الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ذكر اللَّه تعالى بعد تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل موعظة المؤمنين، (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ) مؤكدا أن هذه الإيتاء هو الحق الكامل الذي لَا حق فوقه لأنه ثابت صادق، وفيه التثبيت والموعظة، والتذكر الدائم، وقد أكد سبحانه وتعالى أنه الحق بـ (ال) التي تدل على أنه كمال الحق لَا ريب فيه (فِي هَذِهِ) أكثر المفسرين على أن الإشارة إلى السورة، لأنها اشتملت على قصص مفصل لبعض الأنبياء.
وروي عن قتادة أن الإشارة إلى الدنيا، واللَّه أعلم.
بعد ذلك أمر اللَّه تعالى نبيه أن ينبه المشركينِ إلى هذا القصص الصادق، وفى هذا التنبيه تهديد لهم فقال تعالى:
(وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ
(121)
المكانة الحال، وما تمكنوا منه، والأمر للتهديد، كما تقول لمن يفعل الشر، افعل ما يبدو لك، وكما قال صلى الله عليه وسلم:" إن مما أدركه الناس من أقوال النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت "(1)، وكما في قوله تعالى:(. . . اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ. . .).
فالأمر للتهديد، وعبر اللَّه تعالى عن المشركين بقوله تعالى:(لِّلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) بفعل المضارع، أي ليس عن طبيعتهم، وكيانهم أن يؤمنوا، فالكافر الجاحد تنحل عقدة الإيمان في قلبه، فلا ينعقد قلبه على إيمان، بل هو جاحد مضطرب الفكر والنفس والقلب تأسره الأهواء المتنازعة، ويسير مع أشدها انحرافا، وأقواها استهواء (اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ)، أي على حالكم التي أنتم عليها من الغي والضلال، والاستكثار من الأموال، والأهواء والشهوات، وكل ما تمكنون منه من أهواء وشهوات ومفاسد، وبيَّن أن المؤمنين والنبي عاملون فقال:(إِنَّا عَاملُونَ) أي مستمرون في حالنا من إيمان، وإذعان للحق، وصبر على آذاكم
(1) سبق تخريجه.