الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه الظاهرة صاحبت الرسالات السماوية كلها، فما من نبي أو رسول إلا وله وعدو من الإنس والجن، وقد حكى القرآن ذلك عن أعداء الرسالات قبل الإسلام، وما ردده أعداء الرسالة الخاتمة ما هو إلا صورة لما قاله أسلافهم من قبل.
يقول القرآن الأمين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
…
}
* * *
*
ردود القرآن:
وقد رد القرآن ردوداً خاطفة على بعض هذه الإفتراءات، لأنها أقل من أن يقام لها وزن. فمن ذلك قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ
…
} .
وقوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} .
وهو مع كمال عقله يمتاز عن العقلاء جميعاً، بأنه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} .
وفي القرآن مواضع أخر لذكر بعض هذه الأباطيل والرد عليها، وهي أباطيل كانوا - هم - لا يصدقونها، بل يرددونها بأفواهم عناداً وتكبراً.
* * *
*
موقفهم من القرآن:
ومن حربهم الباردة التي شنوها ضد القرآن أن قالوا: إنه سحر، وشعر، وخرافات
الأوُّلين تلقاها محمد صلى الله عليه وسلم عن مُعَلّم من البشر، وليس وحياً من عند الله، ولو كان القرآن خيراً لكانوا هم أولى باتباعه والإيمان به من أتباع محمد الذين أكثرهم فقراء وضعفاء، واستبعدوا أن يكون صاحب الرسالة مختصاً بالوحي من دونهم.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ
…
}
{.... هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}
وقد تضمنت آية النحل أبلغ رد وأفحمه على دعوى المشركين أن محمداً يعلمه بشر، وكان الذي ينسبون إليه تعليم صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم رجلاً أعجمياً لا يعرف العربية، ولا النبي يعرف اللغة الأعجمية التي يعرفها ذلك الرجل. وهو دليل عقلي قاطع مانع؛ إذ لا يصح في العقل أن رجلين لا يعلم كل منهما لغة الأخر أن يكون أحدهما أستاذاً ومعلماً للآخر، وهذا الدليل قائم في العقل إلى الآن، وحتى قيام الساعة.
ومن مواقفهم ضد القرآن الإعراض عن استماعه واللغو فيه وإثارة الضوضاء حوله حتى لا يسمعه أحد، مثل ما تصنع الدول الآن من "شوشرة" ضد إعلام دول أخرى إذا كان بينها عداء، وبخاصة الإعرم المسموع كالراديو.
* * *