الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى البزار عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: ضمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل، ووقت لإضمارها وقتا، وقال:«يوم كذا وكذا، وموضع كذا وكذا» ، وأرسل الخيل التي ليست مضمّرة من دون ذلك.
وروى الإمام أحمد، والطبراني- برجال ثقات- عن أبي لبيبة رضي الله تعالى عنه قال:
راهن رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس يقال لها سبحة، فسبق الناس، فهش لذلك، وأعجبه.
وروى الطبراني عن عروة بن مضرّس، رضي الله تعالى عنه أنه كان يسوق فرسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تبارك الذي كفت حوافرهن، وسوافلهن» .
وروى الطبراني عن أبي عن حثمة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فجرى به، فرجع إلينا فقال:«وجدناه بحرا» .
وروى أيضا عن عبد الله بن معقل رضي الله تعالى عنه قال: بينا نحن جلوس بالمدينة إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس له، فانطلق حتى خفي علينا، ثم أقبل وهي تعدو- الحديث.
وروى الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي في فوائده عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال: أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسه الأدهم في خيول المسلمين في المحصّب بمكة، فجاء فرسه سابقا، فجثا على ركبتيه حتى إذا سرّ به، قال:«إنه لبحر»
فقال ابن الخطاب في قوله: ولو كان صابرا أحد عن الخيل لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك حيث يقول:
وإنّ جياد الخيل لا تستفزّني
…
ولا جاعلات العاج فوق المعاصم
تنبيهان
الأول: قال ابن عابدين: سابق صلى الله عليه وسلم بين الخيل على حلل أثنية من اليمن، فأعطى السابق ثلاث حلل، والمصلّي حلّتين، والثالث حلّة، والرابع دينارا والخامس درهما، والسادس قطعة،
وقال: «بارك الله فيك، وفي كلكم» .
وروى أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري عن ابن سعد عن أبيه عن جده قال: أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل، فسبقت على فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم الظّرب، فكساني بردا يمانيا، قال:«وقد أدركت بعضه عندنا» .
وروى أيضا من هذا الطريق عن الزبير بن المنذر أن أبا أسيد السّاعدي سبق على فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم لزاز فأعطاه حلّة يمانية.
وروى الختلي عن أبي علقمة- مولى بني هاشم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإجراء الخيل، وسبقها ثلاثة أعذق، من ثلاث نخلات، أعطى السابق عذقا، وأعطى المصلّي عذقا، ثم أعطى الثالث عذقا، قال:«وذلك رطب» .
وروى أيضا عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الخيل يوما، فجاء فرس له أدهم سابقا، وأشرف على الناس،
فقالوا: الأدهم الأدهم مرتين، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبته، ومر به وقد انتشر ذنبه، وكان معقودا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنه لبحر» .
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
القرّح: بضم القاف، وفتح الراء المشددة، وبالحاء المهملة: يقال قرح الحافر قروحا إذا انتهت أسنانه، وإنما تنتهي في خمس سنين، لأنه في السنة الأولى حولي ثم جذع ثم ثنى ثم رباع ثم قارح، يقال أجذع المهر وأثنى وقرّح وأربع هذا بغير ألف، والفرس قارح، والجمع قرّح.
راهن: يقال: راهنت فلانا على كذا مراهنة: خاطرته، وأرهنته به ولديّ إرهانا: أخطرته به خطرا.
السّبق: بسين مفتوحة مهملة فموحدة مفتوحة: وهو الجعل الذي يقع عليه السباق.
والسّبق بإسكان الموحدة: مصدر سبقه قال الخطابي: والرواية الصحيحة بفتح الموحدة، يريد أن العطاء والجعل لا يستحق إلا في سباق هذا الأشياء.
وحكى ابن دريد في الجمهرة لغتين في السبق بمعنى الجعل، فتح الباء، وإسكانها.
والخف: كناية عن الإبل والحافر كناية عن الخيل والنصل: كناية عن السهم، وذلك على حذف مضاف أي ذو خف، وذو حافر، وذو نصل.
والخطر بتحريك الطاء: السّبق الذي يتراهن عليه.
الحفياء: يمد ويقصر موضع بالمدينة.
اقتحم: بهمزة، فقاف ساكنة، فمثناة فوقية، فحاء مهملة.
الجرف: بجيم فراء مضمومتين: ما يجرفه السيل من الأودية.