الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويسترسل النبي الهادي في إرشادهم، فيقول:
(وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ
…
(93)
على ما تتمكنون من عمله، لتكون نتيجته لكم أو عليكم وإني عامل ما يمكنني الله تعالى منه، وما أرسلني به، (سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(سوف) لتأكيد الوقوع (مَن يَأْتيهِ عذَابٌ) في الدنيا (يخزِيهِ) ينزل به، فيجعله في أسفل السافلين، (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) في قوله، وفي دعوته، فتبين حينذاك خزيكم وكذبكم، كما يتبين صدق قولي فيما دعوتكم إليه، وفي إنذاركم.
(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) ارتقبوا ما يستقبلكم، وإني معكم رقيب متتبع متوقع صدق ما أنذر الله ربِّي وربكم نزل العذاب، بهم بأمر الله تعالى في ميقاته، ولذا قال تعالى:
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا
…
(94)
أي ما قدرناه لهم عقابا في الدنيا، وكانوا يستعجلون به ثم ذكر سبحانه وتعالى أمره بعد أن نجى شعيبا والذين آمنوا برحمة من الله، وكانت رحمته في أن هداهم إلى الإيمان وأن أبعدهم عن العذاب، وفي أنه يستقبلهم النعيم المقيم يوم القيامة.
(وَأَخَذَت الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) وأظهر في موضع الإضمار لبيان أن ما أنزل بهم من العذاب سببه الظلم بالشرك والظلم بنقص المكيال والميزان، والظلم بمنع الناس حقوقهم، وبخسهم حظوظهم.
والصيحة تبعتها رجفة في الأرض ماتوا بها، ولذا قال (فَأَصْبَحوا فِي دِيَارِهِم جَاثِمِينَ)، أي ميتين. وجاثمون ملازمون أماكنهم لَا يستطيعون حراكا؛ لأن الموت الداهم أفقدهم الحركة.
(كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
(95)
كأن لم يقيموا فيها إقامة مستمتعين بمغانيها، وهذا يشير إلى أن متعة الدنيا إلى وقتنا هذا لَا بقاء منها لشيء، ويقول سيحانه:(أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) أي ألا بعدا وطردا من رحمة الله تعالى، وهلاكا لمدين، كما بعدت ثمود. وهلكت.
* * *