الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الدّمياطي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كمّة بيضاء بطحاء.
وروى أبو الحسن البلاذري رحمه الله تعالى في تاريخه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلنسوة أسماط، يعني جلودا، وكان فيها ثقبة.
وروى الطبراني وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس كمّة بيضاء [ (1) ] .
وروى ابن عساكر بسند ضعيف عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس كمّة بيضاء، ورواه أيضاً عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
وروى أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس القلانس البيض، والمزرورات، وذوات الآذان.
تنبيهان
الأول: قال في الإحياء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس القلانس تحت العمامة، وبغير عمامة، وربما نزع قلنسوة من رأسه، فيجعلها سترة بين يديه، ثم يصلي إليها، قال في زاد المعاد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس القلنسوة بغير عمامة، ويلبس العمامة بغير قلنسوة.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
القلنسوة والقلنسية إذا فتحت ضممت السين، وإذا ضممت كسرتها، تلبس في الرأس، والجمع قلانس وقلانس وقلنس، وأصله قلنسو إلا أنهم رفضوا الواو لأنه ليس اسم آخره حرف علة قبلها ضمة فصار آخره ياء مكسور ما قبلها، فكان كقاض، وقلاسيّ وقلاس وتصغيره قلينسة وقلينيسة وقليسية وقليسيّة، وقلنسته وقليسته فتقلنس وتقلسى: ألبسته إياها فلبس.
وقال محمود بن خطيب الدّهشة في التقريب [ (2) ] : بفتحتين وسكون النون وضم السين، والقلنسية بضم القاف بوزنها تلبس في الرأس، وجمعها قلانس وقلائس وقلاس.
[ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 124 وقال رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن حنيفة الواسطي وهو ضعيف ليس بالقوى.
[ (2) ] محمود بن أحمد بن محمد، الشيخ الإمام العلامة، القاضي، المصنف نور الدين الحموي المشهور بابن خطيب الدّهشة، قاضي حماة وعالمها ولد سنة ستين وسبعمائة، واشتغل ببلده على جماعة، فمن تصانيفه مختصر القوت للأذرعي سماه إعانة المحتاج إلى شرح المنهاج، ومختصر المطالع، وشرح الكافية لابن مالك، والتقريب في علم الغريب وغير ذلك ابن قاضي شهبة 4/ 108.
قال القزّار [ (1) ] : غشاء مبطن يستر به الرأس.
شامية: نسبة إلى الشام.
المشمرة: بميم مضمومة، فمعجمة ساكنة، فميم، فراء المهيأة.
مصرية.
برد: بموحدة مضمومة، فراء ساكنة، فمهملة: ثوب مخطط.
حبرة: بحاء مكسورة، فموحدة، وراء مفتوحتين، عصب اليمن، وقال الداودي الحبرة ثوب أخضر.
لاطية: أي لاصقة بالرأس، أشار بذلك إلى قصرها، وإنما حدثت القلانس الطّوال في أيام الخليفة المنصور في سنة ثلاث وخمسين ومائة، أو نحوها، وفي ذلك يقول الشاعر:
وكنّا نرجّي من إمام زيادة
…
فزاد الإمام المصطفى في القلانس
الكمّة: بضم الكاف وتشديد الميم قال العراقي رحمه الله تعالى: جمعها كمام بكسر الكاف، وهي القلنسوة، قال في المورد: هي قلنسوة منبطحة غير منبسطة.
بطحاء: بضم الموحدة، وسكون الطاء، وبالحاء المهملتين، وهي لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء، هكذا فسره الهروي رحمه الله تعالى.
وقال في النهاية: يعني أنها كانت منبطحة غير منتصبة.
قال العراقي: وأما تفسير الترمذي لها بالواسعة فليس بجيد، وكأنه حمل الكمام هنا على أنه جمع كمّ القميص، وكذا فعل أبو الشيخ، وفي ذلك منهما نظر، والمعروف ما قدمناه.
الثقبة: الخرق النافذ.
أسماط بهمزة مفتوحة، فسين مهملة ساكنة، فميم، فألف فطاء مهملة لا وسم عليها أو لبس لها بطانة.
[ (1) ] محمد بن جعفر التميمي، أبو عبد الله، القزاز: أديب، عالم باللغة من أهل القيروان، مولدا ووفاة. رحل إلى الشرق، وخدم العزيز بالله الفاطمي (صاحب مصر) وصنف له كتبا، وعاد إلى القيروان، فتصدر لتدريس العربية والأدب إلى أن توفي من كتبه «الجامع» في اللغة، كبير، و «الحروف عدة مجلدات في النحو» ، و «ضرائر الشعر» توفي سنة 415 هجرة الأعلام 6/ 71، 72.