الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طليق الوجه، بسّام من غير ضحك، محزون من غير عبوس، شديد من غير عنف، متواضع في غير مذلّة، جواد في غير سرف، رحيم بكل ذي قربى ومسلم، رقيق القلب، دائم الإطراق، لم يبشم قط من شبع، ولم يمد يده إلى طمع قط، قال أبو سلمة:
فحدثت عائشة بهذا الحديث كله عن أبي سعيد فقالت: ما أخطأك حرفا، ولقد قصّر أما أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمتلئ شبعا قط، ولم يبث إلى أحد شكوى، وإن كانت الفاقة أحب إليه من اليسار، والغنى، إن كان ليظل جائعا يلتوي ليلته حتى يصبح فلا يمنعه ذلك من صيام يومه، ولو شاء أن يسأل ربه فيؤتى بكنوز الأرض وثمارها، ورغد عيشها، من مشارقها ومغاربها لفعل، قالت: وربما بكيت رحمة مما أراني له من الجوع فأمسح بطنه بيدي وأقول: نفسي لك الغداء لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقوتك، ويمنع الجوع، ويقول: يا عائشة: إن إخواني من أولي العزم من الرسل قد صبروا على ما هو أشد من هذا، فمضوا على حالهم، فقدموا على ربهم، فأكرم مثابهم، وأجزل ثوابهم، أستحي إن ترفهت في معيشتي أن يقصر بي دونهم فالصبر أياما يسيرة أحب إلي مما ينقص حظي غدا في الآخرة، فما من شيء أحب إلي من اللّحوق إلى إخواني في سنده ميسرة بن عبد ربه.
تنبيهان
الأول: تقدم في حديث حسن أنه لم يكن له صلى الله عليه وسلم بوّاب،
عن أنس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة، وهي تبكي عند قبر، فقال:«اتقي الله، واصبري» ،
قالت: إليك عني، فإنك تخلو من مصيبتي، قال: فجاوزها، ومضى، فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما عرفته؟ قال: إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاءت إلى بابه، فلم تجد عليه بوابا
…
الحديث، ولا يخالف هذا حديث أبي موسى أنه كان بوابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما جلس على القف، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن في شغل من أهله، ولا انفراد من أمره، يرفع الحجاب بينه، وبين الناس، ويبرز لطالب الحاجة إليه، وفي حديث عمر بن الخطاب حين استأذن له الأسود في قصة حلف ألا يدخل على نسائه شهرا، ففيه أنه كان في وقت خلوته بنفسه يتخذ بوابا، ولولا ذلك لاستأذن عمر لنفسه، ولم يحتج إلى قوله: يا رباح استأذن لي، ويحتمل أن يكون سبب استئذان عمر أنه خشي أن يكون وجد عليه بسبب ابنته، فأراد أن يختبر ذلك باستئذانه عليه، فلما أذن اطمأن قاله الحافظ.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
التواضع: مصدر تواضع: هو هضم النفس من الملكات المرضية المورثة للمحبة من الله ومن خلقه.
يتضاءل: بتحتية ففوقية فبضاد معجمة ممدودة فهمزة مهملة، فلام.
حجزته: بحاء مهملة مضمومة، فجيم، فزاي، موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة.
الأحداث: بهمزة مفتوحة، فحاء ساكنة، فدال مهملة، فألف فمثلثة: جمع حدث بفتح المهملتين الشاب أول عمره.
القطيفة: كساء له خمل، يجعل دثارا.
هنيهة: بهاء فنون مفتوحة فتحتية ساكنة، فهاء مفتوحة، فتاء تأنيث قليلا.
الطّنفسة: بتثليث الطاء، والفاء أيضا وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء: اسم للبساط، ويطلق على حصير من سعف يكون عرضه ذراعا.
الكراع: بضم أوله، وهو ما دون الركبة من ساق الإنسان، وما فوق الخف والظلف والحافر من غيره.
جثى: بجيم مفتوحة فمثلثة مفتوحة: جلس.
تسلخ: بضم اللام وفتحها.
تنحى: بفتح النون، فحاء مهملة مشددة، أي زال عن مكانه.
أريك: أعلمك.
دحس: بمهملات مفتوحات، والدّحس بسكون الحاء: إدخال اليد بين جلد الشاة، وصفاقها: وهو الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر.
توارت: أي استترت بالجلد الذي عليها.
مهنة أهله: بفتح الميم وكسرها: أي خدمتهم.
يفلي: بياء تحتية مضارع [فلي] فلام ثلاثيا: أي يزيل قمله.
يخصف: يخرز طاقا على طاق، من الخصف، وهو الجمع والضم، ومنه وطفِقا يَخْصِفان [طه 121] .
الإكاف: بكسر الهمزة وضمها: البردعة، أو ما يشد فوقها.
اللبد: بلام مكسورة، فموحدة ساكن، فدال مهملة: ما يلبّد من شعر أو صوف.
محتفزا: بحاء فمثناة فوقية، ففاء، فزاي مستعجلا.
الهملاج: بهاء مضمومة، فميم ساكنة، وآخره جيم واحدة الهماليج: البرذون الحسن المشي بسرعة فارسي معرب.
الفريغ: بغين معجمة: أي واسع المشي.
هدّة: بهاء فدال، فمثناة فوقية: صوت يشبه الرعد.
أفظعة: بهمزة مفتوحة، ففاء ساكنة، فظاء مشالة معجمة، فعين مهملة مفتوحتين: اشتد عليه وهابه.
احتذى: بهمزة مكسورة، فمهملة ساكنة، ففوقية، فذال معجمة مفتوحتين: انتعل.
المخصوف: بميم مفتوحة، فخاء معجمة ساكنة، فصاد مهملة، فواو، ففاء: من الخصف وهو الضم.
بشعا: بموحدة مفتوحة، فشين مكسورة، فعين مهملة: الخشن تقدم وهنا: غليظ الشعير.
مدعاة الضعيف.
الخوان: بخاء معجمة مكسورة، فواو فألف، فنون: ما يوضع عليها الطعام عند الأكل.
مشى بسواد: بسين مهملة، فواو مفتوحتين، فألف، فدال مهملة.
الرّعدة بكسر الراء وفتحها، وسكون العين المهملة، وبالدال: الاضطراب.
القديد: اللحم المملوح المجفف فعيل بمعنى مفعول.
الناضح: بنون فألف فضاد معجمة، فحاء مهملة، الجمل يسقى عليه الماء.
يقمّ البيت: بفتح التحتية، وضم القاف، وتشديد الميم: يكنسه.
حشف: بمهملة فمعجمة مفتوحتين ففاء،: الفاسد اليابس.
والدّقل: بمهملة فقاف مفتوحتين، فلام: الرديء من التمر.
طليق الوجه: بطاء مهملة مفتوحة، فلام مكسورة فتحتية فقاف: منبسط متهلل.
بسّام: بفتح الموحدة، وتشديد المهملة: كثير التبسم.
العنف: بعين مهملة مضمومة، فنون ساكنة ففاء: الشدة والمشقة، وكل ما فيه الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله.
لم يبشم: بتحتية مفتوحة فموحدة ساكنة فشين معجمة مفتوحة فميم: من البشم، وهي التخمة.
خلو من مصيبتي: بخاء معجمة مكسورة، فلام ساكنة، فواو: فارغ البال منها.
القف: بقاف مضمومة، ففاء مشددة: هنا: الدّكّة تجعل حول البئر وأصله ما غلظ من الأرض وارتفع حول البئر ويكون يابسا في الغالب، والقف أيضا: واد من أودية المدينة، عليه مال لأهلها.