الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
310 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي الْإِسْرَافِ فِي الوُضُوءِ
1943 -
حديث عبد الله بن عمرو:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ:«مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ ! » فَقَالَ: أَفِي الوُضُوءِ سَرَفٌ؟ ! قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» .
[الحكم]:
ضعيف، وضَعَّفه: مغلطاي، وابن الملقن، والبوصيري، وابن حجر، والشوكاني.
[التخريج]:
[جه 429 / حم 7065 "واللفظ له" / عل (تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 2/ 269)، (مصباح الزجاجة 1/ 62) / شعب 2533].
[السند]:
قال أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به.
ومداره عند الجميع على قتيبة بن سعيد، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه: عبد الله بن لهيعة، والكلام فيه معروف وقد سبق مرارًا.
وشيخه حُيَي بن عبد الله، هو المعافري المصري؛ مختلف فيه، وقال الحافظ:"صدوق يهم"(التقريب 1605).
وقد أعله بهما مغلطاي فقال: "إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله
…
"، وذكر كلام أهل العلم فيه (شرح ابن ماجه 1/ 399).
وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف لضعف حيي بن عبد الله وعبد الله بن لهيعة"(مصباح الزجاجة 1/ 62).
وأعله ابن الملقن في (البدر المنير 2/ 601)، والشوكاني في (نيل الأوطار 1/ 315)، بابن لهيعة وحده.
وقال ابن حجر: "إسناده ضعيف"(التلخيص الحبير 1/ 255).
وضَعَّفه الألباني في (الإرواء 140)، و (المشكاة 427)، وغيرها من المصادر - بابن لهيعة، ثم رجع عن ذلك، وحَسَّنه في (السلسلة الصحيحة 2392)، قال:"بدا لي ما غَيَّر وجهة نظري في رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، وأن روايته عنه ملحقة في الصحة برواية العبادلة عنه، استفدت ذلك من ترجمة الحافظ الذهبي لقتيبة في "سير أعلام النبلاء"،
…
وبناءًا على أن هذا الحديث من رواية قتيبة عن ابن لهيعة، فقد رجعت عن تضعيف الحديث به إلى تحسينه".اهـ، وكذا ذكر رجوعه في (السلسلة الضعيفة 10/ 324).
قلنا: هذا مبني على رأي الشيخ رحمه الله في قَبول رواية العبادلة وممن سمع من ابن لهيعة قديمًا.
والذي عليه المحققون من أئمة الحديث وجهابذته - كأحمد وابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة والبخاري ومسلم وغيرهم ممن سبقهم وممن أتى
بعدهم -: عدم الاحتجاج بابن لهيعة إذا انفرد مطلقًا، سواءٌ في ذلك رواية المتقدمين عنه ورواية المتأخرين، إلا أن رواية العبادلة عنه أعدل من غيرها وأجود، فهي صالحة للاعتبار والشواهد، لا للاحتجاج.
وقد تقدم تحرير كلام الأئمة تحت حديث أبي هريرة في "باب ما رُوي في أن بقاء أثر دم الحيض في الثوب لا يضر"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ). فانظره هناك.
وقد رُوي الحديث مرسلًا من وجه آخر، كما يلي:
* * *
1944 -
حديث يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلًا:
◼ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَاصٍ يَتَوَضَّأُ وَيُكْثِرُ صَبَّ المَاءِ، فَقَالَ:((مَا هَذَا الإِسْرَافُ يَا سَعْدُ؟ ! ))، فَقَالَ سَعْدٌ: وَفِي الوُضُوءِ إِسْرَافٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: ((نَعَمْ، وَلَوْ كَنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ)).
[الحكم]:
ضعيف لإرساله.
[التخريج]:
[ضحة (ق 8/ ب)].
[السند]:
رواه عبد الملك بن حبيب في (الواضحة/ كتاب الوضوء) قال: حدثني الحِزامي، عن الواقدي، عن خالد بن إياس، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: الواقدي؛ فهو متروك متهم بالكذب ووَضْع الحديث، كما تقدم مرارًا.
الثانية: خالد بن إياس - ويقال (ابن إلياس) -: "متروك الحديث" كما في (التقريب 1617).
الثالثة: الإرسال؛ فيحيى بن عبد الرحمن بن حاطب تابعي من الثالثة.
مع الكلام في عبد الملك بن حبيب نفسه، فهو مشهور بالضعف.
* * *
1945 -
حديث ابن عمر:
◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ:«لَا تُسْرِفْ، لَا تُسْرِفْ» .
[الحكم]:
موضوع، قاله الألباني. وضَعَّفه البوصيري، والعيني.
[التخريج]:
[جه 428].
[السند]:
قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن المُصَفَّى الحِمْصي، حدثنا بقية، عن محمد بن الفضل، عن أبيه، عن سالم، عن ابن عمر، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ فيه علتان:
الأولى: محمد بن الفضل بن عطية؛ كَذَّبه أحمد بن حنبل وابن معين والنسائي وغيرهم، ولَخَّص حاله الحافظ، فقال:"كَذَّبوه"(التقريب 6225).
وبه ضَعَّفه ابن دقيق العيد في (الإمام 2/ 33).
الثانية: عنعنة بقية، فهو مدلس مشهور بالتدليس والتسوية.
وقصَّرَ البوصيري، فقال:"إسناده ضعيف؛ الفضل بن عطية ضعيف؛ وابنه كذاب، وبقية مدلس"(الزوائد 1/ 62).
ذكر كل هذا ومع ذلك اقتصر على تضعيفه! !
ونحوه قول العيني: "أخرجه ابن ماجه بإسناد لين"(عمدة القاري 2/ 243).
وقال الألباني: "موضوع؛ آفته محمد بن الفضل - وهو ابن عطية - كذاب. وأبوه ضعيف"(السلسلة الضعيفة 4782).
* * *
1946 -
حديث أنس:
◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا خَيْرَ فِي صَبِّ الْمَاءِ» ، وَقَالَ:«إِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ» يَعْنِي: كَثْرَةَ [صَبِّ] المَاءِ للوُضُوءِ.
[الحكم]:
إسناده ساقط، وأعله ابن عدي، وتبعه ابن طاهر القيسراني، والذهبي، وابن حجر.
[التخريج]:
[عد (5/ 503) "واللفظ له" / أصبهان (2/ 53) "والزيادة له"].
[السند]:
رواه ابن عدي في (الكامل) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن جعفر الوَرْكَاني، حدثنا سعيد بن ميسرة البكري قال: سمعت أنسَا يقول:
…
فذكره.
ورواه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور أبو محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ آفته: سعيد بن ميسرة البكري؛ كَذَّبه يحيى القطان، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ليس يعجبني حديثه، هو منكر الحديث، ضعيف الحديث، يَروي عن أَنس المناكير"، وقال ابن حبان:"يَروي الموضوعات"، وقال الحاكم:"رَوى عن أنس موضوعات"، وقال ابن عدي:"هو مظلم الأمر"، انظر (لسان الميزان 3490).
والحديث عدَّه في مناكيره ابنُ عدي في (الكامل 5/ 503)، وتبعه ابن طاهر
في (ذخيرة الحفاظ 6191)، والذهبي في (الميزان 2/ 160)، وابن حجر في (لسان الميزان 3490).
فأما عبد الله بن محمد بن عبد العزيز فهو البغوي الحافظ، وشيخه الوركاني ثقة من رجال مسلم.
1947 -
حديث معن بن عيسى معضلًا:
◼ عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى لَيَبْعَثُ مَلَائِكَةً عِنْدَ كِلِّ وُضُوءٍ، فَيَرْفَعُونَ مِنْهُ مَا كَانَ قَصْدًا، وَيُلْغُونَ مَا كَانَ سَرَفًا)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا لإعضاله.
[التخريج]:
[ضحة (ق 8/ أ - ب)].
[السند]:
رواه عبد الملك بن حبيب في (الواضحة/ كتاب الوضوء) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن معن بن عيسى، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد واهٍ بمرّة، لإعضاله؛ فإن معن بن عيسى من الطبقة العاشرة (من أتباع أتباع التابعين)، كما في (التقريب 6820). فبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز! !
* * *