الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما أقبل رجل عليه، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه، فجرح في وجهه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تعال فاستقد» [ (1) ] .
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن عبد الرحمن بن جبير الخزاعي قال: طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا في بطنه، إما بقضيب، أو بسواك، قال: أوجعتني، فأقدني، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم العود الذي كان معه، ثم قال:«استقد، فقبّل بطنه» ، وقال: بل أعفو عنك، لعلك أن تشفع في يوم القيامة [ (2) ] .
وروى ابن قاسم وأبو الحسن بن الضحاك عن سواد بن عمرو قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متخلّق بخلوق فقال ورس: حطّ حطّ، وغشيني بقضيب في يده في بطني فأوجعني، فقلت: يا رسول الله القصاص، فكشف لي عن بطنه، فأقبلت أقبّله، فقلت يا رسول الله: دعني وأخّرها شفاعة لي يوم القيامة.
وروى ابن قانع عن عبد الله بن أبي الباهلي قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فألقيته واقفا على بعيره، فكأنّ ساقه في غرزة الجمّارة، فاحتضنتها فقرعني بالسوط، فقلت: القصاص يا رسول الله، فرفع السّوط، فقبلت ساقه ورجله، وذكر محمد بن عمر الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يسير في الطائف إلى الجعرّانة، وأبو رهم إلى جنبه على ناقته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته،
قال أبو رهم: فوقع حرف نعلي على ساقه، فأوجعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أوجعتني، أخر رجلك، وقرع رجلي بالسوط» ، فأخذني من الهم ما تقدم، وما تأخر، وخشيت أن ينزل في قرآن، لعظم ما صنعت، فلما أصبحنا بالجعرّانة خرجت أرعى ظهري، وما هو يومي، فرقا أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يطلبني، فلما روّحت بالركائب سألت، فقالوا:
طلبك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئته، وأنا أرتقب، فقال:«إنك أوجعتني برجلك، فقد نحيتك بالسوط، فخذ هذه الغنم عوضا من ضربتي» ، قال: فرضاه أحب إلي من الدنيا وما فيها.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
القود: بقاف، فواو مفتوحتين، فدال مهملة: القصاص.
القضيب: بقاف مفتوحة، فضاد معجمة مكسورة، فمثناة تحتية، فموحدة: الغصن.
زحم: بزاي فحاء مهملة مفتوحتين فميم.
خدشه: بخاء معجمة، فدال مهملة، فشين معجمة مفتوحات: قشره.
الغير: بكسر المعجمة، وفتح التحتية، قال ابن الأعرابي: الأرش والدية دون القود.
[ (1) ] أخرجه أبو داود (4536) وأحمد 3/ 28 والنسائي في القسامة باب (22) وأحمد 3/ 28 والبيهقي 8/ 43، 48.
[ (2) ] البيهقي في السنن الكبرى 8/ 48 وانظر المجمع 6/ 289.
السّوط: بسين مهملة مفتوحة، فواو ساكنة، فطاء مهملة: ما يجلد به.
غمّوه: بغين معجمة مفتوحة، فميم، فواو فهاء: حبسوا نفسه عن الخروج.
سلاها: بسين مهملة مضمومة فلام فألف: شوك النخل.
البطحاء: بموحدة مفتوحة، فطاء مهملة ساكنة، فحاء مهملة، فألف: الحصى اللين، والمراد بها بطحاء مكة.
الخطام: بخاء معجمة مكسورة، فطاء مهملة، فألف، فميم: ما يقاد به البعير.
خفقه: بخاء معجمة، ففاء، فقاف مفتوحات، فهاء: ضربه.
الشّراك: بشين معجمة مكسورة، فراء، فألف، فكاف: أحد سيور النعل.
غشيه: بغين مفتوحة، فشين مكسورة معجمة، فتحتية فهاء: جاءه.
الغرز: بغين، فزاي معجمتين، وبينهما راء مهملة: ركاب الرحل إذا كان من جلد.
الجمّارة: بجيم مضمومة، فميم، فراء: شحم النخل.
قرعني: بقاف، فراء، فعين مهملة مفتوحات، فنون: ضربني.
العرجون: بعين مهملة مضمومة، فراء ساكنة، فجيم، فواو فنون: شماريخ العذق.
الطائف والجعرّانة: تقدم الكلام عليهما.
الظهر: بظاء معجمة، فهاء ساكنة، فراء: الركاب.
فرقا: بفاء فراء فقاف مفتوحات: خوفا.