المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌321 - باب كيف يدعى إلى الطهور - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٦

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌303 - بابُ لَا وُضُوءَ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

- ‌304 - بَابُ الْمُوَالَاةِ فِي الْوُضُوءِ

- ‌305 - بَابُ حُكْمِ مَنْ لَمْ يُصِبِ الْمَاءُ بَعْضَ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ

- ‌306 - بَابُ تَحْرِيكِ الْخَاتَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌307 - بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌308 - بَابُ مَا يُفعلُ بِمَا بَقِيَ مِنْ الوَضُوءِ

- ‌309 - بَابُ الِاعْتِدَاءِ فِي الوُضُوءِ

- ‌310 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي الْإِسْرَافِ فِي الوُضُوءِ

- ‌311 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي ذَمِّ كَثْرَةِ الوَضُوءِ

- ‌312 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌313 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي مَنْعِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌314 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنِ البَدْءِ بِالفَمِ فِي الوُضُوءِ

- ‌315 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَسْيِيلِ فَضْلِ الوُضُوءِ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ

- ‌316 - بَابُ نَضْحِ الفَرْجِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌317 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي نَفْضِ الْأَيْدِي من الوُضُوءِ وَإِشْرَابِ الأَعْيُنِ

- ‌318 - بَابُ التَّنْشِيفِ بَعْدَ الوُضُوءِ والغُسْلِ

- ‌319 - بَابُ التَّطَيُّبِ بَعْدَ الوُضُوءِ

- ‌320 - بَابُ الوَسْوَسَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌321 - بَابُ كَيْفَ يُدْعَى إِلَى الطَّهُورِ

- ‌322 - بابُ مَا رُويَ فِي تَعْليمِ جِبْرِيلُ عليه السلام الوُضُوءَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌323 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ

- ‌324 - بَابُ وُضُوءِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ

- ‌325 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌326 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي النَّهْيِ عَنِ الوُضُوءِ بِفَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ

- ‌327 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ الْجُنُبِ

- ‌328 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ

- ‌329 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْبِئْرِ

- ‌330 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْغَدِيرِ أَوِ الْبُسْتَانِ

- ‌331 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌332 - بَابُ الوُضُوءِ بِفَضْلِ السِّوَاكِ

- ‌333 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ

- ‌334 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْحِمَارِ

- ‌335 - بَابُ الوُضُوءِ بِسُؤْرِ السِّبَاعِ

- ‌336 - بَابُ الوُضُوءِ بِالْمَاءِ الْمُشَمَّسِ

- ‌337 - بَابُ الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ

- ‌338 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ المَطَاهِرِ

- ‌339 - بَابُ الوُضُوءِ بِمَاءِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌340 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌341 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنْ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ النُّحَاسِ

- ‌342 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الزُّجَاجِ

- ‌343 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ إِنَاءِ الْخَشَبِ

- ‌344 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ الإِنَاءِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ فِيهِ حَتَّى يَمْتَلِئ

- ‌345 - بَابُ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌346 - بَابُ تَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ مِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌347 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَضْمَضَةِ مِنَ الدَّسَمِ

- ‌348 - بَابُ تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ وَالوُضُوءِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ، وَمِمَّا لَهُ دَسَمٌ

- ‌349 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْمَضْمَضَةِ مِنْ لَبَنِ الْإِبِلِ

- ‌350 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي تَرْكِ الْمَضْمَضَةِ مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ

- ‌351 - باب لَا وُجُوبَ لِلْمَضْمَضَةِ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌352 - بَابُ غَسْلِ الأَيْدِي مِنْ أَكْلِ اللَّحْمِ

الفصل: ‌321 - باب كيف يدعى إلى الطهور

‌321 - بَابُ كَيْفَ يُدْعَى إِلَى الطَّهُورِ

2012 -

حديث جابر:

◼ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتْ [صَلَاةُ] العَصْرِ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرُ فَضْلَةٍ، فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ:«حَيَّ عَلَى أَهْلِ الوَضُوءِ (حَيَّ عَلَى الوَضُوءِ)، الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» . فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لَا آلُو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ.

قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 5639 "واللفظ له" / م (1856/ 74) "مختصرًا" / حب 6579 "والزيادة والرواية له" / ..... ].

سبق تخريجه وتحقيقه في باب "سؤر المؤمن"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 391

2013 -

حديث ابن مسعود:

◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، [وَسَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بِخَسْفٍ، فَـ] 1 ـقَالَ: كُنَّا [أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] 2 نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقَالَ:«اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ» [فَقُلْتُ: هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ ] 3 فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، [وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ] 4، ثُمَّ قَالَ:«حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ (الوَضُوءِ) المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، [فَمَلَأْتُ بَطْنِي مِنْهُ، وَاسْتَسْقَى النَّاسُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: ] 5 وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ.

[الحكم]:

صحيح (خ)، دون الزيادات، وهي صحيحة.

[التخريج]:

[خ 3579 "واللفظ له" / ن 78 مختصرا / كن 90، 94 / حم 3807 والزيادة الرابعة والرواية له، 4393 والزيادة الخامسة له ولغيره / ش 32380 / مش 370 والزيادة الأولى والثانية له ولغيره / مي 30 / بز 1478 والزيادة الثالثة له / عل 5372 / خز 216 / مشكل 3380 / عيل 164 / شا 346 - 348 / فقط (الثالث 34) / محد (4/ 293) / لك 1479 / أوك 84، 85 / شيو 216 / تمام 683 / أقران 38 / أصبهان (2/ 124) / لفر 31 / حجة 127 - 129 / تمهيد (1/ 219) / نبص 311، 312 / هقا (ص 364، 365) / نبق 128 / بغ 3713 / نبغ 122 / بغت (5/ 96) / حداد 2986 / جزر 7 / نبلا (15/ 244) / تذ 826].

ص: 392

[السند]:

رواه البخاري (3579) - ومن طريقه البغوي في (التفسير 5/ 96)، و (الأنوار 122)، و (شرح السنة 3713) - قال: حدثني محمد بن المثنى، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.

ومحمد بن المثنى ثقة ثبت روى له الجماعة، وقد توبع:

فرواه ابن خزيمة (216)، والبزار (1478): عن محمد بن بشار - قَرَنه البزار بابن المثنى -.

ورواه الشاشي (348) عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي.

ورواه اللالكائي في (شرح السنة 1479) من طريق أحمد بن سنان.

كلهم عن أبي أحمد الزبيري به.

وأبو أحمد الزبيري ثقة ثبت روى له الجماعة، وقد توبع أيضًا:

فرواه الدارمي (30)، وابن أبي شيبة في (المسند 370) و (المصنف 32380) وغيرهما عن عبيد الله بن موسى.

ورواه أحمد (4393)، وأبو يعلى (5372) عن أبي خيثمة، كلاهما عن الوليد بن القاسم بن الوليد.

ورواه أبو نعيم في (الدلائل 312) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، وإسماعيل بن عمرو البَجَلي.

أربعتهم: عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، به.

قال البزار: "لا نعلم رواه عن منصور بهذا الإسناد إلا إسرائيل"!

ص: 393

قلنا: إسرائيل ثقة، روى له الجماعة، ومع ذلك فقد توبع أيضًا:

فرواه أبو القاسم الأصبهاني في (الحجة 128): من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني، عن محمد بن حميد نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مخرَجًا، فَشَكَا إِلَيْهِ النَّاسُ الْعَطَشَ، فَقَالَ:"انْظُرُوا هَلْ مَعَ أَحَدٍ مَاءٌ". فَنَظَرُوا، فَإِذَا فَضْلَةٌ فِي إِدَاوَةٍ فَصُبَّتْ فِي إِنَاءٍ وَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:((حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ وَالبَرَكَةِ)). فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ خِلالِ أَصَابِعِهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَزَوَّدُونَ فِي أَسْقِيَتِهِمْ، وَجَعَلْتُ لا آلُو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي، وَعَرَفْتُ أَنَّهَا بَرَكَةٌ مِنَ اللَّهِ نَزَلَتْ.

ومحمد بن حميد هو الرازي متهم، وعمرو بن أبي قيس صدوق له أوهام، فالاعتماد على رواية إسرائيل.

وقد رواه جرير عن منصور أيضًا، إلا أنه أسقط منه علقمة:

فرواه أبو يعلى (5373) عن أبي خيثمة.

ورواه أبو القاسم الأصبهاني في (الحجة 129): من طريق يوسف بن موسى القطان.

كلاهما عن جرير عن منصور عن إبراهيم قال: بلغ عبدَ الله خسفٌ

"، الحديث نحوه، لم يذكر فيه علقمة!

والصواب رواية إسرائيل عن منصور بذكر علقمة؛ فقد توبع عليه منصور:

فرواه أحمد (3807).

والنسائي في (الصغرى 78) و (الكبرى 90، 94)، عن إسحاق بن راهويه.

ص: 394

كلاهما (أحمد، وإسحاق) عن عبد الرزاق، أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله به مختصرًا، وفي آخره: قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر بن عبد الله: كم كان الناس يومئذٍ؟ قال: كنا ألفًا وخمس مئة.

وسفيان هو الثوري، وقد توبع أيضًا:

فرواه الدارمي (30) وأبو نعيم في (الدلائل 311) والبيهقي في (الدلائل 6/ 11) من طريق عمار بن رزيق.

ورواه أبو الشيخ في (الطبقات 4/ 293) و (ذكر الأقران 38)، وأبو بكر الإسماعيلي في (المعجم 164)، والدارقطني في (الجزء الثالث من الأفراد 34)، وأبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/ 156) وغيرهم من طريق عبد الكبير بن دينار الصائغ عن أبي إسحاق السَّبيعي

(1)

.

ورواه تمام في (الفوائد 683) من طريق حفص بن غياث.

ثلاثتهم: عن سليمان الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به.

وعلقمة هو ابن قيس النخعي، ثقة ثبت روى له الجماعة، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي، ثقة روى له الجماعة، وقد رواه عنه إمامان جليلان: منصور بن المعتمر وسليمان الأعمش، والحديث سبق أن البخاري رواه في

(1)

قال الدارقطني عقبه: "غريب من حديث أَبي إسحاق السبيعي عن سليمان الأعمش، تفرد به عبد الكبير بن دينار أبو عبد الرحيم الصائغ عنه، ولا نعلم حَدَّث به عنه غير يحيى بن إسحاق الكاجغوني".

قلنا: وعبد الكبير والكاجغوني ذكرهما ابن حبان في (الثقات 7/ 139، 9/ 258) على قاعدته.

ص: 395

(صحيحه)، وصححه كذلك الترمذي - كما سيأتي -، وابن خزيمة وابن حبان، وصححه أيضًا البغوي في (شرح السنة 13/ 290).

[تنبيه]:

قد أخرج حديث ابن مسعود أيضًا: الإمام أحمد (3762) وابن أبي شيبة (264) والبزار (1516) في مسانيدهم، وابن حبان (2855)، والطبراني في (المعجم الكبير 9988) و (الأوسط 4501، 6954، 7447) و (الصغير 633، 938)، وأبو الشيخ في (العظمة 5/ 1725)، وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان 1645).

ولم نذكر هذه المواضع في التخريج لأن الحديث فيها مختصر، لم يشتمل على موضع الشاهد المبوب له، فمنهم من اقتصر على قول ابن مسعود بشأن رؤية الآيات، ومنهم من اقتصر على مسألة تسبيح الطعام، ومنهم من اقتصر على قصة الإناء دون ذكر الشاهد، وستُخرج هذه المواضع في أبوابها المناسبة إن شاء الله تعالى.

ص: 396

رواية: حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوَضُوءِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ:

ثُمَّ نَادَى: ((حَيَّ لِأَهْلِ الْوَضُوءِ (حَيَّ عَلَى أَهْلِ الطَّهُورِ)، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ)).

[الحكم]:

إسناده حسن، وهي ثابتة صحيحة من حديث جابر.

[التخريج]:

[مي 31 "واللفظ له" / حب 6581 "والرواية له" / هقل (6/ 11)].

[السند]:

ورواه الدارمي: عن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رُزَيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.

ورواه البيهقي في (الدلائل 6/ 11) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن أبي الجواب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد حسن؛ أبو الجواب هو الأحوص بن جواب، قال عنه الحافظ:"صدوق ربما وهم"(التقريب 289). وشيخه عمار بن رزيق، قال عنه الحافظ:"لا بأس به"(التقريب 4821). وبقية رجاله ثقات مشاهير.

وقد توبع عمار:

فأخرجه ابن حبان (6581) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين عدا عبد الله بن محمد، وهو

ص: 397

ابن عبد الرحمن بن شِيرَوَيْهِ إمام حافظ فقيه، وهو راوي مسند إسحاق بن راهويه. انظر (تذكرة الحفاظ 2/ 198)، و (السير 14/ 166).

إلا أن النسائي رواه في (الصغرى 78)، و (الكبرى 90، 94): عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - به بلفظ: ((حَيَّ عَلَى الوَضُوءِ)).

وكذا رواه أحمد (3807) عن عبد الرزاق، به.

* * *

رواية (وَالبَرَكَةُ مِنَ السَّمَاءِ):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((حَيَّ عَلَى الوَضُوءِ الْمُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ السَّمَاءِ))، حَتَّى تَوَضَّأْنَا كُلُّنَا.

[الحكم]:

شاذ بهذا اللفظ، والمحفوظ بلفظ:((وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ)).

[التخريج]:

[ت 3933 "واللفظ له" / هقل (4/ 129، 130)، (6/ 62) / نبق 5].

[السند]:

رواه الترمذي في (السنن). والبيهقي في (الدلائل): من طريق الحسن بن سفيان. وقوام السنة في (الدلائل): من طريق أبي حفص البُجَيْري.

ثلاثتهم: عن محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات ظاهره الصحة؛ ولذا قال الترمذي عقبه: "حسن

ص: 398

صحيح".

إلا أن المحفوظ في الحديث بلفظ: ((وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ)). كذا رواه محمد بن المثنى - كما عند البخاري وغيره -، وعبد الرحمن بن منصور الحارثي - كما عند الشاشي في (مسنده 348) -، وأحمد بن سنان - كما عند اللالكائي في (أصول اعتقاد أهل السنة 1479) -، ثلاثتهم عن أبي أحمد الزبيري، به.

وخالفهم محمد بن بشار - في رواية الترمذي والحسن بن سفيان والبجيري -، فرواه بلفظ ((وَالبَرَكَةُ مِنَ السَّمَاءِ))، وقد اختلف عليه:

فرواه عنه البزار في (مسنده 1478)، وابن خزيمة في (صحيحه 216)، كرواية الجماعة.

وهذا يدل على أن هذا اللفظ لم يضبطه محمد بن بشار جيدًا؛ فكان تارة يرويه على الصواب كرواية الجماعة، وتارة يرويه هكذا، كأنه عنده رواية بالمعنى.

وقد تابع أبا أحمد الزبيري على رواية الجماعة:

عبيد الله بن موسى، كما عند ابن أبي شيبة، والدارمي، وغيرهما.

والوليد بن القاسم، كما عند أحمد، وأبي يعلى.

وأحمد بن خالد الوهبي، وإسماعيل بن عمرو البجلي، كما عند أبي نعيم في (الدلائل 312).

أربعتهم: عن إسرائيل به بلفظ ((وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ)).

وكذا رواه الأعمش عن إبراهيم به. متابعًا لمنصور، كما عند أحمد والنسائي وغيرهما.

* * *

ص: 399

2014 -

حديث أنس:

◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ يَتَوَضَّئُونَ، وَبَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ، فَأُتِيَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ أَصَابِعَ يَدِهِ الْيُمْنَى فِي الْمِخْضَبِ، فَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَوَضَّؤُونَ، وَيَقُولُ:«تَوَضَّئُوا، حَيَّ عَلَى الوُضُوءِ» ، حَتَّى تَوَضَّئُوا جَمِيعًا، وَبَقِيَ فِيهِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهِ.

[الحكم]:

صحيح دون قوله: «حَيَّ عَلَى الوُضُوءِ» ، فصح من حديث ابن مسعود وجابر، وزادها بعض الضعفاء في حديث أنس، والمحفوظ عنه بدونها، وهكذا خرجه الشيخان.

[التخريج]:

[حم 12794].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا مُؤَمَّل، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، به.

عفان هو ابن مسلم الصفار. ومؤمل هو ابن إسماعيل. وثابت هو البُناني.

[التحقيق]:

هكذا ساقه الإمام أحمد بهذا الإسناد عن رجلين: أولهما: مؤمل بن إسماعيل، وهو سيئ الحفظ، قد رماه غير واحد من النقاد بكثرة الغلط والخطأ (تهذيب التهذيب 10/ 381)، والثاني: عفان بن مسلم، وهو ثقة

ص: 400

ثبت من رجال الصحيحين، فالحديث من جهته صحيح على شرط مسلم، لكنه من جهة مؤمَّل، ضعيف لسوء حفظه، ولم يُسَمِّ لنا الإمام من صاحب السياقة.

وهذا ظاهره أن سياقتيهما واحدة، لكن قد تبين لنا أن السياقة لمؤمل، وأنه زاد في المتن زيادة لم يتابعه عليها عفان!

فقد أخرجه أيضًا الإمام أحمد (13595)، وابن سعد في (الطبقات 1/ 178) عن عفان وحده بهذا الإسناد والمتن دون قوله:«حَيَّ عَلَى الوَضُوءِ» ، فدل ذلك على أنها زيادة من مؤمل.

ومما يؤكده أنه قد روى هذه القصة بعينها سليمان بن المغيرة عن ثابت، وليس في حديثه هذه الزيادة، انظر (مسند أحمد 12412، 12413، 12727) و (منتخب ابن حميد 1284) و (مسند أبي يعلى 3327) و (صحيح ابن حبان 6584).

وسليمان عدَّه ابن المديني من أثبت أصحاب ثابت بعد حماد بن سلمة.

كما رواها أيضًا حميد الطويل عن أنس دون الزيادة، انظر (صحيح البخاري 195، 3575) و (مسند أحمد 12032) و (مسند أبي يعلى 3757) و (صحيح ابن حبان 6586)، وكذلك فإن أصل الحديث مشهور عن أنس من وجوه أخرى كثيرة دون الزيادة، انظر مثلًا:(صحيح البخاري 169، 200، 3572)، و (صحيح مسلم 2279)، و (مسند أحمد 12348، 12497، 12742).

فهذه الزيادة لم تَرِد في حديث أنس قط إلا من رواية مؤمل هذه المقرونة برواية عفان، وعندما انفردت رواية عفان تبين أنه لم يتابعه عليها، فهي غير

ص: 401

محفوظة في حديث أنس.

نعم، صحت من حديث ابن مسعود وجابر كما سبق، والله أعلم.

[تنبيه]:

قد تم تخريج أصل هذا الحديث في باب "استعمال سائر الأواني"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 402

2015 -

حديث ابن عباس:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ! قَالَ:«هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأْتِنِي بِهِ» ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَصَابِعَهُ عَلَى فَمِ الْإِنَاءِ وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ. قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلَالًا فَقَالَ:«نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ المُبَارَكَ (فَنَادَى: هَلُمُّوا إِلَى الوَضُوءِ المُبَارَكِ)» .

[الحكم]:

أصل القصة صحيح، صح نحوها من حديث جابر وابن مسعود، وهذا الشاهد إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[حم 2268 واللفظ له، 2989 / لفر 40 والرواية له / هقل (4/ 127، 128)].

[التحقيق]:

انظره عقب الرواية التالية:

ص: 403

رواية (اهْتِفِ بِالنَّاسِ: الْوَضُوءَ) مع زيادات في أعجب الخلق إيمانًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:«أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ: «مَا مِنْ مَاءٍ؟ مَا مِنْ مَاءٍ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «هَلْ مِنْ شَنٍّ؟» فَجَاءُوا بِالشَّنِّ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَنَبَعَ الْمَاءُ مِثْلَ عَصَا مُوسَى مِنْ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«يَا بِلَالُ، اهْتِفِ بِالنَّاسِ: الْوَضُوءَ» . فَأَقْبَلُوا يَتَوَضَّئُونَ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ هِمَّةُ ابْنِ مَسْعُودٍ الشُّرْبَ.

فَلَمَّا تَوَضَّئُوا صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ، ثُمَّ قَعَدَ لِلنَّاسِ، فَقَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَعْجَبُ الْخَلْقِ إِيمَانًا؟» قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: «وَكَيْفَ لَا يُؤْمِنُ الْمَلَائِكَةُ وَهُمْ يُعَايِنُونَ الْأَمْرَ؟» قَالُوا: فَالنَّبِيُّونَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «وكَيْفَ لَا يُؤْمِنُ النَّبِيُّونَ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ؟» ، قَالُوا: فَأَصْحَابُكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «وَكَيْفَ لَا يُؤْمِنُ أَصْحَابِي وَهُمْ يَرَوْنَ مَا يَرَوْنَ؟ وَلَكِنَّ أَعْجَبَ النَّاسِ إِيمَانًا، قَوْمٌ يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي، وَيُصَدِّقُونِي وَلَمْ يَرَوْنِي، أُولَئِكَ إِخْوَانِي» .

[الحكم]:

قصة نبع الماء ثابتة عن غير واحد من الصحابة، والشطر الثاني من الحديث في أعجب الخلق إيمانًا لها شواهد كثيرة، وهذا الحديث إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[طب 12560 واللفظ له / مشكل 2472].

[التحقيق]:

رواه أحمد: عن الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدثنا أبو كُدَينة، عن عطاء، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، بلفظ الرواية الأولى.

ص: 404

والأشقر مجروح، لكنه متابع:

فرواه الفريابي في (الدلائل 40)، والبيهقي في (الدلائل 4/ 128) من طريق محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السائب، بنحوه.

ومحمد بن الصلت ثقة من رجال الصحيح، وأبو كُدَينة هو يحيى بن المهلب، ثقة من رجال الصحيح، وقد توبع أيضًا، ولكن بسياقة أخرى خالية من الشاهد:

فأخرجه الدارمي (26) من طريق شعيب بن صفوان عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: «دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَطَلَبَ بِلَالٌ المَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُ المَاءَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَهَلْ مِنِ شَنٍّ» ؟ فَأَتَاهُ بِشَنٍّ، فَبَسَطَ كَفَيْهِ فِيهِ، فَانْبَعَثَ تَحْتَ يَدِيْهِ عَيْنٌ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَشْرَبُ وَغَيْرُهُ يَتَوَضَّأُ.

وخالفهما خلف بن خليفة في سنده:

فرواه الطبراني في (الكبير 12560) عن محمد بن خالد الراسبي. والطحاوي في (المشكل 2472) عن أحمد بن شعيب. كلاهما عن محمد بن معاوية بن مالج

(1)

، ثنا خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، بلفظ الرواية الثانية.

وقد رواه البزار (5360) عن محمد بن معاوية بسنده بلفظ آخر: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَشَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشَ، فَقَالَ:«ائْتُونِي بمَاءٍ» ، فَأَتَوْهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ ماءٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي المَاءِ، فَجَعَلَ الماءُ يَنْبُعُ مِنْ

(1)

تحرف في مطبوع (المعجم الكبير) و (شرح مشكل الآثار) إلى: "صالح"! والصواب المثبت، كما في مصادر ترجمته.

ص: 405

بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّهُ عَصَا مُوسَى، فَاسْتَقْى القَوْمُ، وَمَلَئُوا آنِيَتَهُمْ".

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا حَدَّث به، عن عطاء، عن الشعبي إلا خلف بن خليفة، ولا نعلم أسند عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس غير هذا الحديث، ورواه أبو كدينة عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس".

قلنا: وقد توبع أبو كُدينة على هذا الوجه كما سبق، فالظاهر أن خلف بن خليفة وهم فيه، فإنه كان قد اختلط بآخرة (تهذيب التهذيب 3/ 151)، واختلف عليه فيه أيضًا:

فرواه الكلاباذي في (بحر الفوائد 2/ 575) من طريق قتيبة عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عمن حدثه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ أَعْجَبُ الْخَلْقِ إِيمَانًا؟

» الحديث.

وعلقه ابن عبد البر في (التمهيد 20/ 248) فقال: وذكر سنيد عن خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب قال: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: أَيُّ النَّاسِ أَعْجَبُ؟ الحديث موقوفًا!

وكيفما كان الأمر، فمداره عندهم على عطاء بن السائب، وكان قد اختلط، وأبو كدينة وشعيب بن صفوان وخلف لم يُذكروا في قدماء أصحابه الذين رووا عنه قبل الاختلاط، (تهذيب التهذيب 7/ 206)، ولم نجد من رواه عنه من قدماء أصحابه؛ ولذا فالإسناد ضعيف.

وبهذا ضعفه الهيثمي فقال: "فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط"(المجمع 14104).

ولم ينتبه الذهبي لذلك، فقال:"إسناده جيد"(تاريخ الإسلام 2/ 382)،

ص: 406

(السير 2/ 44).

وقصة نبع الماء لها شواهد صحيحة، سبق بعضها، والشطر الثاني من الحديث في "أعجب الخلق إيمانًا" له شواهد كثيرة من حديث عمر وأبي هريرة وأنس وغيرهم. انظر:(التمهيد 20/ 247 - 250)، و (مسند الفاروق لابن كثير 2/ 640 - 641)، و (الأمالي المطلقة لابن حجر ص 38)، و (الصحيحة 3215).

[تنبيه]:

هذا الحديث عزاه الهيثمي في (المجمع) للطبراني في (الأوسط)، وعزاه ابن حجر في (الفتح 6/ 591) لأبي نعيم في (الدلائل)، ولم نجده في المطبوع منهما، والله أعلم.

ص: 407

2016 -

حديث آخر عن جابر بن عبد الله:

◼ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه فِي حَدِيِثٍ طَوِيلٍ، قَالَ فِيهِ:«فَأَتَيْنَا الْعَسْكَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا جَابِرُ نَادِ بِوَضُوءٍ» فَقُلْتُ: أَلَا وَضُوءَ؟ أَلَا وَضُوءَ؟ أَلَا وَضُوءَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا وَجَدْتُ فِي الرَّكْبِ مِنْ قَطْرَةٍ.

وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَاءَ فِي أَشْجَابٍ لَهُ، عَلَى حِمَارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ. قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «انْطَلِقْ إِلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ؟ » قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ.

قَالَ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَيَغْمِزُهُ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعْطَانِيهِ، فَقَالَ:«يَا جَابِرُ، نَادِ بِجَفْنَةٍ» فَقُلْتُ: يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ، فَأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ، فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِيَدِهِ فِي الْجَفْنَةِ هَكَذَا، فَبَسَطَهَا وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ وَضَعَهَا فِي قَعْرِ الْجَفْنَةِ، وَقَالَ:«خُذْ يَا جَابِرُ فَصُبَّ عَلَيَّ، وَقُلْ بِاسْمِ اللهِ» فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: بِاسْمِ اللهِ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفُوَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ فَارَتْ الْجَفْنَةُ وَدَارَتْ حَتَّى امْتَلَأَتْ، فَقَالَ:«يَا جَابِرُ، نَادِ مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ» قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ، فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا. قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنَ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلْأَى.

ص: 408

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م 3013 واللفظ له / حب 6565/ عه (إتحاف 2843 - 2845) / هقل (6/ 7 - 10) / نبغ 120 / نبق 37 / ميمي 220 / خل 726 مختصرًا جدًّا].

[السند]:

رواه مسلم ضمن حديث جابر الطويل (3006 - 3013) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد -وتقاربا في لفظ الحديث، والسياق لهارون- قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار، قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليَسَر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه غلام له،

الحديث، إلى أن قال: ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده،

الحديث، وفيه: قال: فأتينا العسكر،

إلخ.

ورواه ابن حبان (6565) من طريق عمرو بن زرارة الكلابي، ورواه أبو عوانة كما في (إتحاف المهرة 2845) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، ورواه أبو الشيخ في (أخلاق النبي 726) من طريق مهدي بن جعفر، ثلاثتهم عن حاتم بن إسماعيل، قال: حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله، به، واقتصر أبو الشيخ على قول جابر:"كان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في شجاب له على حمارة من جريد".

ص: 409

[تنبيه]:

هذا الحديث فيه طول، وما ذكرناه هنا هو ما يخص هذا الباب، وما سواه فهو مُخرج في مراجع أخرى، فتجد بعضه عند أبي داود وغيره، وبعضه عند الحاكم وغيره، وبعضه عند البيهقي وغيره، وهكذا، ولم نذكرهم في التخريج لخلو رواياتهم من موضع الشاهد.

ص: 410