الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
331 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ
2052 -
حديث علي بن أبي طالب:
◼ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ:«هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ»
…
الحَدِيثَ، وَفِيهِ: ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ:«انْزِعُوا يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ»
…
الحديث.
[الحكم]:
إسناده لين.
[التخريج]:
[عم 564 "واللفظ له" / زرقي (2/ 55) / مكة 1130].
[السند]:
أخرجه عبد الله بن أحمد في (زوائده على المسند) قال: حدثني أحمد بن عبدة البصري، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، حدثني أبي عبد الرحمن بن الحارث، عن زيد بن علي بن حسين بن علي، عن أبيه علي بن حسين، عن عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن علي بن أبي طالب، به.
ورواه الفاكهي في (تاريخ مكة) عن يعقوب بن حميد، عن المغيرة بن
عبد الرحمن، به.
وقد توبع عليه المغيرة:
فأخرجه الأزرقي في (أخبار مكة) من طريق مسلم بن خالد الزَّنْجي عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
فمداره عندهم: على عبد الرحمن بن الحارث، عن زيد بن علي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد لَيِّن؛ مداره على عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش أبي ربيعة، وهو مختلف فيه؛ قال ابن معين:"ليس به بأس"، وقال مَرة:"صالح". ووثقه ابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبان في (الثقات).
وفي المقابل: ضَعَّفه علي بن المديني، وقال أحمد:"هو متروك الحديث"، وقال أبو حاتم:"شيخ"، وقال ابن نمير:"لا أُقْدِم على ترك حديثه"، وقال النسائي:"ليس بالقوي". انظر (تهذيب التهذيب 6/ 156). ولخص الحافظ حاله بقوله: "صدوق له أوهام"(التقريب 3831).
قلنا: الذي نراه أنه إلى الأضعف أقرب؛ فإن كل مَن وثقه سوى ابن معين معروف بالتساهل في التوثيق، والذين ضعفوه هم أئمة هذا الشأن، فالقول قولهم، والله أعلم.
ومع هذا فقد صحح حديثه بعض أهل العلم عملًا بتوثيق من وثقه؛
فصححه ابن مفلح في (المبدع 1/ 35)، وأحمد شاكر في (تحقيقه للمسند 1/ 406)، وحسنه الألباني في (إرواء الغليل 1/ 45).
وأما الشوكاني فقال: "هذا إسناد مستقيم
…
المغيرة بن عبد الرحمن، قال
في التقريب: ثقة جَوَاد من الخامسة
…
، وأبوه عبد الرحمن، قال في التقريب: من كبار ثقات التابعين،
…
" (نيل الأوطار 1/ 32).
قلنا: في كلام الشوكاني نظر؛ وذلك أن المغيرة بن عبد الرحمن هو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، قال فيه الحافظ:"صدوق فقيه كان يهم"(التقريب 6843). وليس هو المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبوه ليس هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الثقة؛ بل هو ابن عبد الله بن عياش المختلف فيه.
وقد انفرد برواية الحديث عن عبد الرحمن بن الحارث بزيادة (الوضوء من ماء زمزم) - ابنُه المغيرة - وهو صدوق يهم، كما تقدم -، ومسلم بن خالد الزنجي - وهو:"صدوق كثير الأوهام "(التقريب 6625) -.
وقد خالفهما الثوري؛ فروى الحديث عن عبد الرحمن بن الحارث به بدون ذكر الوضوء من ماء زمزم - وسيأتي تخريجه في (موسوعة الحج) إن شاء الله.
2053 -
حديث أبي رافع:
(عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الجَمْرَةَ [انْصَرَفَ إِلَى المَنْحَرِ، ثُمَّ] سَارَ حَتَّى أَتَى البَيْتَ وَطَافَ بِهِ سَبْعًا، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَأَتَى بِسِجِلٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَأَ، ثُمَّ قَالَ: ((انْزَعُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ)).
[الحكم]:
إسناده ضعيف معلول.
[التخريج]:
[عل (مط 7/ 136/1311) "واللفظ له"، (خيرة 2666) "والزيادة له"].
[السند]:
رواه أبو يعلى في (مسنده) - كما في (المطالب) - قال: حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس هو ابن بكير، ثنا إبراهيم بن إسماعيل - هو ابن مُجَمِّع -، عن زيد بن علي الهاشمي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، به.
[التحقيق]:
هكذا نقل الحافظ في (المطالب) هذا الإسناد عن أبي يعلى، وفيه نظر - كما سيأتي -، وعلى أية حال فهو إسناد ضعيف؛ فيه: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، قال فيه الحافظ:"ضعيف"(التقريب 148).
ومع ضَعْفه فقد خولف في سنده:
فرواه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب به.
هكذا رواه الثوري والمغيرة بن عبد الرحمن وغيرهما عن عبد الرحمن كما سبق.
ولكن في تركيب هذا الإسناد المنسوب لأبي يعلى نظر؛ فقد رواه البزار في (مسنده 479) من طريق إبراهيم بن إسماعيل على وجه آخر، فقال: حدثنا يوسف بن موسى قال: نا عبيد الله بن موسى قال: نا إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع عن علي به مختصرًا.
ثم قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه الثوري والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفهما إبراهيم بن إسماعيل في هذا الإسناد فقال: عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والصواب حديث الثوري والمغيرة".
وإبراهيم بن إسماعيل الذي يروي عنه عبيد الله بن موسى - هو ابن مجمع، وابن مجمع لا يُعرف بالرواية عن زيد بن علي الهاشمي، وإنما يروي عنه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، فدل ذلك مع كلام البزار على ما يلي:
أولًا: أنه سقط من سند أبي يعلى الذي نقله الحافظ راويان، هما: عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وصحابي الحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ثانيًا: أن ابن مجمع متابِع ثالث للمغيرة بن عبد الرحمن على ذكر الوضوء من زمزم، غير أنه خالفه هو والثوري في سند الحديث كما بينه البزار.
ثالثًا: أن هذا الحديث مَرَده إلى حديث علي رضي الله عنه المتقدم ذكره، حتى وإن
سَلَّمنا بصحة ما نقله الحافظ - لاحتمال أن يكون ابن مجمع وهم فيه على الوجهين -، فهو معلول بحديث عبد الرحمن بن الحارث السابق، ففي كلتا الحالتين نِسبته لأبي رافع وهم، والله أعلم.
2054 -
حديث ابن جريج مرسلًا
◼ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَضَى طَوَافَهُ يَوْمَ دَخَلَ مَكَّةَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى زَمْزَمَ فَاطَّلَعَ فِيهَا وَقَالَ: ((لَوْلَا أَنْ تُغْلَبَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى سِقَايَةِ الْحَاجِّ لَنَزَعْتُ مِنْهَا بِيَدِي))، ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَتَوَضَّأَ مِنْهُ، وَالْمُسْلِمُونَ يَبْتَدِرُونَ وَضُوءَهُ يَصُبُّونُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَالْمُشْرِكُونَ يَنْظُرُونَ، وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا مَلِكًا قَطُّ بَلَغَ هَذَا وَلَا أَشْبَهَهُ! ! مَاذَا يَصْنَعُونَ بِالْوَضُوءِ؟ !
[الحكم]:
معضل، وفي إسناده ضعف.
[التخريج]:
[مكة 1135].
[السند]:
قال الفاكهي: حدثنا عبد الله بن عمران، قال: ثنا سعيد بن سالم، قال: ثنا عثمان بن ساج، قال: أخبرني ابن جريج، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد واهٍ؛ فيه علتان:
الأولى: الإعضال؛ فإنَّ ابن جريج لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة.
الثانية: عثمان بن ساج، وهو عثمان بن عمرو بن ساج، كما نصَّ عليه ابنُ حِبَّان في (الثقات 8/ 449)، والمِزِّيُّ في (التهذيب 19/ 467)، وغيرُهما؛ قال عنه أبو حاتم:"يُكتب حديثه ولا يُحتج به"(الجرح والتعديل 6/ 162)، واعتمده الذهبي في (الكاشف 3729)، وقال ابن حَجَر:"فيه ضعْفٌ"
(التقريب 4506).
وفَرَّق ابن أبي حاتم بين عثمان بن ساج وعثمان بن عمرو بن ساج، فذكر في ترجمة الأخير قول أبيه السابق، وأما ابن ساج فترجم له وسكت عنه، فلم يذكره بجرح ولا تعديل (الجرح والتعديل 6/ 153).
وذكره العقيلي في (الضعفاء 3/ 69)، وقال:"ولا يتابَع عليه"، ولما ذكر الذهبي كلام العقيلي قال:"هو ابن عمرو، وسيأتي، وهو مقارب الحديث"(الميزان 3/ 34).
قال ابن حجر: "وقد فَرَّق غيره بين عثمان بن ساج وعثمان بن عمرو بن ساج"(اللسان 4/ 142). ومال في (تهذيب التهذيب 7/ 145) إلى التفرقة بينهما.
ولكنه مال في (التقريب 4506) إلى أنهما واحد، حيث قال:"عثمان بن عمرو بن ساج، وقد ينسب إلى جده".
ولعل مما يقوي القول الأول هنا: أن الراوي عن ابن ساج هنا هو (سعيد بن سالم القداح) وقد ذكر المزي أنه راوية عثمان بن عمرو بن ساج.
حتى إن ابن أبي حاتم الذي فَرَّق بينهما ذكر ابن جريج ضمن شيوخ ابن عمرو بن ساج، ولم يذكر عنه راويًا غير القداح. والله أعلم.
2055 -
حديث وائل بن حُجْر:
◼ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه، قَالَ:((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِدَلْوٍ [مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ] 1 فَـ[شَرِبَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَ] 2 مَضْمَضَ مِنْهُ، فَمَجَّ فِيهِ مِسْكًا أَوْ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ، وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ، [ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ - أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ -، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ] 3)).
[الحكم]:
ضعيف.
[التخريج]:
[جه 625 "واللفظ له" / حم 18838 "والزيادة الثالثة له"، 18851، 18874 "والزيادة الأولى له ولغيره" / حمد 886 والزيادة الثانية له ولغيره / طب (22/ 31/ 70)، (22/ 51/ 119، 120) / زرقي (2/ 60) / مكة 1136 / قا (3/ 182) / هقل (6/ 69) / نبق 6 / لطف 819].
[السند]:
رواه الحميدي قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مِسْعر، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، به. وزاد فيه ذكر الوضوء من ماء زمزم.
وكذا رواه الفاكهي في (أخبار مكة 1136) عن ابن أبي عمر. والأزرقي في (أخبار مكة 2/ 60) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي. كلاهما عن سفيان بن عيينة، به بذكر (ماء زمزم) دون (الوضوء).
ورواه ابن ماجه: عن سويد بن سعيد عن سفيان بن عيينة عن مسعر به. دون ذكر (ماء زمزم) و (الوضوء) أيضًا.
وكذا رواه أحمد (18851). والطبراني في (الكبير 22/ 31/ 70) من طريق ابن أبي شيبة. كلاهما: عن وكيع، عن مسعر، به.
ورواه ابن ماجه أيضًا، والبيهقي في (الدلائل) من طريق أبي أسامة، عن مسعر، به. دون ذكر (ماء زمزم) و (الوضوء).
ورواه أحمد (18874) عن أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، به. وزاد فيه (ماء زمزم) دون (الوضوء).
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أنه منقطع؛ عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه شيئًا، كما قال جمهور النقاد من المحدثين: ابن معين والبخاري وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، انظر (تهذيب التهذيب 6/ 105).
ولذا قال الحافظ عن عبد الجبار: "ثقة لكنه أرسل عن أبيه"(التقريب 3744).
وبهذا أعله البوصيري، فقال:"هذا إسناد منقطع؛ عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئًا"(الزوائد 1/ 84).
على أنه اقتصر في (الإتحاف 424) على قوله: "رجاله ثقات".
ولأجل انقطاع سنده ضَعَّفه الألباني في (ضعيف ابن ماجه 142).
قلنا: وقد جاء الحديث موصولًا بذكر الواسطة بين عبد الجبار وأبيه:
فرواه أحمد (18838).
وابن قانع في (معجم الصحابة 3/ 182) عن إسحاق بن الحسن.
والطبراني في (الكبير 22/ 219) - ومن طريقه أبو موسى المديني
في (اللطائف 819) -: عن علي بن عبد العزيز.
ثلاثتهم (أحمد، وإسحاق، وعلي) عن أبي نعيم، عن مسعر، عن عبد الجبار بن وائل قال: حدثني أهلي، عن أبي، به.
وأبو نعيم هو الفضل بن دُكين، وهو ثقة ثَبْت من رجال الشيخين (التقريب 5401).
ولكنه أبهم الواسطة؛ فالحديث ضعيف على كل حال، إما للانقطاع أو لإبهام الواسطة، وهي في معنى المنقطع عند فريق من الأئمة.
ورواه الطبراني (120) عن المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن أبيه به.
ولكن المقدام بن داود ضعيف، انظر (اللسان 6/ 84).
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس؛ أخرجه أحمد (3527) وغيره، غير أنه ليس فيه الوضوء من زمزم.
2056 -
حديث آخر عن علي بن أبي طالب:
◼ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَامَ خَطِيبًا فِي الرَّحْبَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَمَضْمَضَ مِنْهُ وَمَسَحَ، وَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَال:"بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَهَذَا وُضُوءُ مِنْ لَمْ يُحْدِثْ وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ هَكَذَا".
[الحكم]:
صحيح المتن خلا ذكر: "زمزم"، فوهمٌ لا تصح بحال، وإسناده لين.
[التخريج]:
[طس 4298].
[السند]:
أخرجه الطبراني في (الأوسط) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو عبيدة بن فَضيل بن عياض قال: نا مالك بن سُعَيْر قال: نا فرات بن أحنف قال: حدثني أبي عن رِبعي بن حراش أن علي بن أبي طالب به.
ثم قال الطبراني: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن ربعي إلا أحنف أبو فرات، تفرد به أبو عبيدة بن فضيل بن عياض".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ لينٌ؛ فيه فرات بن أحنف، وهو مختلف فيه، والراجح فيه أنه ضعيف، كما قال جمهور النقاد، ولا يكاد يَسلم فيه توثيقُ موثق. وقد تقدم الكلام عليه، بل وعلى هذا السند بعينه في "باب صفة الوضوء من غير
حدث"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في (زوائد على المسند 797) بنفس الإسناد والمتن، دون قوله:((من ماء زمزم))، فذكر ((زمزم)) محضُ وهمٍ، لا يصح في الحديث بحال، لعله سبق قلم من أحد النساخ، والله أعلم.
والحديث رواه البخاري (5616) وغيره، من طريق النَّزَّال بن سَبْرة يحدث عن عليّ رضى الله عنه ((أنه صلى الظهر ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى حضرت صلاة العصر، ثم أُتي بماء فشرب وغسل
…
)) الحديث بنحوه.
وكذلك رُوي من غير طريق النزال عن علي رضي الله عنه، كما سبق تخريجه في "باب صفة الوضوء"، وليس في واحد من هذه الطرق ذكر "ماء زمزم"، وأنى يصح ذكرها، وفي الحديث أنه جالس في رحبة الكوفة، وزمزم بمكة؟ ! .
* * *
2057 -
حديث ابن عباس:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثَ وُضُوءًا عِنْدَ زَمْزَمَ ضُحًى، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ)).
[الحكم]:
إسناده ساقط، وأنكره ابن عدي.
[التخريج]:
[عد (10/ 212)].
[السند]:
أخرجه ابن عدي في (الكامل) قال: حدثنا أبو قُصَيِّ الدمشقي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا سعدان بن يحيى، حدثنا نافع مولى يوسف السُّلَمي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ آفته نافع مولى يوسف السلمي أبو هرمز؛ قال ابن معين: "ليس بثقة، كذاب"(الكامل 10/ 209)، وقال أبو حاتم:"متروك الحديث"(الجرح والتعديل 8/ 455)، وقال النسائي:"ليس بثقة"(الكامل 10/ 210)، وقال ابن حبان:"لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة بنسخة موضوعة"(المجروحين 2/ 401)، وذكره الدارقطني في (الضعفاء والمتروكين 548).
وقال ابن عدي بعد أن ذكر له هذا الحديث مع جملة من أحاديثه: "ولنافع أبي هرمز غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ، والضعف على روايته بَيِّن"(الكامل 10/ 213).
* * *