الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
351 - باب لَا وُجُوبَ لِلْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ
2092 -
حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَرَقًا [مِنْ شَاةٍ] 1، أَوْ [خُبْزًا وَ] 2 لَحْمًا، [ثُمَّ أَتَاهُ المُؤَذِّنُ، فَوَضَعَهُ، ] 3 ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
[الحكم]:
صحيح (م).
[اللغة]:
العَرَقُ: العَظم أُخذ عنه معظم اللحم، وبقي عليه لحوم رقيقة طيبة. (المعجم الوسيط 2/ 596).
[التخريج]:
[م 354 "واللفظ له" / حم 2002، 3352 مختصرًا، 3463 وعنده الزيادة الثانية / خز 41، 42 "والزيادة الثانية له ولغيره"، 43 مختصرًا / عب 643 / حمد 922 / عه 829 "والزيادة الأولى له ولغيره" / عل 2734 "والزيادة الثالثة له ولغيره" / طب (10/ 280/ 10660) مختصرًا، (11/ 114/ 11217)، (11/ 131/ 11267) / طش 145 مختصرًا / جعد 3409 مختصرًا / مث 396 مختصرًا / علحا (1/ 432) / فة (2/ 733) / طح (1/ 64) / عد (4/ 433)
مختصرًا، (7/ 470) / مسن 785 / حل (3/ 208) / تخث (السِّفر الثاني 4072) / كر (17/ 163)، (54/ 224، 363)].
[السند]:
قال مسلم: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، أخبرني وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، (ح) وحدثني الزهري، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس، (ح) وحدثني محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس به.
وقال مسلم أيضًا: حدثني علي بن حُجْر، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.
تنيبه:
قال أبو نعيم: " هذا حديث صحيح متفق عليه، اتفق عليه الإمامان وأخرجاه من حديث يحيى بن سعيد عن هشام"(حلية الأولياء 3/ 208).
قلنا: كذا قال، وليس كذلك فلم يخرج البخاري هذه الطريق، وكذا لم يخرج لفظها بزيادة:((وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً))، وإنما المتفق عليه من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس بلفظ ((وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) فقط، والله أعلم.
* * *
رِوَايَاتُ مَنْ زَادَ فِيهِ: ((وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ عَرَقًا (كَتِفًا) مِنْ شَاةٍ [أَوْ لَحْمًا]، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
• وَفِي رِوَايَةٍ (2): ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ (عَظْمًا، أَوْ لَحْمًا)، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ (3): ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأُتِيَ بِكَتِفٍ مِنْ لَحْمٍ فَانتَهَسَهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يُمَضْمِضْ، وَلَمْ يَطَّهَّرْ (وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
[الحكم]:
صحيح، وصححه: أبو عَوانة، وابن حبان، وأحمد شاكر.
[التخريج]:
تخريج السياقة الأولى: [حم 2545 "واللفظ له" / حب 1149/ عه 831/ بز 5246 "والرواية والزيادة له ولغيره" / طب (10/ 279/ 10657) / ميمي 35 / هق 720، 760].
تخريج السياقة الثانية: [حب 1138 "واللفظ له" / طي 2784 "والرواية له" / شعب 5438 / عروس 4 / سراج (مغلطاي 2/ 38)].
تخريج السياقة الثالثة: [طب (10/ 311/ 10758)].
[التحقيق]:
جاء التصريح بترك المضمضة في هذا الحديث من أربعة طرق:
الطريق الأول:
رواه أحمد (2545) قال: حدثنا عفان، حدثنا وهيب.
ورواه أبو عوانة (831)، والبيهقي (760) من طريق أنس بن عياض.
ورواه ابن حبان (1149)، وابن أخي ميمي في (فوائده 35): من طريق شعيب بن إسحاق.
ورواه البيهقي (720) من طريق مسدد عن يحيى بن سعيد القطان.
ورواه الدبيثي في (ذيل تاريخ بغداد 4/ 38) من طريق الليث بن سعد.
خمستهم: عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبد الله بن عباس، به بلفظ السياقة الأولى.
وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد صرح أبو عوانة بصحة الحديث عقب تخريجه.
وكذا صححه أحمد شاكر في (تحقيقه للمسند 2545).
ولهشام بن عروة فيه وجهان آخران كما في:
الطريق الثاني والثالث:
رواهما البزار (5246) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن الزهري، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه.
وعن هشام بن عروة، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفًا أَوْ لَحْمًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يُمَضْمِضْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
ورواه الطبراني في (الكبير 10657): عن معاذ بن المثنى. والبيهقي (720) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى. كلاهما: عن مسدد، عن يحيى
ابن سعيد، عن هشام بن عروة، به مثله، وعنده:((وَلَم يَتَمَضْمَضْ)).
وهذان سندان صحيحان على شرط مسلم.
وقال البيهقي عقبه: "رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد القطان"(السنن 720).
وقال عقب طريق وهب: "مخرج في كتاب مسلم من حديث هشام بن عروة"(السنن 760).
قلنا: نعم، فقد أخرجه مسلم (354) عن زهير عن يحيى عن هشام بهذه الأسانيد الثلاثة، إلا أنه عنده بلفظ:((وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)) كما تقدم، دون ذكر ترك المضمضمة، وقد ذكرها جماعة من أصحاب هشام، كما ذكرها الفلاس ومسدد عن يحيى، فهي زيادة محفوظة رواها الثقات الحفاظ.
هذا وقد قال البزار عقبه: "ولا نعلم أسند هشام عن محمد بن علي غير هذا الحديث. على أن لفظ هذا الحديث مخالف لسائر الألفاظ التي تُروى عن ابن عباس في ذلك"!
كذا قال، وسائر الروايات الصحيحة لهذا الحديث موافقة لهذه الرواية، فالله أعلم بما أراد.
الطريق الرابع:
رواه الطيالسي (2784) عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَظْمًا - أَوْ: لَحْمًا -، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَمَا تَوَضَّأَ وَلَا تَمَضْمَضَ)).
وخارجة متروك، ولكنه متابع:
فرواه ابن حبان (1138)، والسراج - كما في (شرح ابن ماجه لمغلطاي) - من طريق عبد العزيز الدراوردي.
ورواه البيهقي في (الشعب 5438) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير الزرقي.
كلاهما عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، به، بلفظ السياقة الثانية.
ورواه الطبراني (10758) من طريق معمر، ومالك، والزرقي، وعبد العزيز الماجشون، ورَوْح بن القاسم - واللفظ له -، عن زيد بن أسلم، به بلفظ السياقة الثالثة.
فمداره عندهم على زيد بن أسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
وهذا المدار صحيح على شرط الشيخين، وقد خرجاه كما سبق من طريق مالك -وهو في موطئه - عن زيد به، ليس فيه ترك المضمضة، وكذا مضى من حديث معمر.
فعُلِم من هذا أن الطبراني حَمَل لفظ مالك ومعمر على لفظ روح كما صرح هو به.
وعلى كلٍ، فرَوْح بن القاسم ثقة حافظ، وقد حفظ فيه ترك المضمضة. وتابعه على ذلك الزرقي وهو ثقة، والدراوردي وهو صدوق، والسند إليهم ثابت، ويشهد لهم طريق هشام.
فإن قيل: قد رواه أبو نعيم في (أخبار أصبهان 1/ 157) من طريق رَوْح، به، دون ذكر المضمضة.
فالجواب: أنه عنده من طريق خالد بن الهَيَّاج بن بِسْطام، عن أبيه، عن
رَوْح. والهَيَّاج متكلم فيه. وكذلك ابنه خالد، فقد روى عن أبيه منكرات كثيرة.
رواية وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ:
• وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدِ وَهُوَ يُرِيدُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((هَذَا رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ قَبْلَ صَلَاتِكِمْ))، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ، وَمَسَحَ يَدَهُ بِالْحَائِطِ.
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وعدَّه ابن عدي في مناكير راويه.
[التخريج]:
[محد (1/ 407) "واللفظ له" / عد (6/ 283) / أصبهان (2/ 323)].
[السند]:
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في (طبقات المحدثين بأصبهان) - وعنه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) - قال: حدثنا محمد بن جعفر الشعيري.
وأخرجه ابن عدي في (الكامل): عن عبد الله بن محمد بن ياسين، وأبي عَرُوبة.
ثلاثتهم: عن الوليد بن عمرو بن (سكين)
(1)
، قال: حدثنا صُغْدي بن
(1)
تحرف في (طبقات المحدثين) إلى: ((سفيان))، والصواب المثبت، كما رواه أبو نعيم عن أبي الشيخ، وكذا عند ابن عدي، وكذا في مصادر ترجمته.
سنان، قال: حدثنا يونس بن عُبيد، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه صُغْدي بن سِنَان البصري، قال فيه أبو حاتم:"ضعيف الحديث". وروى عباسٌ، عن ابن مَعين:"ليس بشيء"، وقال ابن عَدِي:"يتبيَّنُ على حديثه الضعفُ". وقال السَّاجي: "ضعيف". وقال الدارَقُطْني: "متروك". وذكره العُقَيلي، وابنُ الجارود، وابن شاهين في "الضعفاء". انظر (لسان الميزان 3928).
والحديث ذكره ابن عدي في مناكيره.
2093 -
حديثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ:
◼ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ لَحْمًا أَوْ عَرْقًا؛ فَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً، فَصَلَّى» .
[الحكم]:
شاذ بذكر (المضمضة)، والمحفوظ في الحديث بلفظ:((وَلَمْ يَتَوَضَّأْ))، كما في الصحيحين، وليس بلفظ ((وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
[التخريج]:
[حم 17613 "واللفظ له" / قا (2/ 210)].
[السند]:
قال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، قال: حدثني الزهري، عن فلان بن عمرو بن أمية، عن أبيه، به.
ورواه ابن قانع في (معجم الصحابة) من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات، وفلان بن عمرو بن أمية هو جعفر بن عمرو بن أمية، وقد صرح باسمه أصحاب الزهري كما في الصحيحين، ولكن الحديث غير محفوظ بزيادة:((لَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً))؛ فقد رواه جمع غفير عن الزهري بدونها، وهم:
1) إبراهيم بن سعد، عند البخاري (2923)، ومسلم (355).
2) وصالح بن كيسان، عند البخاري (675).
3) وعقيل بن خالد، عند البخاري (208).
4) ومعمر، عند البخاري (5422).
5) وشعيب بن أبي حمزة، عند البخاري (5408، 5462).
6) ويونس بن يزيد، عند البخاري (عقب رقم 5462) معلقًا، ووصله الدارمي وغيره.
7) وعمرو بن الحارث، عند مسلم (355).
8) وسفيان بن عيينة، عند الشافعي في (الأم 56)، والحميدي (922)، وغيرهما.
9) والأوزاعي، عند ابن ماجه (493).
وغيرهم، كلهم عن الزهري، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، قال:«رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» . واللفظ للبخاري (2923). وسيأتي تخريجه في باب "ترك الوضوء مما مسته النار".
وخالفهم هشام بن عروة فرواه عن الزهري فقال: عن فلان بن عمرو بن أمية عن أبيه، وزاد فيه:((فَلَمْ يُمَضْمِضْ))، وقال:((وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)) بدل ((وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
وعليه: فزيادة المضمضة شاذة، والمحفوظ في الحديث بلفظ:((وَلَمْ يَتَوَضَّأْ))، وليس بلفظ:((وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
* * *
2094 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي القِدْرَ، فَيَأْخُذُ الذِّرَاعَ مِنْهَا فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يُصَلِّي، وَلَا يَتَوَضَّأُ [وَلَا يُمَضْمِضُ])).
• وَفِي رِوَايَةٍ (2): ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالقِدْرِ، فَيَأْخُذُ العَرْقَ، فَيُصِيبُ مِنْهُ، ثُمَّ يُصَلِّي، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
[الحكم]:
معل من حديث عائشة، وأعله البخاري.
[التخريج]:
تخريج السياقة الأولى: [حم 26297 "واللفظ له" / تخ (6/ 408) مختصرًا / سعد (1/ 337) "والزيادة الأولى له ولغيره" / عد (8/ 475)].
تخريج السياقة الثانية: [حم 25282 "واللفظ له" / عل 4449 / ش 550 / بز (18/ 226/235) / هق 728 / شعب 5440 / أصم 420 / صاعد (الرابع من حديثه ق 291/ب) / أنباري (منتقى ق 158/ب)].
[التحقيق]:
له بهذه السياقة طريقان:
الطريق الأول:
أخرجه أحمد (26297) وابن سعد في (الطبقات 1/ 337): عن عُبيدة بن حُميد، قال: حدثني عبد العزيز بن رُفَيْع، عن عكرمة، قال: قالت عائشة
…
فذكره، وزاد فيه ابن سعد:"ولا يمضمض".
وأخرجه أحمد (25282)، وابن أبي شيبة (550) - وعنه أبو يعلى (4449) -،
قالا -والسياق لأحمد -: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن عكرمة وابن أبي مُلَيْكة
(1)
، عَنْ عَائشَةَ قَالَتْ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالقِدْرِ، فَيَأْخُذُ العَرَقَ، فَيُصِيبُ مِنْهُ، ثُمَّ يُصَلِّي، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً)).
وأخرجه الأصم - ومن طريقه البيهقي في (الكبرى والشُّعَب) - والأنباري: من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، عن يحيى بن يعلى بن الحارث، ثنا زائدة، حدثنا عبد العزيز بن رُفَيْع، عن عكرمة وعبد الله بن أبي مُلَيْكة، قالا: سمعنا عائشة تقول: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ عَلَى القِدْرِ، فَيَأْخُذُ مِنْهَا العَرَقَ فَيَأْكُلُ مِنْهُ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَى الصَّلَاةِ، وَمَا يُمَضْمِضُ وَمَا يَتَوَضَّأُ))، وعند البيهقي في (الكبرى):((وَلَا يَتَوَضَّأُ وَلَا يُمَضْمِضُ)).
وأخرجه البزار (18/ 226 (235/ 210) عن أحمد بن منصور بن سيار، قال: حدثنا ابن يعلى، به بلفظ:((صَارَ إِلَى قِدْرٍ فَأَخَذَ مِنْهَا عَرَقًا فَأَكَلَ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الصَّلَاةِ فَمَا تَوَضَّأَ، وَتَمَضْمَضَ)).
كذا وقع فيه: (فَمَا تَوَضَّأَ، وَتَمَضْمَضَ)، بإثبات المضمضة!
وهو خلاف ما رواه جعفر عن ابن يعلى، وجعفر وابن سيار ثقتان حافظان!
فإما أنه سقط من نسخة البزار لفظة "ما" أو "لا".
وإما أنه من المتون التي وَهِم فيها البزار كما ذكرناه عن الدارقطني في مواضع أخرى.
(1)
- وقع في مطبوع أبي يعلى: "عن ابن أبي مليكة، عن عكرمة"، وهو خطأ.
وقد جاء على الصواب في بقية المصادر بما فيها مصنف ابن أبي شيبة الذي أخرج أبو يعلى الحديث من طريقه!
وعَلَّقه البخاري في (التاريخ) عن ابن مهدي، عن زائدة به بلفظ:((أَكَلَ لَحْمًا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
فمداره عندهم على ابن رفيع، وهو ثقة من رجال الشيخين، وشيخاه ثقتان من رجال الصحيح، وخرج الشيخان لابن أبي مليكة عن عائشة، وخرج البخاري لعكرمة عن عائشة.
ولذا قال الذهبي: "سنده صحيح"(المهذب اختصار السنن الكبير 1/ 157).
وقال الهيثمي: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح"(المجمع 1/ 253).
وقال البوصيري: "ورواته ثقات"(إتحاف الخيرة المهرة 1/ 365).
وقال الألباني: "وهذا إسناد صحيح غاية، وعلى شرط الشيخين، والعجب كيف لم يخرجه الحاكم مُستدرِكًا إياه على الشيخين؟ ! "(السلسلة الصحيحة 3028).
قلنا: ولكنه معل سندًا ومتنًا:
فقد أعله البخاري، فقال: "هذا لا يصح؛ لأن أيوب وسِماكًا وعاصمًا رووه عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الليثي: حدثني عقيل، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن خالد، سمع عروة، سمع عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ» ، وهذا أصح" (التاريخ الكبير 6/ 408).
وأقره الذهبي في (الميزان 3/ 234).
وفي هذا الكلام إعلال لهذا الحديث بأمرين:
الأمر الأول: أن الصواب عن عكرمة ما رواه أيوب ومن تابعه، فأسندوه عن ابن عباس، وليس عن عائشة، وقد سبق.
الأمر الثاني: أن المحفوظ عن عائشة في هذا الباب حديث «تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ» ، وهذا الحديث قد أخرجه مسلم (353) من طريق عروة عن عائشة كما تقدم.
الطريق الثاني:
رواه ابن عدي في (الكامل 8/ 475 - 476) قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا عُبيد بن القاسم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَمُرُّ عَلَيَّ وَأَنَا أَطْبُخُ القِدْرَ، فَيَقُولُ: «نَاوِلِينِي»، فَأُنَاوِلُهُ القِطْعَةَ فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً)).
وهذا إسناد ساقط؛ آفته عبيد بن القاسم الأسدي، قال عنه الحافظ:"متروك، كذبه ابن معين، واتهمه أبو داود بالوضع"(التقريب 4389)
وذكره ابن عدي في (الكامل)، وروى عن ابن معين أنه قال:"عبيد بن القاسم الأسدي كان يكون في مسجد الجامع، وكان له هيئة، وكان كذابًا". ثم أخرج له هذا الحديث وآخر قبله، وقال:"وهذان الحديثان مع أحاديث أُخر يرويها عُبيد بن القاسم، عن هشام بن عروة- ليس هي بمحفوظة".
2095 -
حديثُ أَبِي رَافِعٍ:
◼ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: ((ذَبَحْنَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنَاقًا، فَأَكَلَ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً، وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((ذَبَحْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً بِشِظَاظٍ، وَشَوَيْتُهُ، فَأَكَلَ وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
[الحكم]:
صحيح المتن دون ذكر المضمضة والشظاظ. وإسناده ضعيف.
[اللغة]:
(العَنَاق): هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (النهاية لابن الأثير 3/ 311).
(الشِّظَاظُ) - بِالْكَسْرِ -: خشبة محددة الطرف تدخل في عروتي الجوالقين لتجمع بينهما عند حملهما على البعير، والجمع أشظة. (النهاية 2/ 476)، (مختار الصحاح ص 165).
[التخريج]:
[طب (1/ 319/ 944 بلفظ السياقة الأولى، 945 بلفظ السياقة الثانية)].
[السند]:
أخرجه الطبراني في (الكبير 944) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتَري، حدثنا يحيى الحِمَّاني، حدثنا مندل بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، به بالسياقة الأولى.
ثم أخرجه برقم (945) قال: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، حدثنا
إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مندل بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، به بالسياقة الثانية.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالعلل:
العلة الأولى: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ قال فيه الذهبي: "ضعفوه"(الكاشف 5022)، وقال ابن حجر:"ضعيف"(التقريب 6106).
الثانية: مندل بن علي؛ قال فيه ابن حجر: "ضعيف"(التقريب 6883).
وقد رواه الطبراني من طريقين عنه، وكلاهما ضعيف:
فالأول: فيه يحيى الحماني؛ قال عنه ابن حجر: "حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث"(التقريب 7591).
والثاني: فيه إسماعيل بن عمرو البجلي؛ ضَعَّفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما، انظر (اللسان 1/ 425).
وأصل الحديث أخرجه مسلم (357) عن أبي رافع قال: ((أَشْهَدُ لَكُنْتُ أَشْوِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَطْنَ الشَّاةِ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
وسيأتي بتخريجه برواياته في باب "ترك الوضوء مما مست النار"، حديث رقم (؟؟؟؟).
* * *
2096 -
حديثُ ابْنِ عَبَّاسٍ موقوفًا:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: «لَوْلَا التَلَمُّظُ [فِي الصَّلَاةِ] مَا بَالَيْتُ أَنْ لَا أُمَضْمِضَ» .
[الحكم]:
موقوف صحيح.
[التخريج]:
[عب 663 "واللفظ له"/ طبر (8/ 168) "والزيادة له"].
[السند]:
أخرجه عبد الرزاق: عن الثوري، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
وأخرجه الطبري في (التفسير): عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد موقوف صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح عدا عبد الملك بن أبي بشير، وهو ثقة، وثقه يحيى القطان وأحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، انظر (تهذيب التهذيب 6/ 386)، وقال الحافظ:"ثقة"(التقريب 4166).
* * *
رواية مُطَرِّف: شَرِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَبَنًا
• عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبدِ اللهِ قَالَ: شَرِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَبَنًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَقُلْتُ: أَلَا تُمَضْمِضُ؟ فَقَالَ: ((لَا أُبَالِيهِ بَالَةً، اسْمَحُوا يُسْمَحْ لَكُمْ)).
[الحكم]:
موقوف صحيح.
[التخريج]:
[عب 695].
[السند]:
أخرجه عبد الرزاق: عن جعفر بن سليمان قال: أخبرني يزيد الرِّشْك أنه سمع مطرف بن عبد الله، به.
[التحقيق]:
هذا موقوف صحيح الإسناد؛ رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان؛ روى له مسلم والبخاري في (الأدب المفرد).
[تنبيه]:
عزاه ابن تيمية في (شرح عمدة الفقه 1/ 336) لسعيد بن منصور بلفظ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ أُتِيَ بِلَبَنٍ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ فَشَرِبَ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: ((لَا أُبَالِيهِ بَالَةً، اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ)).
ولم نقف عليه، فهو من الأجزاء المفقودة حتى الآن من سنن سعيد بن منصور.
ولأثر ابن عباس روايات كثيرة، نكتفي بالصحيح منها، كما في الرواية التالية.
* * *
روايةُ: ((سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ)):
• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: شَرِبْت لَبَنًا مَحْضًا بَعْدَ مَا تَوَضَّأْتُ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ:((مَا أُبَالِيه بَالَةً، اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ)).
[الحكم]:
موقوف صحيح.
[التخريج]:
[ش 647].
[السند]:
قال ابن أبي شيبة في (المصنف): حدثنا وكيع، عن قُرَّة بن خالد، عن يزيد، عن أخيه مطرف بن الشخير، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين، فيزيد هو ابن عبد الله بن الشخير، ثقة من رجال الشيخين.
* * *