابن ماجه لمغلطاي 1/ 390).
وقال الترمذي: "حديث أُبي بن كعب حديث غريب، وليس إسنادُه بالقوي عند أهل الحديث؛ لأنا لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة. وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قولَه، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء. وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضَعَّفه ابن المبارك"(السنن عقب الحديث).
وقال البيهقي: "وهذا الحديث معلول برواية الثوري، عن بيان، عن الحسن، بعضه من قوله غير مرفوع، وباقيه عن يونس بن عبيد من قوله غير مرفوع، والله أعلم"(السنن عقب رقم 964).
وقال أيضًا: "وخارجة ينفرد بروايته مسندًا، وليس بالقوي في الرواية"(السنن عقب رقم 965).
وقال ابن القيسراني: "وخارجة متروك الحديث، ولم يروه عن يونس غيره"(ذخيرة الحفاظ 1993).
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث غريب لم يسنده غير خارجة، وإنما هو من
كلام الحسن؛ قال يحيى: خارجة ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به" (العلل المتناهية عقب رقم 572).
وذكره الذهبي في مناكيره، فقال:" انفرد بخبر: ((إِنَّ لِلوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ الوَلْهَانُ)) "(الميزان 2/ 625).
وقال ابن سيد الناس: "الحديث غريب؛ لانفراد خارجة برفعه، وليس ممن يحتمل تفرُّده، فهو ضعيف عندهم"(النفح الشذي 2/ 22).
وضَعَّفه أيضًا من طريق خارجة:
البغوي في (شرح السنة 2/ 53) و (المصابيح 1/ 211)، والنووي في (الخلاصة 211)، وابن عبد الهادي في (تعليقه على علل ابن أبي حاتم ص 146)، وابن القيم في (حاشيته على السنن 1/ 117)، وابن الملقن في (البدر المنير 2/ 599)، وابن حجر في (التلخيص 1/ 175، 1/ 254)، وابن عراق في (تنزيه الشريعة 2/ 72)، والمُناوي في (الفيض 2/ 503)، و (التيسير 1/ 338)، وعلي القاري في (المرقاة 2/ 117).
وقال الألباني: "ضعيف جدًّا"(تحقيق المشكاة 419).
قلنا: ومع نص أبي حاتم، والترمذي، والحاكم، والبيهقي، وغيرهم - على أن خارجة بن مصعب قد تفرد بهذا الحديث مسندًا، فقد وقفنا له على عدة متابعات عن محمد بن دينار، وسفيان بن حسين، ومهدي بن هلال.
أما رواية محمد بن دينار: فقد أخرجها الشاشي في (مسنده 1503) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المُنقري، نا محمد بن دينار، عن يونس، عن الحسن، عن عُتَيّ بن ضَمْرة السعدي، عن أبي، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا محمد بن دينار الطَّاحي، فمختلف فيه، لخصه الحافظ بقوله:"صدوق سيئ الحفظ، ورُمي بالقدر، وتغير قبل موته"(التقريب 5870).
فهذه متابعة واهية، ولعله أخذه من خارجة، فأسقطه على سبيل الوهم والغفلة؛ لما سبق عن غير واحد من الأئمة الحفاظ أن هذا الحديث لم يسنده غير خارجة، والله أعلم.
وعليه: فلم يصب مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 392) حينما صحح الحديث من هذا الوجه؛ عملًا بتوثيق مَن وَثَّق محمد بن دينار، وإهمال قول مَن ضَعَّفه، وكان الأَوْلى إعمال أقوال المضعفين هنا؛ لأن هذا الطريق غريب جدًّا، لا يُعرف عند أئمة الحديث ونقاده.
وأما متابعة سفيان بن حسين: فقد أخرجها الخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 383) من طريق محمد بن صالح الأشج الهمذاني، حدثنا داود بن إبراهيم، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عتي، عن أُبي بن كعب، به.
وهذه متابعة ساقطة لا تساوي فلسًا؛ فإن داود بن إبراهيم هو العقيلي قاضي قزوين
(1)
، قال فيه أبو حاتم:"متروك الحديث، كان يكذب"(الجرح والتعديل 3/ 407).
فلعل هذا الطريق من وضعه.
(1)
كما نص عليه الخليلي في ترجمة محمد بن صالح الأشج من (الإرشاد 2/ 652).
وأما متابعة مهدي بن هلال:
فلم نقف عليها مسندة؛ وإنما علقها الدارقطني في (المؤتلف والمختلف 1/ 303).
وعلى كلٍ، هي متابعة ساقطة أيضًا؛ فإن مهدي بن هلال هذا كذاب يضع الحديث، كَذَّبه يحيى بن سعيد، وابن معين، وأحمد، وأبو داود، والنسائي وغيرهم، وقال ابن معين أيضًا:"ومن المعروفين بالكذب ووضع الحديث: مهدي بن هلال". انظر (لسان الميزان 7965).
قلنا: ومع ما تقدم بيانه من أن هذا الحديث ضعيف جدًّا؛ لاسيما من طريق خارجة بن مصعب، فقد أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) من طريقه!
ولذا تعقبه ابن سيد الناس؛ فقال: "ولا أدري كيف دخل هذا في الصحيح! "(النفح الشذي 2/ 22).
وقال ابن الملقن - بعد نقله تضعيفه عن عدد من الأئمة -: "وخالف ابن خزيمة فأورده في «صحيحه» من جهة خارجة، وهو عجيب منه، فكلهم ضَعَّف خارجة. ونسبه إلى الكذب يحيى، وهذا الحديث من أفراده، ولا أعلم فيه أحسن من قول ابن عدي: إنه يُكتب حديثه"(البدر المنير 2/ 600).
وذكر مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 390)، وابن عبد الهادي في (تعليقه على علل ابن أبي حاتم ص 147): أن ممن صححه أيضًا الحاكم في (المستدرك)، وفي ذلك نظر؛ فقد أشار الحاكم إلى تضعيف الحديث؛ حيث قال عقب حديث لابن عمر:"ولهذا الحديث شاهد ينفرد به خارجة بن مصعب، وأنا أذكره محتسبًا لما أشاهده من كثرة وسواس الناس في صب الماء"(المستدرك).
ولم يُصِب الحاكم في ذكره هذا الحديث في (المستدرك) ولو على سبيل الاستشهاد؛ فالحمد لله شريعتنا كاملة، لا تحتاج لأحاديث الضعفاء والمتروكين والكذابين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ»
(1)
.
وكذا لم يُصِب الضياء في إخراجه في (المختارة)، فشرطه فيها معروف؛ ولذا ذكر مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 390) الضياء ممن صحح الحديث، وإن كان قول مغلطاي فيه نظر؛ لأن الضياء نقل - عقبه - تضعيفه عن الترمذي، وصرح بأن خارجة بن مصعب فيه كلام كثير، واعتذر عن إخراجه قائلًا:"وإنما ذكرناه لكون ابن خزيمة أخرجه"! (المختارة 4/ 18).
وقال مغلطاي: "وصححه أيضًا شيخنا المنذري. وذكره الحاكم في الشواهد ونبه على تفرده به"(إكمال تهذيب الكمال 9/ 134).
ورمز لصحته السيوطي في (الجامع الصغير 2394).
وكل هذا تساهل منهم رحمهم الله جميعًا.
(1)
أخرجه مسلم في (مقدمة صحيحه ص 8) بسند صحيح، وسيأتي تخريجه والكلام عليه في "موسوعة العلم والعلماء"، من هذه الموسوعة - إن شاء الله تعالى -.
2008 -
حديث الحسن مرسلًا:
◼ عَنْ الحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ لِلمَاءِ وِسَاوُسًا فَاتَّقُوا وَسَاوُسَ المَاءِ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[مقط (1/ 302)].
[السند]:
علقه الدارقطني في (المؤتلف والمختلف) فقال: قال عبد الله بن علي بن المديني، حدثنا أبي، حدثنا أبان بن نُمَيْلة - ولم أسمع منه غيره -، حدثنا يونس، عن الحسن، به.
ثم وصله فقال: حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا القاسم بن زكريا، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبان بن نُمَيْلة الحُمْراني قال: سمعت يونس، مثله مرسل.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال؛ فالحسن البصري تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ومراسيله واهية عند فريق من العلماء.
الثانية: جهالة حال أبان بن نميلة، ترجم له الدارقطني في (المؤتلف والمختلف 1/ 302)، وتبعه ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 516)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقد رُوي نحوه من قول الحسن؛
رواه البيهقي في (السنن الكبرى 965) قال: أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي، حدثنا سفيان بن محمد، أخبرنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان، عن بيان، عن الحسن، قال:((شَيْطَانُ الوُضُوءِ يُدْعَى الوَلَهَانَ يَضْحَكُ بِالنَّاسِ فِي الوُضُوءِ)). وعن سفيان، عن يونس قال: كان يقال: ((إِنَّ لِلمَاءِ وَسْوَاسًا فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ المَاءِ)).
ولكن هذا إسناد لين؛ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي ذكره الإدريسي في (تاريخ سمرقند)، فقال:"كان أحد أئمة أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه فى الفقه، وكان على قضاء سمرقند مدة وانصرف منها إلى بخارى"(الجواهر المضية في طبقات الحنفية 1/ 87).
قلنا: وكونه إمامًا في الفقه لا يعني أنه ضابط للحديث؛ فهذا شيء وذاك شيء آخر، بل إن الكثير ممن يُعرف بالفقه والقضاء تجدهم في الحديث من الضعفاء والمتروكين.
ولكن جزم بهذا الرواية عن الثوري: أبو حاتم الرازي؛ فقال: "ورواه الثوري، عن يونس، عن الحسن قوله"(العلل 130).
فلعله يُروى عن الثوري من وجوه أخرى، لم نقف عليها.
وقد جزم بذلك الترمذي، فقال - عقب حديث كعب -:"وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قوله، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء"(السنن عقب رقم 58).
وفي (تاريخ ابن معين - رواية الدوري 1660) قال يحيى: "قد روى سفيان
الثوري عن بيان عن الحسن: ((إِنَّ لِلوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهٌ الوَلْهَانُ))، قال يحيى: هذا بيان رجل غير بيان بن بشر".
وقد رواه عبد الملك بن حبيب في (الواضحة/ كتاب الوضوء ق 8/ب) قال: حدثني الحزامي عن الواقدي عن بيان عن الحسن قال: ((لِلوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُسَمَّى وَلْهَانَ، يَضْحَكُ بِالنَّاسِ فِي وُضُوئِهِمُ وَيُوَسْوُسُهُمْ فِيهِ، وَهُوَ أَشَدُّ الشَّيَاطِينِ عَلَى النَّاسِ)).
وهذا إسناد ساقط؛ فالواقدي متروك متهم بالكذب ووضع الحديث، كما تقدم مرارًا.
2009 -
حديث عِمران بن حُصين:
◼ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ؛ فَإِنَّ لِلْمَاءِ وَسْوَاسًا وَشَيْطَانًا» .
[الحكم]:
ضعيف، وضَعَّفه البيهقي - وأقره ابن سيد الناس، وابن عبد الهادي -، وابن حجر.
[التخريج]:
[هق 966].
[السند]:
أخرجه البيهقي في (السنن) قال: حدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، وأبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الإسفراييني، قالا: حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر التميمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا محمد بن حصين الأصبحي، حدثنا يحيى بن كثير، عن سليمان التيمي، عن أبي العلاء بن الشِّخِّير، عن عمران بن حصين، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه: يحيى بن كثير، وهو أبو النضر البصري، وهو "ضعيف جدًّا"؛ ضَعَّفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني، وزاد أبو حاتم:"ذاهب الحديث جدًّا".
وقال عمرو بن علي: "لا يتعمد الكذب، ويكثر الغلط والوهم"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال الساجي:"معروف فى التشيع، ضعيف الحديث جدًّا، متروك، حَدَّث عن الثقات بأحاديث بواطيل"، وقال العقيلي:"منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا
يجوز الاحتجاج به فيما انفرد به". انظر (تهذيب التهذيب 11/ 267). وقال الحافظ: "ضعيف" (التقريب 7631).
وبه أعله الذهبي، فقال - عقبه -:"يحيى متروك"(المهذب 1/ 204).
ومحمد بن حصين الأصبحي ذكره الدارقطني في (العلل) - تحت حديث ((لا نكاح إلا بولي)) - فقال: "ومحمد بن الحصين الأصبحي شيخ بصري، عن يزيد بن زُرَيع"(العلل 1295)، وكذا في (أطراف الغرائب والأفراد 5009). وهذا الحديث رواه البزار في (مسنده 3111) عن هذا الشيخ، ولكن قال:(محمد بن الحصين الجزري) بدل (الأصبحي).
ولم نقف له على ترجمة، وقال عنه الهيثمي:"لم أجد مَن ذكره"(المجمع 6652)، وقال في موضع آخر:"لم أعرفه"(المجمع 7506)
(1)
.
وقد ضَعَّف البيهقي الحديث؛ فقال - عقب حديث أبي بن كعب المتقدم -: "وقد رُوي بإسناد آخر ضعيف عن عمران بن حصين"، ثم ساقه بهذا الإسناد.
وأقره ابن سيد الناس في (النفح الشذي 2/ 26)، وابن عبد الهادي في (تعليقه على علل ابن أبي حاتم ص 149).
وضَعَّف الحديث - أيضًا - ابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 175).
* * *
(1)
وقال الألباني عن الأصبحي هذا: "محمد بن حصين الأصبحي ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 235) برواية جمع آخر عنه غير المُقَدَّمي، ولكنه لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول الحال"(الضعيفة 4568).
وتعقبه الناشر بأن المترجم له في (الجرح) لم ينسب أصبحيًّا، وبأن الأصبحي تلميذ للمقدمي، بخلاف الذي ترجم له ابن أبي حاتم فإنه من شيوخ المقدمي، فهو رجل آخر، والله أعلم.
2010 -
حديث ابن عباس:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((أنه كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَسْوَسَةِ الوُضُوءِ)).
[الحكم]:
باطل، وأنكره ابن عدي، ووهَّاه ابن سيد الناس وابن حجر.
[التخريج]:
[عد (9/ 159 - 160)].
[السند]:
أخرجه ابن عدي في (الكامل) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف القلزمي، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا بقية، عن محمد بن الفضل، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ آفته محمد بن الفضل بن عطية، وقد كذبه أحمد، وابن معين، والفلاس وغيرهم؛ ولذا قال الحافظ:"كذبوه"(التقريب 6225).
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمته، وختمها بقوله:"ولمحمد بن الفضل غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه ما لا يتابِع الثقات عليه"(الكامل 9/ 161).
وبه ضَعَّفه ابن سيد الناس في (النفح الشذي 2/ 25).
ولذا قال ابن حجر: "إسناده واهٍ"(التلخيص الحبير 1/ 255).
وفيه أيضًا: عبد الله بن محمد بن يوسف القلزمي؛ قال عنه ابن يونس: "لم يكن بذاك، تُعرف وتنكر"، وقال ابن عدي:"مجهول"(لسان الميزان 4449).
2011 -
حديث آخر عن ابن عباس:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: » إِنَّ شَيْطَانًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يُقَالُ لَهُ: الوَلَهَانُ، مَعَهُ ثَمَانِيَةُ أَمْثَالِ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْجُنُودِ، وَلَهُ خَلِيفَةٌ يُقَالُ لَهُ: خَنْزَبُ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَقْبِلْ مِنَ الْعَبْدِ شَيْئًا أَخَذَهُ بِالوُضُوءِ حَتَّى يُهْلِكَهُ، فَمَنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا قدم وَضُوءهُ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ خَنْزَبَ وَأَشْبَاهِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَنْهُ
(1)
مِنَ الْمَاءِ [لِلْوُضُوءِ] مَا يَكْفِي مِنَ الدّهنِ «.
[الحكم]:
موضوع، وقال ابن حبان:"باطل لا أصل له"، وقال ابن الجوزي:"موضوع"، وأقره الذهبي، والسيوطي وابن عراق والفتني والقاري والعجلوني والشوكاني.
[التخريج]:
[مجر (1/ 325) "واللفظ له" / علج 571 "والزيادة له"].
سبق تخريجه وتحقيقه في باب "ما ورد في التسمية عند الوضوء"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
(1)
- في (تنزيه الشريعة) بعد هذه الكلمة زيادة: " وَيَكْفِيهِ ".