الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر اللَّه تعالى قولهم: (أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا)، أي لتصرفنا عما وجدنا عليه آباءنا من عبادة فرعون والآلهة التي يحل فيها، ومن عبادة الشمس وإله الزرع وعبادة البقر. (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ) أي السلطان والسيطرة والحكم في الأرض وهي أرض مصر؛ وعبر عن الحكم والسلطان بالكبرياء؛ لأن المصريين كانوا لَا يفهمون في الحكم إلا الاستعلاء والتحكم والاستكبار، وأن تكون طبقة الحاكمين العالية وطبقة المحكومين المرذولين، وعبادة المحكوم للحاكم.
ثم أكدوا كفرهم بالحق لما جاءهم فقالوا: (وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) نفوا عن أنفسهم صفة الإيمان نفيا مؤكدا وكان ذلك:
أولا - بذكر الضمير الدال على التعظيم.
ثانيا - بالجملة الاسمية، وقوله:(لَكُمَا) لامتناع التسليم، بل إنهم مناوئون غير مستسلمين، بل هم منصرفون.
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
(79)
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)
جاء فرعون وتولى المنازعة فقال ائتونى بكل ساحر عليم، أي عليم بالسحر وأفانينه، وكان للسحرة مكانة ومنزلة في مصر، وكانوا كثيرين مشهود لهِم بالسحر ولهم مكانة فيه،
فلما جاء السحرة قال لهم موسى (أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ) وفي هذه الآية نجد موسى عليه السلام عندما التقى بهم طلب إليهم أن يلقوا، وفي الآية التالية ما يدل على أنهم ألقوا وتشير إلى ابتدائهم، ولكن في سورة الأعراف ما يدل على أنه قد حدثت مجاوبة بينه وبين السحرة قالوا فيها:(. . . إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا وَجَاءُو بِسِحْرعَظِيمٍ). وأنه لَا تعارض بين الآيات بل توافق تام ولكن ما في سورة الأعراف يُفصِّل بعض التفصيل، وهنا يُجْمل كل الإجمال؛ إذ إن نتيجة المجاوبة كانت أن طلب موسى أن يلقوا هم، وأدرك موسى وهو المؤمن