الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا جلوسا بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لبعض: ألم يقل الله تعالى: كذا وكذا، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فخرج فكأنما عصر على وجهه حبّ الرمان، فقال:«أبهذا أمرتم؟ أو لهذا خلقتم؟ لا تضربوا كتاب الله تعالى بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا وانظروا إلى الذين نهيتم عنه فانتهوا عنه» [ (1) ] .
وروى الإسماعيلي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بما يستطيعون من العمل قالوا: يا رسول الله، إنا لسنا كهيأتك، أن الله تعالى قد غفر لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، فيغضب حتى يعرف ذلك في وجهه، ثم يقول:«أنا أتقاكم، وأعلمكم بالله» .
وروى الترمذي عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني عبد الأشهل على الصدقة فلما قدم سأله إبلا من الصدقة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه- أن تحمر عيناه- ثم قال:«إن الرجل ليسألني ما لا يصلح لي ولا له، فإن منعته كرهت المنع، وإن أعطيته أعطيته ما لا يصلح لي، ولا له» ، فقال الرجل: يا رسول الله لا أسألك شيئا منها [ (2) ] .
وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا لنفسه قط، وكان إذا انتهك من محارم الله كان أشدهم في ذلك.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
الرضا: مصدر رضي وهي في حق المخلوق: ميل النفس وانبساطها، وفي حق القديم:
عبارة عن إرادته تنعّم المرضي عنه.
السّخط: بضم السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة، والقياس ضمها: تغير النفس، وانقباضها لأخذ الثأر، وفي حق الخالق تعالى: عبارة عن إرادته لتعذيب المغضوب عليه، فإرادته تعالى واحدة، قديمة متعلقة بما يتناهى من الإرادات، كما أن علمه واحد، ومعلوماته لا تتناهى.
الوجد: الغم: بغين معجمة مفتوحة فميم.
[ (1) ] أخرجه الترمذي 4/ 386 (2133) ابن أبي عاصم 1/ 177 وابن حجر في المطالب (2933، 2924) وانظر المجمع 7/ 202.
[ (2) ] مالك في الموطأ (1000) .
المس: التغطية.
الصّعداء: بضم الصاد، وفتح العين والدال المهملات: تنفس طويل.
الحواجب: تقدم الكلام عليه.
أشاح: بهمز وشين معجمة، وحاء مهملة بعد الألف: إذا بالغ في الإعراض، وجدّ فيه، ويقال أشاح إذا عدل بوجهه، وهذا معنى هذا الحرف في هذا الموضع وقيل الشيح البالغ في كل أمر أي إذا بلغ لم يكن ينتقم، ويؤاخذ، بل يقنع بالإعراض عمن أغضبه، وغض الطرف عند الفرح على نفي البطر والأشر.
غض طرفه بغين وضاد معجمتين: أي خفضه، ولم يرفعه من الحياء والخفر.