الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
317 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي نَفْضِ الْأَيْدِي من الوُضُوءِ وَإِشْرَابِ الأَعْيُنِ
1986 -
حديث أبي هريرة:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِذَا تَوَضَّأْتُمْ، فَأَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمْ مِنَ المَاءِ، وَلَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ مِنَ المَاءِ؛ فإِنَّهَا مَرَاوِحُ الشَّيْطَانِ)).
[الحكم]:
باطل، وأنكره أبو حاتم الرازي - وأقره ابن دقيق العيد وابن رجب وغيرهما -، وابن حبان، وابن عدي، والذهبي، وذكر ابن الصلاح - وتبعه النووي - أنه لا أصل له، وزاد النووي:"باطل"، وضَعَّفه ابن القيسراني، وابن الجوزي، وابن الملقن، والعراقي، وابن حجر، والسيوطي، والمُناوي، والبهوتي الحنبلي، والشوكاني، والصنعاني.
وحكم عليه الألباني بالوضع، وما أبعد؛ فإن راويه متهم.
[التخريج]:
[حق 348 مقتصرًا على شطره الثاني / بقي (رجب 1/ 324) / عل (رجب 1/ 324)، (كبير 1/ 648) / معمري (سنن - الفروع للمرداوي 1/ 191) / علحا 73 "واللفظ له" / مجر (1/ 233) / عد (2/ 500) / طاهر (تصوف 249، 250) / كر (مختصر تاريخ دمشق 5/ 156)، (كبير 1/ 648)
(1)
/ فر (ملتقطة 1/ ق 157)، (كبير 1/ 339) / علج 573 /
(1)
والحديث من الأجزاء الساقطة من (تاريخ دمشق).
تخريج أحاديث المهذب للمنذري (بدر 2/ 263)].
[السند]:
أخرجه إسحاق بن راهويه في (مسنده) قال: أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني أبو يحيى السَّكوني، عن البَخْتَري، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه ابن حبان وابن عدي وغيرهما: من طريق هشام بن عمار، عن البختري بن عبيد، به.
فمداره عند الجميع - عدا الديلمي وابن القيسراني -: على البختري بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: البختري بن عُبيد الطابخي الكلبي، وهو متروك متهم؛ قال أبو حاتم:"ضعيف الحديث ذاهب"، وقال يعقوب بن شيبة:"مجهول"، وقال الحاكم والنقاش وأبو نعيم الأصبهاني:"روى عن أبيه عن أبى هريرة، موضوعات"، وقال الأزدي:"كذاب ساقط"، وضَعَّف الدارقطني وغيره. انظر (تهذيب التهذيب 1/ 423). وقال الذهبي:"متروك"(ديوان الضعفاء 550). وقال الحافظ: "ضعيف متروك"(التقريب 642).
وبه ضَعَّف الحديث جماعة من أهل العلم:
فقال ابن حبان في ترجمة البختري: "يروي عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات، مع عدم تقدم عدالته"، ثم ذكر هذا الحديث. (المجروحين 1/ 232 - 233).
وقال ابن عدي - في ترجمة البختري أيضًا -: "روى عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرين حديثًا، عامتها مناكير؛ فيها:((أَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمُ المَاءَ)) " (الكامل 2/ 500).
وبه أعله: ابن القيسراني في (معرفة التذكرة 49)، و (تذكرة الحفاظ 51)، وابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 348).
وقال الذهبي: "أَنْكَرُ ما روى عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: ((إِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَلَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّهَا مَرَاوُحُ الشَّيْطَانِ)) "(الميزان 1133).
وقال البهوتي الحنبلي: "رواه المعمري وغيره من رواية البختري بن عبيد، وهو متروك"(كشاف القناع عن متن الإقناع 1/ 107).
الثانية: أبوه: عبيد بن سلمان الكلبي؛ وهو: "مجهول" كما في (التقريب 4375).
وبهاتين العلتين أعله أبو حاتم الرازي فقال: "هذا حديث منكر، والبختري ضعيف الحديث، وأبوه مجهول"(علل الحديث 73). وأقره ابن دقيق العيد في (الإمام 1/ 509)، وابن رجب في (فتح الباري 1/ 324).
قلنا: قد وقفنا له على طريق آخر:
أخرجه ابن القيسراني في (صفوة التصوف 249، 250): من طريق أبي الحسن بن حجر العسقلاني، عن محمد بن المتوكل بن أبي السَّرِي، عن عبيد الله بن محمد (الطابخي)
(1)
، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
(1)
كذا في مطبوع (صفوة التصوف) و (الغرائب الملتقطة). وفي (البدر المنير 2/ 265) و (التلخيص الحبير 1/ 172): "الطائي"، ولعل (الطابخي) أصح؛ فإن هذا الحديث مشهور من رواية البختري بن عبيد الله الطابخي عن أبيه، فلعل له هو، ووهم الراوي في اسمه، كما أشار لذلك الحافظ، وسيأتي نص كلامه.
وأخرجه أبو منصور الديلمي في (مسند الفردوس) - كما في (الغرائب الملتقطة 1/ ق 157): من طريق أبي الحسن بن حجر العسقلاني، حدثنا عبد الله بن محمد، عن أبيه عن أبي هريرة به. فأسقط (ابن أبي السري) وقال (عبد الله) بدل (عبيد الله).
وعلى كلٍّ؛ هذا إسناد تالف مظلم؛ مداره على أبي الحسن بن حجر العسقلاني وهو: يعقوب بن إسحاق بن حجر العسقلاني، قال فيه الذهبي:"كذاب"، واتهمه بالوضع (الميزان 9804). وذكر له الحافظ حديثًا في فضل بيت المقدس، ثم قال:"وهذا من أباطيل يعقوب"، واتهمه بالوضع أيضًا (لسان الميزان 8/ 526).
ومحمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني؛ مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولَيَّنه أبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره:"كان من الحفاظ"، وقال ابن عدي وغيره:"كان كثير الغلط"، وقال ابن حجر:"صدوق عارف له أوهام كثيرة"(التقريب 6263)، وانظر (تهذيب التهذيب 9/ 425).
وفيه جماعة لم نعرفهم، ومنهم عبيد الله بن محمد الطابخي هذا، إلا أن يكون هو عبيد بن سلمان الطابخي، المتقدم في الطريق الأول، وأخطأ الراوي في اسمه، وهو مجهول أيضًا، كما تقدم.
ولذا قال ابن حجر: "وهذا إسناده مجهول، ولعل ابن أبي السري حَدَّث به من حفظه في المذاكرة، فوهم في اسم البختري بن عبيد، والله أعلم"(التلخيص الحبير 1/ 172).
قلنا: قد ضَعَّف الحديث غير من تقدم جماعة:
فقال ابن الصلاح: "حديث ((لَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ)) لا صحة له، ولم أجد له أنا
في جماعة اعتنوا بالبحث أصلًا
…
، وحديث ميمونة حديث صحيح معروف فليُعتمد عليه" (شرح مشكل الوسيط 1/ 164).
وتعقبه ابن الملقن في (البدر المنير 2/ 263) بأنه موجود في بعض المصادر، وإن كان ضعيفًا.
وقال النووي: "هذا حديث باطل لا أصل له، وثبت في الصحيحين نفضه صلى الله عليه وسلم "(التنقيح / مطبوع بحاشية الوسيط 1/ 291).
وقال ابن الملقن: "ضعيف بمرة، كما صرح به غير واحد من الأئمة"، وذكر كلام أبي حاتم وابن حبان وغيرهما، ثم قال: "ومن الدليل الواضح على ضَعَّفه أيضًا حديث ميمونة الثابت في «الصحيحين»
…
حيث: ((أُتِيَ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا وَجَعَلَ يَنْفُضُ المَاءَ بِيَدِهِ))
(1)
" (البدر المنير 2/ 263 - 265).
وقال العراقي: "وروى الدارقطني من حديث أبي هريرة بإسناد ضعيف: (أِشْرِبُوا المَاءَ أَعْيُنَكُمْ) "(المغني عن حمل الأسفار 1/ 81).
وقال ابن حجر في فوائد حديث ميمونة: "واستُدل به على جواز نفض اليدين من ماء الغسل وكذا الوضوء، وفيه حديث ضعيف أورده الرافعي وغيره ولفظه:((لَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ فِي الوُضُوُءِ فَإِنَّهَا مَرَاوُحُ الشَّيْطَانِ))
…
، ولو لم يعارضه هذا الحديث الصحيح، لم يكن صالحًا أن يُحتج به" (الفتح 1/ 262 - 363).
وضَعَّفه أيضًا: السيوطي في (الجامع الصغير 1064)، والمُناوي في (التيسير
(1)
وحديث ميمونة هذا سيأتي في باب "صفة الغسل".
1/ 157)، والشوكاني في (نيل الأوطار 1/ 191)، والصنعاني في (سبل السلام 1/ 91).
وقال الألباني: "موضوع"، ثم نقل كلام أبي نعيم في البختري، وقال:"وحديثه هذا من الأدلة على ذلك، فقد رُوي عنه صلى الله عليه وسلم ما يقطع كل عارف بهديه صلى الله عليه وسلم في طهوره - أنه لم يكن يفعل بمقتضى هذا الحديث، بل صح عنه ما يخالفه في شطره الثاني، فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، وَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهَا، ثُمَّ صَبَّ بَيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ، فَضَرَبَ بَيَدِهِ الأَرْضَ فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ ثَوْبًا، فَلَمْ يَأْخُذْهُ، فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَنْفُضُ يَدَيْهِ"، ومن تراجم البخاري لهذا الحديث: "باب نفض اليدين من الغسل عن الجنابة "، قال الحافظ: استُدل به على جواز نفض ماء الغسل والوضوء، وهو ظاهر"(الضعيفة 903)، وانظر بقية كلام الشيخ فإن فيه فائدة.
* * *
1987 -
حديث ابن عباس
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «افْتَحُوا أَعْيُنَكُمْ عِنْدَ الوُضُوءِ؛ لَعَلَّهَا لَا تَرَى نَارَ جَهَنْمَ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[فر (ملتقطة 1/ ق 13)].
[السند]:
رواه أبو منصور الديلمي في (مسند الفردوس) - كما في (الغرائب الملتقطة) - قال: أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، عن الحسين بن أحمد بن المُخارِق، عن محمد بن الحسن بن سَمَاعة، عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن ابن عباس به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه ثلاث علل:
الأولى: موسى بن عبيدة الربذي، ضَعَّفه النقاد، واعتمده ابن حجر في (التقريب 6989).
الثانية: محمد بن الحسن بن سماعة، قال الدارقطني:"ضعيف، ليس بالقوي"(الميزان 3/ 521).
وبهاتين العلتين أعله ابن حجر، فقال عقب الحديث:"موسى بن عبيدة ضعيف، وابن سماعة"(الغرائب 1/ ق 13).
الثالثة: الحسين بن أحمد بن المخارق، لم نجد له ترجمة.
وبقية رجاله موثقون إلا أن أيوب بن خالد قال فيه ابن حجر: "فيه لين"(التقريب 610).
وهذا فيه نظر، فقد أخرج له مسلم، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، في صحاحهم، وذكره ابن حبان في جملة الثقات، (الإكمال لمغلطاي 643).
* * *